كانت معركة أوكيناوا (بالإنجليزية: Battle of Okinawa) و(باليابانية: 沖縄戦)، تُقرأ أوكيناوا-سين وتكتب (Okinawa-sen) بنظام هيبورن، كما تعرف في لغة أوكيناوا باسم (沖縄戦، أوتشينا إيكوسا) والتي حملت الاسم الرمزي عملية جبل الجليد (Operation Iceberg)،[16] إحدى المعارك الرئيسية في مسرح حرب المحيط الهادئ التي جرت في جزيرة أوكيناوا بين قوات البحرية والجيش الأمريكي ضد الجيش الإمبراطوري الياباني.[17] اعتبر الغزو الأولي لأوكيناوا في 1 أبريل 1945، أكبر هجوم برمائي في مسرح المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانية.[18][19] بدأت المعركة التي استمرت 82 يوماً من 1 أبريل حتى 22 يونيو 1945. بعد حملة طويلة من غزو الجزر، كان الحلفاء يخططون لاستخدام قاعدة كادينا الجوية في جزيرة أوكيناوا الكبرى كمركز لعملية السقوط، الغزو المخطط له جزر الوطن اليابانية، على بُعد 340 ميل (550 كم).
معركة أوكيناوا | |||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من حرب المحيط الهادئ في الحرب العالمية الثانية | |||||||||||
جندي من مشاة البحرية الأمريكية من الكتيبة الثانية، مشاة البحرية الأولى على قمة وانا، يوفر غطاء ناري برشاشه طراز رشاش طومسون، 18 مايو 1945.
| |||||||||||
معلومات عامة | |||||||||||
| |||||||||||
المتحاربون | |||||||||||
القوات البرية: الولايات المتحدة الدعم البحري: الولايات المتحدة المملكة المتحدة كندا نيوزيلندا أستراليا |
اليابان | ||||||||||
القادة | |||||||||||
سيمون بوليفار باكنر الابن ⚔ روي جيجير كلوديوس ميلر إيزلي ⚔ جوزف ستيلويل شيستر نيمتز ريموند سبروينس ويليام هالسي جونيور السير برنارد رولينغز |
ميتسورو أوشيجيما ⚔ إيزامو تشو ⚔ مينورو أوتا ⚔ سيتشي ايتو ⚔ هيروميتشي ياهارا (أ.ح) | ||||||||||
الوحدات | |||||||||||
الوحدات البرية:
الوحدات البحرية: |
الوحدات البرية: الجيش الثاني والثلاثين
| ||||||||||
القوة | |||||||||||
541,000 من الجيش العاشر 183,000 جندي مقاتل[2] ارتفع عددهم لحوالي. 250,000[3] |
86,000 جندي ياباني 20,000 مجند محلي[4] | ||||||||||
الخسائر | |||||||||||
الولايات المتحدة:
القوة البشرية:
55,162 جريح[5][9][10] |
اليابان:
القوة البشرية: | ||||||||||
40,000–150,000 من المدنيين قُتلوا أو انتحروا أو فٌقدوا المدنيون من أصل حوالي 300,000[14] |
جهزت الولايات المتحدة الجيش العاشر وهو قوة متشعبة تتكون من فرق المشاة السابعة والسابعة والعشرين والسابعة والسبعين والسادسة والتسعين للجيش الأمريكي مع الفرق الأولى والثانية والسادسة من فيلق مشاة البحرية، للقتال في الجزيرة. كان الجيش العاشر فريداً من حيث تملكه لسلاحه الجوي التكتيكي الخاص (قيادة جيش وبحرية مشتركة)، كما كان دُعمّ بقوات بحرية وبرمائية مشتركة.
