معركة عنبتا هي معركة وقعت بتاريخ 21 حزيران 1936م، عندما تم مهاجمة قافلة يهودية ترافقها قوة عسكرية من الجيش البريطاني، على طول الطريق من حيفا إلى تل ابيب، غرب قرية عنبتا، اسفرت المعركة والتي استمرت ثماني ساعات عن مقتل جنديين بريطانيين إضافة إلى شهيدين فلسطينيين، وقد وصفت المعركة الاشد في بداية ثورة فلسطين الكبرى، وتم التنسيق لهذه المعركة بين القادة إبراهيم نصار وعبد الرحيم الحاج محمد.
معركة عنبتا | |
---|---|
جزء من ثورة فلسطين 1936 | |
معلومات عامة | |
المتحاربون | |
عرب فلسطين | المملكة المتحدة |
القادة | |
إبراهيم نصار عبد الرحيم الحاج محمد |
جون إيفيتس |
القوة | |
70 رجل | ثلاثة كتائب (1000) جندي اكثر من 10 دبابات |
الخسائر | |
2 قتلى 8 جرحى |
2 قتلى 3 جرحى |
المعركة
وصفت رويتر المعركة بانها اخطر مصادمة بين الثوار العرب والجنود البريطانيين منذ قيام الاضطرابات فقد كمن 70 عربيا مسلحا وراء الصخور في الجبال وأطلقوا الرصاص على قافلة سيارات يهودية.[1]صحيفة فلسطين وصفت الحادثة فقالت: "مرت قافلة السيارات اليهودية من هنا (طولكرم) في الساعة الحادية عشر من صباح أمس يحميها جنود مسلحون ودبابتان وقبيل وصولها إلى عنبتا وجدت الطريق مقفلة باركام من الحجارة، فنزل الجند لإزالتها فصب عليهم الثوار الكامنون وراء الصخور الرصاص، ونشبت بين الفريقين معركة حامية، وبعد قليل يحرج مركز الجند فأرسلوا إشارات الاستنجاد باللاسلكي فجاءت قوة من نابلس مسرعة، وخرجت قوة أخرى من هنا (طولكرم) بلغت 300 جندي وثماني دبابات وسبع طائرات، ودامت المعارك من الساعة الحادية عشر صباحا إلى قبيل العشاء واغتنم الثوار فرصة حلول الظلام وتراجعوا بانتظام، وكان للطائرات نصيب كبير في القتال إذ كانت نيران مدافعها الرشاشة تهطل على الثوار بغزارة وكان أزيز الرصاص وصوت الطائرات مسموعين هنا (طولكرم) وقابلها الثوار برصاص آخر، وأسفرت المعركة عن ثائرين استشهدا وأصيبت ثلاثة طائرات بالرصاص وأرغمت على النزول في مطار طولكرم.[1]
وقد وصف المعلم وامام القرية في عنبتا الشيخ (محمد حجاز) المعركة فقال:
يا يوم وقعتها عنبتا في الضحى | دامت إلى ابد لا ترى العينان | |
حميت معاركها وعم بلاؤها | قمم الربى وقرارة الوديان | |
حامت بها سفن الرياح تصيب من | نيرانها كالصيّب الهتاني | |
ولكم مصفحة وكم دبابة | صعدت تكافح عصبة وتعاني |
وفي شرحه لما حدث يقول: "يا هنا للتعجب لما حدث في تلك الموقعة، من الرعب والخوف على غير من هم متترسين في الصخور، ولعظم ما صار فيها من الخسائر يدلك ذلك على دوامها من الضحى إلى الغروب وبعده، ولم تسمى بوقعة عنبتا لاختصاص أهلها بها وإنما لوقوعها في وادها وجبالها بالاشتراك من أهلها وجوارها من قضاء بني صعب وغيره من جبل نابلس، حميت معاركها أي تعددت معاركها في رؤوس الجبال وقاعات الوديان المجاورة، كجبل المنطار والشعب والدبداب والرأس وأبي العز والخلال والعقبة ونيربا ووادي الجورة جوار بلعا ووادي الأشقر ووادي البندوق وخلة أبو اللبن وسهل زيتون عنبتا والوادي الشرقي، أي رفرفت الطائرات الكثيرة وكانت تصب من متراليوزاتها الطلقات المتسابقات كالمطر المدرار على أي بقعة اشتبهت أن الثوار مدرعين بصخورها ومنعطفاتها، بشكل ألاعيب بهلوانية في نزولها حتى تلامس فروع الأشجار لتتبين الثوار تماما وضمورها بسرعة هربا من لقائهم،
أي كثيرا ما ساعدت الطائرات في مطاردة الثوار كثيرا من المصفحات والدبابات المتسلقة والزاحفة في طريق بلعا وطريق كفر اللبد المشرفان على سهل زيتون عنبتا، وذلك بإشارات من الطائرات ترميها لتهدي الذي في الدبابة أو في المصفحة أو الجنود الذين في الطريق العامة".
