تعد معركة سوق أهراس الكبرى[1] · [2] إحدى أهم المعارك التي ميزت السنوات السبع ونصف لثورة نوفمبر، وتبقى تلك المعركة التي دامت أسبوعا كاملاً بداية من 26 أبريل 1958
أجمع عدد من المجاهدين على تشخيصها في عبور قافلة محملة بالأسلحة باتجاه الولاية الثالثة وذلك انطلاقا من عين مازر بين الساقية وغار الدماء وشعور المستعمر بأن هذه المنطقة بها مجاهدون بواسل على كامل الاستعداد لمجابهته والتصدي له مهما كانت إمكانياته واستعداده النفسي وتعداده البشري. من جهته أكد المجاهد حمة شوشان الذي كان وقتها نائبا للفيلق الثالث بأن هذه المعركة التي قادها المجاهد الراحل محمد لخضر سيرين قائد الفيلق الرابع فضلا عن الشهيد يوسف لطرش نائب الفيلق الرابع ودراية أحمد وعبود علي تعد فريدة من نوعها بالجزائر. الجنرال فانيكسان قال آنذاك "في الحروب الثورية ليس فقط مواجهة المتمردين في الداخل بل مواجهة الدعم الذي يتلقاه هؤلاء من الخارج وهو النموذج الحديث للصراع الملاحظ في الهند الصينية والجزائر". وبعد إنشاء خط موريس جوان 1957 على تراب القاعدة الشرقية واستكماله في أكتوبر من نفس السنة وبعدما تدفقت كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة إلى داخل الوطن شرعت قوات العدو في حراسة شديدة للحدود الغربية وخاصة الشرقية. ولما رأت قيادة الثورة والقاعدة الشرقية أن خط موريس قد فصل جزء من ترابها عن بقية مناطقها بادرت إلى إرسال قوات لربط الاتصال وحماية القوافل الناقلة للسلاح إلى جيش التحرير قبل أن يتم اكتشاف أمرها من طرف العدو الذي جهز لقتالها جيشا قويا من طائرات ودبابات ومدفعية ميدان ومشاة ومظليين حيث وقعت معركة طاحنة خسر فيها الطرفان عددا كبيرا من جنودهما. وفي ليلة 26 إلى 27 أبريل 1958 انطلقت جميع الوحدات في عدة محاور وفي الصباح الموالي 28 أبريل جرت معركة عنيفة استشهد خلالها عدد من المجاهدين وهي المعركة التي سقط فيها 639 شهيد فيما بلغ عدد الخسائر في جانب العدو أزيد من 300 جندي وضابط صف وعدد كبير من الجرحى وهي الملحمة الكبرى التي كانت غير متكافئة اعترف فيها العدو بالقوة والمعنوية الخارقة للمجاهدين. معركة سوق أهراس تعد من أكبر المعارك التي وقعت خلال ثورة التحرير إذ أن الأسلحة التي استخدمت فيها تعادل معركة من أضخم معارك الحرب العالمية الثانية على غرار الفيلق ال9 وال14 للمظليين والفيلق 8 و28 للمدفعية بعيدة المدى والفيلق 26 و151 و152 مشاة ميكانيكية. وعلى الرغم من أن القوات التي يتم حصارها ينتهي أمرها بالاستسلام إلا أن ما حدث في معركة سوق أهراس الكبر كان مكذبا لهذه المزاعم فلم يستسلم أي مجاهد ، جريدة (لاديباش دو كونستوتي) كتبت وقتها تقول(إن القتال وصل إلى حد التلاحم والتصادم وجها لوجه والاشتباك بالسلاح الأبيض وأنه كان عنيد) والعناد هنا كما أضاف لا يكون إلا من طرف المجاهدين الذين لديهم تفوقا في معرفة المجال الجغرافي لأرضية المعركة.
خريطة تبين خط موريس.
عتاد الجيشين
أعداد القوات الفرنسية[3] التي أشتركت فيها تعادل قوات أستخدمت في أكبر معارك الحرب العالمية الثانية متمثلة في الفيلقان 9 و14 للمظليين والفيلقان 8 و28 للمدفعية بعيدة المدى والفيالق 26 و151 و152 مشاة ميكانيكية وفرق اللفيف الأجنبي "وهي القوات التي تعد من أشرس الوحدات القتالية الفرنسية التي شاركت بضراوة في الحروب الأستعمارية إضافة إلى سلاح الجو الفرنسي من طائرات هيليكوبتر وطائرات قاذفة.
وكانت وحدات جيش التحرير الوطني في تلك المعركة مؤلفة من الفيلق الرابع بقيادة محمد لخضر سيرين ونائبيه أحمد درايعية ويوسف لطرش، يحملون أسلحة خفيفة نصف ثقيلة، رشاشات وذخيرة حربية.
مقام الشهيد تخليدا للذكرى
معلم تذكاري بأسماء 639 قتيل من طرف جيش التحرير الوطني سقطوا في معركة سوق أهراس الكبرى التي وقعت في 26 أبريل 1958 ويقع هذا المعلم المخلد لهذه المعركة على هضبة بجوار مقبرة الشهداء للمدينة وصمم على أرتفاع 26 مترا بصورة جمالية أخاذة تجسد مختلف الأحداث التاريخية التي مرت بها الجزائر من العام 1830 إلى غاية 1962 يتقدمها 4 تماثيل لجنود بقامات نحاسية عالية وهم يقومون بتمرير السلاح عبر الحدود الشرقية.
انظر أيضاً
وصلات الخارجية
- موقع وزارة المجاهدين الجزائرية
- مقال من جريدة الجزائر وان يتكلم عن معركة سوق أهراس الكبرى (بالفرنسية)
- مقال في جريدة يتكلم عن معركة سوق أهراس (أم المعارك)
المراجع
- معركة سوق أهراس الكبرى أم المعارك - تصفح: نسخة محفوظة 05 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- شهادة رئيس جمعية الناجين في تلك المعركة المجاهد حمانة بولعراس
- شهادة مؤسس جمعية تخليد مآثر الثورة بسوق أهراس السيد: عبد الحميد عوادي