الرئيسيةعريقبحث

موت العراب


☰ جدول المحتويات


Godfather Death.jpg

مَوتُ العَرَّاب (الألمانيّة: Der Gevatter Tod) هي إحدى الحكايات الخرافيّة الألمانيّة التي جمعها الأخوان غريم تحت اسم الحكاية رقم 44، بالإضافة إلى حكايات أخرى كبياض الثلج و شجرة العرعر.[1] و تُصنَّف وفق طريقة آرن-ثومبسون بالنمط 332.[2]

ملخص

كان لرجل فقير اثني عشر ولداً، و كان هذا الرجل يعمل بجدِّ للحصول على ما يكفي من الطعام لإطعام أطفاله الإثني عشر. و عندما وُلِدَ له الطفل الثالث عشر، قرر الرجل أ، يبحث عن عَرَّابٍ لهذا الطفل. سار الرجل في شارعٍ كبير، و أثناء سيره وجد الله يمشي على الطريق، فسأل اللهُ الرجُلَ كي يجعله عرَّاباً لِطفله، واعداً إياه بأن يحيا الطفل بصحة جيّدة و بسعادة، إلا أن الرجل الفقير رفض الطلب بعد أن اكتشف أنه الله، قائلاً أن الله يتغاضى عن الفقر. بعدها، و أثناء سير الرجل، التقى الشيطان على الطريق، فسأل الشيطانُ الرجلَ أن يجعله عرَّاباً لابنه، عارضاً عليه أن يُقدِّم للطفل الذهب و مُتَعَ العالم، إلا أن الرجل الفقير رفض بعد أن اكتشف هويّة الشيطان، قائلاً أن الشيطان يخدع البشريّة.
استمر الرجل الفقير بالسير على الطريق، و هو يحمل الطفل إلى أن التقى الموت. قرَّر الرجل الفقير أن يجعل الموت عرَّاباً للطفل، قائلاً أن الموت يأخذ الفقير و الغنيّ دون تمييز. و بحلول يوم الأحد التالي، كان الموت قد أصبح عَرَّاباً للطفل.
و بمرور الأيام و عندما كبر الطفل و أصبح شاباً، ظهر الموت له و قاده إلى غابة، و دَلَّه على عشبة خاصّة، و وعد الموت الشَابَ بأن يجعله طبيباً مشهوراً و شرح له بأنه كُلَّما زار الشَّاب الطبيب مريضاً في بيته، سيظهر الموت بجوار المريض، فإذا وقف الموت عند رأس المريض، فهذا يعني أن على الطبيب أن يعطي المريض من العُشبَة الخاصّة التي وجدها في الغابة، و بهذا سيُشفى، و لكن إذا ما ظهر الموت عند قدمي المريض فإن هذا يعني أن علاج هذا الريض سيكون بلا جدوى، و أنه سيموت قريباً.
سرعان ما أصبح الطبيب الشاب مشهوراً كما توقّع الموت، كما تلقّى الطبيب الشاب ثروةً هائلة من الذهب لقدرته المدهشة ما إذا كان الشخص سيموت أم سيحيى. و في أحد الأيام، مرض ملك جميع الأراضي و أرسل في طلب الطبيب.
و عندما ذهب الطبيب لرؤية الملك، لاحظ على الفور أن الموت يقف عند نهاية السرير، أي عند قدميه، شعر الطبيب بالشفقة تجاه المك، و قرر أن يخدع الموت. طلب الطبيب تحويل الملك في سريره مما يجعل الموت واقفاً عند رأس الملك، و من ثُمّ أعطى الطبيب الملكَ العشبةَ ليتناولها. و من ثُمّ يتعافى الملك و يتعافى.
بعد فترة وجيزة، اقترب الموت من الطبيب، مُعربَاً عن غضبه لخداعه و عصيانه لقواعده. و لكن بما أن الطبيب ابن الموت بالمعموديّة، قرَّر الموت عدم معاقبة الطبيب. حذَّر الموت بعدها الطبيب من أنه إذا ما خدع الموت مرَّة أخرى، فسيأخذ حينها الموت حياة الطبيب.
ليس بعد ذلك بكثير، مرضت ابنة الملك، و ذهب الطبيب الشاب لرؤيتها، و وعد الملك الطبيبَ بأن يزوِّجَهُ ابنته و يورثه التاج إذا ما تعافت ابنته على يديه. و عندما زار الطبيب الأميرة، وجد الموت عند قدميها. أُسِرَ الطبيب الشَّاب بجمال الأميرة، و سحرته فكرة أن يكون زوجها و تجاهل وقوف الموت عند قدمي الأميرة. قام الطبيب الشاب بتحويل الأميرة مما جعل الموت واقفاً عند رأسها، و من ثُمّ أطعمها الطبيب الشاب العُشبَة.
و حالما تعافت الأميرة، قبض الموت على الطبيب الشاب بذراعيه و سحبه إلى كهف تحت الأرض، كان هذا الكهف يحتوي على الآلاف و الآلاف من الشموع، مشتعلة و ذات أطوال مختلفة. شرح الموت أن طول كل شمعة يظهر كم من الوقت للشخص كي يعيشه. و عندما أظهر الموت شمعة الطبيب له، لاحظ الطبيب أنها قصيرة للغاية، و قال الموت له أنه لا يملك الكثير من الوقت ليعيشه.
ناشد الطبيبُ عَرَّابه (الموت) لإضاءة شمعةً من أجله، كي يعيش حياة سعيدة كملك و زوجٍ للأميرة الجميلة. أعاد الموت النظر في الموضوع و التقط شمعة الطبيب ليعيد إشعالها لابنه بالمعموديّة.
و ما إن أوشك الموت على إشعال الشمعة الجديدة، انتقم الموت من الطبيب عبر ترك لهب الشمعة الأولى يُنهِي الشمعة. و حالما انظفئت الشمعة سقط الطبيب أرضاً ميتاً.