أُشير إلى المعركة باسم "إعصار الفولاذ" في الإنجليزية وتيتسو نو آمي ("مطر الفولاذ") أو تيتسو نو بيوفيو ("رياح الفولاذ العنيفة") في اليابانية.[20][21][22] تعكس هذه المسميات ضراوة القتال وشدة هجمات الكاميكازي اليابانية والأعداد الهائلة لسفن ومركبات الحلفاء المدرعة التي هاجمت الجزيرة. كانت المعركة واحدة من أعنف معارك المحيط الهادئ، مع ما يقرب من 160.000 ضحية من الطرفين: 75,000 على الأقل من الحلفاء و84,166 إلى 117,000 ياباني،[23][24] بما في ذلك المجنديين المحليين من سكان أوكيناوا الذين يرتدون الزي العسكري الياباني.[14][25] بالإضافة إلى ذلك، قُتل 149.425 من مدنيين أوكيناوا أو انتحروا أو فُقدوا وهي نسبة كبيرة من السكان المحليين الذين قُدرّ عددهم قبل الحرب بنحو 300.000 نسمة.[25]
وبالنسبة للعمليات البحرية المرتبطة بالمعركة، فقد كلا الجانبين أعداداً كبيرة من السفن والطائرات، بما في ذلك البارجة اليابانية ياماتو. عقب انتهاء المعركة، قدمت أوكيناوا مرسى للأساطيل ومراكز انطلاق للقوات، إضافةً إلى مطارات على مقربة من اليابان استعداداً لغزو مخطط له.
إعدادات المعركة
- مقالة مفصلة: القوات البرية المشاركة في معركة أوكيناوا
- طالع أيضًا: القوات البحرية المشاركة في معركة أوكيناوا
بالنسبة للحلفاء
في المجمل، كان تعداد الجيش الأمريكي يزيد على 103,000 جندي (من بينهم أكثر من 38,000 من جنود المدفعية التي لا تتبع الفرق، والدعم القتالي ومركز القيادة، إضافة إلى 9,000 من الجنود الإداريين)[26] وأكثر من 88,000 من مشاة البحرية و18,000 من أفراد البحرية (معظمهم من المهندسيين البحريين والأطقم الطبية).[27] في بداية معركة أوكيناوا، كان لدى الجيش الأمريكي العاشر 182,821 فرداً تحت قيادته.[27] وقد كان من المخطط أن يقدم الجنرال باكنر تقريراً إلى ترنر حتى تكتمل المرحلة البرمائية ومن ثَمّ تقريراً مباشراً إلى سبروانس. على الرغم من أن القوات البرية المتحالفة كانت مؤلفة بالكامل من الوحدات الأمريكية، فإن أسطول المحيط الهادئ البريطاني (BPF)؛ المعروف لدى البحرية الأمريكية باسم قوة المهام 57، قدمّ حوالي ¼ القوة الجوية البحرية المتحالفة (450 طائرة). حيث كان يتألف من قوة تضم 50 سفينة حربية، 17 منها حاملة طائرات. ولأن مدرجات الطيران المدرعة البريطانية أٌعدت بحيث تتحمل عدد أقل من الطائرات في حاملة واحدة، مما جعلها أكثر مقاومة لهجمات الكاميكازي.[28]
على الرغم من أن جميع حاملات الطائرات التابعة لأسطول المحيط الهادئ البريطاني وفرتها بريطانيا، إلا أن مجموعة الحاملات كانت أسطولاً مشتركاً من دول الكومنولث البريطاني بسفن وأفراد من أستراليا ونيوزيلندا وكندا. والتي كانت مهمتهم تحييد المطارات اليابانية في جزر ساكيشيما وتوفير غطاء جوي ضد هجمات الكاميكازي اليابانية. كانت معظم المقاتلات الجوية والقاذفات الانقضاضية الصغيرة والهجوم الأرضي تتمركز على حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية.
بالنسبة لليابانيين
تهيأت القوة البرية اليابانية (المُنظمة للدفاع بالأساس) بقوة 67,000 جندي (77,000 وفقاً لبعض المصادر) من الجيش 32 النظامي وحوالي 9,000 من قوات البحرية الإمبراطورية اليابانية (IJN) في قاعدة أوروكو البحرية (بضع مئات منهم فقط تدربوا وجُهزوا للقتال البري)، بدعم من 39,000 من سكان جزر ريوكيو المحليين الذين جُندوا (بما في ذلك 24,000 من ميليشيات مؤخرة الجيش التي جُهزّت على عجل والمسماة بويتاي إضافة إلى 15,000 من العمال غير النظاميين). استخدم اليابانيون تكتيكات الكاميكازي منذ معركة خليج ليتي، لكنها أصبحت لأول مرة جزءاً رئيسياً من عملية الدفاع. بين الإنزال الأمريكي في 1 أبريل و25 مايو، جرت سبع محاولات هجومية رئيسية للكاميكازي، شملت أكثر من 1,500 طائرة.
