الرئيسيةعريقبحث

مهرابيل


كان أبوى هذه القديسة محبين لله فأبيها هو القس يأنس كاهن تقى دائماً في صلوات وعبادات مثل زكريا الكاهن في العهد القديم وزوجته امرأه فاضله اسمها إيلاريا وكانا من قرية طموه (تابعه لمحافظة الجيزة) ولم يرزقا بنسل. فكانا يصليلن بحرارة قلب من أجل أن يطلبا نسلا.. وقد تنبأ لهما الأنبا بيصارى أسقف منف بأن الله سيعطيهما نسلاً وقد أستجابت السماء لهذه الطلبة. ووضعت زوجة الكاهن أبنه اسمياها مهرابيل وكان لهما فرحاً عظيماً في قريتهما والقرى المجاورة. وتربت هذه القديسة على حياة التقوى والطاعة مواظبة على العبادة بقلب لا يفتر. فلما بلغت هذه الصبية اثنتى عشر عاماً في تربية مسيحية ارسل السيد المسيح والسيده العذراء واليصابات نسيبتها إلى الناحية المعروفة بطموه حتى يدهنوا هذه الصبية بمسحة مقدسة حتى يحين زمن الاضطهاد فيمضوا بها إلى مدينة اصنا لتنال اكليل الشهادة. والجدير بالزكر بأن السيدة العذراء قد ظهرت القس يوأنس وقالت له. أننى جئت اليك بسبب ابنتك مهرابيل أدعوها إلى عرس ولدى. إلى مدينة حيث لا جوع ولا تعب ولا عطش بل تكون في الفرح والسرور الدائم. فأجاب القس يوأنس وقال لها : كيف أفعل هذا واسلم ابنتى إلى ارض بعيده وغريبه فقالت له القديسة مريم حى هو الرب الاله الضابط الكل إذ ما توفيت ابنتك أرسلت جسدها اليك لتدفنها في أى موشع تختاره.

مهرابيل
معلومات شخصية

فلما دهنت القديسة من يدى السيدة العذراء كان الله يصنع بها العجائب. وكتن كل من به عله من المرض إذ ما صلت على قليل من الزيت وتدهن به العليل كان يبرأ في وقته، وفي يوم من الأيام خرجت مهرابيل إلى الشاطئ ومعها جرتها لتملأ ماء كعادتها، وإذ ترى مركب راسية وفي المركب شاهدت القديسة نساء حزانى وواحدة منها تبكى بحرقه قلب وحزن عظيم وتصرخ صراخ شديد فلما نظرتها العذراء مهرابيل قالت لها ياختى ما الذي حل بك وانت بهذا الحزن الشديد، فأجابت المرأة وقالت لها ما رزقت إلا بأبنة واحده وقد زوجنها ولما جاءت ساعة الوضع أصبحت في تعب شديد فلها من الوقت اربعة عشر يوماً وهى في شدة عظيمة لدرجة ان كل من يراها يقول أن الاصلح موتها لا حياتها بهذا العذاب. وقد أرشدنى البعض أن أذهب بها إلى مدينة منف لكى يصلى عليها إنسان مبارك فتشفى. فلما زاد تعبها رسينا إلى هذا المكان.

فلما سمعت التقيه مهرابيل هذا الكلام تأثرت جداً وذهبت واحضرت زيت مصلى عليه ودهنت المرأة المتعسره وللحال ولدت طفلين ولما نظر الناس الذين في المركب ما حدث مجدوا اله القديسة مهرابيل.. وللحال تركت مهرابيل جرتها وهربت خوفاً من المجد الباطل وحروب الشيطان. وقد سأل الذين في المركب عن هذه القديسشه فهم لم يعرفوا اسمها ولكن كالنت معهم جرتها فأجمع الكل أنها جرة مهرابيل التي هربت من المجد الباطل. فشاع خبرها في قريتها وكل البلاد المجاورة.

كان يوجد للقديسه صديقة متزوجه ولما وضعت شعرت بألم شديد في صدرها وورم تعبت جداً منه حتى قربت على الموت. فجاءت القديسة ودهنتها بزيت فنالت الشفاء سريعاً ورضع الابن من صدر ام.

وقد تحقق وعد السيدة العذراء لها بأنها ستنال أكليل الشهادة.. فقد أعلم الامبرطور دقلديانوس أوامره إلى كل مكان بأن تهدم الكنائس ويعذب حتى الموت كل مسيحي. فلما وصلت هذه الأوامر إلى مدينة الإسكندرية وكل كورة مصر قبض على كل من وجدوه من المسيحيين. وحدث أن أحد الحكام أعد مراكب كثيره ممبؤه من المعترفين ووقف بها على شاطئ طموه وكان معه جمع غفير من أساقفه وكهنه وشمامسه وعلمانيين وقد ظهرت السيدة العذراء واليصابات وستى عذارى في هيئة نساء. قاصدين بيت مهرابيل ليستقين ماء وقلن لها. تعالى لنملأ الجرار بالماء. عندئذ امتلئت مهرابيل من القوة الروحية وأخذت معها جرتها وخرجن جميعاً مرة أخرى إلى الشطئ فتظرت مهرابيل المراكب وبها هؤلاء الحشد المعترف باسم المسيح ذاهبين إلى المحاكمة الأخيرة ثم ساحة الاستشهاد فركبت مهرابيل المركب ومعها السيده العذراء واليصابات. ولما وصلت المراكب إلى أصنا وأخذ الجند جميع المتهمين للمثول أمام الوالى كان من بينهم القديسة مهرابيل ذو الأثنتى عشر عاماً فلما أراد الوالى أن يطلقها لصغر سنها قالت له ملعون أنت وملكك الكافر وألهتك المرزوله. فلما سمع لوالى هذا الكلام امتلأ غض باً وأمر أن تعذب هذه الصبية عذاباً شديداً.

عذابتها

وقد استخدم الوالى جميع وسائل التعذيب ولكن الرب حافظ القديسة من كل سوء أخراً أمر الوالى بوضعها في صندوق به ثعابين وعقارب ويضعوها في المركب ثم يرموها. فسارت المركب ثلاثة أيام والقديسه بداخل الصندوق تسبح الله.. ثم في اليوم الرابع ظهر لها رب المجد يسوع وقال لها السلام لك ياشهيده.ياقديسه.السلام لمهرابيل النقيه هوذا قد أوصلتك إلى بيت ابيك القس يوأنس حسب ما وعدت به والدتى والعطر الذي سكبته عليك والدتى على رأسك أنا أجعل رائحته على جسدك إلى انقضاء الأجيال. وكل من يبنى كنيسة على اسمك اكتب اسمه في ملكوت السموات.. وكل من يسمى أبنته على اسمك احفظه من كل سوء. هذا ما قاله السيد المسيح للقديسه وكان كل من في المركب يشم رائحة عطر ولا ينظروا أحد بل سامعين الصوت فقط فلحقهم خوفاً عظيماً. استشهادها وبعد ذلك بقليل انتقلت روحها إلى الرب وتنيحت في الرابع عشر من شهر طوبه. وقد حدثت رياح شديد اوقفتهم عند طموه بلدها فغادر الجنود المركب وتركوها على الشاطئ وذهبوا ليشتروا مأكولات من البلد فلما رجعوا نظروا نور عظيم جداً فأحضروا أهل البلد فشاهدوا هذا النور فأخبر الجنود أهل البلد بما حدث مع الشهيده مهرابيل وحذ أبيها القس يوأنس وكفنها بأكفان غالي.

مواضيع مرتبطة

موسوعات ذات صلة :