[2]
وقد وصفت جريدة مورننيغ نيوز المعركة فقالت: "جنديان بريطانيان وعلى الأقل عشر من العرب قتلوا في قرية عنبتا، على طريق حيفا تل أبيب خلال قتال عنيف بعد ظهر اليوم، احد البريطانيين الذين قتلوا في الاشتباك الرقيب هنري سيلز، مسحلون عرب نصبو كمينا لمفرزة للقوات البريطانية على الطريق، سحب العرب سيلز إلى كهف على مقربة منهم وواصلوا معركتهم من هناك، حاولت القوات عبثا أن تقصف مهاجميهم في الكهف، لاحقا العرب انزلقوا من الكهف وابتعدوا لغطاء آخر، سحبت ثلاثة طائرات بريطانية من المعركة بعد أن ضربت برصاص العرب، لكن كانت قادرة على الهبوط بسلام في مطار طولكرم". [3]
اما جريدة جيتيسبيرغ تايمز فقد وصفت الحدث فقالت: "قافلة بريطانية من القوات كانت تسير على طول طريق حيفا – تل ابيب في عنبتا مع اسطول من الشاحنات عندما حدث الهجوم العربي، سقط سيلز في القتال في وقت مبكر، عدد من العرب جروا جثته معهم إلى كهف، قصفت الطائرات الكهف عندها قصد العرب ملجأ في مكان آخر، تم استدعاء الطائرات البريطانية إضافة إلى تعزيزات من القوات من طولكرم للعمل، حتى وصولها كان العرب يتمسكون في مواقعهم اثناء القتال، ثلاث من الطائرات اصيبت برصاص العرب، بدأت المعركة في الحادية عشر صباحا واستمرت حتى الغسق عندما تراجع المهاجمين إلى التلال، ثلاثة كتائب من القوات واربع طائرات شاركت في اللقاء الاخطر منذ اندلاع التمرد في فلسطين، حاصر العرب البريطانيين حتى وصول الطائرات، نار رشاشة من الطائرات قسمت المهاجمين المسعورين إلى قسمين، وكانت القوات بعد ذلك قادرة على تطويقهم وإنزال هزيمة ساحقة بهم، عندما اوقف القتال، هبطت الطائرات والتقطت الجرحى البريطانيين وهرعت بهم إلى المستشفى". [4]
صحيفة تويد ديلي تصف المعركة: "قُتل رقيب بريطاني وعشرة عرب بالقرب من نابلس في أول مشاركة كبيرة بين القوات البريطانية والمتمردين العرب، قام المتظاهرون في قرية عنبتا، في منطقة طولكرم، باطلاق النار على قافلة، مما أسفر عن جرح ثلاثة جنود. نتج الصراع الرئيسي عند قيام 70 عربياً بنصب كمين لقافلة كانت متجهة إلى تل أبيب، فتحت حراسة الاسكتلنديين والشرطة النار فوراً على العرب، حيث عززت القافلة بالقوات والطائرات التي تم نقلها من طولكرم، الطائرات حلقت على ارتفاع منخفض ووجهت المدافع الرشاشة على المغيرين، ما دفعهم إلى التلال، وبعد عدة ساعات من القتال، فقد العرب 10 قتلى والعديد من الجرحى، قتل ايضاً رقيب من الفوسيلير وأصيب ثلاثة من الحراس بجراح، الرقيب الذي قُتل هو هنري سيلز، الذي جره العرب إلى بئر قديمة مؤدية إلى كهف، مما استلزم قصف الكهف في محاولة لاستعادته، وقد توفي أحد الحراس الجرحى في وقت لاحق، أصابت الرصاصات العربية ثلاث من الطائرات الأربع المشاركة، ولكنها عادت كلها بأمان إلى القاعدة". [5]
