نهر العشار
هو أحد الأنهار الاربعة الرئيسية في البصرة وسمي بهذا الاسم نسبة لجباية ضريبة العشر التي تؤخذ على المحاصيل الزراعية استنادا إلى الوثائق العثمانية، ويقسم نهر العشار منطقة العشار إلى نصفين حيث قديما امتاز بصفاء مائه وجماله وكانت الاشجار والبيوت الجميلة والشناشيل والدكاكين على طرفيه والزوارق الكثيرة التي تجوبه محملة بالبضائع إضافة إلى الثروة السمكية الكبيرة التي كان يحتويها وكان يوجد بين مسافة وأخرى مدرجات للوصول إلى النهر يستعملها اهالي البصرة للركوب في الابلام (يطلق عليها البلم العشاري) والتي تمتاز بسعتها عن الابلا مالأخرى التي في شط العرب مثلاً من حيث سعة عدد الاشخاص حيث تستخدم للتنقل أو التنزه أو نقل البضاع.والان اصبح سيوجد مليان تنظيف نهر و واصبح نوعا ما جميل ونضيف
جسوره والمعالم المطله عليه قديما وحديثا
وتقطع النهر عدة جسور أهمها وابرزها هي جسر المقام عند جامع المقام ويليه جسر الهنود أو المغايز الذي كان خشبيا جنب سوق المغايز والصيدليات وجسر باور هاوس وجسر الغربان عند متوسطة البصرة وهناك جسور مشاة كثيرة ابرزها جسر يامين (الصبخة الكبيرة) عند شناشيل البصرة، كما تقع على النهر العديد من البنايانات والأماكن المهمة ففي صدر نهر العشار تشاهد سجن السراي ومخفر سوق الدجاج ومحلة سوق الدجاج والبنك العربي الذي يقع على ضفة نهر العشار (نهر الأمير) وبناية الكمرك في فوهة النهر ولحظة مرورك قرب جسر المغايز تشاهد ساعة سورين كان ارتفاع هذه الساعة عشرة امتار وكان هنالك طاق بنيت في الثلاثينات من القرن العشرين بجهود عيس عيسالي واخرون وهدمت في الستينات وذلك لاسباب اهمها انها ليست تراثيه مقابل عمارة النقيب والتي ازيلت في زمن محافظ البصرة محمد الحياني زمن حكم الرئيس عبد السلام عارف، و لم يبق منها سوى الصور والذكريات، كذلك تشاهد بالقرب من هناك محلات الكرزات والمقاهي والسينمات كسينما شط العرب الصيفي وسينما الحمراء الشتوية، ويوجد أيضا ساحة لنقل الركاب إلى البصرة القديمة وابي الخصيب بجنب عمارة النقيب (مقابيل جسر الكويت حاليا) تحيط بها عدد من محلات الأجهزة الكهربائية كمخزن حافظ القاضي ومخزن السيد عبد الشطري (مخزن تجهيزات اللواء) الذي كان يتوسط هذه الساحة، كما يوجد قديما العديد من الفنادق على نهر العشار أهمها فندق عراق بالاس في محلة السيف وفندق جميلة بالاس وفندق كرانداوتيل وفندق الميناء الذي يقع في محلة البجاري.
تاريخ حفره وعمليات تطوره
تم حفر نهر العشار في عهد الوالي العثماني محمد هدايات باشا عام 1878م من مدخل شط العرب حيث كانت بناية مديرية الكمارك هناك ثم اعيد تنظيفه في زمن عبد الله باشا عام 1890م وشارك في هذه العملية الالاف من أبناء الفلاحين والعشائر واستمر مسلسل التنظيفات للنهر نتيجة كثرة تراكم الترسبات في تلك الفترة وخسارة الكثير من اجزاءه فنظف وفي عهد الوالي فخري باشا عام 1904م ثم مرة أخرى في عهد ولاية الوالي سليمان النظيف الذي تولى الحكم في نوفمبر عام 1910، كما طور في عهد الملكية في زمن الملك فيصل الأول وكذلك في عهد الملك غازي الابن الأكبر للملك فيصل وكذلك خلال فترة وصاية عبد الاله في زمن الملك فيصل الثاني حيث تم وضع السياج الحديدي وتبليط جوانب رصيف النهر، وخلال هذه الفترة تم حفره من جديد في ثلاثينات القرن الماضي من قبل سجناء سجن البصرة بعد أن اغلق بواسطة سدة لمنع تدفق المياه اليه وتم فتحها بعد الانتهاء من عمليات الحفر التي وصلت إلى منطقة الصبخة في البصرة القديمة، كما شهد النهر الكثير من التطويرات خلال الحكم الجمهورية لكنها قلت بعد حرب الخليج الثانية حيث كان اخرها عام 1989 بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية حيث تم رصف ضفاف النهر بالحجر وإنشاء جسر مقابيل مبنى المحافظة القديمة.
بعد احتلال العراق
بعد احتلال العراق عانى نهر العشار من النسيان والإهمال حاله كأغلب انهار محافظة البصرة حتى من ابسط الخدمات وخسرت البصرة الكثير من جماليتها بسبب تلوث مياه هذا النهر بمياه المجاري وتراكم النفايات فيه. كما خسرت الكثير الأشجار والابنية الأثرية والقديمة المحيطة به ,وأصبح نهر العشار مصدرا لكثير من الأمراض. ولم يشهد سوه عمليات تطوير قليله أهمها رصف الرصيف المجاور له بالحجر الملون وتطوير العدد القليل من ذنائبه ورغم ذلك فتحت المحلات أبوابها من جديد وكورنيش العشار عاد ليزهو بالبصريين ة مدينة الألعاب عادت لتملأها العوائل البصرية.
المراجع
- تاريخ العراق - عمار علي الصافي