في الشطرنج منتصف اللعب هو المرحلة الثانية من المباراة بين الافتتاحية ونهاية اللعب حيث يقوم اللاعبون بتطبيق خططهم الاستراتيجية وتكتيكاتهم ويحتدم وطيس المنافسة، ورغم أنه لا يوجد حد فاصل واضح بين الافتتاحية ووسط اللعب إلا أنه يمكن القول أن المباراة انتقلت إلى وسط اللعب حين يتم كلا اللاعبين نشر كل أو معظم القطع ويتم تحصين الملك والبدء في تحريك واستخدام الملكة.
كذلك لا يوجد حد فاصل بين وسط اللعب ونهاية اللعب واختلفت الآراء بشأن ذلك، ويمكن القول أن المباراة بلغت نهاية اللعب حين تزول الملكتين (توجد بعض نهايات اللعب بالملكة) ويقل عدد القطع والبيادق في الرقعة إلى قطعتين أو ثلاثة على الأكثر لكل لاعب، ويقال غالبا أن نهاية اللعب تبدأ حين يتمكن الملك من لعب دور فعال بشكل آمن.
الجانب النظري في منتصف اللعب ليس مدروسا مثل الافتتاحيات ونهاية اللعب، وهذا لأن وضعيات منتصف اللعب مختلفة من مباراة لمباراة وتوجد الكثير من القطع على الرقعة وبذلك الكثير من الوضعيات النظرية لدراستها، فيستحيل بذلك تحليلها جميعا وحفظها عكس الأمر في الافتتاحيات ونهاية اللعب.
غايات منتصف اللعب
تعتمد استراتيجية اللعب في منتصف اللعب على الافتتاحية المختارة وطريقة نشر القطع لكلا اللاعبين وتوجد ثلاث عوامل أساسية تجب مراعاتها في منتصف اللعب هي:
- أمان الملك: الحرص على سلامة الملك أهم العوامل في منتصف اللعب، حيث يفقد العاملين الآخرين (التفوق في القطع، والتفوق في الديناميكية والمساحة) قيمتهما حين يكون الملك في خطر لأن ذلك يسمح بإماتته أو كسب تفوق أكبر في القطع والمساحة.
- المساحة وديناميكية القطع: نشر القطع نحو المنتصف ومحاولة السيطرة عليه هو ترجمة لغاية كسب ديناميكية للقطع تجعلها فعالة وكسب مساحة على الرقعة تسمح بالضغط على الخصم وتقليل فاعلية قطعه.
- توازن القطع: أيّ خسارة لقطعة حتى لو كانت بيدقا إن لم يقابلها تعويض في الجانب الاستراتيجي كالحصول على مركز دائم للحصان في الوسط أو فتح عمود جهة الملك يمكن أن يعتبر أفضلية للخصم قد تقوده نحو الفوز إن واصل اللعب بشكل صحيح.
مبادئ للعب في منتصف اللعب
- قال ويليام شتاينيتز: "أن الهجوم يكون مبررا وذا تأثير حين تكون لدى المهاجم أفضلية، والأفضلية لا تكون إلا حين يخطئ الخصم" [3] لذا لا يجب الهجوم حين لا تكون للاعب أفضلية استراتيجية لأن الهجوم دون أفضلية إذا قوبل بدفاع صلب يمكن أن يمنح للخصم أفضلية.
- قال زيغبرت تاراش: "الوضعيات الضيقة السيئة تحمل جواهر الهزيمة" لذا على اللاعب السعي للحصول على أفضلية في المساحة ومنه ديناميكية لقطعه، وحين يفعل ذلك على اللاعب تجنب استبدال القطع لأن ذلك يزيل وضعية الخصم السيئة، بل التحضير ببطئ لهجوم على أحد نقاط ضعفه.
- المراكز والأعمدة المفتوحة والتغلغل إلى الصف السابع (أو الثاني) للخصم: يعتبر الحصول على مركز دائم للحصان في منتصف الرقعة أو عمود مفتوح للقلعة أمام الملك أفضلية استراتيجية يمكن استغلالها لتنفيذ الهجوم وكذلك الوصول بالقلعة إلى الصف السابع للخصم.
- هيكلة البيادق قال إيمانويل لاسكر "انتبه لحركة بيدق وتفحص بحذر توازنها" أي حركة لبيدق تضعف مربعات كان يحرسها قبل تحركه ويمكن للخصم بذلك استغلال هذه المربعات، كما أن البيادق المضاعفة والمعزولة والخلفية تعتبر نقاط ضعف لذا يجب على اللاعب الحرص على التقليل منها والحفاظ على هيكلة بيادقه سليمة إن أمكن لأن هيكلة بيادق سليمة تعني نهاية لعب مريحة.
- مبدأ نقطتي الضعف: إذا كان للخصم نقطتا ضعف فذلك يعني أنه خاسر استراتيجيا (مثلا قطعة غير محمية وملك مكشوف) في مثل هذه الحالة استخدام تكتيكات مثل التشتيت أو التضحية وإنشاء المزيد من نقاط الضعف يعتبر أمرا جيدا يسمح بالظفر بأفضلية في القطع أو على الأقل أفضلية استراتيجية تستغل في نهاية اللعب.
التحول إلى نهاية اللعب
ما كل المباريات تصل إلى نهاية اللعب، إذ يمكن لهجوم على الملك أو توليفة أن تقود إلى ظفر كبير في القطع ينهي المباراة وهي مازالت في منتصف اللعب، في بعض الأحيان يجب أن يتم السعي إلى وضعية نهاية لعب رابحة (معروفة مسبقا) وتعلم القيام بتبادلات مفضلة تقود إلى نهايات لعب مثل تلك يعتبر مهارة مهمة.
آخر ما يحدث في منتصف اللعب هو التحضير للانتقال إلى نهاية اللعب بشكل يخدم اللاعب، وبما أن العديد من نهايات اللعب تمتاز بترقية بيدق فمن الجيد عادة اعتبار ذلك أثناء التبادل في منتصف اللعب، كمثال بطل العالم ماكس إيوي لعب على تفوق فق البيادق جهة الملكة وهو أفضلية لأنه يمكن أن ينتج عنه بيدق متجاوز يقود للفوز.[4]
مقالات ذات صلة
مراجع
- شيغورين ضد ألبين 1883 - تصفح: نسخة محفوظة 16 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- كابابلانكا ضد تريبال 1929 - تصفح: نسخة محفوظة 01 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- Burgess, Graham (2010), The Mammoth Book of Chess, Running Press
- Euwe, Max and H. Kramer 1964; 1994. The Middlegame. 2 vols: McKay; Hays.