الرئيسيةعريقبحث

نهر فاس


☰ جدول المحتويات


نهر فاس أو بالعامية واد فاس، المعروف تاريخيا بواد الجواهر، إلا أن أغلب ساكنة المدينة لا تعرفه إلا باسم «واد فاس». يتعرض النهر في السنوات الأخيرة لكارثة بيئية تسببت في نفوق أسماكه، وتغطي الطحالب نسبة مهمة من سطحة، نتيجة التلوث الذي أصابه بسبب القاء الساكنة والصناع التقليدية بنفايات ومواد مضرة بالبيئة فيه.[1]

امتداد النهر

يشير موقع منظمة «الإسيسكو» على الإنترنت لواد الجواهر، ويذكر أنه ينبع من فحص سايس على بعد 14 كلم من فاس، ثم يصل إلى المدينة، ويدخلها ويتخلل أحياءها ودروبها ليمد الدور والمساجد والحمامات والفنادق والسقايات وكل المرافق العمومية بالماء الشروب. كما يخرج جزء منه عند باب الخوخة فتسقى به البساتين والحدائق الموجودة خارج المدينة، بين هذه الأخيرة ونهر سبو.[2]

القناطر فوق النهر

تمر فوق الوادي العديد من القناطر، منها قنطرة الطرافين التي كانت تعرف تحت تسمية قنطرة باب السلسلة أو قنطرة سيدي العواد. وقد هدمت القنطرة سنة 725 ه/1325-1326 م بسبب سيل جارف هدم جل القناطر المبنية على الواد؛ ثم أعيد بناؤها من طرف السلطان المريني أبي سعيد عثمان في القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي. وتطرقت إلى قنطرة الرصيف موضحة بأنها كانت تعرف باسم قنطرة أبي برقوقة، ومنها يتم الدخول إلى حومة المخفية. وقد جددت هذه القنطرة من طرف السلطان أحمد بن محمد البرتغالي، رابع السلاطين الوطاسيين، ثم من بعد ذلك من طرف السلطان المولى إسماعيل سنة 1015 . أما قنطرة بوطوبة، فقد كانت تعرف بقنطرة باب الحديد، وقد جدد بناءها السلطان أبو سعيد المريني في القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي. وإلى جانب هذه القناطر، وقف موقع المنظمة على الأنترنت عند قنطرة الصباغين نسبة إلى صباغي الأقمشة والصوف. وتعرف هذه القنطرة أيضا باسم الخراشفيين وقنطرة سباط الهيادريين. وقد هدمت القنطرة بسبب سيل سنة 725ه/1325-1326 م، وجددها في نفس الفترة السلطان أبو سعيد المريني.[2]

حديقة جنان السبيل التي يمر بها (واد الجواهر)؛ كانت بها قوارب تجوب جانبي بحيرة ضخمة تزود انطلاقا من روافد الواد.

واد الجواهر في الشعر

يقول الشاعر محمد غريط ( 1298 - 1369 هـ)  / ( 1880 - 1949 م) في شعره، واصفا وادي الجواهر:

نظم الشاعر هذه القصيدة معارضا بما من فضل أبا رقراق على وادي الجواهر 

وادي الجواهرِ مُتحفُ الأحداقِ *** ومكلِّلُ الأفكارِ والأذواقِ

وادٍ جرَى وسْطَ البسيط مُسلسَلاً *** يروي غليلَ الوجْدِ والأشواق

وادٍ له لونُ اللُّجينِ ونَفْحةُ الْـ *** ـعطرِ النَّفيس وخفَّةُ التِّرْياق

نشرَ الربيعُ بضفَّتيْه غلائلاً *** ذهبيَّةَ الأذيال والأطْواق

فكأنما قِطَعُ الشقيقِ عساكرٌ *** هزَّتْ قلانِسَها بيوم تَلاق

طورًا تراه كما العِذارُ مُعَقْربًا *** وأُويْنةً كقلائد الأعناق

تشدو البلابلُ حولَه فتخالُها *** تروي لذيذَ الصّوتِ عن إسحاق

ناهيكَ من وادٍ يُضاف لبلدةِ التْـ *** ـتأديبِ والتَّمييزِ والإرفاق

فاسُ التي بجمالِها وخصالِها *** فاقتْ بلاد الغرب بالإطلاق

ناهيك من حاوٍ لكلِّ بديعةٍ *** تبدو لِعَيْنِ الألمعيِّ الراقي

سالتْ مذانبُه فكنَّ ذوائبًا *** نُشرَتْ بِبيضِ ترائبٍ وتراق

تحت المناظرِ والقصور كأنها *** بين الغُروس جداولُ الأوفاق

من ذا يُفاخرُ صافيَ العين التي *** كلُّ العيونِ لها من العشّاق

رقَّتْ طبيعتُه وراق جمالُه *** فغدا يتيهُ على أبي رَقْراق

نهرٌ حوى الضِّدَّيْن من حلْوٍ ومن *** مرٍّ كما شِيبَ الإخا بنفاق

ذاك الغني بأصله وبفيضـه*** لولا الخليج لكان ذا إملاق

فالفضل للبحر الذي قد خصه *** من مده بعبابه المهراق[3]

مراجع

  1. نفوق أسماك بوادي الجواهر بفاس بسبب التلوث وتكاثر الطحالب نسخة محفوظة 18 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. مغرس : واد فاس..الجوهرة التي تحولت إلى كارثة بيئية - تصفح: نسخة محفوظة 23 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. تصنيف محمد بن العباس القباج، الأدب المغربي في المغرب الأقصى، ط1، المكتبة الوطنية، 1929، ج1، ص-ص10-11.

موسوعات ذات صلة :