الرئيسيةعريقبحث

يوم الطبيعة في إيران

جزء من التراث الفارسي الممتد منذ آلاف السنين

☰ جدول المحتويات


يوم الطبيعة في إيران أو عيد الطبيعة والذي يسمى (بالفارسية: سيزده بدر) هو جزء من التراث الفارسي الممتد منذ آلاف السنين عبر التأريخ وهو اليوم الـ13 من شهر "فروردين" أول شهور السنة الفارسية.[1] حيث يحتفل الإيرانيون مع بداية كل عام بعيد النوروز، ومن بين مراحل الاحتفال بهذا العيد هي الخروج إلى الطبيعة في اليوم الثالث عشر من العام الجديد في تقليد سنوي يشارك فيه الصغير والكبير وفي شتى مناطق البلاد، حيث يخرج الإيرانيون إلى الحدائق العامة والغابات والأماكن الطبيعية والمروج الخضراء والأودية والسهول، في تقليد تأريخي يرمز لحب الطبيعة و"طرد النحس" والجفاف وذلك استبشاراً بقدوم الربيع ويمضون يومهم في أحضان الطبيعة الخلابة التي تتمتع بها البلاد.[2] ويتناولون الطعام في الحدائق والبساتين في رحاب الطبيعة.[3][4]  

الإحتفال بأعياد النوروز ومنها يوم الطبيعة بالملابس التقليدية بميدان آرامكاه خيام
حديقة الشعب في العاصمة طهران إحدى الحدائق العامة التي يحتفل بها الإيرانيون بيوم الطبيعة

نبذة عامة عن يوم الطبيعة في إيران

يحيي الإيرانيون ومنذ الأزل يوم الطبيعة والذي يسمى سيزده بدر كجزء من التراث الفارسي الممتد منذ آلاف السنين عبر التأريخ. وفي اليوم الثالث عشر لعيد "النوروز"  يخرج الإيرانيون إلى الحدائق والمنترهات وذلك بسبب الاعتقاد الشائع ان هذا اليوم هو يوم النحس، وان من يبقى ببيته ستحل فيه مصيبة أو كارثة، وإمعاناً في محاربة النحس وطرده من سنتهم الجديدة يقوم الإيرانيون برمي باقات الأزهار أو سنابل القمح على الحشائش والساحات الخضراء، وإخلاء الأواني التي ضمت أسماك الزينة في أحواض نافورات المياه لتواصل الأسماك حياتها الطبيعية في نوع من التواصل مع الطبيعة في هذا اليوم.[1] ويماثل هذه اليوم عيد شم النسيم في مصر، ويخرج الإيرانيون من منازلهم ويجلسون في الحدائق من الصباح الباكر حتى غياب الشمس، وتصبح الحدائق مكتظة بالعائلات كما تشهد الشوارع اختناقات مرورية كبيرة بسبب سفر المواطنين الإيرانيين إلى مدنهم الأصلية. ويسود اعتقاد لدى الإيرانيين أن من يبقى في منزله في هذا اليوم يلازمه النحس والحظ السيئ طوال السنة، كما تقوم الأسر بإلقاء قطع من الزرع، ويحظى يوم الطبيعة باحترام إستثنائي لدى الشعب الإيراني، وبالنسبة للفتيات في هذا اليوم يقمن بعقد الحشائش الخضراء وإلقائها في الأنهار كي يتزوجن في هذه السنة.[5]

الحشائش الخضراء التي تُلقيها الفتيات في الأنهار من أجل الزواج، إحدى الطقوس في يوم الطبيعة

تأريخ المناسبة

تبدأ السنة الفارسية في 21 من مارس/آذار، وتنطلق معها احتفالات عيد النيروز الذي يعود تخليده إلى أكثر من 2000 سنة مضت، ويكتسب بُعداً اسطورياً وشعبياً في آسيا الوسطى والصغرى والغربية وخاصةً جمهورية إيران. وتختتم احتفالات عيد النيروز في يوم الطبيعة وهو اليوم الـ13 من شهر "فروردين" أول شهور السنة الفارسية. ويصادف عيد الطبيعة الثاني من أبريل/نيسان من كل عام.

