مفارقة الانتاجية
حلل أريك براينجلفسن المفارقة الإنتاجية ونشرها في المقال المقتبس"1" على نطاقٍ واسع، حيث أشار إلى التناقض الواضح بين التقدم الملحوظ في قوة الحاسوب والنمو البطيء نسبياً في الإنتاجية على الصعيد الاقتصادي كلياً والشركات الفردية والعديد من التطبيقات المحددة. يُشار إلى هذا المفهوم أحياناً بمفارقة الحاسوب سولو نسبةً إلى تعليق روبرت سولو الساخر في عام 1987 إذ قال: يمكنك أن ترى عصر الحاسوب في كل مكان ولكن ليس في إحصائيات الإنتاجية."2"
ولقد أعتقد الكثير أن التشغيل الآلي للمكاتب يعزز من إنتاجية العمل (أو معامل الإنتاج الكلي). ولكن في المقابل حسابات النمو لم تؤكد على صحة هذا الاعتقاد، ففي أوائل السبعينيات إلى أوائل التسعينيات كان هناك تباطؤ مهول في النمو نتيجة لوجود الآلات في كل مكان. ولقد جذبت المفارقة الإنتاجية الكثير من الانتباه لأن التقنية لم تعد قادرة على خلق نوع من مكاسب الإنتاجية كما هو الحال في أوائل السبعينيات، لذا يعتبر الاقتصادي روبرت جوردون وهو أحد هؤلاء الذين ينصب جدالهم حالياً في التقنية وكيف أنها بشكلٍ عام تتعرض إلى تقليصٍ في قدرتها على زيادة الإنتاجية."4" و"5" للتوضيحات. لقد وضح الكُتّاب المفارقة بطرقٍ مختلفة وعرّف براينجفلسن المفارقة في مقاله الأصلي عام 1993 على أن لها خمسة تفسيرات محتملة وهي كالتالي: -سوء القياس: هناك مكاسب لكن إجراءتنا الحالية أخفقت في حسابها. -إعادة التوزيع: هناك مكاسب خاصة لكن تأتي على حساب الأفراد والشركات الأخرى لتترك لهم الربح الصافي القليل. -الفجوات الزمنية: يستغرق الحصول على المكاسب وقتاً طويلاً. -سوء الإدارة: لا توجد مكاسب بسبب الصعوبات غير المألوفة في إدارة تقنية المعلومات أو في المعلومات ذاتها. -آثار ردود الفعل: الطلب الأقل على الأيدي العاملة يؤدي إلى عملاء أقل مما يلغي وجود المعدل الاقتصادي الذي يمكن تحقيقه عن طريق أجهزة الحاسوب. وأكد على التفسير الأول مشيراً إلى قلة وجود الدراسات آنذاك وضعف طرق القياس وموضحاً أن (نقص الأدلة ليس دليلاً على النقص). دراسة تربان وآخرون "2008" تذكر أن فهم المفارقة يتطلب فهماً لمفهومِ الإنتاجية. أما دراسة بينسونيلت وآخرون "1998" تذكر أنه يتطلب لفك شفرة المفارقة فهم كيفية ارتباط استخدام تقنية المعلومات بطبيعة العمل الإداري والمقام المناسب الذي توضع فيه. إحدى الفرضيات لتفسير المفارقة الإنتاجية هي أن الحواسيب منتجة ومع ذلك حققت مكاسب الإنتاجية بعد فترة طويلة خلالها يجب تطوير الاستثمارات الرأسمالية التكاملية للسماح لاستخدام الحواسيب وفقاً لإمكاناتهم الكاملة."6" تعتبر إلغاء الغلة الحدية من الحواسيب معاكسةً لفرضية الفجوة الزمنية وهي حواسيب في شكل إيطارات أساسية كانت تُستخدم في المجالات الأكثر إنتاجية مثل المعاملات المصرفية الكبيرة والمحاسبة وحجوزات الطيران أكثر من عقدين قبل استخدام أجهزة الحواسيب الشخصية. بالإضافة إلى استبدال الحواسيب بنظام متطور لمعالجة البيانات التي استخدمت معدات سجل الوحدة، لذا اُستنفدت الفرص الإنتاجية المهمة قبل ما تحل الحواسيب في كل مكان وكُنَّ نبحث عن ذلك في فترةٍ زمنية غير مناسبة. تنص فرضية أخرى