معركة ارسوف (1265)، معركة وحصار خاضه السلطان الظاهر بيبرس من 21 مارس إلى سقوط مدينة ارسوف في 26 أبريل 1265.
معركة أرسوف 1265 | |
---|---|
جزء من الحملات الصليبية | |
السبع شعار الظاهر بيبرس
| |
معلومات عامة | |
المتحاربون | |
المماليك | الحملة الصليبية |
القادة | |
الظاهر بيبرس | الصليبيون |
القوة | |
؟؟ | 270 فارس |
الخسائر | |
لا يكاد يذكر | ثلث الجنود |
البداية
بعدما استلم الظاهر بيبرس حكم مصر سنة 1260 كان عليه ان يواجه الخطر المغولى والخطر الصليبى في نفس الوقت. قضى بيبرس عشر سنين كاملة من 1261 إلى 1271 في حرب ضد الصليبيين والمغول والحشاشين في الشام وأرمن كيليكيا (مملكة أرمينيا الصغرى). ولم يهزم في أي من تلك المعارك[1].
في خريف 1264 توغل الصليبيون التابعون للويس التاسع ملك فرنسا في ضواحى بيسان، وظهرت تهديدات مغولية في الشام، فخرج الظاهر بيبرس على رأس الجيش المصري من القاهرة في بداية سنة 1265، وتظاهر بأنه مشغول برحلة صيد في التلال القريبة من مدينة أرسوف. لكن في يوم 27 فبراير ظهر فجاءة أمام قيسارية ففاجئ الصليبيين فيها وحاصر قلعتها إلى أن استسلمت له يوم 4 مارس 1265، وبعد أن منح الأمان للحامية الصليبية الموجودة بها وسمح لها بمغادرة المدينة دخلها وسوى قلعتها بالأرض. من قيسارية سار بيبرس إلى حيفا فهرب سكانها وحاميتها بالمراكب فاستلمها بيبرس ودخلها ودمرها ودمر قلعتها، وبعد حيفا مضى إلى قلعة " عثليت " الضخمة اللى كانت بيد فرسان المعبد (الداوية) وحاصرها، لكن فرسان المعبد صمدوا إسبوع فقام بحرق أشجارهم وزرعهم خارج أسوار القلعة وتركها ومضى.
محاصرة أرسوف وسقوطها
زحف بيبرس يوم 21 مارس على أرسوف التي كانت بيد فرسان الاسبتارية وكانوا قد ملئوها بالمؤن والمحاربين وكان في قلعتها نحو 270 فارس. وكان بيبرس قد نقل كميات كبيرة من الأخشاب ووضعها حول أرسوف كي يجعل منها سواتر تحمى جيشه. وبعد أن حفر المهندسون انفاقاً وسقفوها بالخشب سلمت للمقدمين من الأمراء. واشترك بيبرس بنفسه في الحفر ونقل الحجارة ودفع المجانيق وفي رمى السهام وحتى في المبارزة وكأنه واحد من العسكر، وبعد أن تمكنت المجانيق أن تهدم الأسوار وتفتح فيها ثغرات بدأ الزحف بدخول المدينة في يوم 6 أبريل 1265. هاجم بيبرس القلعة واستبسل الاسبتارية في الدفاع عنها، ولمدة ثلاثة أيام دكت المجانيق وآلات الحصار اسوار القلعة إلى أن استسلمت بعدما قتل فيها نحو ثلث المحاربين الصليبيين. وطلب قائد القلعة الأمان لمن بقي من العسكر الصليبي، فأعطاهم بيبرس الأمان واستلم القلعة منهم ورفعت رايات بيبرس عليها وسلم الصليبيين سلاحهم وخرجوا في صفوف طويلة وهما مقيدين بالحبال [2][3]، يقول المؤرخ بيبرس الدوادار الذي حضر حصار ارسوف أن بيبرس قسم أبراجها على الامراء لكي يهدموها ونقل الأسرى الصليبيين في الأغلال إلى الكرك [4]. تدمير المدن والقلاع بعد استسلامها كان كي لا يعود إليها الصليبيين بعد خروج الجيش المصري منها.
عندما أخذ بيبرس ارسوف رجع بالجيش إلى مصر بعدما علم بأن الصليبيين أرسلوا تعزيزات من قبرص إلى عكا كي لايهاجمها، فاكتفى بالاستيلاء على المناطق المحيطة بعكا مما جعلها مكشوفة. وسهل لمن بعده الاستيلاء عليها، وهذا مافعله السلطان الأشرف خليل بعد ذلك في فتح عكا سنة 1291 والتي كان من الصعب فتحها دون التمهيد الذي قام به بيبرس.
دخل بيبرس القاهرة على رأس جيشه المنتصر ومعه الأسرى الصليبيين وخرج ابنه الملك السعيد لاستقباله، وعبر من باب زويلة ودخل قلعة الجبل وأنعم على الامراء وكتب خطاب لصاحبه " مانفرد " ملك صقلية وابن فريدريك الثانى يحكى له فيه عن الانتصارات التي حققها.
سقوط ارسوف ومن قبلها قيسارية وحيفا في يد الظاهر بيبرس أصاب الصليبيين بالرعب وأدركوا أن أيامهم في شرق البحر المتوسط قد صارت معدودة.
فهرست
- الشيال، 2/155-156
- العسلى، 26-29
- المقريزى،2/20-21
- بيبرس الدوادار، 96
مراجع
- ابن تغري: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، دار الكتب والوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005
- بسام العسلى: الظاهر بيبرس ونهاية الحروب الصليبية القديمة، دار النفائس، بيروت 1981.
- بيبرس الدوادار : زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة، جمعية المستشرقين الألمانية، الشركة المتحدة للتوزيع، بيروت 1998.
- جمال الدين الشيال (أستاذ التاريخ الإسلامي): تاريخ مصر الإسلامية، دار المعارف، القاهرة 1966.
- المقريزي: السلوك لمعرفة دول الملوك، دار الكتب، القاهرة 1996.
- محيي الدين بن عبد الظاهر : الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر، تحقيق ونشر عبد العزيز الخويطر، الرياض 1976.