حضور الناس بيوم الطبيعة على ضفاف بحيرة سد تنكاب في فيروزآباد
حديقة الشعب، إحدى الحدائق التي يحتفل بها الإيرانيون بيوم الطبيعة

تأصيل الأسطورة

يرتبط يوم 13 بـ"الإله تير" وهو "إله المطر" لدى الزرادشتيين، حيث تقول الأسطورة إنه يخوض معركته مع الجفاف في هذا اليوم. وتقول مصادر تأريخية أن طقس "طرد النحس" دخيل على الثقافة الإيرانية القديمة، وإنه ورد إليها عبر التلاقي مع ثقافات أجنبية تعتقد أن العدد "13" لا يجلب الحظ. ويسمى يوم 13 من شهر فروردين "سيزده به در"، و تعني بالعربية "13 باتجاه الوادي والسهل". ويدل معنى الجملة على طقوس هذا اليوم، إذ يخرج الإيرانيون من بيوتهم إلى الأماكن المفتوحة كالأودية والسهول والحدائق.  

أسماك الزينة الحمراء من رموز أعياد النوروز ويوم الطبيعة

طقوس العيد

بغض النظر عن تجذر هذا الطقس في إيران من عدمه فإن هذا التأريخ ظل لحقب طويلة مناسبة لممارسة العديد من التقاليد في مختلف مناطق البلاد. ويعتقد الإيرانيون أن مغادرة المنزل ضرورية جداً في هذا اليوم لـ(دحر النحس) إلى خارجه، و(جلب الحظ) من الطبيعة طوال أيام العام الجديد. وفي الروايات والقصص القديمة أن الإيرانيين القدماء كانوا يتضرعون ويصلون لنصرة "الإله تير" في يوم الـ13 من سنتهم الجديدة ويتمنون سقوط الأمطار. وبعد الطقوس ذات الطابع الديني يحين وقت البهجة والفرح، فيخرجون إلى الأماكن الطبيعية المفتوحة للرقص والاحتفال وأكل الخضراوات. وفي كل يوم 13 من السنة الفارسية تغص المتنزهات والأودية والحدائق بالعائلات الإيرانية، ويختم الأطفال عطلتهم الربيعية في هذا اليوم بالتنزه قبل العودة إلى مدارسهم. وكما هو حال عيد النيروز، حافظ الإيرانيون على الاحتفال في اليوم الـ13 حتى في حقبة ما بعد الثورة الإسلامية التي أطاحت بنظام الشاه في نهاية سبعينيات القرن العشرين. لكن حكومات ما بعد الثورة عملت على إستبعاد (الأساطير المتعلقة بطرد النحس) في هذا اليوم، وحولته إلى مناسبة خالصة للاحتفال بالطبيعة عبر ارتياد الحدائق والمروج الخضراء استبشاراً بقدوم الربيع. وإلى جانب الإيرانيين، يحتفل الأكراد بهذا العيد وفق طقوس خاصة بهم حيث يرمون 13 حجراً، ويطلبون من الله إبعاد النحس وسوء الطالع عنهم.[6]

معرض الصور

الإحتفال بأعياد النوروز ومنها يوم الطبيعة بالملابس التقليدية
حضور الناس بيوم الطبيعة على ضفاف بحرة سد تنكاب في فيروزآباد
الحشائش الخضراء التي تُلقيها الفتيات في الأنهار من أجل الزواج، إحدى الطقوس في يوم الطبيعة


أسماك الزينة الحمراء من رموز أعياد النوروز ويوم الطبيعة
حديقة الشعب، إحدى الحدائق التي يحتفل بها الإيرانيون بيوم الطبيعة
حديقة الشعب في العاصمة طهران إحدى الحدائق العامة التي يحتفل بها الإيرانيون بيوم الطبيعة

طالع ايضاً

المراجع

موسوعات ذات صلة :