الرئيسيةعريقبحث

وكالة الفضاء الأوروبية

منظمة دولية أوروبية مكرسة لاستكشاف الفضاء

☰ جدول المحتويات


لمعانٍ أخرى، انظر وكالة الفضاء (توضيح).

وكالة الفضاء الأوروبية (European Space Agency)‏ منظمة دولية مكرّسة لاستكشاف الفضاء، تضم في عضويتها 22 دولة، منها النمسا وبلجيكا (عضو دائم بموجب اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي في شهر أكتوبر 2008) الدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وإيطاليا وهولندا، والنرويج وأسبانيا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة. أما كندا وفنلندا فهما عضوان مشاركان. تأسست في 30 مايو 1975 ويقع مقرها في مدينة باريس، فرنسا، يعمل لدى الوكالة 2000 موظف من جميع أنحاء العالم [2] وميزانيتها السنوية تبلغ 5.25 مليار يورو / 5.77 مليار دولار (2016). تشترك وكالة الفضاء الأوربية مع محطة الفضاء الدولية في إطلاق وتشغيل عدة بعثات استكشافية إلى القمر والكواكب الأخرى ورصد الأرض من الفضاء وتصميم مركبات الإطلاق والحفاظ على ميناء فضائي كبير.

وكالة الفضاء الأوربية
صالة التوجيه والمتابعة بمدينة دارمشتات، ألمانيا
Views in the Main Control Room (12052189474).jpg
صالة التوجيه والمتابعة بمدينة دارمشتات، ألمانيا
اسم مختصر
  • ESA
  • ASE
المقر الرئيسي باريس، فرنسا
تأسست 30 مايو 1975
مقر وكالة الفضاء الأوروبية في باريس

إلى جانب المقر الرئيسي لوكالة الفضاء الأوروبية توجد بعض المقرات الفرعية المنتشرة في أوروبا منها:

تاريخ

التأسيس

غادر العديد من العلماء الأوربيين من أوروبا الغربية، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، للعمل في الولايات المتحدة الأمريكية. أدرك علماء الغرب الأوروبي أن المشاريع الوطنية بمفردها لن تتمكن من المنافسة مع القوتين العظميين الرئيستين وقتها، على الرغم من الازدهار المنتشر خلال خمسينيات القرن الماضي، الذي كان يسمح لدول الغرب الأوروبي أن تستثمر في البحث العلمي، وخاصةً في المشاريع الخاصة بالفضاء. وفي عام 1958، فقط بعد مرور شهرين من أزمة سبوتنك، تقابل كل من إدواردو أمالدي الإيطالي وبيير أوجير الفرنسي -وهما من أبرز أعضاء المجتمع العلمي بغرب أوروبا- لمناقشة تأسيس وكالة فضاء مشتركة لدول الغرب الأوروبي. حضر هذا الاجتماع ممثلون من ثماني دول، مثل هاري ماسي، الممثل عن المملكة المتحدة.

قررت دول الغرب الأوروبي أن تُنشئ وكالتين للفضاء: تهتم إحداهما بتطوير أنظمة الإطلاق، وسُميت مؤسسة تطوير قواعد الإطلاق الأوروبية (ELDO)، وكانت الوكالة الأخرى سلفًا لوكالة الفضاء الأوروبية الحالية، وسُميت منظمة أبحاث الفضاء الأوروبية (ESRO). تأسست الوكالة الثانية يوم 20 مارس عام 1964 بموجب توقيع اتفاقية يوم 14 يونيو عام 1962. أطلقت منظمة أبحاث الفضاء الأوروبية سبعة أقمار صناعية بحثية في الفترة بين عامي 1968 إلى 1972.

تأسست وكالة الفضاء الأوروبية في هيئتها الحالية بعد توقيع اتفاقية وكالة الفضاء الأوروبية عام 1975، عندما اندمجت مؤسسة تطوير قواعد الإطلاق الأوروبية مع منظمة أبحاث الفضاء الأوروبية.[3] ضمت عضوية هذه الوكالة عشر دول مؤسِسة، وهي: بلجيكا، والدنمارك، وفرنسا، وألمانيا الغربية، وإيطاليا، وهولندا، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا، والمملكة المتحدة. وقعت هذه الدول اتفاقية وكالة الفضاء الأوروبية عام 1975 وأقرت بوثائق التصديق عام 1980 عندما بدأ تنفيذ الاتفاقية. وبدأت الوكالة في العمل بحكم الأمر الواقع خلال هذه الفترة. أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية أول مهمة كبرى لها عام 1975، وهي كوز-B، وكانت مسبارًا فضائيًا لمراقبة انبعاثات أشعة غاما في الكون، وعمل هذا المسبار لأول مرة في منظمة أبحاث الفضاء الأوروبية.