وقد ذكر جون الكسندر في كتابه عمليات سلاح الجو الملكي البريطاني في فلسطين أثناء الثورة العربية: "في 21 يونيو/ حزيران، وفي أعقاب تحذير من الشرطة، شاهد ملازم الطيران كلارك من السرب السادس، اثناء مرافقته لقافلة على طريق طولكرم - نابلس، أنها توقفت عند وقوعها في كمين، فدعا إلى تقديم المساعدة، حيث شاركت لاحقاً تسع طائرات في عمل دائم حتى هبوط الظلام، الطائرات اغارت ما مجموعه ثلاث عشرة مرة، واضطر ثلاثة منها إلى الهبوط، ادعى الطيارون انهم اوقعوا خمسة عشر اصابة للعدو". [6]
الردود
وبعد أن علم المستر فوت حاكم نابلس بالأمر سارع إلى القدس واجتمع بالمندوب السامي،[7] وقد أذاعت اللجنة العربية العليا بعد المعركة بيانا ملؤه التحدي والجرأة دعت فيه الأمة إلى الاستمرار في الإضراب، وفي صباح اليوم التالي خرجت قوة من الجند إلى مكان المعركة للبحث عن القتلى والجرحى فوجدت عربيين جريحين في داخل مغارة وشاويشا إنكليزيا قتيلا فأحضرتهما إلى هنا ثم أرسلتهم إلى نابلس والجريحان العربيان في حالة خطرة. واعتقلت السلطة السادة سعيد نافع عنبتاوي قائد كشافة أمية ورفيق حمدالله وشفيق سعدالدين وحافظ العبد الله وأشخاص آخرين وأجبرتهم على تعزيل الأنقاض ورفع الحجارة التي هدمتها السلطة على باب المغارة. [1]
اللجنة العربية العليا بعد المعركة حثت أتباعها على مواصلة الإضراب العام الذي كان جاريا منذ عدة أشهر: "اعتمدوا على الله العظيم وعلى أنفسكم" تعليمات اللجنة لمؤيديها في تحد جديد للسلطات العسكرية"، وفي اليوم التالي: "قامت القوات البريطانية بعملية تفتيش واسعة في التلال القريبة من عنبتا للقبض على العصابة العربية التي نصبت كمين لجنود القافلة وقتلت جنديين أمس، سار جنود المشاة البريطانية برفقة الكلاب البوليسية إلى تله البلدة فجرا لدحر المتمردين من الكهوف". [8] وفي البلاغ الرسمي: "فتشت بالامس قرية بلعا بالقرب من عنبتا وقد وجد في ثلاث بيوت ذخيرة مهملة وغير مستعملة فهدمت هذه البيوت وقد اخذ قسم من الحبوب كغرامة والقي القبض على تسعة قرويين واوقف اثنا عشر منهم لاستجوابهم". [9] وذكرت جريدة أوج كيليت (الشرق الجديد) العبرية "اثناء تفتيش المنازل في عنبتا، عثرت السلطات على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، تم تدمير المنازل التي كانت الأسلحة مخبأة فيها، وجرى اعتقال تسعة عشر من العرب. [10]
المصادر
- جريدة فلسطين 23 حزيران 1936، ص4.
- محمد حجاز، الياذة حرب فلسطين الغراء، 1937، ص21
- Morning News - June 22, 1936
- The Gettysburg Times , June 23 , 1936
- Tweed Daily , June 23 , 1936 p5
- John Alexander, ‘Combined action’: RAF operations in Palestine during the Arab Revolt (1936-1939), 2009, p12
- جريدة فلسطين 23 حزيران 1936، ص1
- Mansfield News Journal - June 22, 1936
- جريدة الدفاع، 25 حزيران 1936، ص7
- Új Kelet, p3 - July 01, 1936