تعتبر النبتة المتسلقة (بالإنجليزية: liana) أي من النباتات المتسلقة الخشبية المتنوعة التي تتمتع بـ ساق نباتي طويل، والتي تتسم بأن جذورها تمتد في التربة على مستوى الأرض وتستخدم الأشجار، بالإضافة إلى وسائل الدعم الرأسية الأخرى، وذلك لتسلق الظلة للوصول إلى المناطق المضاءة جيدًا في الغابة.[1] وتعد النباتات المتسلقة سمةً خاصة من سمات الغابات النفضية الاستوائية الرطبة والغابات المطيرة، بما في ذلك الغابات المطيرة المعتدلة. وهناك أيضًا النباتات المتسلقة التي تنمو في مناخ معتدل، مثل أعضاء جنس الظيان أو الكرمة (العنب البري). وغالبًا ما تشكل النباتات المتسلقة جسورًا وسط ظلات الغابة، وتربط الغابة بأكملها، وتوفر للحيوانات الشجرية الممرات عبر الغابة. وهذه الجسور يمكنها أيضًا حماية الأشجار الضعيفة من الرياح القوية. وكما تتعاون النباتات المتسلقة مع بعضها البعض، فهي أيضًا تتنافس مع أشجار الغابة في الحصول على ضوء الشمس وموارد التربة (الماء والمواد الغذائية).[2] وتشمل النباتات المتسلقة المعروفة سلم القرد (إنتادا جيجاس (Entada gigas)) أو النبات المتسلق المائي (سيساس هايبوجلوكا (Cissus hypoglauca) أو أعضاء جنس دوليوكاربوس (Doliocarpus))، لكنها ليست بوتوس (pothos) (إبيبرومام أوريام (Epipremnum aureum)) (نوع من كاسيات البذور)، التي يتم تصنيفها باعتبارها نباتا هوائيا أو نباتًا متسلقًا عشبيًا.[3]
ولا يُعتبر مصطلح "النبتة المتسلقة" جمعًا تصنيفيًا، لكنه بالأحرى وصف لطريقة نمو النبات، وقد توجد النباتات المتسلقة في عدةِ فصائل نباتية مختلفة. وتستند إحدى طرق تمييز النباتات المتسلقة عن الأشجار والشجيرات على الصلابة، وعلى وجه التحديد، معامل يونغ للأجزاء المتعددة من ساق النبات. وتمتلك الأشجار والشجيرات غصينات صغيرة وفروعًا أصغر تتسم بأنها مرنة للغاية وأقدم في النمو مثل الجذوع وفروع أكبر أشد صلابة. وغالبًا ما يوجد للنبتة المتسلقة نمو صغير ونمو أكبر، في قاعدة ساق النبات، التي تعد أكثر مرونة.[4]
علم البيئة
تتنافس النباتات المتسلقة بشدةٍ مع الأشجار، مما يقلل من نمو الشجر[5] وإعادة إنتاجه بشكلٍ كبير،[6] وزيادة معدل موت الأشجار،[7] ومنع النباتات الصغيرة من النمو،[5] وتغيير دورة التجدد في الغابات.[8] وتوفر النباتات المتسلقة طرقًا للدخول في ظلات الغابة للعديد من الحيوانات شجري، بما في ذلك النمل، واللافقاريات الأخرى المتعددة، والسحالي، والقوارض، والكسلان، والقرود، والليمور.وفي الغابات المطيرة الغربية لـ مدغشقر، على سبيل المثال، حققت العديد من سلائف القردة تنقلاً أكبر في شبكة النباتات المتسلقة المتدلية وسط أنواع الأشجار الرأسية. ويُفضَل العديد من حيوانات الليمور الأشجار التي يوجد بها نباتات متسلقة بسبب وجود مجثم لها (المكان الذي تبيت فيه) بها.[9] كما توفر النباتات المتسلقة دعمًا للأشجار عندما تهُب رياحًا قوية.[10] ومع ذلك، فهي تعتبر مدمِرةً، فحينما تسقط واحدة من الأشجار، فإن الاتصال الذي تقيمه النباتات المتسلقة قد يتسبب في سقوط العديد من الأشجار الأخرى.[10]
