نيت حتب ، هي ملكة مصرية قديمة عاشت و حكمت خلال عهد الأسرة الأولى ، و قد كان يعتقد في وقت سابق أنها حاكم ذكر : فالمصطبة الكبيرة و وضع اسمها بداخل سيرخ على العديد من طبعات الأختام كانت تقود في السابق علماء المصريات و المؤرخين إلى الاعتقاد الخاطئ بأنها قد تكون ملكاً غير معروف[1].
نيت حتب | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تاريخ الميلاد | سنة 3100 ق م |
تاريخ الوفاة | القرن 31 ق.م |
مواطنة | مصر القديمة |
الزوج | نارمر |
أبناء | حور عحا، وبنر إيب |
عائلة | أسرة مصرية أولى |
الحياة العملية | |
المهنة | سياسية |
نيت حتب في الهيروغليفية | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
نيت حتب نيت راضية | |||||||||
خنتي / خنتي وعت المتقدمة (على جميع النساء) | |||||||||
سمات نبتي / سمات نبوي رفيقة الإلهين / موحدة الإلهين | |||||||||
اسم نيت حتب داخل سيرخ | |||||||||
قطعة من المرمر منقوش عليها اسم الملكة نيت حتب وجدت في أبيدوس و موجودة حالياً في المتحف المصري بالقاهرة. |
و مع تطور الكتابات المصرية المبكرة، علم العلماء أن نيت حتب كانت في الواقع امرأة من رتبة غير عادية، ثم اعتبرت في وقت لاحق زوجة ملك مصر الموحدة الأول ، نعرمر ، وأماً للملك حور عحا.[1] و تشير الاكتشافات الحديثة إلى أن نيت حتب قد تكون بدلا من ذلك زوجة للملك حور عحا، و أماً و شريكة في الحكم للملك التالي جر. و تشير الأدلة الأثرية أيضا إلى أنها قد حكمت على أنها ملكة منفردة بحقها ، و على أساس هذا الاستنتاج تكون نيت حتب أول ملكة أو امرأة حاكمة في التاريخ المعروف.[2]
الهوية
الاسم
يرتبط اسم نيت حتب بنيت ، إلهة الحرب و الصيد. و يتبع هذا التقليد الذي كان يمارس بشكل خاص خلال الأسرة الأولى : العديد من الملكات (مثل مرنيت أو مريت نيت، ملكة أخرى مستقلة محتملة و سليلة نيت حتب) والأميرات (مثل عحا نيث و نيث و نخت نيث و قاع نيث ) ففي أسمائهن جميعاً إشارة لنفس الإلهة[3].
الألقاب
كملكة، حملت نيت حتب العديد من ألقاب النخبة و المليئة بالثناء:[4]
- من في مقدمة النساء.
- قريبة السيدين أو الإلهين (يقصد حور و ست).
و من الممكن أن نيت حتب قد حملت المزيد من الألقاب الملكية و لكن لم يتم اكتشافها حتى الآن. و في الوقت الذي حكمت فيه نيت حتب، لم يتم إلحاق العديد من الألقاب الملكية بالملوك و الملكات في الكتابة أو في التعاملات. ففي هذه المرحلة المبكرة من تطور الهيروغليفية، و قد لا يكون المصريون في وقت مبكر كيفية التعبير عن بعض الألقاب كتابةً.[1][5]
الدلائل
تم العثور على اسم نيت حتب في حلوان و أبيدوس و نقادة. فيظهر على طبعات الأختام الطينية، و الأغراض العاجية و كنقوش على الأواني الحجرية. و تم العثور على معظم هذه الأشياء في مجمع الدفن الخاص بها و في مقابر عحا و جر. و كتب اسم نيت حتب في داخل سيرخ مزدوج في العديد من هذه الأختام، وسط علامتي السيرخ يندمج مطناً ما يشبه رمز الإلهة نيت المعروف.[3][4] واحد طبعات الأختام غير عادي و يعطي اسم حتبيو[6].
اكتشافات جديدة
و في موقع اكتشف حديثاً يوجد اسم نيت حتب في وادي عميرة في سيناء ، و تعود العديد من المنحوتات الصخرية فيه إلى زمن الملوك إيري حور و نعرمر و جر و رع نب. و إن نقش الملك جر يصور على يساره موكب قوارب احتفالية ملكياً، و يظهر على اليمين سيرخ ملكي يحمل اسم جر في داخله . و يحمل الصقر فوق السيرخ صولجاناً حربياً يضرب به عدواً راكعاً أمامه حتى الموت. و يظهر اسم نيت حتب في اليسار بشكل مائل فوق السيرخ.[2]
التقييمات التاريخية
بعد اكتشاف مصطبتها، كان يعتقد أن نيت حتب ملكاً ذكر بسبب قبرها الكبير و السيرخ الملكي الذي يحمل اسمها على العديد من طبعات الأختام. ومع ذلك، ومع فهم تطور الكتابة المصرية، علم العلماء أن نيت حتب كان في الواقع امرأة نبيلة من رتبة غير عادية. و مع هذا الإدراك، نظر العلماء إليها الآن كزوجة للملك نعرمر وأماً لحور عحا.[1] وقد شاعت هذه الرؤية نتيجة الأختام الطينية التي وجدت في قبرها حاملةً سيرخ كل من نعرمر و عحا.[3]
و يظهر اسم نيت حتب على العديد من طبعات الأختام داخل سيرخ - وهي الهيئة التي كانت عادة مخصصة للحكام الذكور فقط - و ثانيا قبرها من حجم غير عادي ولها حرمها الحاص للعبادة و تقديم القرابين لها حول المقبرة. مثل هذه الحالة معروفة فقط عند الملكة مريت نيت.[3] وهناك دليل ثالث هو نقوش وادي عميرة نفسها : وهي تكشف عن أن نيت حتب رتبت و أرسلت رحلة استكشافية عبر الوادي في محاولة لجلب المواد الخام و الحصاد. لكن مثل هذا الفعل يتطلب عادة سلطات ملكية لم تكن تملكها سوى ملكة حاكمة و ليس ملكة زوجة ملك و حسب. [7]
حالة الملكة نيت حتب تظهر أوجه تشابه مذهلة مع الملكة ميريت نيت، التي كانت ملكة و صية على العرش عندما كان ابنها صغيراً و هو الملك حور دن. هذا الإدراك يؤدي بعلماء المصريات الآن إلى تقوية النظرية أن الملكة نيت حتب قد كانت وصية على العرش كذلك في وجود طفل عليه كنوع من الملك بديل. ومن المعروف الآن أن مثل هذا الفعل كان شائعا إلى حد ما في أوائل العصور المصرية. و الأساطير الملكية تأسست في وقت مبكر من قبل الأمهات الملكات، وليس عن طريق توارث المُلك من الأب إلى الابن[4][8].
ويعتقد بعض العلماء حتى أن نيت حتب قد تكون مطابقة للملك تيتي المشؤوم المدرج في قوائم الرعامسة للملوك ، و غير المذكور بشكل مباشر على حجر باليرمو الشهير. و يوجد في حجر باليرمو فاصلاً بين الملك عحا و جر و يذكر فيه "تاريخ مزدوج للموت" في العمود الأول من سنوات الأحداث. إن الفارق الزمني بين تاريخ الوفاة بالنسبة إلى حور عحا و ذكر الموت الثاني يمتد حوالي سنة و 1 شهر و 15 يوما. مثل هذه الفترة الزمنية تبدو قصيرة جدا لحاكم "حقيقي" مثل حور عحا أو جر أو واج. لكنها تتناسب بشكل جيد مع شخص حكم كبديل للملك الأصلي. و هذا ، بدوره، هو الآن ما يثبت حكم الملكة نيت حتب. و هكذا، فإن الدخول المشؤوم على باليرمو ستون قد يكون في الواقع إشارة إلى ملكة أرملة وصية على عرش ابنها الصغير أي حالة الملكة نيت حتب. و هذا يفسر أيضا لماذا لا توجد قطعة أثرية معاصرة من الأسرة الأولى يذكر اسم الملك تيتي، ولكن يذكر آخرين (إيتي و إيتا)[7][9].
توحيد الملكة نيت حتب مع تيتي الأول ليست مقبولة بشكل عام. و يشير علماء المصريات مثل فيرنر كايزر و ولتر ب. إيمري إلى العديد من شظايا الأختام الطينة مع ألقاب حور لجميع الملوك من نعرمر إلى حور دن. وقد تم اكتشاف هذه الأختام في مقابر دن و الملكة مريت نيت ، وبالتالي كلهميبدأون قوائمهم باسم الملك نعرمر، الذي كان زوج نيت حتب. كايزر و أيمري يريان هذا دليلاً على أنه كان نعرمر، وليس حور عحا، الذي بدأ الأسرة الأولى. وبالإضافة إلى ذلك، يشير كايزر إلى شظايا ختم تذكر اسم منج بجانب سيرخ نعرمر. وهكذا، على الأقل بالمقاربة نجد أن نعرمر مطابق للملك مينا. وهذا بدوره يعني أن اسم الخرطوشة "تيتي" ينتمي إلى حور عحا، و ليس إلى الملكة نيت حتب.[9]
المقبرة
تم اكتشاف قبر نيت حتب في عام 1897 من قبل عالم الآثار الفرنسي جاك دي مورغان في موقع نقادة . في وقت لاحق تم البحث مرة أخرى من قبل عالم الآثار الألماني لودفيغ بورخارت في عام 1898. وتتألف البنية الفوقية من المصطبة الضخمة المصنوعة من الطوب اللبن الصلب، وكانت الجدران الخارجية محفورة على شكل مشكاوات ربما لوضع تماثيل أو قرابين للملكة . و هي الآن قد دمرت تماما بسبب عامل الزمن و التآكل. و بسبب حجمه الضخم كان يعتقد أنه قبر الملك مينا. أما اختيار مكان القبر قد يشير إلى أن الملكة نيت حتب نشأت في شمال مصر السفلى. كما كان يعتقد قبل ذلك أن نيت حتب تزوجت نعرمر في محاولة لتسهيل توحيده لمصر[3][4].
مصادر
- Toby A. H. Wilkinson: Early Dynastic Egypt - Strategy, Security and Society. Routledge, London 1999, , p. 5 & 174.
- Owen Jarus: Name of queen Neith-hotep found at Wadj Ameyra. In: Live Science, 19. January 2016 (online). (Englisch) نسخة محفوظة 20 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
- Toby A. H. Wilkinson: Early Dynastic Egypt - Strategy, Security and Society. Routledge, London 1999, , p. 70 & 291.
- Joyce A. Tyldesley: Chronicle of the Queens of Egypt: From Early Dynastic Times to the Death of Cleopatra. Thames & Hudson, 2006, , p. 26-28.
- Ludwig David Morenz: Bild-Buchstaben und symbolische Zeichen: die Herausbildung der Schrift in der hohen Kultur Altägyptens (Orbis biblicus et orientalis, vol. 205). Vandenhoeck & Ruprecht, Fribourg/Göttingen 2004, , p. 79.
- Walter Bryan Emery: Ägypten – Geschichte und Kultur der Frühzeit. Fourier, Wiesbaden 1964, , p. 28.
- Joachim Willeitner: Die erste Frau auf dem Pharaonenthron. In: Spektrum der Wissenschaft, 16. March 2016 (online). (German) نسخة محفوظة 12 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- Silke Roth: Die Königsmütter des Alten Ägypten von der Frühzeit bis zum Ende der 12. Dynastie. Harrassowitz, Wiesbaden 2001, , p. 31-33.
- Werner Kaiser: Zum Siegel mit frühen Königsnamen von Umm el-Qaab. In: Mitteilungen des Deutschen Archäologischen Instituts, Abteilung Kairo (MDAIK), vol. 43. von Zabern, Mainz 1987, p. 115-121.