الرئيسيةعريقبحث

أسطورة وخرافة


الأسطورة أو الخرافة (Myth) هي نوع من الفلكلور يتألف من روايات أو قصص تلعب دورًا أساسيًا في المجتمع، مثل الحكايات التأسيسية أو أساطير الأصل. تكون الشخصيات الرئيسية في الخرافات عادةً هي الآلهة أو أنصاف الآلهة أو البشر الخارقين.[1][2][3] تُضمن قصص البشر اليومية عادةً، رغم أنها عن قادة من نوع ما غالبًا، في الأساطير (legends)، بدلًا من الخرافات.

أيد الحكام والكهنة أو الكاهنات الخرافات غالبًا، وارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالدين أو الروحانية. وفي الحقيقة، جمعت العديد من المجتمعات بين أساطيرها وخرافاتها وتاريخها معًا، معتبرةً الخرافات والأساطير روايات حقيقية عن ماضيها البعيد.[1][4][5] وخصوصًا، خرافات الخلق التي حدثت في عصر بدائي عندما لم يكن العالم قد بلغ شكله اللاحق بعد. تُفسر خرافات أخرى كيفية تأسيس وتقديس عادات المجتمع ومؤسساته ومحرماته. وتوجد علاقة معقدة بين إلقاء الخرافات وسن الطقوس.

بدأت دراسة الخرافة في التاريخ القديم. طور الأفلاطونيون الحديثون الفصول المتنافسة من الأساطير اليونانية ليوهيميروس وأفلاطون وسالوستيوس، وأحياها جامعو أساطير عصر النهضة لاحقًا. تستمر اليوم دراسة الأسطورة في مجموعة متنوعة من المجالات الأكاديمية، بما في ذلك دراسات الفولكلور، وعلم اللغة، وعلم النفس وعلم الإنسان.[6] قد يشير مصطلح علم الأساطير (ميثولوجيا) إلى دراسة الأساطير بشكل عام، أو مجموعة من الأساطير المتعلقة بموضوع معين. تُعرف المقارنات الأكاديمية لمجموعات الأساطير بعلم الأساطير المقارن.

نظرًا لأن مصطلح الخرافة يستخدم على نطاق واسع للدلالة على أن القصة ليست صحيحة من الناحية الموضوعية، يمكن أن يكون تحديد الرواية كخرافة أمرًا سياسيًا للغاية: يعتبر العديد من معتنقي الأديان أن قصصهم ديانتهم صحيحة وبالتالي يعترضون على وصف القصص بأنها خرافات. ومع ذلك، يتحدث العلماء الآن روتينيًا عن الخرافات المسيحية، والخرافات اليهودية، والخرافات الإسلامية، والخرافات الهندوسية وما إلى ذلك. تقليديًا، اعتبرت الدراسات الغربية، مع تراثها اليهودي-المسيحي، الروايات الواردة في الأديان الإبراهيمية في نطاق اللاهوت بدلًا من الخرافات؛ من ناحية أخرى، مكّن تحديد القصص الدينية للحضارات المستعمَرة، مثل القصص في الهندوسية، باعتبارها خرافات، الباحثين الغربيين من الإشارة بأنها ذات قيمة حقيقة أقل من قصص المسيحية. يمكن اعتبار تصنيف جميع الروايات الدينية بأنها خرافات تحقيقًا للمساواة بين مختلف التقاليد.[7]

أصل الكلمة

تأتي كلمة خرافة من الكلمة اليونانية القديمة ميتوس [mȳthos]، وتعني «الكلام، السرد، الخيال، الأسطورة، الحبكة». وفي الشكل الإنكليزي، بدأ استخدام هذه الكلمة اليونانية باللغة الإنجليزية (وكُيّفت أيضًا مع اللغات الأوروبية الأخرى) في أوائل القرن التاسع عشر، ولكن بمعنى أضيق بكثير، كمصطلح علمي لـ«قصة تقليدية، تتضمن عادةً كائنات أو قوى خارقة، التي تُجسد وتُقدم تفسير أو مسبب أو مبرر لشيء مثل التاريخ المبكر لمجتمع، أو معتقد ديني أو طقوس أو ظاهرة طبيعية».

في المقابل، تدمج الكلمة اليونانية القديمة ميتولوجيا [mythología] («قصة»، «تقاليد»، «أساطير»، «رواية القصص») بين كلمة ميتوس مع اللاحقة لوجيا [-logia] («دراسة»)، وتعني «رومانسية، أو خيال أو رواية القصص». وبناءً على ذلك، استخدم أفلاطون كلمة ميتولوجيا كمصطلح عام لـ «الخيال» أو «رواية القصص» من أي نوع.[8]

استعارت اللغة اللاتينية مصطلح ميتولوجيا اليوناني. وأشارت كلمة ميثولوجيا في اللاتينية المتأخرة، التي ظهرت كعنوان كتاب ميثولوجي (Mythologiæ) للكاتب اللاتيني فولجينسيوس في القرن الخامس، إلى شرح القصص اليونانية والرومانية عن آلهتهم، التي نسميها الآن الخرافات الكلاسيكية. تعامل كتاب فولجينسيوس مع موضوعه بوضوح على أنه رموز تتطلب التفسير وليس كأحداث حقيقية.[9][10]

المراجع

  1. Bascom 1965، صفحة 9.
  2. "myths", A Dictionary of English Folklore
  3. Doniger O'Flaherty, Wendy (1975). Hindu Myths. Penguin. صفحة 19.  . مؤرشف من الأصل في 21 أبريل 2020. I think it can be well argued as a matter of principle that, just as 'biography is about chaps', so mythology is about gods.
  4. Eliade 1998، صفحة 23.
  5. Pettazzoni 1984، صفحة 102.
  6. Von Franz, M. L. (2017). The interpretation of fairy tales: Revised edition. London: Shambhala Publications.
  7. David Leeming (2005). "Preface". The Oxford Companion to World Mythology. Oxford University Press. صفحة vii.  . مؤرشف من الأصل في 07 مايو 2016. .
  8. "myth". Merriam-Webster's Collegiate Dictionary (الطبعة 10th). سبرينغفيلد: ميريام وبستر, Inc. 1993. صفحة 770.
  9. Salamon, Hagar; Goldberg, Harvey E. (2012). "Myth-Ritual-Symbol". In Bendix, Regina F.; Hasan-Rokem, Galit (المحررون). A Companion to Folklore. Wiley-Blackwell. صفحة 125.
  10. Bascom 1965، صفحة 7.

موسوعات ذات صلة :