معركة جبل كسال يومي 17/18 أفريل 1958من شهر رمضان المبارك بمنطقة البيَّض
يوم الحد صرات عني بعض اخبار متزيلف بها ضميري وكناني
17 افريل اعقاب انهار جاني صوت عظيم خبرو نواني
و18 فيه تسمع مادا صار بين جبال اكسال واستيتن ثاني
1. مكـــان المعركة
جبل أكسال هو إحدى جبال عمور التي تشكل سلسلة الأطلس الصحراوي في منطقة الهضاب العليا الغربية يبلغ أعلى ارتفاع له 2008م تنمو به أشجار العرعار والطاقة والبلوط وتجري به بعض منابع المياه، مسالكه متوسطة الوعورة.
2.ظروف وأسباب حدوث معركة جبل كسال:
تحركت كتيبتان لجيش التحرير يقودهما ديداني أحمد المدعو لزرق وقطاف أحمد من "الخنيقات" شرق بلــدية الغاسول نحـــو منطقة العين الجديدة قرب الطريق الرابط بين البيض وبوعلام حيث يتواجد جيش بلونيس المعادي للثورة ولما وصل جيش التحرير إلى المكان المسمى العين الجديدة كان جيش بلونيس قد انسحب شرقا إلى ضواحي أفلو فتنقلت الكتيبتان إلى جبل أكسال للتمركز فيه بضعة أيام في انتظار أوامر لاحقة.
وكانت قرية استيتن قد أخلاها الفرنسيون من سكانها في جويلية 1957 بهدف منع جيش التحرير من الاتصال بالسكان وحرمــانه من قـــواعده الشعبيـــة في التمــوين والتزود ببعض الاحتياجات الأخرى وظل الجيش الفرنسي يراقب القرية ظانا أن جيش التحـــرير يستخدمـــها ليلا للــــراحة أو المبيت وفي مساء يوم 17 أفريل 1958 نزل بعض المسبلين من الجبل في مهمة فرأوا قافلة من جيش العدو قد عسكرت في القرية فعادوا مسرعين إلى حيث تتمركز الكتيبتان وأبلغوا قيادة المجاهدين بالأمر.
تحركت الكتيبة التي يقودها قطاف أحمد بسرعة فائقة وحاصــــرت العســاكر الفرنسية التي كانت ملتفة حول بعضها تحضر عشاءها في ساحة القرية وباغتتهم بإطلاق النار وأسفر الهجوم عن عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات الفرنسية التي فر ما تبقى من جنودها بعتادهم وأخذت تقصف بالدبابات من بعيد مكان تواجد عناصر الكتيبة المهاجمة، وإثر هذا الهجوم عادت الكتيبة مع حلول الليل إلى الجبل.
فاجتمعت قيادة المجاهدين لدراسة الموقف وتم الاتفاق على البقاء في الجبل والاستعداد لأي معركة قد يفرضها العدو وعينوا مكانا يتوسط الجبل يعرف بكاف زعطوط ليتمركز فيه جيش التحرير تأهبا لمعركة الغد لأنهم تأكدوا أن القوات الفرنسية سوف تأتي غدا إلى الجبل بكل قواتها للقتال انتقاما لقتلاها في قرية استيتن والقضاء على المجاهدين وكانت قوات جيش التحرير عشية المعركة تتألف من كتيبتين مسلح أفرادها برشاشات ثقيلة من نوع أ م ج ي 42/44 وبنادق حربية أخرى، أما الفرنسيون فقد حشدوا إلى ساحة المعركة أعدادا هائلة من الجنود والمعدات خلال الليل وحتى الصـــباح وشرعوا في محـــاصرة الجبل في ساعة مبكرة.
وحوالي الساعة السادسة صباحا بدأوا يقصفون مواقع تواجد جيش التحرير بمدافع الهاون التي نصبوها في قرية الحوض، كما تدخلت الطائرات المقنبلة لترمي بحممها وحمولتها من القنابل على المجاهدين، وذلك حتى تفسح المجال لتدخل المشاة.
بعد توقف قصف الطائرات والمدافع لمكان المعركة تحرك الجنود الفرنسيون وأخذوا في مهاجمة جيش التحرير الذي ترك القــــوات الفـــرنسية تصعـــد الجبـــل ولم يـرد إلا بعد أن أصبح الجنود الفرنسيون منهم على مسافة مرمى حجر وذلك تنفيذا لأوامر قيــــادتهم، فكبدوا القوات المهاجمة خسائر كبيرة في الأرواح إثر ذلك عاودت الطائرات الفرنسية قصفها لمواقع المجاهدين من جديد واستمرت المعركة طيلة النهار على هذا الحال.
القوات الفرنسية تحاول التقدم للوصول إلى حيث يتمركز المجــاهدون للقضــاء عليهم فيصدونها ويلحقون بها خسائر كبيرة من القتلى والجرحى فتتدخل الطائرات والمدافع بالقصف الكثيف الذي لم ينل من عزيمة الثوار في الصمود والقتال.