تألف الجيش الثاني والثلاثون في البداية من الفرق التاسعة والرابعة والعشرين والرابعة والستين والفرقة المختلطة المستقلة الرابعة والأربعين. انتقلت الفرقة التاسعة إلى تايوان قبل الغزو، مما أدى إلى تعديل الخطط الدفاعية اليابانية. كان من المقرر أن يقود المقاومة الأولية في الجنوب الفريق ميتسورو أوشيجيما ورئيس أركانه الفريق إيسامو تشو ورئيس العمليات، العقيد هيروميتشي ياهارا. وبينما دعا ياهارا إلى استراتيجية دفاعية، دعا تشو إلى استراتيجية هجومية.
شمالاً، تولى العقيد تاكيهيدو أودو القيادة. وقاد قوات البحرية الإمبراطورية اليابانية الأدميرال مينورو أوتا. وقد توقعوا أن يهبط الأمريكيون بنحو 6 إلى 10 فرق ضد الحامية اليابانية المكونة من فرقتين ونصف. استنتجت رئاسة الأركان اليابانية أن التفوق العالي وكميات الأسلحة سيعطي كل فرقة أمريكية خمس أو ست أضعاف القوة النارية لأي فرقة يابانية. يضاف إلى ذلك القوة النارية والجوية الأمريكية الوافرة.
تجنيد الأطفال
في أوكيناوا، نُظمّ طلاب المدارس المتوسطة تيكيتسو كينيتاي في خدمة الخط الأمامي، بينما نُظمّ طالبات هيمه-يوري في وحدة تمريض.[29]
حشد الجيش الإمبراطوري الياباني 1,780 من طلاب المدارس المتوسطة الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً في خدمة الخط الأمامي. تم تسميتهم تيكيتسو كينيتاي (باليابانية: 鉄 血 勤 皇 隊، "فيلق الحديد والدم الإمبراطوري"). جرت هذه التعبئة بموجب مرسوم صادر عن وزارة الحربية وليس بموجب القانون. حشدت المراسيم الطلاب كجنود متطوعين من أجل النموذج؛ في الواقع، أمرت السلطات العسكرية المدارس بإجبار جميع الطلاب تقريباً على "التطوع" كجنود؛ في بعض الأحيان زوروا المستندات اللازمة. وقد قُتل حوالي نصف طلاب تيكيتسو كينيتاي، بما في ذلك خلال الهجمات الانتحارية ضد الدبابات وفي عمليات حرب العصابات.
من بين 21 مدرسة ثانوية للبنين والبنات التي شكلت هذه القوات الطلابية، سيموت 2,000 طالب في ساحة المعركة. حتى مع عمل الطالبات بشكل أساسي كممرضات للجنود اليابانيين، فقد ظلوا عرضة لظروف الحرب القاسية.[30]
بعد خسارتها معركة أوكيناوا، سنت الحكومة اليابانية قوانين جديدة استعداداً للمعارك الحاسمة في الجزر الرئيسية. أتاحت هذه القوانين للفتيان الذين تبلغ أعمارهم 15 عاماً أو أكثر والبنات اللواتي يبلغن 17 عاماً أو أكثر الانضمام إلى خدمة الخطوط الأمامية.
المعركة البحرية
أبقت قوة المهام 58 التابعة للبحرية الأمريكية، التي نُشرت شرق أوكيناوا مع مجموعة مرابطة من 6 إلى 8 مدمرات، 13 حاملة (7 حاملات أسطول و6 حاملات خفيفة) في الخدمة من 23 مارس إلى 27 أبريل ثم خفضت العدد بعد ذلك. حتى 27 أبريل، كان هناك ما لا يقل عن 14 وما يصل إلى 18 حاملة مرافقة (CVE) في المنطقة طيلة ذلك الوقت. وحتى 20 أبريل، ظلت قوة المهام البريطانية 57، بقوة مكونة من 4 حاملات كبيرة و6 حاملات مرافقة، قبالة جزر ساكيشيما لحماية الجناح الجنوبي.[32]
إن زمن الحملة التي طال أمدها في ظل ظروف مرهقة أجبر الأدميرال تشيستر دبليو. نيميتز على اتخاذ خطوة غير مسبوقة بإعفاء كبار القادة البحريين من أجل الراحة والاسترخاء. بعد عملية تغيير مهمة الأسطول والقادة، بدأت القوات البحرية الأمريكية الحملة بتولي الأسطول الخامس تحت قيادة الأدميرال ريموند سبروينس زمامها، لكنها سلمت الأمر في النهاية إلى الأسطول الثالث تحت قيادة الأميردال ويليام هالسي.
