الرئيسيةعريقبحث

معركة بلنجر الأولى



معركة بلنجر وتسمي معركة بلنجر الأولى هي معركة ضمن الحروب الإسلامية الخزرية دارت بين جيش الخلافة الراشدة بقيادة عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي وجيش خانات الخزر في 650 /30 هـ.

معركة بلنجر الأولى
جزء من الحروب الإسلامية الخزرية
Chasaren-ar.jpg
معلومات عامة
التاريخ 30 هـ/ 650 م
الموقع القوقاز
النتيجة انتصار الخزر
المتحاربون
BlackFlag.svg الخلافة الراشدة Davestar.jpg إمبراطورية الخزر
القادة
عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي غير معروف (ربما "إربيس")
القوة
غير معروف غير معروف
الخسائر
غير معروف غير معروف

الخلفية

مرزبان الفُرس مع المُسلمين عند وُصولهم مدينة باب الأبواب.

لمَّا انهارت الإمبراطوريَّة الساسانيَّة أمام ضربات المُسلمين المُتتالية، واستُكشفت بعض بلاد أرمينية عن طريق حملات عياض بن غنم وعُثمان بن أبي العاص، وتبيَّنت الضرورات الإستراتيجيَّة لِفتح باب الابواب (دربند حاليا) فتحًا مُستدامًا، حيث يهدف فتحها إلى وضع حدٍ لِمُقاومة الفُرس وحماية البلاد المفتوحة في فارس وأذربيجان من بقايا الجُيُوش الساسانيَّة، بِالقضاء على آخر معقلٍ لِلفُرس في أرمينية.، ولذلك في عام 22هـ أوكل الخليفة عُمر بن الخطَّاب مُهمَّة فتح باب الأبواب، إلى سُراقة بن عمرو، وجعل على مُقدمته عبد الرحمٰن بن ربيعة الباهلي، وجعل على إحدى مجنبتيه حُذيفة بن أسيد الغفاري، وسمَّى لِلأُخرى بُكير بن عبد الله الليثي - وكان بإزاء مدينة باب الأبواب قبل قُدُوم سُراقة بن عمرو عليه، وكتب إلى بُكير أن يلحق بِسُراقة، وجعل على المقاسم سلمان بن ربيعة الباهلي.[1][2] وسلك سُراقة طريق بحر الخزر (بحر قزوين)، لأنَّهُ أقصر طريق يُؤدِّي إلى باب الأبواب، ولِأنَّ هذا الطريق يُجنِّب الجيش الإسلامي وُعُورة المسالك الجبليَّة، ولِأنَّ الجيش يكون في جناحه الأيمن أمينًا بِالبحر وجناحه الأيسر أمينًا بِأذربيجان التي استسلمت نهائيًّا لِلمُسلمين.[3] وقدَّم سُراقة عبدُ الرحمٰن بن ربيعة الباهليّ، وخرج في أثره من أذربيجان باتجاه الباب على ما عبَّأه عُمر بن الخطَّاب في قيادة الميمنة والميسرة، كما أمدَّهُ عُمر بِحبيب بن مسلمة الفهري الذري صرفه إليه من الجزيرة الفُراتيَّة.[4] ولمَّا أطلَّ عبدُ الرحمٰن بن ربيعة على الباب، وحاكمها يومئذٍ مرزبانٌ يُدعى «شهربراز» من أهل فارس، يحكم البلاد باسم الشاه الساسانيّ، استأمن المرزبان عبد الرحمٰن على أن يأتيه، فأمَّنه عبدُ الرحمٰن، فأتى شهربراز وهو خارج المدينة قبل أن يفتحها. وقال شهربراز لِعبد الرحمٰن: «إِنِّي بِإزَاءِ عَدُوٍّ كَلِب وَأُمَمٍ مُختَلِفَةٍ، لَا يُنسَبُونَ إِلى أَحسَاب، وَلَيسَ يَنبَغِي لِذِي الحَسبِ وَالعَقلِ أن يُعِّينَ أَمثَالَ هَؤُلَاء، وَلَا يِستَعِينَ بِهِم عَلَى ذَوِي الأَحسَابِ وَالأُصُولِ، وَذُو الحَسَبِ قَرِيبِ ذِي الحَسَبِ حَيثُ كَان، وَلَستُ مِنَ القَبَجِ فِي شَيءٍ، وَلَا مِنَ الأَرمَنِ، وَإِنَّكُم قَد غَلَبتُم عَلَى بِلَادِي وَأُمَّتِي، فَأَنَا اليَومَ مِنكُم وَيَدِي مَعَ أيدِيَكُم، وَصَغوِيَ مَعَكُم، وبَارَكَ الله لَنَا وَلَكُم، وَجِزيَتَنَا إِلَيكُم وَالنَّصرُ لِكُم، والقِيَامُ بِمَا تُحِبُّون، فَلَا تَذِلُّونَا بِالجِزيَة فَتُوهِنُونَا لِعَدُوِّكُم». فقال عبد الرحمٰن: «فَوقِيَ رَجُلٌ قَد أَظَلَّك، فَسِر إِليهِ».[3] وسار شهربراز إلى سُراقة، فقال لهُ مثل ما قال لِعبد الرحمٰن، فقال سُراقة: «قَد قَبِلتُ ذَلِكَ فِيمَن كَانَ مَعَكَ عَلَى هَذَا، مَا دَامَ عَلَيهِ، وَلَا بُدَّ مِنَ الجَزَاءِ مِمَّن يُقِيمُ وَلَا يَنهَضُ»، فقبل ذلك، وصارت سُنَّةً فيمن كان يُحارب العدو من غير المُسلمين، وفيمن لم يكن قادرًا على دفع الجزية، فيُستنفروا إلى الحرب فتُوضع عنهم جِزاء تلك السنة. وكتب سُراقة إلى عُمر بن الخطَّاب بِذلك، فأجازهُ وحسَّنه.[3] وكتب سُراقة وثيقة صُلحٍ إلى شهربراز نصُّها:[5]