على أن الحواسيب ببساطة لا تعزز الإنتاجية بشكلٍ جيد لأنها تتطلب وقتاً وتتسم بندرة المدخلات البشرية المتكاملة وتقول هذه النظرية أن على الرغم من أن الحواسيب تؤدي العديد من المهام المتنوعة إلا أنها لا تقوم بهذه المهام تحديداً بشكلٍ مبتكر أو فعال لكنها تقوم بذلك بشكلٍ أسرع فقط، فالبيانات الحالية لا تؤكد صحة أي فرضية. وقد تكون الزيادات في الإنتاجية بسبب الحواسيب التي لم تخضع إلى قياس الناتج المحلي الإجمالي وإنما بسبب تغيرات الجودة والمنتجات الجديدة. أتخذ بعض الاقتصاديين التهمة الأكثر إثارةً للجدل حول فائدة الحواسيب وهي أنها تتضاءل أهميتها كمصدر للميزة الإنتاجية مقارنةً بالثورة الصناعية والكهرباء والبنى التحتية "القنوات والممرات المائية والسكك الحديدية ونظام الطرق السريعة" والإنتاج الضخم الفوردي واستبدال القوة البشرية والحيوانية بالآلات."7" لقد حدث نموٌ إنتاجيٌ سريع في العقود الأخيرة للقرنِ التاسعة عشر حتى عام 1973 وبلغت ذروته في عام 1929 إلى 1973 بعد ذلك تراجعت مستوياته في بداية القرن التاسعة عشر."8" "9" وكان هناك انتعاش في الإنتاجية بعد عام 2000. أغلبية هذه الإنتاجية التي حدثت في عام 1985 إلى 2000 كانت بسبب الحواسيب والصناعات ذات العلاقة."9" وقُدِمّت العديد من هذه التفسيرات لذلك بما في ذلك: الميل مبدئياً على الأقل إلى تقنية الحاسب لاستخدامها في التطبيقات التي تتصف بتأثيرٍ ضئيل على كامل الإنتاجية مثل: معالج النصوص. أوجه القصور الناجمة عن تشغيل العمليات الورقية والتي تعتمد على عمليات الحاسوب بشكلٍ متوازٍ وتتطلب مجموعتين منفصلتين من الأنشطة وبذل الجهد البشري للتوفيق بينهما وعادةً ما يعتبر ذلك مشكلة المحاذاة التقنية. واجهات المستخدم الضعيفة التي تشتت المستخدم وتمنع الوصول أو تبطئه وهي لا تتوافق مع توفير الوقت وتتعارض داخلياً مع بعضها البعض ومع الشروط المتبعة في عمليات العمل ويشكل هذا الجزء مصدر قلق في مؤسسة التصنيف. العتاد السيء للغاية وجميع معايير تحكم الصورة ذات العلاقة التي أجبرت المستخدمين لعمل إصلاحات غير متناهية كنظم التشغيل والتطبيقات وتتواجد في جزء من الحواسيب ذات اللوحة الواحدة وعمليات تبسيط الأكثر آلية لإعادة التثبيت وتحميل برمجيات بشكلٍ محدد لحل هذه المشاكل مثل: برنامج نورتون غوست Norton Ghost التغيرات الناتجة عن التقنية من الشركات المدفوعة مثل: مايكروسوفت "Microsoft" التي تحصل على الأرباح مباشرة من خلال المزيد من "الترقيات" السريعة. التأكيد على تقنية العرض وحتى على تقنية الإقناع مثل: برنامج العروض التقديمية مباشرةً على حساب عمليات الأعمال الأساسية والتعلم ولقد تناولتها بعض الشركات بما في ذلك: شركة IBM وشركة صن ميكروسيستمز "Sun Microsystems"من خلال عمل مساحة مجانية للعروض التقديمية. الاعتقاد الأعمى بأن إدخال التقنية الجديدة يجب أن يكون فعلاً جيداً. حقيقة أن الحواسيب تتعامل مع الوظائف المكتبية التي في معظم الأحيان لا ترتبط بالإنتاج الفعلي للسلع والخدمات. آلية المصانع قبل عقود من ظهور الحواسيب إضافةً إلى أن سيطرة الحواسيب على المصانع الحالية أسفرت عن مكاسب إنتاجية طفيفة فقط في معظم الحالات.