الأنشطة اللاحقة

اشتركت وكالة الفضاء الأوروبية مع وكالة ناسا في مهمة مستكشف الأشعة فوق البنفسجية الدولي (IUE)، وهو أول مرصد فضائي على مستوى العالم في مدار مرتفع، وأُطلق عام 1978، وظل يعمل بكفاءة لمدة 18 عامًا. أُطلق عدد من مهمات المدارات الأرضية الناجحة، التي تلت هذه المهمة، بواسطة وكالة الفضاء الأوروبية، وبدأت الوكالة في تنفيذ مهمة غيوتو عام 1986، وهي أول مهمة تابعة للوكالة متجهة للفضاء السحيق، بغرض دراسة مذنب هالي، ومذنب غريغ شيليرب. أُطلقت مهمة هيباركوس، وهي مهمة لتخطيط حركة النجوم، في عام 1989، وأُطلقت أيضًا خلال تسعينيات القرن الماضي بالاشتراك مع وكالة ناسا المهمات: سوهو، ويوليوس، ومرصد هابل الفضائي. ضمت المهمات العلمية اللاحقة بالاشتراك مع وكالة ناسا مهمة المسبار الفضائي كاسيني هويجنز، التي شاركت وكالة الفضاء الأوروبية فيها ببناء المركبة هويجنز، وهي وحدة الهبوط على القمر تيتان.

شيدت وكالة الفضاء الأوروبية -باعتبارها خليفةً لمؤسسة تطوير قواعد الإطلاق الأوروبية- الصواريخ للحمولات الفضائية العلمية التجارية. وكان الصاروخ أريان 1، الذي أُطلق عام 1979، غالبًا ما يحمل الحمولات التجارية إلى المدار منذ عام 1984 فصاعدًا. كانت النسختان التاليتان للصاروخ أريان مرحلتين متوسطتين ضمن تطوير أحد أنظمة الإطلاق الأكثر تقدمًا،[4] وهو الصاروخ أريان 4 الذي عمل منذ عام 1988 حتى عام 2003، وهو ما حقق الريادة العالمية لوكالة الفضاء الأوروبية في مجال عمليات الإطلاق الفضائي التجارية خلال تسعينيات القرن الماضي. أثبت الصاروخ أريان 5 أيضًا كفاءته بجدارة بين المنافسين في مجال عمليات الإطلاق الفضائي التجارية من خلال مهماته الناجحة التي وصلت 82 مهمةً حتى عام 2018، على الرغم من الفشل الذي واجهه في أول رحلاته. ما زال الصاروخ أريان 6، خليفة الصاروخ أريان 5، قيد التطوير، ومن المتوقع أن يدخل الخدمة خلال العقد 2020.

شهدت بداية الألفية الجديدة وكالة الفضاء الأوروبية، مع الوكالات الأخرى مثل ناسا، ومنظمة استكشاف الفضاء اليابانية، ووكالة الفضاء الكندية، ومنظمة بحوث الفضاء الهندية، ووكالة الفضاء الروسية الفيدرالية، باعتبارها واحدةً من أكبر المشاركين في البحث العلمي الفضائي. وعلى الرغم من اعتماد وكالة الفضاء الأوروبية على التعاون المشترك مع وكالة ناسا خلال العقود الماضية، خاصةً خلال تسعينيات القرن الماضي، أدى تغير الملابسات مثل القيود القانونية الصارمة على المعلومات التي يشارك بها الجيش الأمريكي إلى قرار الوكالة بالاعتماد على نفسها مع التعاون المشترك مع روسيا. نصت إحدى المنشورات الصحفية عام 2011 على الآتي:[5]

«تعتبر روسيا أول شريك لوكالة لفضاء الأوروبية في جهودها للحفاظ على طريق مُمهد للفضاء على المدى الطويل. ويوجد اتفاق إطاري بين وكالة الفضاء الأوروبية وحكومة روسيا الاتحادية على التعاون والشراكة في استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه للأغراض السلمية، وما زال هذا التعاون المشترك قائمًا فعليًا في مجالين مختلفين من أنشطة الإطلاق التي ستجلب المنافع للطرفين».

تضم أشهر البرامج الفضائية لوكالة الفضاء الأوروبية المهمة سمارت 1، وهي مسبار فضائي أُطلق لاختبار واحدة من أحدث تقنيات الدفع الفضائي، إضافة إلى مهمات مارس إكسبريس (المريخ إكسبريس) ومصور الزهرة، وتطوير الصاروخ أريان 5 ودوره في شراكة محطة الفضاء الدولية. حافظت وكالة الفضاء الأوروبية على مشاريعها العلمية والبحثية لمهمات الفضاء وعلم الفلك بشكل رئيس، مثل مهمة كوروت التي أُطلقت يوم 27 ديسمبر عام 2006، وهي أحد الإنجازات العظيمة في مجال البحث عن الكواكب خارج المجموعة الشمسية.

أعلنت شركتا أريان غروب وأريان سبيس يوم 21 يناير عام 2019 عن توقيع عقد لمدة عام مع وكالة الفضاء الأوروبية للدراسة والتحضير لمهمة التنقيب عن الحطام الصخري على سطح القمر.[6]

الدول الأعضاء، والتمويل، والميزانية

أصبحت وكالة الفضاء الأوروبية منظمة حكومية دولية، بحلول عام 2015، مكونةً من 22 دولة. تشارك الدول الأعضاء بنسب متغيرة في البرامج الفضائية الإلزامية (25% من إجمالي النفقات في عام 2008) والبرامج الفضائية الاختيارية (75% من إجمال النفقات في عام 2008). بلغت ميزانية عام 2008 3 مليار يورو، وبلغت ميزانية عام 2009 3.6 مليار يورو. وبلغت الميزانية الكلية لعام 2010 3.7 مليار يورو، و3.99 مليار يورو لعام 2011، و4.02 مليار يورو لعام 2012، و4.28 مليار يورو لعام 2013، و4.10 مليار يورو لعام 2014، و4.33 مليار يورو لعام 2015. تعتبر اللغة الإنجليزية اللغةَ الرئيسة داخل وكالة الفضاء الأوروبية. وعلاوةً على ذلك، توجد وثائق رسمية مكتوبة باللغة الألمانية، ووثائق أخرى بخصوص المختبر الفضائي مكتوبة باللغة الإيطالية. ويمكن للوكالة أن تنفذ مراسلاتها باستخدام أي لغة من لغات الدول الأعضاء إذا سمح الوضع بذلك.[7][8][9]

مراجع

  1. "ESA Budget for 2015". esa.int. 16 January 2015. مؤرشف من الأصل في 4 أكتوبر 2018.
  2. "ESA Frequently Asked Questions". وكالة الفضاء الأوروبية. مؤرشف من الأصل في 22 سبتمبر 201805 مارس 2016.
  3. "ESA turns 30! A successful track record for Europe in space" (Press release). European Space Agency. 31 May 2005. مؤرشف من الأصل في 20 سبتمبر 2018.
  4. "Ariane 4 / Launchers / Our Activities / ESA". وكالة الفضاء الأوروبية. 14 May 2004. مؤرشف من الأصل في 23 فبراير 201713 يونيو 2015.
  5. "Launchers Home: International cooperation". ESA. مؤرشف من الأصل في 31 ديسمبر 201606 سبتمبر 2014.
  6. Wehner, Mike (23 January 2019). "Mining on the moon could be a reality as early as 2025". نيويورك بوست. مؤرشف من الأصل في 20 أبريل 201923 يناير 2019.
  7. "ESA Budget for 2013". esa.int. 24 January 2013. مؤرشف من الأصل في 21 أكتوبر 2013.
  8. "ESA budget for 2011". ESA. مؤرشف من الأصل في 31 يناير 202006 سبتمبر 2014.
  9. "ESA budget for 2013". ESA. مؤرشف من الأصل في 03 نوفمبر 201306 سبتمبر 2014.

موسوعات ذات صلة :