بسم الله الرحمن الرحيم

رسمٌ لِمدينة باب الأبواب كما ظهرت سنة 1690م.
جانب من الأسوار الهائلة لِباب الأبواب، التي قابلها الفاتحون المُسلمون لمَّا قدموا المدينة، قبل أن يُسلِّمها حاكمها صُلحًا دون قتال. شكَّل فتح هذه المدينة نصرًا استراتيجيًّا مُهمًا لِلمُسلمين إذ فتح لهم الدرب شمالًا.

هذا ما أعطى سُراقة بن عمرو عامل أمير المُؤمنين عُمر بن الخطَّاب شهربراز وسكان أرمينية والأرمن من الأمان، أعطاهم أمانًا لِأنفسهم وأموالهم ومِلَّتهم، ألَّا يُضاروا ولا يُنتقضوا. وعلى أهل أرمينية والأبواب الطُرَّاء منهم والتُنَّاء ومن حولهم فدخل معهم أن ينفروا لِكُلِّ غارةٍ وينفذوا لِكُلَّ أمرٍ ناب أو لم ينب رآه الوالي صلاحًا على أن تُوضع الجزاء عمَّن أجاب إلى ذلك إلَّا الحشر والحشر عوض من جزائهم ومن استغنى عنه منهم وقعد فعليه مثل ما على أهل أذربيجان من الجزاء والدَّلالة والنُّزل يومًا كاملًا، فإن حُشروا وُضع ذلك عنهم وإن تركوا أُخذوا به.
شهد عبد الرحمٰن بن ربيعة وسلمان بن ربيعة وبُكير بن عبد الله وكتب مُرضي بن مُقرن وشهد.

يقول اللِّواء محمود شيت خطَّاب أنَّ هذا الاتفاق بين المُسلمين من جهة ومرزبان باب الأبواب من جهةٍ أُخرى، دلَّ على أنَّ المُسلمين كانوا يفرضون الجزية على المغلوبين لِقاء الدفاع عنهم وحمايتهم، فهي تُقابل بدل الخدمة العسكريَّة أو ما يُسمَّى «ضريبة الدفاع»، أمَّا الذين يُدافعون عن أنفُسهم ويُقاتلون عدُّوهم مع المُسلمين، فلا جزية عليهم. وبِذلك افتُتحت باب الأبواب صُلحًا، وكان ذلك سنة 22هـ المُوافقة لِسنة 642م، ولمَّا دخلها المُسلمون وجدوها خاليةً من أهلها الأصليين، فقد استأصلتهم الغارات والحُرُوب، وغادرها أهل الجبال إلى جبالهم، فلم يبقَ فيها غير الجُنُود ومن أعانهم أو اتَّجر معهم.[6][7]

المعركة

مات سراقة واستخلف عبد الرحمن بْن ربيعة فأمره عُمر بغزو الترك فتوجه ناحية بلنجر، فقاتل التُرك وغزا مرَّاتٍ مُتعددة، فقالوا: ما اجترأ علينا إلا ومعه الملائكة تمنعهم من الموت، فهربوا منه وتحصنوا، فرجع بالغنيمة والظفر، وقد بلغت خيله مدينة البيضاء على بُعد مائتي فرسخ من بلنجر، وكانت هجمات بدون خسائر بصفوف المسلمين. ففيما يبدو هذه الحملات أنها اتخذت طابع اختبار البلاد وأهلها وجُيُوشها، ولم تهدف إلى تثبيت الفتح فيها في ذلك الوقت.[8][9]