وقد اشتد القتال بين الطرفين ووصل حد الاشتباك بالسلاح الأبيض وذلك خلال نهاية النهار، ولما عم الظلام المنطقة ورغم شدة الحصار الذي ضربته القوات الفرنسية على المكان تمكن المجاهدون من الانسحاب إلى جهات أخرى بعد أن نقلوا جرحاهم
رواية بعض الشهود:.
يقال حسب شهادة بعض المجاهدين الأحياء ومنهم المجاهد الموج اطال الله في عمره في شهر رمضان المبارك الوافق لسابع عشر من افريل 58 دخلت فرنسا المدمرة إلى قصر استيتن وهم يصلون ويجولون وفي اخر النهار انحدرت مجموعة قليلة من المجاهدين قصد اقتناء الأكل للكتيبة فوجو الجيش الفرنسي مدبري ويجمع في الحطب لتحضير مأدوبة العشاء فتخد اسد الصحراء الشيخ براجع قرار اطلاق النار عليهم دون تردد ومازالت الطلاقات النارية مرسومة على جدار قسمة جبهة التحرير في هده اللحظة اندهشت فرنسا وتلعثمو عاد الشيخ براجع ادراجه وعاد إلى الكتيبة ليخبرهم ان فرنسا في قصر استيتن وفي هده الليلة وهي ليلة باردة المجاهدين في الجبل يرقبون قوات الجيش الفرنسي تجمع من كل الولايات المجاورة ا لقواط تيارت البيض لن ينقطع الضوء حتى الساعة السادسة صباحا اين بدات المعركة
تعد من أشهر المعارك في المنطقة – القوات الفرنسية بتعداد 300 عسكري تتوجه إلى قرية استيتن لتقوم بأعمال تخريبية كرد فعل على ما قام به الثوار – فصائل جيش التحرير يعلمون الخبر – الخطة التكتيكية ترسم وقوات الجيش تتمركز في انتظار القافلة الفرنسية- تبدأ المعركة على الساعة 6 صباحا بعد محاصرة العدو الذي استعمل كل قواته واستنجد بالقاعدة العسكرية للطائرات بالمشرية بغرض القضاء على فصائل المجاهدين ولكنه خسر 75 قتيلاً وعتاد كبيرا.
أما المجاهدين فجرح وأحد.
في اليوم الموالي: كما يروي « نعيمي- مول الفرعة- بن هرقال- مولاي» القوات الفرنسية تتمركز بالمكان وعلى الساعة 7صباحا: ديداني أحمد ورؤساء الفرق ينصبون 25 رشاشاً للمشاة بعد اشتداد المعركة، الفرنسيون يسيرون على أجساد موتاهم الذي بلغ أكثر من 700 قتيلاً و800 جريحاً وسقوط 4طائرات وقد انتهت المعركة باستعمال السلاح الأبيض بعد الالتحام مع العدو مباشرة.
ومما يبرز ضعف الجيش الفرنسي هو أن قادتهم ألبسوهم لباس المساجين ودفعوا بهم للمعركة بعد ما أشربوهم الخمر، كما ساهم الطياران في ارتفاع حصيلة قتلى الفرنسيين وذلك بقنبلته العشوائية وقد استمرت هذه المعركة أكثر من 13 ساعة مع العلم أن هذه المعركة تحدثت عنها بعض الإذاعات الخارجية وقد قدرت إذاعة لندن الخسائر بـ1000 قتيل وسقوط 10 طائرات وقدرت خسائر جيش التحرير بـ12 شهيد 5 جرحى ومن الشهداء: بولفعـة أحمد، حساني أحمد، بن سليمان حـمـو، يـوسفي مصطفي، آيت عميرات، بوعجمي عبد القادر وغيرهم.
3- نتائج معركة جبل كسال
أسفرت هذه المعركة عن مقتل500 عسكري فرنسي وجرح عدد كبير آخر وعطب عدة طائرات أما خسائر جيش التحرير فقد تمثلت في استشهاد 11 مجاهدا وإصابة آخرين بجروح.
وفي يوم 19 أفريل 1958 واصلت القوات الفرنسية نشاطها العسكري بتمشيطها للجبل والجهات القريبة منه بحثا عن الثوار المنسحبين ولما لم تفلح في كشفهم والعثور عليهم لجأت كعادتها لتنتقم من المدنيين الأبرياء حيث قامت بعمليات مداهمة وأسر في صفوف الأهالي من البدو الرحل.
لقد كانت معركة جبل أكسال من أكثر وأشد المعارك التي وقعت بالمنطقة الثالثة للولاية الخامسة إذ حقق فيها جيش التحرير نصرا كبيرا على الفرنسيين رغم قلته وبساطة أسلحته موازاة مع جيش الاحتلال الذي استخدم في المعركة كل ما يملكه من وسائل الفتك والدمار وعجز عن تحقيق أي نصر بل ترك مائات القتلى مجندلين في ساحة القتال