الرئيسيةعريقبحث

نهر أم الربيع

نهر في المغرب

☰ جدول المحتويات


لمعانٍ أخرى، انظر أم الربيع (توضيح).

أم الربيع أحد أكبر أنهار المغرب. ينبع من سلسلة جبال الأطلس المتوسط ويتجه غربا ليَصُبَّ في المحيط الأطلسي عند مدينة آزمور الماثلة على ضفته اليسرى. يبلغ طوله 555 كم، ويصل معدل تصريفه للمياه إلى 117 متر مكعب في الثانية (م³/ث).[1] هو بذلك ثاني نهر في البلاد من حيث الطول وحجم المياه المُصَرَّفة.

أم الربيع
تدفق مياه أم الربيع.jpg
منظر لعيون أم الربيع

Oum Er-Rbia River.svg
مسار نهر أم الربيع

المنطقة
البلد  المغرب
الخصائص
الطول 555 كم
التصريف  117 م³/ث
المجرى
المنبع الرئيسي الأطلس المتوسط 
المصب المحيط الأطلسي
مساحة الحوض  35,000 كم²
الجغرافيا
الروافد وادي درنة، وادي العبيد، وادي تساوت
دول الحوض المغرب
المدن خنيفرة، قصبة تادلة، آزمور

يُعَدُّ واديا تساوت والعبيد أهم روافد نهر أم الربيع. كلاهما يَرْفِدانه من جهة الجنوب (على يساره)، وهما نابعان من جبال الأطلس الكبير.[2]

لنهر أم الربيع دلالة تاريخية مهمة، فقد ظل لقرون يُمَثِّلُ الحدود السياسية بين إمارتي فاس ومراكش، إلى حين بداية الاحتلال الفرنسي، بحيث تكون الأراضي الواقعة جنوب النهر تابعة لمراكش، والأراضي الواقعة شماله تابعة لفاس.[3] كما يُشكل أيضا في أسفله حدا فاصلا بين قبائل الشاوية الممتدة على يمينه، وقبائل دكالة والرحامنة والسراغنة الممتدة على يساره. بل ويلعب دورا حتى في التقسيم الإداري الحديث للمغرب، حيث يحد جزئيا بين جهتي مراكش–آسفي والدار البيضاء–سطات، ويفصل بين ثلاث أقاليم من هذه الأخيرة.

الاسم

الاسم الأصح للنهر هو «أم ربيع»، بدون لام التعريف. كذلك هو دارج على ألسنة الناس، وكذلك ذكره المؤرخ محمد الإدريسي في «نزهة المشتاق». لكنه عند هذا الأخير قرية على الضفة الجنوبية للنهر. أما حديثا فيُصطلح على القرية المندثرة بأم ربيع، بدون لام التعريف، وعلى النهر بأم الربيع، بلام التعريف.[هامش 1]

عُرف نهر أم الربيع قديما باسمه الأمازيغي «وانسیڢن» (وَنسِفن)، ومعناه ذو الأودية.[4]

ذكر بلِنيوس الأكبر نهرا باسم «Anatis» (أنَتيس) في روايته لرَحْمانية بُلِبيوس التي أنجزها هذا الأخير على طول السواحل المحيطية لموريطانيا (وليس موريتانيا) في عام 146 قبل الميلاد. وقد عَيَّنَ بلنيوس موضع هذا النهر جنوب نهر اللُّكوس على بعد 205 أميال رومانية باتباع خط الساحل، أي حوالي 300 كم. مما لا يدع مجالا للشك في كونه نهر أم الربيع. ويبدو أن نهر أم الربيع عُرف أيضا باسم «Asana» (أسَنا) الذي ذكره بلنيوس نفسه في موضع آخر.[5]

نُسخ لفظ هذا الاسم بالحرف اللاتيني بأشكال مختلفة. كتبه البرتغال في السابق «Morbeia»، والفرنسيون «Morbea» و«Morbia». ولا يزال النسخ اللفظي المعاصر للاسم بالحرف اللاتيني يعرف اضطرابا، على أن النسخ الشائع هو «Oum-er-Rbia».