كانت التدخلات الجوية اليابانية ضعيفة نسبياً خلال الأيام القليلة الأولى بعد عمليات الإنزال. ومع ذلك، في 6 أبريل، بدأ رد الفعل الجوي المتوقع بهجوم مكون من 400 طائرة أقلعت من كيوشو. استمرت الهجمات الجوية العنيفة المتكررة طوال أبريل. وخلال الفترة من 26 مارس - 30 أبريل، غرقت عشرين سفينة أمريكية وتضررت 157 نتيجة هجمات العدو. من جانبهم، وبحلول 30 أبريل، خسر اليابانيون أكثر من 1,100 طائرة أسقطتها القوات البحرية المتحالفة وحدها.[33]
بين 6 أبريل و 22 يونيو، أطلق اليابانيون 1,465 طائرة كاميكازي ضمن هجمات واسعة النطاق من كيوشو، 185 طلعة كاميكازي فردية من كيوشو و250 طلعة كاميكازي فردية من فورموزا. في حين أن المخابرات الأمريكية قدرت وجود 89 طائرة في فورموزا، لقد كان لدى اليابانيين في الواقع حوالي 700 طائرة مفككة أو مموهة جيدًا ومشتتة في قرى وبلدات متناثرة. طعن سلاح الجو الأمريكي الخامس في مزاعم البحرية حول انطلاق الكاميكازي من فورموزا.[34]
كانت السفن التي فُقدت عبارة عن قطع بحرية أصغر، خاصة مدمرات المراقبة الرادارية إضافة إلى مدمرات المرافقة وسفن الإنزال. في حين لم يخسر الحلفاء أي سفن حربية رئيسية، إلا أن العديد من حاملات الأسطول أصيبت بأضرار بالغة. كما تم استخدام الزوارق البخارية الانتحارية فئة شينيو البرية في الهجمات الانتحارية اليابانية، على الرغم من أن أوشيجيما قد سرح غالبية كتائب القوارب الانتحارية قبل المعركة نظراً لفاعليتها المنخفضة المتوقعة مقابل عدو متفوق. إلا أنه أُعيد تشكيل طواقم القوارب في ثلاث كتائب مشاة إضافية.[35]
عملية تن غو
كانت عملية تن-غو (تن-غو ساكسن) محاولة هجومية بقوة ضاربة من 10 سفن سطح يابانية، تقودهم ياماتو بقيادة الأدميرال سيتشي ايتو. وقد أمرت قوة المهام الصغيرة هذه بالقتال عبر القوات البحرية المعادية، ثم الرسو عند الشاطئ بياماتو واستكمال القتال من عنده، باستخدام ياماتو أسلحتها كمدفعية ساحلية وطاقمها كمشاة بحرية. وقد رصدت الغواصات قوة تن-غو بعد فترة وجيزة من مغادرتها المياه اللإقليمية اليابانية واعترضتها طائرات الحاملات الأمريكية.
وبعد تعرضها لهجوم من أكثر من 300 طائرة على مدى ساعتين، غرقت أكبر بارجة في العالم في 7 أبريل 1945، بعد معركة من جانب واحد، حتى قبل أن تتمكن من الوصول إلى أوكيناوا بفترة كبيرة. (كانت قد صدرت تعليمات لقاذفات الطوربيدات الأمريكية باستهدافها من جانب واحد فقط لمنع طاقم السفينة من تدابير مكافحة الغرق الفعالة والتصويب على القوس أو المؤخرة، حيث يعتقد أن سمك الدروع كان أخف.) ومن ضمن قوة ياماتو التي دُمرت، الطراد الخفيف ياهاجي وأربعة من المدمرات الثمانية غرقوا أيضاً. فقدت البحرية الإمبراطورية اليابانية حوالي 3,700 بحاراً، من بينهم الأدميرال ايتو، مقابل خسارة 10 طائرات أمريكية و 12 طياراً.
