معركة الفلوجة الثانية هي معركة وقعت في الفترة ما بين 7 نوفمبر، 2004 و23 ديسمبر من نفس العام ضمن معارك الجماعات المسلحة العراقية بعد الغزو الأمريكي للعراق.[2][3][4] وقعت المعركة بعد صدور أمر إيقاف تقدم الجيش الأمريكي في معركة الفلوجة الأولى في أبريل، وقد شاركت بها القوات العراقية ووالبريطانية بجانب الأمريكية.
معركة الفلوجة الثانية | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الاحتلال الأمريكي للعراق | |||||||||
جنود أمريكيين أثناء أحد المداهمات
| |||||||||
معلومات عامة | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
جماعة التوحيد والجهاد
كتائب ثورة العشرين |
الولايات المتحدة | ||||||||
القادة | |||||||||
عمر حديد عبد الله الجنابي أبو مصعب الزرقاوي أبو عبد الله الشافعي |
ريشارد ناتونسكي | ||||||||
القوة | |||||||||
~6,000–8,000 مقاتل | 10,500 جندي أمريكي 2,000 جندي عراقي 850 جندي بريطاني | ||||||||
الخسائر | |||||||||
1,200–1,500 قتيل 1,500 أسير |
الجيش الأمريكي 95 قتيل 560 جريح
الجيش العراقي 8 قتيل 43 جريح الجيش البريطاني 4 قتلى 10 جرحى | ||||||||
جاءت معركة الفلوجة الثانية في النصف الثاني من رمضان 1424 هـ، الموافق نوفمبر 2004 - كما هو معروف – بعدما ضاعفت القوات الأمريكية تعزيزاتها 7 مرات عن المعـركة الأولى في أبريل 2004،وبلغت أعداد جنودها أكثر من 15ألف جندي، مقابل حوالي 5000 مقاتل كانوا متحصنين داخل المدينة.
وبعد أن كانت قد أنهكت واستنزفت سكان المدينة والمسلحين فيها بالمفاوضات العبثية التي تمت في ظل وساطة قام بها إخوان العراق (الحزب الإسلامي) وبعض الشخصيات المشاركة في مجلس الحكم العميل وهذا أولا، وبالحصار الخانق بحيث قطعت عنهم التموين والمدد من الخارج نهائيا، ثانيا، وثالثا بالضربات الجوية المتواصلة والتي لم تتوقف بعد الفشل العملياتي للجيش الأمريكي في معركة الفلوجة الأولى في أبريل 2004،وحتى بداية هذه المعركة، وذلك رغم أن ما كان يسمى بـ "المفاوضات" كانت جارية طوال هذه المدة، والتي كان واضحا أنها فقط لكسب الوقت وللحصول على مزيد من المعلومات حول المسلحين داخل المدينة، ولاختراق صفوف المقاتلين في المدينة والحصول على معلومات حول مواطن قوتهم ومواطن ضعفهم،
وقد بدأت القوات الأمريكية معركتها الثانية على الفلوجة بهجوم مكثف واسع النطاق قام بها قوات مشاة بحرية الولايات المتحدة على المدينة، مستخدمين مختلف الطائرات العمـودية والمقاتلة من الجو، والدبابات والمدافع الثقيلة والصواريخ من البر، وكل ذلك ضد حوالي 5000 مقاتل نسبة منهم من أهالي الفلوجة، والكثير من المسلحين العـرب والاجانب المجهزين بأسلحة خفيفة وفوق الخفيفة .
وعن أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا التي إستخدمتها القوات الأمريكية ضد مسلحي الفلوجة وقادتهم المقاتلين العرب، والتي أدت بعد ذلك إلى سقوطها بيد الأمريكان، رغم القتال الانتحاري الذي قاوم به المقاتلون واستماتتهم المتناهية في الدفاع عن مواقعهم، وبعد أن كانت قد استعصت عليها ودفعتها تغطية الاعلام لحجم الإصابات بين المدنيين لإيقاف تقدمها في نيسان / أبريل عام 2004، عن كل ذلك ينقل لنا أحد الكتاب رواية أحد الأطباء في مستشفى الفلوجة، حول أنواع تلك الأسلحة وعن المذبحة التي إرتكبتها القوات الأمريكية في الفلوجة – بواسطة هذه الأسلحة: وهي مذبحة تسربت أنباؤها إلى وسائل الإعلام : وتلك الأسلحة وإن قد تم الكشف عنها إلا أن رواية الطبيب العراقي تفصح عن شيء هام، ألا وهو التكتيكات التي أتبعتها المقاومة للوقاية من المخاطر المهلكة لتلك الأسلحة الفتاكة، والمحرمة دوليا. وهي التكتيكات التي – بالتالي – مكنت المجاهدين من ذلك الصمود ضد أعتى قوة على الأرض، وفي التكيف مع أسلحة الدمار الشامل التي تم إستخدامها