الرئيسيةعريقبحث

يسارية مغالية


ينطوي مصطلح اليسارية المغالية (Ultra-leftism) على استخدامين متداخلين، يشيع أحدهما بين مجموعات الناشطين الماركسيين («اليسار المغالي تاريخيًا» أدناه) كازدراء لأنواع معينة من مواقف أقصى اليسار المتطرفة أو المتشددة.[1] يشير تعريف آخر تاريخيًا إلى تيار معين من الشيوعية الماركسية، تنبذ الشيوعية الدولية فيه الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية (وجميع التجمعات التقدمية الأخرى خارج الحزب الشيوعي). يستخدم الماركسيون اليسارية المغالية غالبًا لازدراء الاشتراكيين والشيوعيين واللاسلطويين داخل أحزاب اليسار المتطرف ممن يدافعون عن استراتيجيات قد يعتبرها بعض الماركسيين لا تراعي الوعي السياسي الحالي أو العواقب طويلة المدى التي قد تنجم عن اتباع مسار مقترح.[2]

برزت اليسارية المغالية داخل وخارج الشيوعية الدولية في الفترات التي اتبعت فيها الكتل السياسية كلًا من الشيوعية المجالسية والشيوعية اليسارية.[3]

اليسارية المغالية داخل الحركة الماركسية

يُستخدم مصطلح اليسارية المغالية بصورة ازدرائية للإشارة إلى المواقف التي يتم تبنيها دون مراعاة الوضع الحالي أو العواقب التي قد تنتج عن اتباع مسار مقترح. يُستخدم أيضًا لانتقاد المواقف اليسارية التي تُعتبر أنها تبالغ في سرعة تطور الأحداث، أو تقترح مبادرات تبالغ في تقدير المستوى الحالي للنزعة القتالية، أو التي يتضمن نشاطها دعوات إلى العنف.[2]

بدأ النقد الماركسي الأبرز لمثل هذه المواقف مع كتاب فلاديمير لينين بعنوان الشيوعية اليسارية: مرض طفولي، والذي انتقد مواقف (مثل أنتون بانكويك أو سيلفيا بانكهيرست) الشيوعية الدولية الناشئة التي وقفت ضد التعاون مع الاشتراكيين البرلمانيين أو الإصلاحيين. وصف لينين اليسارية المغالية بسياسة النقاء -«التكرار العقائدي لحقائق الشيوعية البحتة».[4] عادة ما استخدم اللينينيون المصطلح ضد منافسيهم اليساريين: «كتبت بيتي رايد من الحزب الشيوعي في كتيب عام 1969 حمل عنوان اليسارية المغالية في بريطانيا أن الحزب الشيوعي في بريطانيا لم يقدم «مطالب حصرية ليكون القوة اليسارية الوحيدة»، بل عمد إلى رفض المجموعات الأكثر يسارية منه عبر تسميتها «يسارية مغالية»، وخصّت رايد بالذكر مجموعات تروتسكية أو أناركية أو نقابية أو تلك التي «دعمت مسار الحزب الشيوعي الصيني خلال الانقسام الصيني السوفيتي» (ص 7 -8)».[5]

ذكر التروتسكيون وآخرون أن الشيوعية الدولية قد اتبعت استراتيجية يسارية مغالية غير واقعية خلال فترتها الثالثة، وهذا ما اعترفت به الشيوعية الدولية لاحقًا عندما تحولت إلى استراتيجية الجبهة المتحدة في 1934–1935.[6] عُمّم هذا المصطلح في الولايات المتحدة من قبل حزب العمال الاشتراكيين خلال حرب فيتنام عن طريق استخدام المصطلح لوصف المعارضين في الحركة المناهضة للحرب من أمثال جيري هيلي.[7] غالبًا ما ترتبط اليسارية المغالية بالطائفية اليسارية، إذ يمكن أن تولي منظمة اشتراكية مصالحها قصيرة المدى أهمية أكبر من اهتمامها بالمصالح طويلة المدى للطبقة العاملة وحلفائها.[8]

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. "John Molyneux: What do we mean by ultra-leftism? (October 1985)". www.marxists.org. مؤرشف من الأصل في 28 فبراير 202013 ديسمبر 2018.
  2. "Danger of Ultra-Leftism". Socialist Alternative (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 05 أغسطس 201913 ديسمبر 2018.
  3. "A Twenty-Year Legacy of Ultra-Leftism". www.marxists.org. مؤرشف من الأصل في 04 يوليو 201913 ديسمبر 2018.
  4. Lenin, cited in Žižek The Idea of Communism, p.37, see Nicholas Thoburn "Do not be afraid, join us, come back? On the "idea of communism" in our time" Cultural Critique Number 84, Spring 2013, pp. 1-34 نسخة محفوظة 9 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  5. "Introduction" in Smith Evan, Worley Matthew Against the grain: The British far left from 1956, Oxford University Press, 1 Dec 2014 نسخة محفوظة 2020-02-28 على موقع واي باك مشين.
  6. e.g. John Molyneux "What do we mean by ultra-leftism?" (October 1985) in Socialist Worker Review 80, October 1985, pp. 24–25. نسخة محفوظة 2020-02-28 على موقع واي باك مشين.
  7. Hansen, Joseph. Marxism vs. Ultraleftism: The Record of Healy's Break with Trotskyism.  . مؤرشف من الأصل في 20 نوفمبر 200815 نوفمبر 2016.
  8. "A Critique of Ultra-Leftism, Dogmatism and Sectarianism, Introduction". www.marxists.org. مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 201813 ديسمبر 2018.

موسوعات ذات صلة :