الرئيسيةعريقبحث

هبة أكتوبر


☰ جدول المحتويات


نصب تذكاري لقتلى هبة أكتوبر في مدينة الناصرة.

هَبَّة أُكتوبَر أو هبة الأقصى أو احداث أكتوبر 2000 كانت سلسلة مظاهرات واسعة قام بها فلسطينيو الداخل (المواطنون العرب في فلسطين المحتله) اثناء شهر تشرين الأول من عام 2000. كانت المظاهرات استنفارا لدخول أرئيل شارون إلى المسجد الأقصى, امر سبب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية, واحتجاجا على وضع المواطنين العرب في دولة إسرائيل. وتعتبر هبة أكتوبر من أهم الأحداث في تاريخ فلسطينيي الداخل الإسرائيلي بحيث اثرت بشكل كبير على علاقتهم مع السلطة الإسرائيلية والمواطنين اليهود في دولة إسرائيل. اسفرت المظاهرات عن سقوط 13 قتيلا شابا تعتبرهم الجماهير العربية شهداء. تخلد الجماهير العربية ذكرى القتلى سنويا بشكل مشابه لذكرى القتلى الفلسطينيين كشهداء في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

خلفية

منذ نشأة دولة إسرائيل بعد انتصارها في حرب 1948 ومواطنوها العرب يعيشون واقع مركب. سلسلة القوانين التي تم سنها وواقع الحكم العسكري الذي فرض على المناطق العربية حتى عام 1966 اديا إلى مصادرة كثير من املاك المواطنين العرب على يد السلطة. عرب الداخل وفلسطينيو كل من الضفة الغربية وقطاع غزة هم تاريخيا شعب واحد والتوتر المستمر بين اسرائلي والفلسطينيين في الضفة والقطاع يؤدي تقليديا ادى تعقيد علاقة عرب الداخل مع السلطة الإسرائيلية والمواطنين اليهود. سبب التمييز الذي يعاني منه المواطنون العرب صدامات مع السلطة في كثير من الأحيان كاحداث يوم الارض والاضرابات اثناء الانتفاضة الاولى وفقط زاد من شحن الأجواء على مر السنين.

بدات الأجواء بين المواطنين العرب والسلطة في إسرائيل تسوء من جديد مباشرة مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية اثر دخول رئيس المعارضة الإسرائيلية أرئيل شارون إلى الحرم القدسي الشريف بمرافقة قوات شرطة. اغضب الامر الجماهير المسلمة والفلسطينية عموما لما فيه من تجاهل لحرمة المسجد وخاصة انه حدث بضعة ايام فقط بعد ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا التي حمّل شارون مسؤولية شخصية في وقوعها.

احداث

اعلنت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية اضرابا شاملا في الأول من أكتوبر. كان الإضراب احتجاجا على وضع الاقلية العربية في إسرائيل والأحداث الاولية في الانتفاضة. كانت المظاهرات سلمية في البداية لكنها تطورت في مختلف البلدات إلى هبات غضب واغلاق بعض الشوارع والقاء الحجارة. كانت ردة فعل الشرطة استعمال الرصاص المطاطي بشكل غير منضبط وفي بعض الأحيان استعمال الرصاص الحي. كانت النتيجة انتشراب الخراب في الكثير من المناطق وسقوط 3 قتلى.

كان اليوم الثاني للمظاهرات, 2 أكتوبر، هو الأكثر دموية. هبت الجماهير العربية غضبا على مقتل الضحايا الثلاث في اليوم الأول وانتشرت المظاهرات العنيفة وأعمال شغب في مختلف المناطق العربية في الدولة، واغلقت طرق رئيسية امام سفر المركبات. خرجت الامور تماما عن سيطرة قوات الامن الداخلي واستعملت العديد من طرق مكافحة الشغب إضافة إلى الرصاص الحي والقناصين. سقط 6 قتلى في هذا اليوم.

استمرت المظاهرات في اليوم الثالث ولكن وتيرتها انخفضت بالرغم من انها كانت عنيفة في بعض البلدان واسفرت ردود فعل الشرطة عن سقول قتيلين. ساد الهدوء لثلاثة ايام قبل رجوع المظاهرات من جديد بسبب شحن الأجواء بعد اختطاف حزب الله لثلاثة جنود إسرائيليين في السابع من أكتوبر واشعال الامر لمظاهرات مضادة في الوسط اليهودي. اشتدت المظاهرات في الثامن من أكتوبر وتولدت صدامات كثيرة بين المواطنين العرب واليهود. سقط اخر قتيلين من المتظاهرين هذا اليوم.