أسطول المحيط الهادئ الريطاني
كُلفّ أسطول المحيط الهادئ البريطاني، الذي شارك في المعركة تحت اسم قوة المهام 57، بمهمة تحييد المطارات اليابانية في جزر ساكيشيما وهو ما نجح في تنفيذه في الفترة من 26 مارس إلى 10 أبريل.
في 10 أبريل، تحول اهتمامه نحو المطارات في شمال فورموزا. انسحبت القوة إلى خليج سان بيدرو في 23 أبريل.
في 1 مايو، عاد أسطول المحيط الهادئ البريطاني للقتال، بمهمة تحييد للمطارات مثلما كان يفعل من قبل، هذه المرة بواسطة القصف البحري وكذلك الهجمات الجوية. تسببت العديد من هجمات الكاميكازي في أضرار جسيمة بسفن الأسطول، لكن بما أن حاملات الطائرات التابعة للبحرية الملكية كانت تملك منصات طيران مدرعة، فقد عانت فقط من انقطاع قصير لعمليات قواتهم.[36][37]
المعركة البرية
جرت المعركة البرية على مدى حوالي 81 يوماً بدءاً من 1 أبريل 1945. كان أول من هبط من الأمريكيين على الشاطئ جنوداً من الفرقة 77 مشاة، الذين نزلوا على جزر كيراما، على بعد 15 ميل (24 كم) غرب أوكيناوا في 26 مارس. تبع ذلك عمليات الإنزال الفرعية وجرى تأمين جزر كيراما خلال الأيام الخمسة التالية. في هذه العمليات الأولية، عانت الفرقة 77 مشاة من 27 قتيلاً و81 جريحاً، بينما خسر اليابانيون أكثر من 650 قتيل وأسير. قدمت العملية مرفأ مؤمن للأسطول وقضت على تهديد القوارب الانتحارية.
في 31 مارس، هبط جنود البحرية من كتيبة مشاة الاستطلاع البرمائية دون مقاومة على كيسي شيما، على بعد أربع جزر صغيرة تقع على بعد 8 أميال (13 كم) غرب ناها عاصمة أوكيناوا. وذهبت مجموعة بقطع مدفعية "لونج توم" 155 ملم (6.1 بوصة) إلى شواطئ تلك الجزر لتغطية العمليات في أوكيناوا.
شمال أوكيناوا
أتم الفيلق الرابع والعشرون والفيلق البرمائي الثالث الإنزال الرئيسي على شواطئ هاغوشي على الساحل الغربي لأوكيناوا في يوم الإنزال (L-Day)، في 1 أبريل. أجرت فرقة مشاة البحرية الثانية مظاهرة عسكرية قبالة شواطئ ميناتوغا على الساحل الجنوبي الشرقي لخداع اليابانيين حول النوايا الأمريكية وتأخير حركة الاحتياطيات العسكرية من هناك.
اجتاح الجيش العاشر الجزء الجنوبي الأوسط من الجزيرة بسهولة نسبية واستولى على قاعدتي كادينا ويوميتان الجويتين في غضون ساعات من عملية الإنزال.[38] في ضوء المقاومة الضعيفة، قرر الجنرال باكنر المُضي قدماً على الفور في المرحلة الثانية من خطته - الاستيلاء على شمال أوكيناوا. توجهت فرقة مشاة البحرية السادسة إلى برزخ إيشيكاوا وبحلول 7 أبريل، كانت قد أحكمت قبضتها على شبه جزيرة موتوبو.
بعد ستة أيام في 13 أبريل، وصلت الكتيبة الثانية وفوج مشاة البحرية الثاني والعشرون، إلى نقطة هيدو (هيدو-ميساكي) في الطرف الشمالي من الجزيرة. عند هذه النقطة، حوصر الجزء الأكبر من القوات اليابانية في الشمال (المسماة رمزياً قوة أودو) في شبه جزيرة موتوبو. حيث كانت التضاريس عبارة عن جبال وغابات، مع تمركز الدفاعات اليابانية على جبل ياي، كتلة ملتوية من التلال والوديان الصخرية في وسط شبه الجزيرة. دار هناك قتال عنيف قبل أن يطهر مشاة البحرية جبل ياي أخيراً في 18 أبريل. ومع ذلك، لم يكن ذلك نهاية القتال البري في شمال أوكيناوا. ففي 24 مايو، شنت القوات اليابانية عملية جي-غو: نقل سرية من القوات الخاصة غيريتسو كوتاي تاي جواً في هجوم انتحاري على يوميتان. دمرت 70 ألف جالون أمريكي (260 ألف لتر) من الوقود وتسع طائرات قبل أن يقتلهم المدافعون الذين فقدوا رجلين.
في غضون ذلك، هاجمت الفرقة 77 مشاة جزيرة إيجيما - جزيرة صغيرة قبالة الطرف الغربي من شبه الجزيرة - في 16 أبريل، بالإضافة إلى المخاطر التقليدية، واجهت الفرقة 77 مشاة هجمات كاميكازي وحتى نساء محليات مسلحات بالحراب. كان هناك قتال عنيف قبل إعلان المنطقة آمنة في 21 أبريل وأصبح هناك قاعدة جوية أخرى معدة للعمليات ضد اليابان.
جنوب أوكيناوا
بينما كانت فرقة مشاة البحرية السادسة تطهر شمال أوكيناوا، انتقلت فرقتا المشاة السادسة والتسعين والسابعة التابعتين للجيش الأمريكي جنوباً عبر وسط أوكيناوا الضيق. بدأت الفرقة 96 مشاة في مواجهة مقاومة شرسة غرب وسط أوكيناوا من جانب القوات اليابانية التي تتمركز في مواقع محصنة شرق الطريق السريع رقم 1 وإلى حوالي 5 ميل (8 كم) من شمال غرب شوري، فيما أصبح يعرف باسم تل الصبار. واجهت فرقة المشاة السابعة مقاومة يابانية عنيفة مماثلة من قمة صخرية تقع على بعد حوالي 1000 ياردة (910 م) جنوب غرب أراكاتشي (أطلق عليها اسم "القمة" لاحقاً). وبحلول ليلة 8 أبريل، طهرت القوات الأمريكية هذه المواقع والعديد من المواقع شديدة التحصين الأخرى. وقد تكبدت أكثر من 1,500 ضحية نتيجة القتال خلال هذه العملية، بينما قتلت أو أسرت حوالي 4,500 ياباني. لكن المعركة كانت قد بدأت للتو، فقد تيقن أن هذه المواقع "لم تكن سوى مواقع متقدمة" تؤمن خط شوري.
كانت قمة كاكازو الهدف الأمريكي التالي وهي عبارة عن تلين يتصلان بسرج يشكل جزءاً من دفاعات شوري الخارجية. لقد أعد اليابانيون مواقعهم جيداً وحاربوا بصلابة. اختبأ الجنود اليابانيون في الكهوف المحصنة. وغالباً ما فقدت القوات الأمريكية أفرادها قبل تطهير اليابانيين من كل كهف أو المخابئ الأخرى. أرسل اليابانيون سكان أوكيناوا المحليين تحت تهديد السلاح ليجلبوا المياه والإمدادات لهم، مما أدى إلى وقوع خسائر في صفوف المدنيين. كان التقدم الأمريكي متصلباً، لكن نتج عنه عدد كبير من الخسائر من كلا الجانبين.
مع توقف الهجوم الأمريكي على قمة كاكازو، قرر الفريق أوشيجيما - تحت تأثير الجنرال تشو - أن يشن هجوماًً. وفي مساء يوم 12 أبريل، هاجم الجيش الثاني والثلاثون المواقع الأمريكية عبر الجبهة بأكملها. كان الهجوم الياباني ضخماً ومتواصلاًً ومنظماًً جيداًً. وبعد قتال عنيف متلاحم، تراجع المهاجمون، لتكرار هجومهم في الليلة التالية. وصُدّ هجوم نهائي في 14 أبريل مرة أخرى. قادت هذه المحاولة قيادة الجيش الثاني والثلاثين إلى الاستنتاج بأن الأمريكيين كانوا ضعاف أمام تكتيكات التسلل الليلي، لكن قوتهم النارية المتفوقة جعلت أي حشد للقوات اليابانية الهجومية أمراًً خطيراًً للغاية، فعادوا إلى استراتيجيتهم الدفاعية.