تأثيرات التغيرات في حصة القطاع الاقتصادي
أشار جوردن بجورك أن محصلات الإنتاج الصناعي مستمرة على الرغم من انخفاض معدلاتها عن العقود الماضية ولكن استقطاعات التكاليف في الصناعة ساهم في تقلص حجم القطاع وساهم القطاع الحكومي وقطاع الخدمات حيث أن نسبة نمو الانتاجية فيها متدني جداً في خفض الانتاجية بشكل عام وذلك لأن أسعار الخدمات الحكومية مُسعرة بدون أي قيمة إضافية لذا فأن نمو الانتاجية في القطاع الحكومي يقارب الصفر و يشير بجورك أيضاً أن القطاع الصناعي يستخدم رأس مال أكبر للوحدة من القطاع الحكومي والخدمات. التجارة الالكترونية نجحت التجارة الالكترونية في قطاع التجزئة في مواد معينة و المقتنيات و السلع باهضة الثمن و كما شهدت خدمات الطيران و حجز الفنادق نجاحاً باهراً. نجحت التجارة الالكترونية نجاحاً باهراً في قطاع البنوك و الفنادق و خدمة حجز السيارات وذلك على سبيل المثال. اعادة هيكلة المكاتب ساهم الحاسب الشخصي في اعادة هيكلة أو ترتيب المكتب و ذلك بتقليل محتويات المكتب فقبل الحاسب تقوم السكرتارية بتفريغ تسجيلات الهاتف والمحادثات المباشرة في مذكرة أو رسالة ثم تصنفها في نسخ ورقية. هناك منصب مكتبي جديد يسمى تقني المعلومات أو قسم تقنية المعلومات، أصبح الموظفون يتلقون مئات الرسائل الالكترونية يومياً و أغلبها لا تحتوي على معلومات مهمة للمتلقي. ويرى البعض أن مساهمة تقنية المعلومات في ارتفاع الانتاجية ستزيد قريباً: تقليص كبير للمكاتب التقليدية حيث أن المكاتب المنزلية أصبحت منتشرة ولكن هذا يتطلب تغيرآ كبيراً في ثقافة العمل ولم تثبت امكانية ذلك حتى الآن.
تجاوزات تكاليف مشاريع البرمجيات من المعروف أن مطوري المشاريع تنفذ ميزانيتهم و ينتهون من انجاز المشروع بعد الوقت المحدد لانهائه. تطوير البرمجيات يكون عادة للتطبيقات الجديدة المميزة و محلل المشاريع مسؤول عن مقابلة الأطراف المعنية و الأفراد في اجتماع واحد وذلك لجمع المتطلبات و توظيفها في نموذج منطقي ليراجعها أصحاب الشأن و المطورين وهذه المرحلة تعاد مرة أخرى بشاشات مكملة جزئياً متوفرة للمراجعة في مراحل متقدمة. وللأسف غالباً لا يكون لأصحاب الشأن فكرة واضحة بشأن وظيفة هذه التطبيقات و يميلون إلى إضافة خواص غير ضرورية وينتج عن هذا تأخيرات في التسليم و زيادة في التكاليف. الكفاءات في أوخر التسعينات ظهرت مؤشرات على أن الانتاجية في مكان العمل تطورت بعد استحداث تقنية المعلومات و خاصة في الولايات المتحدة و في الحقيقة وجد اريك برينجسون و زملائه علاقة ايجابية بين الاستثمار في تقنية المعلومات والانتاجية على الأقل عندما تمت هذه الاستثمارات لاكمال التغيرات التنظيمية. جزء كبير من الانتاجية المكتسبة خارج بيئة تقنية المعلومات كانت في قطاع التجزئة والمبيعات والمالية والتطور الكبير كان في عمليات تحويلات سوق الاسهم المحوسبة التي استبدلت النظام الذي كان موجوداً منذ الحرب الأهلية ولكن سبب باغلاق سوق الاسهم الأمريكي كل مساء يوم الأربعاء. ساهم الحاسب في ثورة في مجال المحاسبة والفواتير و حفظ السجلات و العديد من الوظائف المكتبية، استخدمت الحواسيب القديمة بطاقات مثقبة للبيانات ومدخلات البرمجة وفي أواخر الثمانينات كان من الشائع استقبال فواتير شهرية مطبوعة على البطاقات المثقبة المزودة بفاتورة الزبون. في عام 1973 طرحت شركة IBM نقاط البيع حيث أنالدفع الإلكتروني يربط بشبكة الحاسب الأسايس و بحلول الثمانينات أضيف قاريء الأكواد و هذه التقنيات ساهمت في إدارة المخزون الكترونياً وكانت سلسلة محلات وال ماركت هي من أوائل مستخدمي نقاط البيع. ساهم الحاسب أيضاً في زيادة الانتاجية لقطاع الاتصالات وخاصة في تقليل مشغلات الهاتف و في الهندسة استبدلت الصياغة اليدوية بالحاسب و طورت برمجيات للحسابات مستخدمة الدوائر الالكترونية و محللات الضغط وموازنات الحرارة والمواد. أصبحت أجهزة الصراف الآلي ذات شعبية كبيرة في العقود الأخيرة وظهرت نقاط البيع الذاتية في محلات التجزئة في التسعينات. إن الحاسب الآلي جزء لايتجزأ في قطاع حجوزات الطيران و المصرفية و كما الأنظمة العسكرية الحديثة تعتمد على الحاسب.