ثم غزاهم أيام عثمان بن عفان غزوات فظفر كما كان يظفر، حتى تبدل أهل الكوفة لاستعمال عثمان من كان ارتد استصلاحاً لهم فزادهم فساداً، فغزا عبد الرحمن بن ربيعة بعد ذلك فتذامرت الترك واجتمعوا في الغياض فرمى رجلٌ منهم رجلاً من المسلمين على غرة فقتله وهرب عنه أصحابه، فخرجوا عليه عند ذلك فاقتتلوا واشتد قتالهم ونادى منادٍ من الجو: صبراً عبد الرحمن وموعدكم الجنة! فقاتل عبد الرحمن حتى قتل وانكشف أصحابه وأخذ الراية سلمان بن ربيعة أخوه فقاتل بها، ونادى منادٍ من الجو: صبراً آل سلمان! فقال سلمان: أو ترى جزعاً؟ وخرج سلمان بالناس معه أبو هريرة الدوسي على جيلان فقطعوها إلى جرجان، ولم يمنعهم ذلك من إنجاء جسد عبد الرحمن، فهم يستسقون به إلى الآن.[10]

مراجع

  1. الترمانيني، عبدُ السلام (1408هـ - 1988م). أحداث التاريخ الإسلامي بِترتيب السنين. المُجلَّد الأوَّل (الطبعة الثانية). دمشق - سوريا: دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر. صفحة 278. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 20194 كانون الثاني (يناير) 2019م.
  2. "عبد الرحمٰن بن ربيعة الباهلي". صحابة رسول الله . مؤرشف من الأصل في 4 كانون الثاني (يناير) 2019م4 كانون الثاني (يناير) 2019م.
  3. الطبري، أبو جعفر مُحمَّد بن جُریر بن يزید بن کثير بن غالب; تحقيق: مُحمَّد أبو الفضل إبراهيم (1387هـ - 1967م). تاريخ الرُسل والمُلُوك ( كتاب إلكتروني PDF ). الجُزء الرابع (الطبعة الثانية). القاهرة - مصر: دار المعارف. صفحة 155 - 156. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 12 أغسطس 201930 كانون الأوَّل (ديسمبر) 2018م.
  4. العظم، رفيق بك بن محمود بن خليل. أشهر مشاهير الإسلام في الحُرُوب والسياسة ( كتاب إلكتروني PDF ). المُجلَّد الأوَّل (الطبعة الثانية). القاهرة - مصر: مطبعة هنديَّة. صفحة 872 - 873. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 27 أغسطس 20144 كانون الثاني (يناير) 2019م.
  5. رضا، مُحمَّد رشيد; تحقيق: إبراهيم شمسُ الدين (2011). تفسير القُرآن الحكيم المشهور بِتفسير المنار. الجُزء العاشر (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار الكُتُب العلميَّة. صفحة 272. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 20194 كانون الثاني (يناير) 2019م.
  6. خطَّاب، محمود شيت (1419هـ - 1998م). قادة الفتح الإسلامي في أرمينية ( كتاب إلكتروني PDF ) (الطبعة الأولى). جدَّة - السُعُوديَّة؛ بيروت - لُبنان: دار الأندلُس الخضراء ودار ابن حزم. صفحة 52 - 53. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 17 ديسمبر 201924 كانون الأوَّل (ديسمبر) 2018م.
  7. مُحمَّد، حُسام (28 حُزيران (يونيو) 2015م). "«سراقة» يفتح باب الأبواب بلا قتال". جريدة الاتحاد الإماراتيَّة. القاهرة - مصر. مؤرشف من الأصل في 4 كانون الثاني (يناير) 2019م4 كانون الثاني (يناير) 2019م.
  8. الباجوري، مُحمَّد بك بن عفيفي الخُضري; تحقيق: عبد المنعم العاني (2008). إتمام الوفاء في سيرة الخُلفاء (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار الكُتُب العلميَّة. صفحة 78 - 79.  . مؤرشف من الأصل في 23 مارس 20205 كانون الثاني (يناير) 2019م.
  9. حجازي، علي سعد علي (2009). العدالة العُمريَّة من سيرة أمير المؤمنين عُمر بن الخطَّاب (رضي الله عنه) (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار الكُتُب العلميَّة. صفحة 185 - 186.  . مؤرشف من الأصل في 23 مارس 20205 كانون الثاني (يناير) 2019م.
  10. الكامل في التاريخ -ابن الأثير الجزري

موسوعات ذات صلة :