سيطرت فرقة المشاة السابعة والعشرون - التي هبطت في 9 أبريل - على الجانب الأيمن، بمحاذاة الساحل الغربي لأوكيناوا. فأصبح للجنرال جون آر. هودج ثلاث فرق في هذا الخط، مع تمركز الفرقة 96 في الوسط والفرقة السابعة إلى الشرق، مع تمسك كل فرقة بجبهة يبلغ طولها حوالي 1.5 ميل (2.4 كم). أطلق هودج هجوماً جديداً في 19 أبريل بوابل من 324 مدفع، يعتبر أكبر قصف على الإطلاق يشهده مسرح عمليات المحيط الهادئ. كما انضمت البوارج والطرادات والمدمرات إلى القصف الذي أعقبه مهاجمة 650 طائرة تابعة للبحرية والمارينز مواقع العدو بالنابالم والصواريخ والقنابل والمدافع الرشاشة. تمركزت الدفاعات اليابانية على منحدرات عكسية، حيث انتظر المدافعون قصف المدفعية والهجوم الجوي وهم في أمان نسبي، حيث خرجوا من الكهوف ليمطروا الأمريكيين الذين يتقدمون على المنحدر الأمامي بقذائف الهاون والقنابل اليدوية.
فشل هجوم مدرع لعمل اختراق عبر الالتفاف حول قمة كاكازو، في الانضمام إلى دعم المشاة التي كانت تحاول عبور التلال وبالتالي أخفق الهجوم مع خسارة 22 دبابة. وعلى الرغم من أن دبابات اللهب طهرت العديد من دفاعات الكهوف، فإن عملية الاختراق لم تحدث وعانى الفيلق الرابع والعشرون من خسائر بلغت 720 ضحية. وقد تكون الخسائر أكبر باستثناء حقيقة أن اليابانيين احتفظوا عملياً بجميع احتياطيات المشاة الخاصة بهم متمركزة في أقصى الجنوب والتي احتجزها هناك هجوم مخادع قبالة شواطئ ميناتوغا دبرته فرقة مشاة البحرية الثانية بالتزامن مع الهجوم.
في نهاية أبريل، بعدما اخترقت قوات الجيش خط دفاع ماشيناتو،[39] عززت فرقة مشاة البحرية الأولى فرقة المشاة السابعة والعشرين وعززت فرقة المشاة 77 الفرقة 96. وعندما وصلت فرقة مشاة البحرية السادسة، تولى الفيلق البرمائي الثالث السيطرة على الجناح الأيمن وتولى الجيش العاشر السيطرة على المعركة.
الخسائر
الخسائر العسكرية
الأمريكية
الخسائر اليابانية
الخسائر المدنية وعمليات الانتحار والأعمال الوحشية
جدل الوزارات اليابانية
تداعيات المعركة
تأثيرها على الحرب الواسعة
النصب التذكاري
القاعدة الأمريكية الحالية
مقالات ذات صلة
مصادر
- "Chapter XVIII: The Battle Ends". army.mil. مؤرشف من الأصل في 6 نوفمبر 201823 أكتوبر 2015.
- Bill Sloan: The Ultimate Battle pg. 18
- Keegan: The Second World War pg. 567
- Hastings: Retribution pg. 370
- Keegan: The Times Atlas of the Second World War pg. 169
- The National Archives: Heroes and Villains retrieved 22 July 2015 نسخة محفوظة 2017-12-03 على موقع واي باك مشين.
- William T. Garner: Unwavering Valor ch. 12.
- Frank، صفحة 71
- The National Archives: Heroes and Villains Retrieved 22 July 2015 نسخة محفوظة 2017-12-03 على موقع واي باك مشين.
- Garner: Unwavering Valor ch. 12.
- Keegan: The Second World War pg. 573
- "The Battle of Okinawa" Retrieved 28 Dec. 2015 نسخة محفوظة 2018-03-23 على موقع واي باك مشين.
- "The Cornerstone of Peace." Kyushu-Okinawa Summit 2000: Okinawa G8 Summit Host Preparation Council, 2000. Accessed 9 Dec 2012. "The Cornerstone of Peace - number of names inscribed". أوكيناوا (محافظة). مؤرشف من الأصل في 27 سبتمبر 201104 فبراير 2011.
- SSgt Rudy R. Frame, Jr. "Okinawa: The Final Great Battle of World War II | Marine Corps Gazette". Mca-marines.org. مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2013December 4, 2013.
- Giangreco Hell to Pay (2009) pg. 91
- "Planning Iceberg, Chp 2 of Okinawa: Victory in the Pacific by Major Chas. S. Nichols, Jr., USMC and Henry I. Shaw, Jr". Historical Section, Division of Public Information, US Marine Corps. مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 2010May 7, 2010.
- Feifer 2001 pages 99–106
- "The United States Navy assembled an unprecedented armada in March and April 1945". Militaryhistoryonline.com. مؤرشف من الأصل في 05 أبريل 2020May 6, 2012.
- "The American invasion of Okinawa was the largest amphibious invasion of all time". Historynet.com. مؤرشف من الأصل في 28 مارس 2008May 6, 2012.
- "Okinawa: The Typhoon of Steel". American Veterans Center. April 1, 1945. مؤرشف من الأصل في 05 أبريل 202012 أكتوبر 2013.
- At 60th anniversary, Battle of Okinawa survivors recall 'Typhoon of Steel' – News – Stripes, Allen, David; Stars and Stripes; April 1, 2005. نسخة محفوظة 2020-04-05 على موقع واي باك مشين.
- John Pike. "Battle of Okinawa". Globalsecurity.org. مؤرشف من الأصل في 05 أبريل 202012 أكتوبر 2013.
- Huber, Thomas (May 1990). "Japan's battle of Okinawa, April-June 1945". Combined Arms Research Library. مؤرشف من الأصل في 05 أبريل 2020.
- "Chapter XVIII: The Battle Ends". permanent.access.gpo.gov. مؤرشف من الأصل في 05 أبريل 202023 يناير 2020.
- "The Cornerstone of Peace: Number of Names Inscribed". Okinawa Prefecture. مؤرشف من الأصل في 05 أبريل 202022 مايو 2017.
- Rottman, Gordon (2002). Okinawa 1945: The Last Battle. Osprey Publishing. صفحة 39. .
- Rottman, Gordon (2002). Okinawa 1945: The Last Battle. Osprey Publishing. صفحة 40. .
- Hobbs, David (January 2013). "The Royal Navy's Pacific Strike Force". US Naval Institute. مؤرشف من الأصل في 07 أبريل 202026 أبريل 2018.
- Huber, Thomas M."Japan's Battle of Okinawa, March–June 1945". مؤرشف من الأصل في 14 فبراير 200911 يوليو 2014. , Command and General Staff College
- "[OFFICIAL] HIMEYURI PEACE MUSEUM". مؤرشف من الأصل في 07 أبريل 2020.
- جون تولاند, The Rising Sun: The Decline and Fall of the Japanese Empire 1936–1945, Random House, 1970, p. 711.
- "OKINAWA: THE LAST BATTLE, Chapter 4, Page 97". مؤرشف من الأصل في 6 نوفمبر 201811 يونيو 2012.
- "OKINAWA: THE LAST BATTLE, Chapter 4, Page 102". مؤرشف من الأصل في 6 نوفمبر 201811 يونيو 2012.
- Baldwin, Hanson W. Sea Fights and Shipwrecks Hanover House 1956 page 309
- Christopher Chant, "The Encyclopedia of Codenames of World War II (Routledge Revivals)", p. 87
- Hastings 2007، صفحة 401
- Hobbs 2012، صفحات 175–76
- "Action in the North, Chp 6 of Okinawa: Victory in the Pacific by Major Chas. S. Nichols, Jr., USMC and Henry I. Shaw, Jr". Historical Section, Division of Public Information, US Marine Corps. مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 2010May 7, 2010.
- West Point Atlas of American Wars