هرمس الهرامسة هو شخصية اسطورية ينسب اليه كتاب "متون هرمس". يعتقد أكثر المؤرخين آنه هرمس السكندري-اليوناني واتى بصحفه، ويعتقد انه هو نفسه النبي إدريس المذكور في القرآن. ويعتقد مؤرخون آخرون انه شخصية اسطورية نسجت من عدة شخصيات حقيقية وخرافية.
لقبه الأقدمون بثلاث العظمة (طريس-ميجيسطيس من الإغريقية Ἑρμῆς ὁ Τρισμέγιστος، وباللاتينية Mercurius ter Maximus أي ثلاثي التعليم). منهم من رد هذه الصفة لأنه كان يصف الله بثلاث صفات ذاتية هي الوجود والحكمة والحياة. ومنهم لانه تجلى بثلاث تجليات: آخنوخ وارميس وادريس. ومنهم من قال لانه تحلى بثلاث صفات عظام: النبوة والمُلك والحكمة.
شخصيات هرمس
اختلف المورخون في شخصية هرمس ولماذا دعي بثلاث العظمة منهم من رد الصفة لانه ظهر في ثلاثة تراثيات كبرى بثلاث تجليات: فهو عند المصريين آخنوخ، وعند اليونانيين آرميس وعند المسلمين ادريس.[1] ورأى اخرون انه وصف بثلاث العظمة لأنه جمع بين ثلاث صفات وهي: النبوة والملك والحكمة.
وذكر ابن العبري في كتابه " تاريخ مختصر الدول" أن الهرامسة ثلاثة[2]:
- الأول هرمس الساكن بصعيد مصر الأعلى وهو أول من تكلم في الجواهر العلوية وانذر بالطوفان وخاف ذهاب العلوم ودرس الصنائع فبنى الأهرام وصور فيها جميع الصناعات والآلات ورسم فيها طبقات العلوم حرصا منه على تخليدها لمن بعده. وقيل أنه بنى مائة وثمانين مدينة صغراها الرها وسن للناس عبادة الله والصوم والصلاة والزكاة والتعييد لحلول السيارة ببيوتها وأشرافها وكذلك كلما استهل الهلال وحلت الشمس برجا من الإثني عشر. وأن يقربوا قرابين من كل فاكهة باكورتها ومن الطيب والذبائح والخمور أنفسها. وحرم السكر والمآكل النجسة
- الثاني هرمس البابلي سكن كلواذا مدينة الكلدانيين وكان بعد الطوفان وهو أول من بنى مدينة بابل بعد نمرود بن كوش.
- الثالث هرمس المصري وهو الذي يسمى طريس-ميجيسطيس أي المثلث بالحكمة لأنه جاء ثالث الهرامسة الحكماء ونقلت من صحفه نبذ وهي من مقالاته إلى تلميذه طاطي على سبيل سؤال وجواب بينهما وهي على غير نظام وولاء لأن الأصل كان باليا مفرقا والنسخة موجودة عندنا بالسريانية."
اما د. يوسف زيدان فيؤكد آن هرمس "هو مزيج اسطوري قديم من شخصيات حقيقية وخيالية هيك تحوتي المصري، يوداسف الفارسي، أمونيوس ساكاس، بلنياس الحكيم السكندري".[1]
كما دكر د. محمد عابد الجابري في كتابه «تكوين العقل العربي» أن هرمس هو في الأصل اسم لأحد آلهة اليونان المرموقين عندهم. وقد طابقوا بينه وبين إله مصري قديم هو الإله طوط Thoth، كما طابق بعض اليهود بين هرمس طوط هذا وبين النبي موسى. أما في الميثولوجيا المصرية القديمة فقد ظهر طوط كإسم لكاتب الإله أوزيرس Osiris إله الدلتا المسؤول عن الموتى والمصير البشري. أما في الأساطير اليونانية فلقد كان هرمس محترماً عندهم، إذ كان إبنا للإله الأكبر زوس Zeus وقد نسبوا إليه هم أيضا اختراع الكتابة والموسيقى و التنجيم والأوزان و المقادير مثل المصريين القدامى... أما في الأدبيات العربية الهرمسية فقد كان هرمس يقدم على أنه النبي إدريس المذكور في القرآن وأنه أول من علم الكتابة والصنعة و الطب والتنجيم و السحر.[3]
هرمس الهرامسة في القرآن والحديث
لم يُصرّح بهرمس الهرامسة في أيّ منهما، بيد أن إدريس سمّيَ في القرآن بقوله: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا﴾ [19:56]. وأنّه النبيّ الذي كان يخط بالرمل[4] في حديثٍ للرسول محمد.
تعاليمه
ينسب لهرميس الحكيم تعاليم تشرح الكون وموجوداته لخصت في سبعة مباديء:
- العقلانية: وهو ان العقل هو الشيء الوحيد الذي يمكن اثباته وهو الحق.
- التناظر: هناك دائما علاقة وتواصل بين جميع الظواهر.
- الاهتزاز: كل شيء في الكون يتحرك. لا يوجد سكون.
- الازدواجية القطبية: كل شيء ثنائي متضاد.
- التناغم: كل شيء يتدفق بتناغم.
- السبب، النتيجة: لكل سبب نتيجة، ولكل نتيجة مسبب، الكل يتم بحسب قوانين.
- الجنسين: لكل شيء جنسين، ذكر وانثى.
مقالات ذات صلة
مراجع وملاحظات
- زيدان، يوسف. 2013. دوامات التدين. دار الشروق. ص.29.
- كتاب أخبار العلماء بأخيار الحكماء للقفطي علىٰ الموسوعة الشاملة. [https://web.archive.org/web/20200126141745/http://islamport.com/d/1/trj/1/3/4.html?zoom_highlightsub= نسخة محفوظة] 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- تكوين العقل العربي، محمد عابد الجابري، الصفحة 177.
- في تحريم السحر والنهي عن إتيان الكهان والتطير، بالباب السابع عشر من مختصَر كتاب رياض الصالحِين للشيخ النووي، اختصار الشيخ النبهاني. دار الجيل ببيروت.