ومواصلة القتال ضدها لأطول فترة ممكنة بل وتكبيدها خسائر فادحة، بالرغم من إفراط القوات الأمريكية في استخدام تلك الأسلحة الفتاكة. فقد أشار هذا الطبيب العراقي - وهو أحد الذين شهدوا الأحداث الكاملة للمعركة - أشار إلى أن: 90% من شهداء الفلوجة قتلوا بالكيماوي، والفسفور، وقال : لو لم يستخدم الاحتلال الأسلحة المحرمة والفتاكة، لما دخلها أبدًا، ولبقيت الفلوجة عاصية عليهم حتى الآن. وأضاف: استخدم الاحتلال أول الأمر القنابل العنقودية.. وألقى في الأسبوع الأول على الفلوجة أكثر من 170 حاوية عنقودية، ومعذلك فشلت!! فقد وجد مقاتلو الفلوجة الحل بمواجهتها عن طريق "حفر خنادق شقية ضيقة "تحوي "سواتر ترابية في مقدمة الشق، تفجر عندها القنبلة، كي لا تنزل عليهم، وقد حفظالله رجال المقاومة بتلك الخطة. ثم استخدموا – أي الأمريكان - الغاز الخانق، وقد وجدت المقاومة حلاً أيضًا، حيث وضعوا على وجوههم "شماغ" فيه سكر مذاب، منع من دخول الغاز على رئتيهم.ثم استخدموا آخر المطاف الفسفور الأبيض، وٱستشهد الكثير منهم بفعله، واحترقوا بالكامل، إلا أنهم لا زالوا غير قادرين على كسر المقاومة، فعمدوا في نهاية الأمرإلى استخدام الكيماوي مع الفسفور، وهو ما أحرق الأخضر واليابس، فقد قتل في يوم واحد أكثر من 200 مقاوم حرقًا، حيث أذاب الفسفور والكيماوي حتى العظم، فلم تبق حياة في الفلوجة - حتى الكلاب والقطط نفقت، والأشجار يبست. وعندها تمكنوا من الفلوجة، فقد دخلوا إليها أرضًا سوداء جرداء، بلا حياة على الإطلاق، وأعلنوا نصرهم المزعوم، على جثث متفحمة منصهرة، تتعدى 400 جثة. وقدمت المدينة المجاهدة خيرة شبابها ورجالها شهداء... وتم تخريب وتدمير مساجدها وأبنيتها وأحياءها، وتعرّض من تبقى من أهلها علي قيد الحياة إلي التشريد في البراري وفي المدن القريبة، أما الشهداء فقد تحولت بهم شوارع المدينة وساحاتها إلي مقابر جماعية. وقد أعلنت القوات الأمريكية عن مقتل 1600 مقاوم، واعتقال 1050 شخصا من أهالي الفلوجة. وقد ترك القتلى في الشوارع ولم يقم أحد باخلائهم، حتى سارت الدبابات الأمريكية فوق جثثهم. واستمرت رائحة الجثث المتعفنة لضحايا الهجمات الأمريكية تفوح في العديد من المناطق.
ولم تكن تلك هي الحصيلة الكاملة للقتلى حيث أن كثيرا من أهالي الفلوجة دفنوا تحت أنقاض منازلهم التي هدمها القصف فوق رؤوسهم والذين تركوا تحتها لعدة أيام قبل أن تسمح قوات الاحتلال بعملية إخراجهم من تحتها، بل و: لا تزال – والكلام لا زال للطبيب العراقي السابق - حتى يومنا هذا (ديسمبر 2006) جثثًا موجودة تحت الأنقاض، تصلنا بين فترة وأخرى، واحدة أو اثنتان، يعثر عليها أهل المدينة، تحت أنقاض المنازل، والمحال التجارية، والعمارات السكنية، على الرغم من مرور قرابة العامين على تلك المعركة، وقد وصلتنا جثثٌ بعضها يوحي إليك كأنه قتل قبل يوم أو يومين، فوالله وصلتنا جثة سوري وجدت تحت أنقاض عمارة الفلوجة القديمة، كأن صاحبها قد مات أمس أو أول أمس، وتم دفنه في جنازة مهيبة في مقبرة شهداء المدينة. " ان الفلوجة تبدو وكأن اعصاراُ كــ " تسونامي " قد ضربها " هكذا وصف المشهد أحد الأطباء العراقيين الذين شهدوا معركة الفلوجة الثانية.
مقالات ذات صلة
مراجع
- اسرار من معركة الفلوجة عام 2004 كيف تعاون مقتدى الصدر مع البعثيين والتكفيريين وقاتل الى جانبهم - تصفح: نسخة محفوظة 01 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
- "Marine cleared in videotaped shooting". CNN. 5 May 2005. مؤرشف من الأصل في 04 مارس 201619 مايو 2011.
- "Trouble in town". ذا أيج. July 1, 2004. مؤرشف من الأصل في 06 نوفمبر 201225 ديسمبر 2010.
- November, 2004 - Into the hot zone at the Second Battle of Fallujah - تصفح: نسخة محفوظة 30 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.