توصيف

ينبع نهر أم الربيع من جبال الأطلس المتوسط على ارتفاع 1,800 م على بعد 26 كم من مدينة مريرت، و40 كم من مدينة خنيفرة. ويجري نحو الجنوب الغربي في مجرى عميق سريع حتى مدينة خنيفرة ثم يدخل بعدها سهل تادلة حيث يرفده فيه عن يساره نهر العبيد كما يرفده بعده وعن يساره أيضا النهر المؤلَّف من وادي تساوت والوادي الأخضر وبعد ذلك يغير النهر اتجاهه حيث يتجه نحو الشمال الغربي مشكلا الحدود بين سهلي الشاوية في الشمال ودكالة في الجنوب ليصب بعد ذلك في المحيط الأطلسي بمدينة أزمور حيث يكون شاطئه الأيمن منخفضا رمليا بينما يكون شاطئه الأيسر صخريا مما يجعل إقامة ميناء عند مصبه أمرا متعذرا وتؤثر موجة المد فيه حتى مسافة 18 كم بدءا من مصبه.

يمر نهر أم الربيع من خنيفرة وقصبة تادلة ويخترق سهول تادلة والشاوية ودكالة.

في أعلى منطقة عيون أم الربيع يتفرع النهر لعدة أنهار رافدة صغيرة متساوية العرض.

نهر أم الربيع به أكثر من 47 عينا منها الحلوة والمالحة، وتصل غزارته في فترة الفيضان التي تتفق مع فصلي الشتاء والربيع إلى 200 متر مكعب في الثانية، بينما تنخفض في فترة الجفاف ولا سيما في نهاية الصيف ومطلع الخريف إلى 25 مترا مكعبا في الثانية.

نهر أم الربيع من بين أكثر الأنهار تعمقا على طول مجراه، فقد كانت خوانقه تشكل حاجزا منيعا في وجه التحركات السكانية، ما يفسر كونه يمثل عبر التاريخ حدودا سياسية وقبلية. وما يزال يشكل عقبة تجاوز على المستوى المحلي، مع زوالها على المستوى الإقليمي بفعل مختلف القناطر الطرقية والحديدية.[6]

يبلغ طول نهر أم الربيع 555 كم، لكن يمكنه أن يصل إلى 604 كم إذا ما تم اعتبار وادي فلات كمجرى أعلى له.[6]

الحوض المائي

يمتد الحوض المائي لنهر أم الربيع على مساحة 35,000 كم².

روافد

من روافد نهر أم الربيع نهر سرو ونهر اشبوكة ووادي وَوْمانة.

وادي درنة. وادي العبيد، يلاقيه في موضع يسمى ترماست. وادي تساوت، ويسمى الوادي الأخضر في أسفله.

تاريخ

عبر العقيد شارل مَنجان نهر أم الربيع في مشرع ابن عبو في غشت 1912 م في إطار الغزو الفرنسي للمغرب.[7][8]

تهيئة

قناطر

القنطرة ذات العشر أقواس التي بناها المولى إسماعيل في قصبة تادلة.

تطويع الإنسان للنهر[9]

ويستغل تدفق هذه المياه من أجل توليد الطاقة الكهربائية وقد شُرِع في تشغيل محطة أم الربيع في ديسمبر 2004، وتبلغ قدرتها 220 كيلوواط، وتزود 18 قرية، أي 556 بيت وبنايات إدارية تابعة لجماعة عيون أم الربيع وذلك في شبكة منعزلة.

سدود

شُيِّدَ أول سد في المغرب بين عامي 1925 و1929 م بمنطقة ابن معاشُه على نهر أم الربيع لغرض إنتاج الكهرباء فقط. لكن ابتداء من عام 1952، عمل سد سعيد بن معاشُه خزانا لمحطات ضخ ومعالجة المياه التي تغذي مدينة الدار البيضاء. يبلغ علوه 29 م.[10]

في عام 1936، تم إتمام بناء سد القصبة الزيدانية الواقع جنوب غرب مدينة قصبة تادلة وشرق مدينة الفقيه ابن صالح.[11]

صورة للبحيرة التي شكلها سد أحمد الحنصالي على نهر أم الربيع، في منتصف طريقه بين مدينتي خنيفرة وقصبة تادلة (خريف 2015)

أقيم عليه أكثر من 11 سدا في إطار سياسة السدود التي اتبعها الحسن الثاني. من أعلى النهر إلى أسفله: سد تِكليت (أو تِقليت؟) (صغير). سد تَنفنيت البرج (صغير). سد أحمد الحنصالي (كبير). سد أيت مسعود (صغير). سد تادلة (صغير). سد المسيرة (ضخم، هو ثاني أكبر سد في المغرب). سد إمفوت (صغير، علو 50 م). سد الدورات (صغير). سد سعيد بن معاشُه. دَيْك سيدي الضاوي (سد صغير)./ سد أفُرار؟

سدود على روافد أم الربيع: سد الحسن الأول.

