الورم القطني (Gossypiboma) أو textiloma هو المصطلح التقني للمضاعفات الجراحية الناجمة عن المواد الغريبة، مثل الإسفنج الجراحي، التي تُترك من غير قصد داخل جسم المريض. والمصطلح الإنجليزي "gossypiboma" مشتق من اللاتينية gossypium ("القطن الطبي، القطن") واللاحقة oma، التي تعني ورم أو نمو، ويصف كتلة داخل جسم المريض تتألف من مصفوفة قطن محاطة بـورم حبيبي لجسم غريب.[1] والمصطلح الإنجليزي "Textiloma" مشتق من textile (عادة ما يصنع الإسفنج الجراحي من القماش)، ويُستخدم هذا المصطلح بدلاً من gossypiboma نتيجة الاستخدام المتزايد للمواد الاصطناعية التي تحل محل القطن.[2]
الحدوث والأعراض السريرية
من الصعب تحديد حدوث الورم القطني، وربما يرجع ذلك إلى عدم الرغبة في الإبلاغ عن الحالات التي تنشأ خوفًا من التداعيات القانونية، غير أن التقارير تشير إلى أن حالة ترك الإسفنج الجراحي داخل الجسم تحدث مرة واحدة في كل من 3000 إلى 5000 عملية جراحية في البطن وفي كثير من الأحيان يتم اكتشافها في البطن.[3] وتشير التقارير إلى أن معدل ترك الأجسام الغريبة داخل الجسم عقب الجراحة يتراوح من 0.01% إلى 0.001%، والذي تشكل حالات الإصابة بالورق القطني 80% منه.
ويمكن أن يتواجد الورم القطني في كثير من الأحيان، سريريًا أو شعاعيًا، في شكل مماثل لـلأورام والخُراج، مع مضاعفات وأعراض متغيرة على نطاق واسع؛ الأمر الذي يجعل التشخيص صعبًا ويسبب مراضة كبيرة لدى المريض. وهناك نوعان رئيسان من رد الفعل يحدثان في الاستجابة للأجسام الغريبة التي تُترك في الجسم بعد العمليات الجراحية. وفي النوع الأول، قد يتشكل الخُراج مع أو بدون عدوى بكتيرية ثانوية. ورد الفعل الثاني هو الاستجابة الفبرينية غير الملوثة، التي تؤدي إلى التصاقات الأنسجة والتمحفظ وفي نهاية المطاف الورم الحبيبي للجسم الغريب. وقد لا تدوم الأعراض لفترات طويلة، وفي بعض الأحيان تستمر شهورًا أو سنوات بعد العملية الجراحية.
الوقاية
للوقاية من الورم القطني، يتم عد الإسفنج يدويًا قبل العملية الجراحية وبعدها. وقد تم تقنين هذه الطريقة في المبادئ التوجيهية الموصى بها في سبعينيات القرن الماضي من قِبل رابطة الممرضين المسجلين للعمليات الجراحية (AORN).[4] يُوصى بإجراء أربعة أنواع من العد المنفصل: الأولى عند إخراج الأدوات والإسفنج من أغلفتها وإعدادها للعملية الجراحية والثاني قبل البدء في العملية الجراحية والثالث عند اقتراب الخياطة وعد نهائي أثناء خياطة الجلد.[5] وهناك مبادئ توجيهية أخرى صادرة عن كلية الجراحين الأمريكيين واللجنة المختلطة.[6]
وفي معظم البلدان، يحتوي الإسفنج الجراحي على مواد ظليلة للأشعة التي يمكن تحديدها بسهولة في صور تصويرية شعاعية والتصوير المقطعي المحوسب، مما يسهل الكشف عنها. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تم تقديم الخيط الظليل للأشعة المشبع في الشاش الجراحي لأول مرة في عام 1929م وكان يُستخدم بشكل عام بحلول 1940م. وبعض الجراحين يوصون باستخدام التصوير بالأشعة السينية بعد العملية الجراحية لتقليل احتمالية إدراج جسم غريب.[7]
مقالات ذات صلة
- الأدوات الجراحية التي تُترك في الجسم بعد الجراحة
المراجع
- Kiernan F, Joyce M, Byrnes CK, O'Grady H, Keane FB, Neary P (2008). "Gossypiboma: a case report and review of the literature". Ir J Med Sci. 177 (4): 389–91. doi:10.1007/s11845-008-0197-0. PMID 18820991.
- Kim HS, Chung TS, Suh SH, Kim SY (2007). "MR imaging findings of paravertebral gossypiboma". AJNR Am J Neuroradiol. 28 (4): 709–13. PMID 17416826. مؤرشف من الأصل في 13 فبراير 2020.
- Manzella A, Filho PB, Albuquerque E, Farias F, Kaercher J (2009). "Imaging of gossypibomas: pictorial review". AJR Am J Roentgenol. 193 (6 Suppl): S94–101. doi:10.2214/AJR.07.7132. PMID 19933682.
- "Recommended practices for sponge, sharp, and instrument counts. AORN Recommended Practices Committee. Association of periOperative Registered Nurses". AORN J. 70 (6): 1083–9. 1999. PMID 10635432.
- “The Retained Surgical Sponge”, Agency for Healthcare Research and Quality نسخة محفوظة 08 أكتوبر 2012 على موقع واي باك مشين.
- Gibbs VC, Coakley FD, Reines HD (2007). "Preventable errors in the operating room: retained foreign bodies after surgery--Part I". Curr Probl Surg. 44 (5): 281–337. doi:10.1067/j.cpsurg.2007.03.002. PMID 17512832.
- Shyung LR, Chang WH, Lin SC, Shih SC, Kao CR, Chou SY (2005). "Report of gossypiboma from the standpoint in medicine and law". World J. Gastroenterol. 11 (8): 1248–9. PMID 15754416. مؤرشف من الأصل في 5 مايو 2012.
- Camazine, Brian. "The persistent problem of the retained foreign body". THE JOURNAL OF FAMILY PRACTICE. مؤرشف من الأصل في 24 فبراير 2012.