موضي بنت عبد الله بن حمد البسام، هي من أحد الأعلام النسائية في عنيزة؛ تميزت بأعمال الخير والإنفاق. عاصرت أحداثاً جسيمة وتقلبات سياسية وحربية في المنطقة، وكانت فيها مضرب المثل في قوة الإرادة والصلابة وعمل الخير.[1]
نبذه عنها
ولدت موضي على وجه الترجيح في الربع الأخير من القرن الثالث عشر الهجري وتنتمي إلى أسرة عريقة ينتهي نسبها إلى آل وهبة من قبيلة تميم، وكانت بلدة أشيقر الموطن الأول لأسرتها، ثم انتقل جد الأسرة من تلك البلدة إلى ملهم ثم إلى حرمة، ثم استقرت الأسرة في مدينة عنيزة سنة 1175هـ/1761م، وأصبحت البلدة الأخيرة موطنًا لآل بسام. وقد اشتهر عدد من أفراد الأسرة بالتجارة، وأصبحوا على درجة من الغنى والثروة، ومن بين هؤلاء والد موضي: عبد الله بن حمد العبد القادر البسام.[2]
نشأتها
فقدت والدها وهي صغيرة السن، فعاشت يتيمة، وكانت وحيدته. تلقت قسطاً من التعليم فحفظت شيئاً من القرآن، وتعلمت القراءة وبعض العلوم الشرعية. تزوجت من عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن البسام وكان يعمل في التجارة مع والده، وأنجبت له ستة أولاد، ابنين وأربع بنات، وتوفي زوجها في عام 1320هـ / 1902م، فعكفت على تربية أبنائها، وسعت إلى تنشئتهم تنشئة صالحة.[3] وقد توالت عليها أحداث فاجعة بوفاة أكبر أبنائها ثم بناتها الأربع،[1] وتوالي هذه الأحداث جعلها تنصرف بشكل كبير إلى الأعمال الخيرية وهو أمر اشتهرت به.[4]
دورها
اشتهرت موضي البسام بأعمالها الخيرة، فكان لها مواقف واضحة، مثال ذلك:
- معركة الصريف، في عام 1318هـ /1901م لجأت إلى عنيزة بعض فلول جيش الشيخ مبارك بن صباح أميرالكويت ومن تبعه من أهل نجد بعد هزيمتهم أمام عبد العزيز بن رشيد، ورغم أن عنيزة كانت وقتها تحت سلطة آل رشيد (تابعة لحائل) وكان جنوده يلاحقون المهزومين في بلدان القصيم، إلا أن موضي استضافتهم سراً وبعد فترة سهلت عودتهم إلى بلدانهم.[5]
- معركة البكيرية، في عام 1322هـ / 1904م، استقبالها للمنهزمون من أهل العارض عند وصولهم إلى عنيزة، حيث أعدّت لهم المسكن والطعام والشراب حتى تحسنت ظروفهم وعادوا من حيث جاؤوا.[6]
- سنة الجوع، في عام 1327هـ / 1909م أصابت منطقة نجد مجاعة شديدة، عٌرف عامها (بسنة الجوع)، وهنا سارعت موضي إلى عمل الخير حيث اشترت كمية كبيرة من التمر، واستأجرت عدداً من النساء ليقمن بإخراج مقادير معينة من التمر من المخازن يومياً وتوزيعه على بيوت الفقراء والمساكين، وكانت هي نفسها تساعد النسوة في إعداده، وتحثهن على معاملة من يوزع عليهم باللطف واللين.[7]
- بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وذلك عام 1337هـ، أصيب الناس بمرض الكوليرا ونتج عنه وفيات كثيرة، وعرفت هذه السنة بسنة الرحمة، وقد توفي في عنيزة وحدها ما يقارب الألف من الرجال والنساء. فقامت بمهمة أخرى وهي تجهيز الموتى، وأجرة المغسل والمغسلة وتكفين الأموات وحفر القبور.[8] وفقدت أبنائها في تلك السنة.
وفاتها
توفيت في عام 1363هـ/ 1944م.[7] بعد تجاوزها التسعين من عمرها.[8]
مقالات ذات صلة
وصلات خارجية
- أم المساكين.. موضي البسام (1270 - 1363هـ)
- لا جاك ولد سمه «موضي»
- ذكرتني الماضي
- موضي البسام... امرأة بألف رجل
المراجع
- جريدة الرياض | ذكرتني الماضي - تصفح: نسخة محفوظة 12 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
- دلال الحربي،نساء شهيرات من نجد،دارة الملك عبدالعزيز، الرياض، 1419هم1999م، ص129
- دلال الحربي،نساء شهيرات من نجد، ص129
- دلال الحربي،نساء شهيرات من نجد، ص129-130
- لا جاك ولد سمه «موضي» | الصباح - تصفح: نسخة محفوظة 12 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
- دلال الحربي،نساء شهيرات من نجد، ص130
- دلال الحربي،نساء شهيرات من نجد، ص131
- "أم المساكين.. موضي البسام (1270 - 1363هـ) - محمد عبدالرزاق القشعمي". مؤرشف من الأصل في 12 أبريل 2019.