يَزِيدُ بْنُ ثَرْوَانَ القَيْسِيُّ،[1][2] ويُقَالُ يَزِيدُ بْنُ مَرْوَانَ،[3] المعروف بـهَبَنَّقَة،[1] وهو المُلَقَّبُ بـذِي الوَدَعَاتِ[1][2] (لأنه كان يحمل قلادة من وَدَعٍ[هامش 1] وعِظَامٍ وخَزَفٍ في عُنُقِه)، ويُكَنَّى أَبَا نَافِع،[4] وهو أحد بني قيس بن ثعلبة،[1][2] يقال عنه أنه من أعيا العرب، ويُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ في الحُمْقِ.[2] ولابن الجوزي، في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين، أخبار كثيرة عنه منها:
- من حمقه انه جعل في عنقه قلادة من وَدَعٍ وعظام وخزف وقال أخشى أن أضل نفسي ففعلت ذلك لاعرفها به فحولت القلادة ذات ليلة من عنقه لعنق أخيه فلما أصبح قال يا أخي أنت أنا فمن أنا.[3]
- مرة أضل بعيرا فجعل ينادى من وجده فهو له فقيل له فلم تنشده[هامش 2] قال فأين حلاوة الوجدان[هامش 3]. وفي رواية من وجده فله عشرة فقيل له لم فعلت هذا قال للوجدان حلاوة في القلب.[3]
- واختصمت طفاوة وبنو راسب[هامش 4] في رجل ادعى كل فريق انه في عرافتهم[هامش 5] فقال هبنقة حكمه أن يلقى في الماء فان طفا فهو من طفاوة وإن رسب فهو من راسب قال الرجل إن كان الحكم هذا فقد زهدت في الديوان.[3]
- وكانوا إذا رعى غنما جعل يختار المراعي للسمان[هامش 6] وينحي المهازيل[هامش 7] ويقول لا أصلح ما أفسده الله.[3]
الأمثال التي ضُرِبَتْ به
” | أَحْمَقُ مِنْ هَبَنَّقَةَ [5] | “ |
ذلك أن بَكْرَه[هامش 8] كان يصدر عن الماء مع الصادر وقد روي، ثم يرد مع الوارد قبل أن يصل إلى الكلأ.[5][6]
الأشعار التي ذُكِرَ فيها
(شاعر[2])
[من الخفيف] | ||
عِشْ بِجَدٍّ وَلَنْ يَضُرَّكَ نَوْكٌ | إِنَّمَا عَيْشُ مَنْ تَرَى بِالجُدُودِ | |
عِشْ بجَدٍّ وكُنْ هَبَنَّقَةَ القَيْــ | ـسِــــيَّ نَوْكًا أَوْ شَيْبَةَ بْنَ الوَلِيدِ | |
رُبَّ ذِي إرْبَةٍ مُقِلٌّ مِنَ المَا | لِ وَذِي عُنْجُهِيَّةٍ مَجْدُودِ | |
شَيْبَ يَا شَيْبَ، يَا سَخِيفَ بَنِي القَعْـ | ـقَاعِ مَا أَنْتَ بِالحَلِيمِ الرَّشِيدِ |
(شاعر[7])
[من الخفيف] | ||
عِشْ بِجَدٍّ وَلَنْ يَضُرَّكَ نَوْكٌ | إِنَّمَا عَيْشُ مَنْ تَرَى بِالجُدُودِ | |
عِشْ بجَدٍّ وكُنْ هَبَنَّقَةَ القَيْــ | ـسِــــيَّ جَهْلاً أَوْ شَيْبَةَ بْنَ الوَلِيدِ | |
شَيْبَ يَا شَيْبَ، يَا هُنَيَّ بَنِي القَعْـ | ـقَاعِ مَا أَنْتَ بِالحَلِيمِ الرَّشِيدِ |
(شاعر آخر[1][2])
[من الخفيف] | ||
عِشْ بجَدٍّ وكُنْ هَبَنَّقَةً | يَرْضَ بِكَ النَّاسُ قَاضِيًا حَكَما |
(الفرزدق[1])
فَلَوْ كَانَ ذُو الوَدْعِ ابْنُ ثَرْوَانَ لَاِلْتَوَت | بِهِ كَفُّهُ، أَعْنِي يَزِيدَ الهَبَنَّقَا |
شرح المفردات
- الوَدْعَةُ أو الوَدَعَةُ (ج: وَدَعَاتٌ) هي خَرَزٌ بِيضٌ تُخْرَجُ مِنَ البَحْرِ بَيْضاء، شَقُّها كشَقِّ النَّوَاةِ، تُعَلَّقُ لِدَفْعِ العَيْنِ.
- تنشده: أي تطلبه وتبحث عنه
- الوجدان : أي أن تجد الشيء بعد ضياعه منك
- هما قبيلتان
- أي من ساداتهم ووجهائهم
- أي المراعي ذات العشب للغنم السمينة
- أي لا يدع الضعيفة من الغنم ترعى في المراعي ذات العشب مع السمينة
- البَكْرُ: الفَتِيُّ من الإِبِل بمنزلة الغلام من الناس، والأُنْثَى بَكْرَةٌ.
المراجع
- خير الدين الزركلي. الأعلام. مادة «هَبَنَّقَة».
- ابن منظور. لسان العرب. مادة «هبنق».
- أبو الفرج بن الجوزي. أخبار الحمقى والمغفلين.
- الدولابي. الكنى والأسماء.
- الزمخشري. المستقصى في أمثال العرب.
- ابن فارس. مقاييس اللغة. مادة «بكر».
- الزجاجي. مجالس العلماء.