هدأت الأجواء بعد الثامن من أكتوبر وتوقفت المظاهرات عمليا في العاشر من أكتوبر.

النتيجة

تم قتل متظاهرين من قبل الجيش الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية وهذا بعد اعطاء أوامر

ضحايا

في كثير من المواضع خرجت الأحداث عن السيطرة واستعملت قوات الامن ومحاربة الشغب اسلحة برصاص حي أو رصاص مطاطي من بعد غير امن. تركت هبة أكتوبر 13 قتيلا من الشبان العرب:

1 أكتوبر

  • رامي غرة
  • أحمد جبارين
  • محمد جبارين

2 أكتوبر

  • مصلح أبو جراد
  • اسيل عاصلة
  • علاء نصار
  • وليد أبو صالح
  • عماد غنايم
  • اياد لوابنة

3 أكتوبر

  • محمد خمايسي
  • رامز بشناق

8 أكتوبر

  • عمر عكاوي
  • وسام يزبك

في 7 أكتوبر قتل المواطن اليهودي بخور جان (בכור ז'אן) اثناء سفره مع اخيه في الطريق الساحلي السريع بسبب اصابته بحجر قذف اثناء رجم الطريق على يد شبان من قرية جسر الزرقاء. بالرغم من الربط الشائع لموت باخور جان بالسياق السياسي والقومي لهبة أكتوبر، اقرت لجنة التحقيق الرسمية بان قتله ليس نتيجة مباشرة لهبة أكتوبر ولم تضمه إلى الضحايا.[1][2]

لجنة اور

رفضت السلطات الإسرائيلية تعيين لجنة تحقيق في الأحداث في بادئ الامر لكنها لاحقا في 23 أكتوبر اعلن تكوين لجنة تحقيق برئاسة القاضي ثيودور اور (תיאודור אור). عملت اللجنة بتعاون مع منظمة عدالة التي مثلت الجماهير العربية وساعدت في عمليات التحقيق.

مع انتهائها من العمل حملت اللجنة عدة شخصيات رسمية من السلطة مسؤوليات شخصية بسبب فشل السلطات الإسرائيلية في التعامل بالطريقة الصحيحة اثناء فترة شديدة الحساسية كهذه، إضافة إلى ردة الفعل المبالغة واستعمال القوة مما ادى إلى سقوط الكثير من الجرحى ووفاة اثني عشر شابا. انتقدت اللجنة بشدة استعمال الشرطة للرصاص المطاطي واستعمال الضباط القناصين اثناء المظاهرات. حملت لجنة أور لجنة المتابعة للجماهير العربية أيضا وقوادا سياسيين عرب قسما من المسؤولية بسبب ما وصفته بتحريض ضد السلطة في فترة ما قبل اندلاع المظاهرات واثنائها، وكذلك بسبب تشجيعهم لأعمال الشغب وعدم القيام بمهامهم الملائمة كمنتخبي الشعب.[2]

بالرغم من توصية اللجنة، لم يعد فحص جميع جثث القتلى وتركت 5 جثث غير مفحوصة ثانية.[3]

ردود الفعل

وجدت مؤسسة الاعلام العربية "اعلام" ان التغطية الاعلامية لاحداث أكتوبر صنعت جو يظهر حالة حرب في داخل إسرائيل، ورسمت صورة تصف المواطنين العرب بالقائمين على أعمال الشغب واثارة الفوضى من اجل اظهار عدم وفائهم للمؤسسة الصهيونية وذلك بالرغم من التظاهر السلمي في غالبية المناطق . وقد ابلغت مؤسسة اعلام ومؤسسات اعلامية عربية اخرى ان التعامل مع الوسط العرب كان بمثابة التعامل مع عدو اثر هذه الأحداث. قد اقيمت جمعية "بلدنا" بعد هبة أكتوبر، وبحسب مروان دويري فإن احداث أكتوبر 2000 تشكل نقطة فاصلة في الرواية الفلسطينية لعرب الداخل .

ذكرى هبة أكتوبر

تشكل هبة أكتوبر حدثا مهما في تاريخ المواطنين العرب في دولة إسرائيل، مثل يوم الارض. منذ حدوثها وذكراها تحيى سنويا ما بين الأول من أكتوبر والتاسع منه. تخلد الجماهير العربية ضحايا هبة أكتوبر كشهداء.

انظر أيضاً

المراجع

  1. مقتل بخو جان، جريدة هآرتسhttp://www.haaretz.co.il/misc/1.1538634
  2. تقرير لجنة أور، جريدة هآرتس http://www.haaretz.co.il/misc/1.907227
  3. شسي http://news.walla.co.il/?w=/9/990153

موسوعات ذات صلة :