موبيدا مدريد (بالإسبانية: Movida madrileña) هي حركة ثقافية مضادة نشأت، في مدريد، خلال مرحلة الانتقال الإسباني في بداية ثمانينات القرن العشرين. امتدت الظاهرة إلى مدن إسبانية أخرى كبيغو و بلباو و برشلونة، على امتداد عقد الثمانينات. تجسدت الموبيدا في طفرة في مجموعة من المجالات الإبداعية كالموسيقى و الإعلام و النشر و السينما و الفنون المرئية. كما تميزت أيضا بتطور العادات الاجتماعية لدى الشباب خصوصا، و بتكاثف التنشيط الثقافي في أهم الحواضر الإسبانية.[1]
سياق النشأة
خلال السنوات الأخيرة لعقد السبعينات، و مع انتفاء القيود الثقافية و السياسية المندثرة آنذاك بنهاية النظام الفرانكوي، عرفت إسبانيا تحررا ثقافيا و إيديولوجيا، كانت أول حوافزه امتداد ظواهر ثقافية كالبانك و الموجة الجديدة إلى المشهد الثقافي الإسباني.[1]
من أبرز لحظات بداية الظاهرة الحفلات الموسيقية العملاقة التي أقيمت في الفضاءات الجامعية المدريدية بين 1980 و 1981، و التي يعتبرها مؤرخو الظاهرة البداية الحقيقية للموبيدا المدريدية. من أهمها الحفل الموسيقي التأبيني لخوصي إنريكي كانو ليال، عضو مجموعة لوس سيكريطوس، المتوفى سنة 1979، و المنظم في مدرسة الطرق في مدريد، من طرف إذاعة إسبانيا، و حفل الربيع، التاريخي، المنظم من طرف طلبة مدرسة الهندسة المعمارية بمدريد، و الذي عرف حضور أزيد من 15000 متفرج، و مشاركة ثلة من المبدعين في أجناس الروك و الموجة الجديدة و البانك. كان للحفل الأخير مفعول نقل موسيقى الموبيدا من مجالاتها الأولى المحدودة في فضاءات نواد ليلية محددة، إلى مرحلة الظاهرة الجماهيرية.[2]
ساعد تكاثر الفضاءات الإبداعية من نواد ليلية و قاعات مخصصة للعروض، المجموعات الموسيقية الشابة على التعبير الفني و تزايد جماهيرية الأنواع الموسيقية الجديدة بين الشباب. و أبرز مثال على هذه الفضاءات قاعة روك أولا Rock-Ola التي احتضنت بدايات لوس سيكريطوس Los Secretos و راديو فوتورا Radio Futura.
ساهم الإعلام العمومي في احتضان الظاهرة، عبر مجموعة من البرامج الإذاعية و التلفزيونية، التي واكبت إنتاج الموبيدا الفني، و التي أسند إنتاجها لفاعلين في الحركية الثقافية كالإعلامية بيلار تشامورو[1][3]، عبر برنامجها "العصر الذهبي" La edad de oro. كما لاقت الظاهرة مواكبة و دعما كبيرين من طرف الطبقة السياسية، التي كانت تصبو إلى تسويق صورة جديدة لإسبانيا، أكثر حداثة و أقرب لثقافات فضائها الأوروبي، عوض الصورة السلبية و الجامدة التي خلفتها مرحلة الفرانكوية، و أبرز مثال على هذا الدعم، احتضان عمدة مدريد، آنذاك، الاشتراكي إنريكي تييرنو للظاهرة[4].
رموز الموبيدا
في ما يلي جرد لأهم الأجناس الإبداعية و بعض الأسماء الذين أفرزتهم مرحلة الموبيدا[1]:
- الموسيقى: إيرويس ديل سيلينثيو Héroes del Silencio، لاونيون La Unión، راديو فوتورا Radio Futura، ميكانو Mecano، لوس سيكريطوس Los Secretos، إيلولتيمو ديلا فيلا El Último de la Fila
- السينما: بيدرو المودوبار، فيرناندو ترويبا، فيرناندو كولومو، إيبان ثولويطا
- الأدب: جريجوريو موراليس، بيثينطي مولينا فويش، لويس أنطونيو دي بيينا، إيبان ثولويطا
- التصوير: باربارا خيل دي بييدما، بابلو بيريث مينغيث
- الفنون المرئية: كارلوس سانتيش بيريث (رسم)، غييرمو بيريث بيالطا (نحت).
مراجع
- La Movida madrileña ….. y los años 80 - تصفح: نسخة محفوظة 11 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- ABC 26- V- 1981, Quince mil personas en el Concierto de Primavera La nueva ola en olor de masas, Tomas Cuesta - تصفح: نسخة محفوظة 15 يوليو 2015 على موقع واي باك مشين.
- ¡Vaya Movida, vuelven los 80! - تصفح: نسخة محفوظة 04 ديسمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
- Tierno Galván: El Alcalde de “la movida madrileña” - تصفح: نسخة محفوظة 02 أبريل 2011 على موقع واي باك مشين.