هاشم بن البحري بن محمّد مشري بن الطّيّب بن شعبان، (وُلد في 27 نوفمبر 1988)، مهندس تونسيّ عربيّ مسلم، من مواليد مدينة جندوبة من الجمهوريّة التّونسيّة، نشأ وترعرع في مدينة نبّر من ولاية الكاف في عائلة مُثقّفة، كان معظم أفرادها من المدرّسين.
دراسته
الكُتَّاب
تتلمذ هاشم خلال سنة كاملة على يد مؤدّب دينيّ، فدرس الحساب واللّغة العربيّة وحفظ عدّة سور من القرآن الكريم.
المرحلة الابتدائيّة
درس في مدرسة نبّر قرية الابتدائيّة وهناك برز نبوغه، إذ كان الأوّل في فصله خلال 17 مناسبة من ضمن 18، ذلك أنّ التّقييم في المدارس التّونسيّة كان يتمّ في ثلاث مناسبات سنويّا. وحصل على شهادة ختم التّعليم الابتدائيّ سنة 2000.
المرحلة الإعداديّة
درس السّنة الأولى والثّانية منها في المعهد الثّانويّ بنبّر، لامتلاء المدرسة الإعداديّة، ثمّ بعد إضافة قاعات تدريس جديدة، انتقل إلى المدرسة الإعداديّة بنبّر حيث أتمّ السّنة الثّالثة والأخيرة، وكان الأوّل في صفّه خلال السّنوات الثّلاث.
المرحلة الثّانويّة
بفضل تميّزه في مناظرة ختم التّعليم الأساسيّ سنة 2003، ظفر بمقعد دراسيّ في المعهد النّموذجيّ بالكاف، حيثُ واصل تميّزه طيلة أربع سنوات دراسيّة، وكان الأوّل في جميع الفصول خلال السّنة الثّانية. واختار شعبة الرّياضيّات وحصل على باكالوريا فيها سنة 2007 بملاحظة حسن جدّا.
الدّراسة الجامعيّة
كان يميل إلى الدّراسة في مجال الاقتصاد، إلّا أنّه آثر الهندسة بعد تفكير طويل وبعد تأكّده من ولعه بالطّرار المعماريّ الإسلاميّ، خاصّة الأندلسيّ. فأتمّ المرحلة التّحضيريّة، في المعهد التّحضيريّ للدّراسات الهندسيّة بتونس والكائن بخيّ منفلوري بالعاصمة التّونسيّة، ثمّ اجتاز المناظرة الوطنيّة بامتياز ودون جهد كبير سنة 2009، وخوّلت له رتبته الالتحاق بالمدرسة الوطنيّة للمهندسين بتونس، أقدم مدرسة هندسيّة في الجمهوريّة التّونسيّة، حيثُ تتلمذ على يد أفضل الأساتذة.
درس خلال مشروع تخرُّجه الذّي أجراه بالتّعاون مع شركة كومات للهندسة، إعادة تهيئة الجزء الأيفواريّ من الطّريق الإفريقيّة الرّابطة بين مدينة أبيدجان في ساحل العاج ومدينة لاغوس في نيجيريا، وجمع في بحثه بين الدّراسة التّقنيّة ودراسة الجدوى الإقتصديّة، وأشرف على تأطيره الدّكتور عمارة لوليزي، الحاصل على شهادة دكتوراه من الولايات المتّحدة الأمريكيّة. وحصل على شهادة الهندسة في تخصّص الهندسة المدنيّة في 2012.
تجربته المهنيّة
في تونس
باشر هاشم شعبان البحث عن عمل بعد 3 أيّام من تقديم مشروع تخرّجه أمام اللّجنة المُختصّة ولم يمضِ على ذلك 23 يوما، حتّى وجد نفسه موظّفا في مكتب دراسات فرتسيّ، لكنّه لم يبق فيه أكثر من 10 أيّام، حتّى تمّ إلغاء توظيفه رفقة اثنين من زملائه، بِتِعلّة تفضيل الإدارة المركزيّة للشّركة في فرنسا لخرّيجي جامعة أُخرى واقعة في الجنوب التّونسيّ. أثّرت هذه الحادثة في نفسيّة المهندس الشّابّ الطّموح، إلّا أنّه سرعان ما تعافى منها وبدأ رحلة البحث من جديد، فقام بإحصاء الشّركات الّتي يمكنه العمل فيها ووضعها على خرائط الغوغل، وصنّفها حسب مواقعها الجغرافيّة، وخصّص يوما لزيارة الشّركات الواقعة في كلّ حيّ، وتقديم ملفّ ترشّحه للعمل بالشّركة، والمُعَدّ وفق مجال تخصّصها. وبعد شهر ونصف من السّعي، حصل على وظيفة مدير قسم الهندسة المدنيّة في الجامعة المركزيّة الخاصّة، بضاحية الكرم الشّماليّة. لكنّه لم يقض فيها كثر من شهر حتّى عاوده الولع بالعمل الهندسيّ المباشر وتزامن مع مراسلة مكتب دراسات تونسيّ ذي سمعة عالية له، فما كان منه إلّا أن استقال من العمل الجامعيّ وبدأ العمل الهندسيّ في مجال هندسة الطّرقات. وبعد بضعة أشهر من العمل بَلَغَه خبر مشروع انتداب مهندسين للعمل في ألمانيا، فانخرط فيه بعد قبول ترشّحه، فكان ذلك بداية تجربة دوليّة.
بعد تركه عمله في مكتب الدّراسات، انخرط المهندس في هذا المشروع الّذي نظّمته الوكالة الألمانيّة للتّعاون الفنّيّ، وكان ذلك في بداية جانفي 2013، وكان المشروع يقضي بدراسة اللّغة الألمانيّة دراسة مكثّفة من 15 جانفي إلى 15 جوان من سنة 2013، ثمّ يليها تدريب في شركة ألمانيّة، تُحدّد لاحقا بعد مراسلة عدد من الشّركات.
في ألمانيا والعالم
بعد مراسلة عدّة شركات له بتنسيق مع الوكالة الألمانيّة خلال فترة دراسته للّغة الألمانيّة في ألمانيا، اختار المهندس التّونسيّ الّذي اكتشف عالم المبيعات حديثا العمل في شركة ميا لإدارة المياه، لاحتمال توظيفه في منصب يجمع بين الجانب التّقنيّ والجانب التّجاريّ. وكان له بفضل الله ما أراد، فبعد إعجابه بالشّركة وإعجاب المسؤولين فيها بعمله المُتقن وروحه المتفانية، وقّع الطّرفان عقدًا غير محدود زمنيّا لتوظيف المهندس الشّابّ في منصب مهندس مسؤول عن قسم التّصدير. وكانت الشّركة متخصّصة في مجال تصنيع وبيع ودراسة تصريف مياه السّيول والأمطار، فساهم مساهمة عظيمة في الفوز بمشاريع كبرى في العالم، خاصّة العالم العربيّ، من بينها مشروع مطار القاهرة - المبنى 2 ، ومشروع قطار لسيّل في قطر، ومشروع مترو الرّياض، ومشروع الخطّ الثّاني من طرام الدّار البيضاء. ومثّل شركته في تظاهرات كبرى من بينها معرض البناء في ميونخ في 2015 ومعرض البيغ 5 في دبي في 2014 ومعرض البيغ 5 في جدّة في 2015 ومعرض البناء في القاهرة في 2015. كما قدّم دورات تكوينيّة لعملاء الشّركة ووكلائها في دول كثيرة منها لاتفيا وتركيا والمغرب وتشيكيا ومصر والسّعوديّة وقطر في مناسبات متعدّدة.
المتابعة الصّحفيّة لنجاحاته
حظي تألّق المهندس الفتيّ بمتابعة كبيرة من الصّحافة الألمانيّة من صحف أخبار أيشاخ وهي المدينة الّتي تقع فيها الشّركة، وأكتيف، ومجلّة غرفة الصّناعة والتّجارة في مقاطعة شفابن من ولاية البايرن، ومن مصالح الإعلام من وكالة التّعاون الفنّيّ الألمانيّة، بل ومن القناة الألمانيّة الثّانية zdf.