  • على وادي العبيد: سد بين الويدان (علو 132 م). سد أيت وردة.
  • على وادي تساوت/الوادي الأخضر: سد الحسن الأول. سد السيد إدريس (صغير).
    • على روافد الوادي الأخضر: سد مولاي يوسف (وهو في جزئين).

إمداد المياه

يُشَكِّلُ نهر أم الربيع مصدر مياه الشرب لكل من المراكز الحضرية الرئيسية في سهل تادلة، ومدينة الجديدة الساحلية، والتجمع السكاني الضخم في الدار البيضاء. هذه الأخيرة تستمد نصف حاجياتها من مياه الشرب من سد سعيد بن معاشُه، وذلك بعد تصفيتها ونقلها عبر قناة طولها 118 كم.[12][13]

//إمداد المياه لأجل السقي

تلوث

17 مصب عشوائي بمدينة قصبة تادلة تقذف مياها عادمة. غياب محطات لمعالجة المقذوفات السائلة الملوثة.[14]

في 14 ديسمبر 2019، شهدت بحيرة سد أحمد الحنصالي القائم على نهر أم الربيع بالقرب من زاوية الشيخ موت الآلاف من أسماكها بسبب تدفق الرواسب المائية الناتجة عن عصر زيت الزيتون. هذه الأخيرة كانت سببا في نقص حاد للأكسجين في مياه البحيرة، مما أدى إلى اختناق الأسماك.[15]

استجمام

يعرف منبع نهر أم الربيع قدوم الكثير من السياح من داخل المغرب وخارجه خصوصا في فصلي الربيع والصيف مما يساهم في رواج اقتصاد المنطقة بشكل كبير.

عيون أم الربيع

منطقة عيون أم الربيع في صيف 2006

عيون أو منابع أم الربيع منطقة استجمامية تقع على بعد 45 كم شمال شرق مدينة خنيفرة.

معرض صور

  • Azemmour from Oum Er-Rbia.jpg
  • Sources d'Oum Rabii é.JPG
  • Sources d'Oum Rabii 1.JPG

مقالات ذات صلة

هوامش

  1. جاء في موسوعة معلمة المغرب (المجلد 3، الصفحة 781) مدخلين: أم ربيع، وهو عن القرية البائدة؛ وأم الربيع، وهو عن النهر.

مراجع

استشهادات

  1. Reader's Digest natural wonders of the world. Pleasantville, N.Y.: Reader's Digest Association. 1980.  . OCLC 7274806. مؤرشف من الأصل في 07 ديسمبر 2019.
  2. مقالة «نهر أم الربيع» في الموسوعة البريطانية. نسخة محفوظة 25 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. آرون آروسمِث (1832). «A Grammar of Modern Geography» (نَحْوٌ للجغرافيا المعاصرة). لندن. الصفحة 329. نسخة محفوظة 14 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. تحقيق أحمد التوفيق لكتاب «التشوف إلى رجال التصوف» لابن الزيات التادلي (ت 617 ھ). الطبعة الثانية 1997. صفحة 133.
  5. جيان دُسَنج. «Anatis». الموسوعة البربرية. نسخة محفوظة 30 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. مصطفى عياد (1411 ھ/1991 م).
  7. L'Aurore : littéraire, artistique, sociale / dir. Ernest Vaughan ; réd. Georges Clemenceau | Gallica - تصفح: نسخة محفوظة 6 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  8. A la conquête du Maroc Sud avec la colonne Mangin, 1912-1913. Lettre-préface du général Charles Mangin / Capitaine Cornet,... | Gallica - تصفح: نسخة محفوظة 6 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  9. :: Agence du Bassin Hydraulique de l'Oum Er Rbia :: - تصفح: نسخة محفوظة 5 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  10. «سد سعيد بن معاشه». موقع وزارة الماء المغربية. نسخة محفوظة 7 يناير 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. (1987) Albert Adu Boahen. «أفريقيا تحت الهيمنة الاستعمارية، 1880-1935». الصفحة 475. نسخة محفوظة 14 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  12. جان لو (1962). الصفحة 555.
  13. (2013). «تقييم نوعي وتحديد مصادر تلوث الحوض المائي لأم الربيع، المغرب.» مجلة Larhyss. [بالفرنسية] نسخة محفوظة 10 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  14. محمد البصيري (2017). «نهر أم الربيع: قلب وذاكرة تادلة – بين الحنين للماضي وحسرة الحاضر». جريدة الرأي المغربية. نسخة محفوظة 2 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  15. مقالة بجريدة Article19.ma الإلكترونية. 19 ديسمبر 2019. نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.

ببليوغرافيا

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :