الرئيسيةعريقبحث

مندي بنت السلطان عجبنا


☰ جدول المحتويات


مندى بت السلطان عجبنا

محاربة سودانية

تمثل الأميرة مندي إحدى رائدات البطولة والنضال في الربع الأول من القرن العشرين ضد المستعمر البريطاني وتصديها الباسل للقوات التي هاجمت منطقتها ومنعت عنهم مصادر الماء وقتلت شباب وثوار المنطقة وخلد لها على أثر ذلك أجمل واقوي مارش عسكري وبرزت بطولتها في حماية منطقتهم التي تقع بالقرب من مدينة الدلنج بجبال النوبة[1]

النشأة والميلاد

والدها السلطان عجبنا بن أروجا بن سبا، السلطان الثالث عشر لمنطقة الأما (النيمانغ) بالقرب من مدينة الدلنج.

حياتها

اتخذ السلطان عجبنا منطقة الأما (النيمانغ) مسرحا لعملياته الحربية، فخاض مع رجاله الأشاوس ومن خلفهم الأميرة المناضلة مندي التي كانت تقاتل بضراوة وهى تحمل طفلها الرضيع على ظهرها، جنباً إلى جنب مع فرسان القبائل، معارك ضارية شرسة ضد الغزاة الطامعين من الإنجليز، الأمر الذي أثار حفيظة الحكومة الإنجليزية فيما بعد فحاولت اخضاع منطقة النيمانغ لسيطرتها وتوالت حملاتها إليها.

شجاعتها

ضربت مندي أروع المثل في الشجاعة والإستبسال  في العام 1908م وذلك عندما دخلت قوات المستعمر إلى منطقة الفوس ودخلت في معركة ضارية ضد الزعيم دار جول وعندما لم يتوصل المستعمر معه إلى نهاية  وضعا إتفاقاً بإيقاف الحرب على أن يدفع دارجول تعويضاً للإنجليز ولكن لم يستسلم مقاتلو قبيلة النيمانغ ولم يخضعوا، مما أضطر الإنجليز إلى شن حملات ضارية لتقضي على السلطان عجبنا. وتعليماتهم مما دفع بالأخيرين إلى التفكير الجدي لشن حملات وتوجيه ضربات خاطفة قاضية علي السلطان عجبنا.

وفي العام 1917 قام مفتش مركز الدلنج الإنجليزي هتون بحملات على منطقتي  تندية وكرمتي ،  ولكن إنتصر عليه أبناء المنطقتين وتوفي المفتش على مضارب منطقة كرمتي على يد أحد أبناؤها الذين كانوا يرابطون في إتجاه جبل حجر السلطان ووفق كانت نهاية تلك الحملة التي فشلت في إبادة ثوار وأبناء تلك المناطق.

غضب الإنجليز

تلك النهاية المأسوية لذاك المفتش أغضبت السلطات مما حداها إلى إعداد حملة كبيرة ليكون شهر نوفمبر من العام 1917 بمثابة الجولة الثانية ضد السلطان عجبنا بعدة وعتاد ضخمين  تلك الحملة التي تكونت من 31 ضابطاً بريطانياً 150 من الضباط السودانيين والمصريين ومايقارب 2857 جندياً وعدد ضخم من الأسلحة النارية ب8 مدافع و18 مدفعاً رشاشاً وعدد من البنادق كل تلك العدة والعتاد كانت تحت إمرة المقدم سميث L.K .SMITH

ومن منطقة النتل تحركت 3 وحدات لمحاصرة السلطان عجبنا

من ثلاثة مواقع

1-    منطقة ولال، الواقعة بين منطقة ككرة وحجر السلطان، بقيادة الرائد فان ديلو VANDELEU.

2-    منطقة جبل كلامو، الواقعة بين الفوس وحجر السلطان، بقيادة الرائد جرهام GRAHAM.

3-    منطقة النتل، بقيادة الرائد وثنقتون ويلمر WORTHINGTON WILMER.

وبهذه الكتائب الثلاثة أطبق الحصار على السلطان عجبنا الذي تضرر جداً من ذلك الحصار الذي أغلق الطرق إلى مصادر المياه خاصة آبار كوديلو بونق التي يعتمدون عليها كثيراً في حياتهم، لم تقف ولم تلن عزيمة السلطان عجبنا وقواته الثائرة الذي قاوموا وضربوا مثلاً في البسالة إلى أن حمى الوطيس للدرجة التي ادت إلى فك الحصار المضروب حولهم.

حينها وصلت المعلومات إلى أبنته الأميرة مندي عن الحصار المضروب على مصادر المياه في منطقتهم، إضافة إلى انخفاض الروح المعنوية لجيش والدها، وفور سماع مندي لهذا الخبر ذهبت على وجه السرعة حاملة بندقيتها قاصدة موقع القتال، ولم تلن من المحاولات التي تدعو إلى أثنائها بحجة مخاطر الطريق ووضع جيش والدها الذي كان  ماضيٍ إلى زوال قريب[2]

موقف الأميرة مندي

و زمجرت الأميرة غضباً داعياً إياهم بعدم التوقف في طريقها وأصبحت تغلي كالمرجل، فحملت البخسة (القرع.) وضربت بها الأرض حتى تهشمت وقالت للجميع: "أفسحوا لي الطريق"، فأفسحوا لها الطريق. إن تهشيم البخسة "القرع" في ثقافة النمانغ يعني أن الغضب والأصرار على فعل الشئ قد بلغ قمته لا تنفع معه الرجاءات ومحاولات المنع. فربطت طفلها الرضيع على ظهرها ربطاً محكماً، وهرولت به نحو أرض المعركة وإنتظمت إلى صفوف الجيش حامية للإهل والوطن كان التحاق الأميرة مندي بمثابة دفعة معنوية عالية وبدأ الجيش من الأول ماسكاً زمام الأمر [3]

. وصلت مندي أرض المعركة و ما أن شاهدها أبطال القبيلة حتى تعالت صيحاتهم فاندفعت مندي إلي الصفوف الأمامية تقاتل بضراوة و تغني بأعلى صوتها تشجع فرسان القبيلة و الذين أعادت لهم مندي الروح المعنوية في المساء عندما يهدأ القتال و يركن الفرسان للراحة كانت تواصل سندها لهم بتضميد الجراح و المشاركة في صنع الطعام. إنتهت إحدى تلك الأيام بمصرع طفلها وهو على ظهرها من رصاصة العدو ولكن هذا أيضاً لم يلن عزمها.[1]

السلطان عجبنا أسيراً

بل وولم تقف حمى الوطيس عند ذلك الحد بل وقع السلطان عجبنا وصديقه كيلكون وفي يوم 27/12/1917 تم الحكم عليهما بالإعدام شنقاً و تنتهي المعركة بأسر والدها السلطان عجبنا و يتم إعدامه شنقا على شجرة بمدينة الدلنج

حيث أثبت الاثنان معاً موقفاً بطولياً رائعاً اذ قابلا الموت بشجاعة ورباط جأش  وبذلك كانت معركة العام1917م من أشرس المعارك التي قادها النوبة ضد المستعمر من أجل حماية تراب الوطن. وخلدا ملحمة غنائية رائعة يتغني بها الصغار والكبار. في فبراير 1917 استسلم بقية المقاتلين بعد أن تم اعدام قيادتهم الروحية والعسكرية التي كانت تمثل نضال جيل اختط على صفحات التاريخ ملحمة رائعة أعطت المستعمر درساً لن ينساه أبد التاريخ.

وعادت الأميرة مندي وبقية الثوار من الناجين إلى ديار القبيلة تكلل هاماتهم فيوض الفخر بسبب المواقف المشرفة تحت قيادة أميرتهم وقائدتهم " مندي " التي صارت مآثر بطولتها من بعد، أهزوجة حلوة تتناقلها الأجيال المختلفة وتتغنى بها، بل صارت المقطوعة الموسيقية المصاحبة لتلك الأهزوجة، ألا وهي مقطوعة " مندي " ، واحداً من أروع " المارشات " للقوات المسلحة السودانية منذ ذلك التاريخ وحتى يوم الناس هذا.[4]

المارش العسكري

. في هذه المعركة حازت الأميرة مندي على أعجاب فرسان القبيلة لشجاعتها واقدامها، وخلدوها من خلال الأغاني الشعبية التي يرددها أهل المنطقة وقبائل الدلنج، حيث تم اعتماد أغنية مندي الشعبية وتسجيلها مارشا عسكريا بفرقة موسيقى دفاع السودان لرفع الروح المعنوبة للجنود والمقاتلين بالقوات المسلحة تلك المعزوفة الأكثر شهرة[2]

مارش ( مندي ) أو نوبا سلارا.

كرو كونجا كو دون دالي مندي كورو كونجا كودون دالي اووووو.. دالي.. دالي من قبيلة النيمانج كرو كونجا كو دون دالي مندي كورو كونجا كودون دالي اووووو.. دالي.. دالي كورو كونجا كودون دالي[5]

مراجع

موسوعات ذات صلة :