كان هجوم الناتو في باكستان عام 2011 (المعروف أيضًا باسم حادثة صلالة، أو هجوم صلالة أو هجمات 26/11)[1][2]، اشتباكًا حدوديًا وقع عندما اشتبكت قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة مع قوات الأمن الباكستانية في نقطتي تفتيش عسكريتين للباكستان بمحاذاة الحدود الأفغانية الباكستانية يوم السبت، 26 نوفمبر 2011. دخلت مروحيتان من طراز أباتشي وطائرة حربية من طراز إيه سي 130 وطائرتان مقاتلتان من طراز إف 15 إيغل تابعة جميعها للناتو لمسافة يتراوح تقديرها بين ما لا يقل عن 200 متر (660 قدمًا) حتى 2.5 كيلومتر (1.6 ميل)، في المنطقة الحدودية الباكستانية في صلالة (في منطقة بايزاي التابعة لمنطقة مهمند القبلية ضمن المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية) في الساعة 2 صباحًا بالتوقيت المحلي. دخلوا عبر الحدود في أفغانستان وفتحوا النار على دوريات الحدود في نقطتي تفتيش، ما أسفر عن مقتل 28 جنديًا باكستانيًا وجرح 12 آخرين. أدى هذا الهجوم إلى تدهور العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة. عبّر الشعب الباكستاني عن ردة فعله من خلال الاحتجاجات التي عمّت جميع أنحاء البلاد، واتخذت الحكومة تدابير أثرت سلبًا على استراتيجية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، بما في ذلك إخلاء مطار شامسي وإغلاق خط الإمداد التابع لحلف الناتو.[3][4][5][6][7]
في 3 يوليو 2012، اعتذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون رسمياً عن الخسائر التي تكبدها الجيش الباكستاني. أعادت باكستان بعد ذلك فتح طرق إمدادات الناتو.[8]
الخلفية والخط الزمني
الهجوم
في 26 نوفمبر 2011، فتحت قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة النار على اثنتين من نقاط التفتيش الحدودية الباكستانية بالقرب من الحدود الباكستانية الأفغانية. وقع الهجوم في حوالي الساعة 02:00 بالتوقيت المحلي (01:30 في أفغانستان و 21:00 بتوقيت جرينتش). ووفقًا للمدير العام للعمليات العسكرية (DGMO)، اللواء أشفق نديم، كان الهجوم بمثابة ضربة منسقة لحلف شمال الأطلسي واستُخدمت فيها طائرتا هليكوبتر من طراز إيه إتش 64 أباتشي وطائرة حربية من طراز إيه سي 130 وطائرتان مقاتلتان من طراز إف 15 إيغل. استُخدمت طائرة من طراز ليبرتي إم سي 12 دابليو ذات الدفع التوربيني في مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع. تقع نقاط التفتيش على بعد 200 متر (660 قدم) إلى 2.5 كيلومتر (1.6 ميل) داخل باكستان من الحدود مع أفغانستان في منطقة صلالة التابعة لمنطقة بايزاي التابعة لمنطقة مهمند في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الفيدرالية (باكستان)، وتبعد مسافة كيلومتر واحد على قمة جبل صلالة.[9]
تسببت الهجمات في مقتل ما يصل إلى 24 جنديًا باكستانيًا، بينهم ضابطان، اللواء مجاهد ميراني والنقيب عثمان علي. أصيب 13 جنديًا آخر. أفاد كلا الجانبين بتعرضهما للهجوم أولاً. اعتبرت الحدود -ذات الترسيم السيئ، بالإضافة إلى تاريخ مقاتلي طالبان المتنقلين حول المناطق الحدودية الأفغانية- عوامل محتملة مساهمة في الحادث.[10][11][12]
الادعاءات الأمريكية الأفغانية
وفقًا للمسؤولين الأفغان والأمريكيين، بدأ الحادث بعد إطلاق النار على قوات التحالف الأمريكية الأفغانية، التي كانت تقوم بعملية ضد طالبان الأفغانية في ولاية كنر شرق أفغانستان، من مواقع حدودية داخل باكستان. قال مسؤول أفغاني في كابول «حدث إطلاق نار قادم من الموقع ضد جنود الجيش الأفغاني الذين طلبوا الدعم».[13][14][15]
صرّح المسؤول الأفغاني أيضًا بأن النار أُطلقت عليهم مباشرة من الموقع العسكري الباكستاني نفسه. أيّد مسؤول غربي هذه الادعاءات بقوله: «لقد أُطلقت النار عليهم من قاعدة للجيش الباكستاني». و«كان إجراءً دفاعيًا». وفقًا للروايات الأمريكية والأفغانية، استُدعيت طائرات الهليكوبتر للحصول على الدعم ضد النيران القادمة.[16][17][18]
بحسب ما أوردت التقارير، اعترف مسؤول باكستاني في وزارة الدفاع بأن الجنود في الموقع الحدودي الباكستاني الذين رابطوا هناك لغرض صريح هو وقف أعمال التسلل، قد أطلقوا بضع قنابل نارية وقذيفتي هاون ورشقة واحدة أو رشقتين من نيران الرشاشات في هذا الاتجاه.[19]
أشار مسؤول أمريكي آخر في كابول إلى حادثة وقعت في سبتمبر 2010، أطلقت فيها طائرة هليكوبتر تابعة للناتو النار على موقع في باكستان، ما أسفر عن مقتل جنديين. «تمثل الوضع في دخول قوات المتمردين إلى أحد المواقع الحدودية الباكستانية واستخدامها الموقع باعتباره مركزًا لإطلاق النار. وعندما قمنا بالرد على مصدر النيران، أصبنا قوات الأمن الباكستانية. وزعم المسؤولون العسكريون في كابول أن المتمردين في باكستان استخدموا أيضًا قواعد الحدود الباكستانية الفارغة لشن هجمات، التي كانت على حد قولهم بمثابة عذر كافٍ لقوات التحالف الذين استدعوا الغارة الجوية عندما أطلقوا النار.