إصدارات أخرى

ضُمِنَت هذه القصة في الطبعة الأولى من القِصص الخُرافيّة (Kinder- und Hausm?rchen)، و لكن أول طبعة تضمَّنت نهاية مختلفة. أنهى إصدار الطبعة الأولى عند الجزء الذي يظهر فيه الموت الشموع للطبيب. تضمّن إصدار الطبعة الثانية للكتاب الجزء الذي يتظاهر فيه الموت بإشعال الشمعة بينما لا يفعل ذلك، و يسقط الطبيب ميتاً.[3]

أفكار

الإرادة الحرة و حتمية المصير

إحدى أكثر المجادلات شهرةً بين الفلاسفة. ففي هذه الحكاية، يرى القارئ أن الطبيب يعاني من مصائر مرضاه، فهو قادر على رؤية إذا ما كان الموت يقف عند رأس المريض أو عند قدميه، و بالتالي فهو يعلم حالاً إذا ما كان المريض سيتماثل للشفاء و يعيش أم لا. و في إحدى المرات قام الطبيب بخداع الموت، عندما كان شفاء المريض يعني له الكثير (الملك و ابنته)، و هذا يعطي القارئ شعوراً بأن للطبيب إرادة حرّة. إلا أنه في النهاية، ظهرت ثغرة عندما أخذ الموت الطبيب إلى الكهف ليرى شموع الحياة، و هذا يعطي القارئ شعوراً بحتمية المصير.
فالإرادة الحرة قوة تحكمها فكرة السبب و النتيجة. فإذا ما كان شخصٌ ما على وشك التَسبُّب بأمرٍ ما من تلقاء نفسه، فهذا سيؤدي إلى إحداث نتيجة (تأثير)، و هذا هو أساس الإرادة الحرة. و تمنح الإرادة الحرة الفرد خياراً فيما يفعل و كيفية فعله بدون أي قوّة ضاغطة عليه.[4] و ضمن هذا النص، يعتقد الطبيب أن لديه إرادة حرة لأنه كان يستطيع إما أن يستمع إلى الموت أو بإمكانه عصيان أوامره، "و هكذا رفع الطبيب المريض و قام بتدويره إلى الجهة الأخرى، فأصبح الموت واقفاً عند رأسه".[5] إلا أن خداع الطبيب للموت أدَّى به إلى عقاب الموت له.
المصير أو القدريّة هي "فكرة أن ما يحدث (أو قد حدث) في بعض المعاني يجب (أو ينبغي) أن يحدث".[6] على سبيل المثال، إذا قرَّر شخص ما أن يغير رأيه في أمر ما في الدقيقة الأخيرة، فإن هذا سيكون مصيره. في هذا النص، قرب النهاية عندما يظهر الموت الكهفَ المليء بالشموع للطبيب، و كل واحدة من هذه الشموع ترتبط بشخصٍ ما و في حال احترقت الشمعة بأكملها يموت الشخص. يُعتبر هذا تجلٍّ واضح للقدر و هناك تفريق واضح في النص فيما يتعلَّق بحجة الإرادة الحرة بمواجهة القدر. يجلب هذا الوضع التساؤل حول قدرة الشخص على أن يكون حرَّاً أو مُسيَّراً ؟ أولاً ينبغي على الإنسان تعريف الحرية بنفسه. يمكن لأحدهم أن يقول أنه حر، و لكن هذا لا يعني بأي حال شيءٍ في العالم الحقيقيّ.[7]

انظر أيضاً

مصادر

  1. Jacob and Wilheim Grimm, Household Tales - تصفح: نسخة محفوظة 09 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. D. L. Ashliman, "The Grimm Brothers' Children's and Household Tales" نسخة محفوظة 26 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. Projekt Gutenburg-DE (German) Der Gevatter Tod - تصفح: نسخة محفوظة 31 ديسمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
  4. Merrill, A (23 May 1918). "Free Will". The Journal of Philosophy, Psychology and Scientific Methods. 15 (11): 293. JSTOR 2940665.
  5. Grimm, Jacob; Grimm, Wilhelm (2003). Godfather Death. Crawfordsville, Indiana: RR Donnelley & Sons Company. صفحات 230–237.
  6. Solomon, Robert (October 2003). "On Fate and Fatalism". Philosophy East and West. 53 (4): 435–454. مؤرشف من الأصل في 13 مارس 201706 ديسمبر 2016.
  7. Strong, C (1918). "Fate and Free Will". The Journal of Philosophy, Psychology, and Scientific Methods. 15 (1): 5–9. مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 201606 ديسمبر 2016.

روابط خارجية

موسوعات ذات صلة :