وكما لاحظ تشارلز داروين، ولأن النباتات الأخرى تدعم النباتات المتسلقة، فهي تحافظ على الموارد التي يجب أن تخصصها النباتات الأخرى لتنمية البِنية وتستخدمها بدلاً من ذلك في النمو والتكاثر. وبصفةٍ عامة، تعتبر النباتات المتسلقة ضارة بالأشجار التي تدعمها: حيث تعد معدلات النمو أقل بالنسبةِ للأشجار التي توجد بها النباتات المتسلقة، فهي تُتلف الأشجار مباشرة عن طريق التآكل والخنق الميكانيكي؛ مما يجعل الأشجار المضيفة أكثر عرضةً لأضرار الجليد والرياح وتزيد من احتمالية سقوط الأشجار. كما تجعل النباتات المتسلقة ظلة الأشجار سهل الوصول إليها للحيوانات التي تأكل أوراق الشجر. وبسبب تلك الآثار السلبية، تتمتع الأشجار الخالية من النباتات المتسلقة بميزةٍ خاصة. ولقد طورت بعض الأنواع خصائص تساعدها على تجنب النباتات المتسلقة أو إسقاطها.[11]
المراجع
- [<a href="http://www.britannica.com/EBchecked/topic/338786/liana">http://www.britannica.com/EBchecked/topic/338786/liana</a> "liana"]. Encyclopædia Britannica.
- Schnitzer S.A., Bongers F. (2002) The ecology of lianas and their role in forests. Trends in Ecology and Evolution, 17 (5):223-230.
- Schnitzer, S.A. and F. Bongers (2002). The ecology of lianas and their role in forests. Trends in Ecology and Evolution 17: 223-230.
- Lahaye, R.; Civeyrel, L.; Speck, T.; Rowe, N. P. (2005). "Evolution of shrub-like growth forms in the lianoid subfamily Secamonoideae (Apocynaceae s.l.) of Madagascar: phylogeny, biomechanics, and development". American Journal of Botany. 92 (8): 1381–96. doi:10.3732/ajb.92.8.1381. PMID 21646158.
- Schnitzer, S.A. and W.P. Carson (2010). Lianas suppress tree regeneration and diversity in treefall gaps. Ecology Letters 13: 849-857.
- Wright, S.J., Jaramillo, A.M., Pavon, J., Condit, R. Hubbell S.P., & Foster, R.B. (2005). Reproductive size thresholds in tropical trees: variation among individuals, species and forests. J. Trop. Ecol., 21, 307-3115.
- Ingwell, L.L., S.J. Wright, K.K. Becklund, S.P. Hubbell, S.A. Schnitzer (2010). The impact of lianas on 10 years of tree growth and mortality on Barro Colorado Island, Panama. Journal of Ecology 98: 879-887.
- Schnitzer, S.A., J.W. Dalling, W.P. Carson (2000). The impact of lianas on tree regeneration in tropical forest canopy gaps: Evidence for an alternative pathway of gap-phase regeneration. Journal of Ecology 88: 655 - 666.
- Rendigs, A., U. Radespiel, D. Wrogemann and E. Zimmermann. 2003. Relationship between microhabitat structure and distribution of mouse lemurs (Microcebus spp.) in northwestern Madagascar. Int. J. Primatol. 24 (1): 47–64.
- Garrido-Pérez, E.I., J.M. Dupuy, R. Durán-García, G. Gerold, S.A. Schnitzer, M. Ucan-May (2008). Structural effects of lianas and hurricane Wilma on trees in Yucatan peninsula, Mexico. Journal of Tropical Ecology, 24: 559-562.
-
This citation will be automatically completed in the next few minutes. You can jump the queue or expand by hand