قال مسؤول أمريكي إن قوات الناتو أبلغت قيادة الفيلق الحادي عشر في الجيش الباكستاني بالقرب من الحدود الغربية بأن العمليات ضد مقاتلي طالبان ستتم في ذلك اليوم. اعترف الجنرال الباكستاني عباس في مؤتمر صحفي بأن قوات التحالف «أبلغت جيشنا في وقت مبكر (مبكر جدًا) بأنها ستجري عملية هناك».
وفقًا للجيش الأمريكي، نُقلت المعلومات حول الضربة المقترحة عبر أحد المراكز الحدودية حيث يتبادل الضباط من كلا الطرفين المعلومات في محاولة لتجنب إطلاق النار على بعضهم، وبعد ذلك أعطى الضباط الباكستانيون التصريح للقيام بالضربة، إذ صرّحوا بعدم وجود قوات باكستانية في المنطقة.[20][21]
المراجع
- "Pakistan PM Gilani refers to NATO strike as '26/11 attacks". India Today. 14 December 2011. مؤرشف من الأصل في 4 مارس 201620 نوفمبر 2014.
- Mir, Amir (10 February 2012). "Pakistan may restore Nato supplies on new terms". The News. مؤرشف من الأصل في 29 نوفمبر 201420 نوفمبر 2014.
- Islam, Nazarul (27 November 2011). "NATO 'Regrets' Pakistan Strike". Newsweek Pakistan. مؤرشف من الأصل في 26 أبريل 201227 نوفمبر 2011.
- Mushtaq Yusufzai (28 November 2011). "Namaz-e-Janaza of Salala soldiers offered in Peshawar". The International News, Karachi. مؤرشف من الأصل في 03 يناير 202028 نوفمبر 2011.
- "Pakistan buries 24 troops killed in NATO airstrike". BBC News. 26 November 2011. مؤرشف من الأصل في 20 أغسطس 201927 نوفمبر 2011.
- "28 Pakistani troops killed in NATO attack, outrage in Islamabad". Times of India. 26 November 2011. مؤرشف من الأصل في 2 مارس 202003 ديسمبر 2011.
- Coleman, Jasmine (26 November 2011). "Pakistan halts Nato supplies after attack leaves soldiers dead". The Guardian. UK. مؤرشف من الأصل في 16 مايو 201927 نوفمبر 2011.
- CNN (4 July 2012). "Pakistan reopens NATO supply routes to Afghanistan". CNN Wirestaff. CNN. مؤرشف من الأصل في 16 أغسطس 201704 يوليو 2012.
- "US Central Command Investigation into Salala Checkpoint Engagement". مؤرشف من الأصل في 2 مارس 202006 فبراير 2012.
- Web18. "Pakistan cuts NATO supply lines after 'unprovoked' attack". Firstpost. مؤرشف من الأصل في 11 أغسطس 201929 نوفمبر 2011.
- "Pakistan protest NATO attack on check post". The News International. مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 201129 نوفمبر 2011.
- "Radio Pakistan – At least twenty-five security officials including two officers were martyred when the NATO helicopters..." مؤسسة البث الباكستانية. مؤرشف من الأصل في 26 أبريل 201229 نوفمبر 2011.
- Pakistan to boycott key meeting in Germany in protest over NATO raid that killed its troops - تصفح: نسخة محفوظة 29 November 2011 على موقع واي باك مشين., Newser
- NATO came under fire from Pakistan before attack: sources - تصفح: نسخة محفوظة 23 December 2011 على موقع واي باك مشين., Reuters, 27 November 2011
- Nissenbaum, Dion; Tom Wright; Adam Entous (28 November 2011). "Airstrike Ravages U.S.-Pakistan Ties". Wall Street Journal. مؤرشف من الأصل في 8 نوفمبر 201928 نوفمبر 2011.
- Shrivastava, Sanskar. "US, NATO Attack on Pakistan Affected South Asia's Geopolitics Over a Week". The World Reporter. مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 201930 نوفمبر 2011.
- Afghan soldiers called in deadly NATO airstrike, AP, RAHIM FAIEZ and RIAZ KHAN, 27 November 2011 نسخة محفوظة 5 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- Flaherty, Anne. "2 key senators call for tough line with Pakistan". Washington Times. مؤرشف من الأصل في 8 نوفمبر 201929 نوفمبر 2011.
- Karen DeYoung; Joshua Partlow (29 November 2011). "Afghans say commando unit was attacked before airstrike was called on Pakistan". Washington Post. مؤرشف من الأصل في 07 سبتمبر 201922 ديسمبر 2011.
- Barnes, Julian E. and Adam Entous, "Pakistan Was Consulted Before Fatal Hit, U.S. Says", وول ستريت جورنال, 2 December 2011. نسخة محفوظة 28 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
- Roggio, Bill, "Pakistan cleared ISAF airstrikes that killed its own troops, Long War Journal, 2 December 2011. نسخة محفوظة 3 يناير 2015 على موقع واي باك مشين.