هيئة سكك حديد السودان
تعد هيئة سكك حديد السودان من أطول الشبكات الحديدية بأفريقيا إذ يبلغ طول خطوطها خمسة ألف وثمانمائة كيلو متر، منها حوالي 4578 كيلومتر خطوط رئيسية وهي من الشبكات ذات الخط المفرد بأتساع 3 قدم و6 بوصات أي ما يعادل 1067 مليمتر.
بدأ إنشاء الخطوط في عام 1897 مع بداية حملة الاحتلال الإنجليزي المصري للسودان وأكتمل معظمها قبل العام 1930. ويمتد الخط من مدينة وادي حلفا في شمال السودان إلى الخرطوم جنوبا، مروراً بمدينة عطبرة التي تمثل عاصمة للسكة الحديد، ويتفرع منها الخط إلى مدينة بورتسودان. ويعتبر خط بورتسودان / الخرطوم هو الممر الرئيسي لحركة النقل بالسودان لارتباطه المباشر بحركة الصادرات والواردات بالبلاد. ويوجد خط إستراتيجي مناوب يربط ميناء بورتسودان بالعاصمة الخرطوم عن طريق مدينتي كسلا وسنار في شرق وأواسط البلاد[1].
تتمدد الشبكة نحو الشمال بخطوط فرعية تربط بين كريمة ووادي حلفا. وفي اتجاه الغرب وصلت الشبكة مدينة الأبيض من تقاطع مدينة الرهد التي امتدت منها غربا إلى تقاطع مدينة بابنوسة، ومنها أتجهت إلى مدينة نيالا في العام 1959. ومن تقاطع بابنوسة اتجهت حتى مدينة واو في جنوب البلاد في العام 1962.
أما آخر الامتدادات الحديثة للشبكة فقد ربطت في العام 1995 بين المجلد وأبو جابرة بطول 52 كيلو مترا لخدمة نقل خام البترول السوداني. كما شيد في عام 1996 خط ربط بين مصفاة بترول الأبيض بجبل أبو حراز ومحطة الأبيض بطول 10كيلومترات. وفي ذات العام تم إنشاء خط لنقل الحاويات من محطة سوبا إلى مستودعات الجمارك. وفي العام 2000 تم إنشاء خط مصفاة الخرطوم والذي يبلغ طوله 12 كيلومترا إلي الجنوب من محطة الرويان. وفي العام 2002م اكتمل انشاء خط لربط سد مروي بمحطة البان بطول 16 كيلومتر.
تمتلك الهيئة حالياً 130 وابور سفري، وعدد 54 وابور مناورة، وحوالي 4187 عربة بضاعة، 910 فنطاس زيوت، 167 عربة ركاب.
تتمركز الورش الرئيسية لصيانة القوتين الساحبة والناقلة، وورش معدات الإشارات والاتصالات بعطبرة. بالإضافة لمصنع الأوكسجين والاستالين والمسبك ومصنع الفلنكة، والمنتجات الخرسانية كما وتوجد ورش مساعدة بكل من الخرطوم وبور تسودان.
أما نظم الإشارات بالهيئة فقد تطورت وأصبحت معياراً للتقدم الفعلي، وتلعب دوراً حيوياً في حركة مسير القطارات، وتأكيد السلامة والأمان في حركة النقل.
تنقسم الاشارات للأنواع التالية
- الإشارات الميكانيكية
- الإشارات الإلكتروميكانيكية
- الإشارات الكهربية
- إشارات الدوائر الإلكترونية.
والإشارات الميكانيكية هي المستخدمة حالياً في سكك حديد السودان، وهي التي تفتح وتقفل بواسطة أجهزة الملوينات. كما تم ادخال نظام الشرائط العاكسة على محطات الخط الرئيسي.
أما نظم الاتصالات الحالية فهي تتمثل في أجهزة التحكم ودوائر التلغراف السلكي، أجهزة التابلت، الخطوط الهوائية، دوائر التلبرنتر، الكبانيات الهوائية، أجهزة اللاسلكي طويلة وقصيرة المدى، كوابل الألياف الضوئية، وشبكات الفاكس. كما تم ربط الهيئة بشبكة الإنترنت عبر شركة سوداتل لمواكبة التطورات.
تشكل خدمة نقل البضائع النشاط الرئيسي للهيئة. وتستغل في ذلك العديد من المزايا النسبية التي تتمتع بها علي وسائل النقل الأخري، كمزايا النقل بأحجام كبيرة، ولمسافات أطول، والجهات التي تعجز عن وصولها تلك الوسائط. بجانب مزايا الوفر الاقتصادي المتمثلة في تقديم الخدمة بأسعار منخفضة، وبالسرعة والدرجة العالية من الأمان.
في الجانب الآخر تسعي الهيئة لترقية وتطوير خدمات نقل الركاب. فقد عملت على تأهيل عربات الركاب، وتم تشكيلها في وحدات كقطار التحدي الخرطوم / وادي حلفا، وقطار السيوبر الخرطوم / بورتسودان، وقطار نيالا.
وجميع هذه القطارات تغادر من محطة الخرطوم بحري، والتي تم افتتاحها في أكتوبر من عام 1998. وقد زودت هذه القطارات بوسائل خدمات متقدمة، وأضيفت عربة لتوليد الكهرباء بجانب عربات البوفيه.
ظلت هيئة السكة الحديد منذ نشأتها تعمل وفقا لدورها الحيوي في تقديم خدمة النقل وخلق الترابط الاجتماعي وترسيخ الوحدة بين كافة أجزاء الوطن.
وفي منتصف تسعينات القرن الماضي أعيد النظر في أسس تشغيل السكة الحديد وتقرر أن تدار وفقا لرؤى جديدة، في ضوء المتغيرات الاقتصادية العالمية. وأطلقت يد الهيئة لتقوم بأداء أدوارها الموكلة إليها بكفاءة ووفقا لحسابات التكلفة وتحقيق عوائد هامشية تمكنها من الاستمرار في سوق النقل وتساعدها في ترقية وتطوير خدماتها.
تتمتع هيئة سكك حديد السودان بعضوية الاتحاد العالمي للسكك الحديدية (UIC) كما وأنها من الأعضاء المؤسسين لاتحاد سكك حديد أفريقيا (UAR). كما ولديها روابط جيدة مع كثير من الشبكات الحديدية العالمية، وتربطها بروتوكولات تعاون مع الكثير منها.
مراجع
- موسوعة السودان الرقمية