نهج سيدي عبد الله قش، يعرف رسميا بزنقة سيدي عبد الله قش[1]، و هو بيت دعارة في تونس العاصمة، تحديدا في المدينة العتيقة[2][3]. يتكون الماخور من ثلاثة أزقة متعرجة ضيقة، على جانبي الأزقة توجد غرف متعددة حيث تحاول الفتيات جذب الحرفاء. في الأزقّة، لا يسمح بالتجوال إلا للرجال و لا تكون النساء اللاتي يعملن هناك إلا في بيوتهن[2].
التاريخ
في عام 1942، قامت الحكومة التونسية بإضفاء الشرعية على عاملات الجنس باعتبارهن "موظفات". كان عليهن التسجيل وكان عملهن يخضع لقواعد صارمة[2][3]. كانت إحدى القوانين أنه لا يمكنهن العمل إلا في مناطق محددة، ولذلك تم تحديد سيدي عبد الله قش لتكون المنطقة في تونس العاصمة. غالباً ما تأتي النساء العاملات هناك من خلفيات محرومة، وعملائهن هم في الغالب من الرجال القليلي الدخل، والعديد منهم يأتون من الجزائر.
بعد الثورة التونسية
بعد الثورة التونسية سنة 2011، غضت الحكومة ذات التوجه الإسلامي النظر عن العمل الإسلامي الأصولي ضد بيت الدعارة، و الذي تم في فترتها إحراق العديد من البعض، كما تم طرد عاملات الجنس من البعض الآخر إضافة إلى تحطيم المباني. فمثلا، في 18 فيفري 2011، حاول حشد من حوالي 2000 شخص[2][4] الاستيلاء على ماخور سيدي عبد الله قش و إحراقه إلا أن محاولتهم باءت بالفشل بعد تصدي السكان لهم وتفريقهم من قبل الشرطة. يأتي هذا الحدث في إطار حملة قادها السلفيون الذين كانوا يطالبون بإغلاق بيت الدعارة هذا والذي أدى إلى إغلاق بيوت الدعارة أخرى، كالبيوت في مدن باجة، والقيروان، ومدنين، وصفاقس وسوسة[4][5].
ومنذ تلك الحادثة، تمت إزالة لافتة الشارع ووضع إشعار «مغلق يوم الجمعة وخلال شهر رمضان» في محاولة لاسترضاء الأصوليين السلفيين[5].
الحالة المدنية
البغاء في هذا المكان ليس جريمة[6] فهو مصرح به و يقع تحت إشراف الدولة. ونتيجة لذلك، فإن عاملات الجنس في سيدي عبد الله قش اللاتي يحملن صفة موظف مدني يتمتعن بخدمات وزارة الصحة حيث يستقبل المركز الصحي المحلي ما يقارب خمسين منهن يوميًا مقابل إجمالي 238 عاملة جنس مسجلة، إضافة إلى مساهمتهن في اقتصاد الدولة بإعتبارهن دافعات للضرائب[4].
في الأدب
ذكر سيدي عبد الله قش عدد من مؤلفي الأدب التونسي. فتحدث عنه بوراوي عدة مرات في ثانوس ثاناتوس[7]. من جانبه ، وصفه عبد المجيد بوسلامة في كتابه أبواب منزل (بالفرنسية:Les portes du Menzel) على أنه مكان بدء الراوي الشاب، بالنظر إلى أن العلاقات خارج إطار الزواج أمر مستهجن للغاية من قبل المجتمع[8].
مراجع
- « Abdallah Gueche rebaptisée ? », Webdo, 10 mars 2011 - تصفح: نسخة محفوظة 3 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- Omlin, Christina. "The Big Reveal". Qantara. مؤرشف من الأصل في 12 أبريل 202016 أبريل 2017.
- "The Battle for the Future of Tunisia". Spiegel. 2012-12-05. مؤرشف من الأصل في 19 سبتمبر 201923 أبريل 2017.
- « Les islamistes s'attaquent aux maisons closes », France 24, 18 mars 2011 - تصفح: نسخة محفوظة 26 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
- (بالإنجليزية) Alexander Smoltczyk, « Islamist Intimidation: The Battle for the Future of Tunisia », Der Spiegel, n°49/2012, 3 décembre 2012 - تصفح: نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- Mehdi Ayadi, « Tunisie : La tragédie humaine de la prostitution », Nawaat, 24 août 2012 - تصفح: نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- Bouraoui, Thunis Thanatos, éd. Cartaginoiseries, Carthage, 2011 - تصفح: نسخة محفوظة 11 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
- Abdelmajid Bouslama, Les portes du Menzel, éd. Abencérage/Cartaginoiseries, Paris/Carthage, 2010, pp. 143-144 - تصفح: نسخة محفوظة 11 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.