إيران وأسلحة الدمار الشامل من المواضيع التي سببت الصراعات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع بعض الحكومات الغربية حيث واجهت اتهامات عديدة من قبل هذه الدول متكررا بأنها تحاول التطوير الأسلحة البيولوجية والكيمياوية والنووية، مع أن إيران قد عرفت الأسلحة الدمار الشامل منذ الحرب الإيرانية -العراقية حيث وصل عدد الضحايا إلى أكثر من 100,000 من القوات الإيرانية والمدنيين بالأسلحة الكيميائية خلال1980.[1] وأكدت إيران بأنّ برنامجها لتخصيب اليورانيوم هو حصراً للأغراض السّلمية وإنّها نفت الاتهامات حول تطوير الأسلحة النووية. وفي عام 2003 أصدرت فتوى بتحريم السلاح النووي من قبل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي الخامنئي تعتبر استخدام هذه الأسلحة وسائر صنوف أسلحة الدمار الشامل كالأسلحة الكيمياوية والبيولوجية خطراً حقيقياً على البشرية وبالتالي حرامًا.[2]
وقامت منظمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء عمليات تفتيش على مختلف المفاعلات النووية الإيرانية عدة مرّات، منها مفاعل أراك في يوليو 2007.[3] ومنشأة فوردو في أكتوبر 2009.[4] كما أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في 10 نوفمبر 2017 علی تنفيذ إيران لالتزاماتها المتصلة بالطاقة النووية بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة المتفق عليها في عام 2015، قائلًا إنّ إيران «تخضع الآن لنظام التحقق النووي الأكثر قوة في العالم. وقد وسع مفتشونا إمكانية الوصول إلى المواقع، ولديهم مزيد من المعلومات حول البرنامج النووي الإيراني.»[5]
لا يُعرف عن إيران حاليًا امتلاكها لأسلحة الدمار الشامل، فقد وقعت معاهدات تُنكر فيها امتلاك أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك معاهدة حظر الأسلحة البيولوجية ومعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. لدى إيران معرفة مباشرة بآثار أسلحة الدمار الشامل، إذ كان أكثر من 100,000 من القوات الإيرانية والمدنيين ضحيةً للأسلحة الكيميائية أثناء حرب الخليج الأولي في الثمانينيات من القرن الماضي.[6][7][8][9][10]
أصدر المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، بالإضافة إلى رجال دين آخرين، مرسومًا دينيًا عامًا وصريحًا (فتوى) ضد تطوير وإنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة النووية، بالرغم من موافقة بعض رجال الدين اليافعين عليها نسبيًا. تحظر الإصدارات الأخيرة من هذه الفتوى «استخدام» الأسلحة النووية فقط، لكنها لا تذكر شيئًا عن إنتاجها. ذكرت إيران أن برنامجها لتخصيب اليورانيوم مُقتصر على الأغراض السلمية فقط. أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على عدم تحويل المواد النووية المعلنة في إيران ولكنها قالت أيضًا إنها «تحتاج إلى الثقة في غياب الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامج إيران النووي».[11][12][13][14][15][16][17][18]
خلص تقرير مشروع ويسكونسن للحد من الأسلحة النووية، والذي أعدّاه لينسي وميلهولين استنادًا إلى بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ديسمبر عام 2014، إلى إمكانية إنتاج إيران كمية كافية من اليورانيوم لصنع أسلحة نووية برأس حربي نووي واحد في 1.7 شهر. أعلنت 16 وكالة للمخابرات الأمريكية، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية في عام 2012، عن متابعة إيران للأبحاث التي قد تُمكنها من إنتاج أسلحة نووية، لكنها لم تحاول القيام بذلك. أعرب كبار الضباط في جميع وكالات المخابرات الأمريكية الكبرى عن عدم وجود دليل قاطع على قيام إيران بأي محاولة لإنتاج أسلحة نووية منذ عام 2003. قدّر مجتمع الاستخبارات الأمريكي في تقديرات المخابرات الوطنية لعام 2007، إنهاء إيران جميع «تصميمات الأسلحة النووية وعمل التسليح» في عام 2003. أعرب وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا في يناير عام 2012 عن سعي إيران إلى امتلاك أسلحة نووية، لكنها لم تحاول إنتاج أسلحة نووية. قدرت المخابرات الأمريكية في عام 2009 أن النوايا الإيرانية لم تكن معروفة. اعتقدت بعض وكالات المخابرات الأوروبية قيام إيران باستئناف عملها المزعوم لتصميم الأسلحة النووية. قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إنه لم يرَ أي دليل على وجود أي برنامج للأسلحة النووية في إيران، بينما قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إن إيران قريبة من امتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية. طالبت إيران الدول المالكة للأسلحة النووية بنزع السلاح وبأن يكون الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية.[19][20][21][22][23][24][25][26][27][28]
الأسلحة البيولوجية
صدقت إيران على معاهدة حظر الأسلحة البيولوجية في 22 أغسطس عام 1973.[10]
تمتلك إيران برامج متقدمة لبحوث البيولوجيا والهندسة الوراثية والتي تدعم صناعة تنتج لقاحات عالمية للاستخدام المحلي وللتصدير. تعني الطبيعة ذات الاستخدام المزدوج لهذه الإمكانيات أن لدى إيران، مثلها مثل أي بلد، برامج بحثية بيولوجية متقدمة، إذ يمكنها إنتاج عوامل حرب بيولوجية بسهولة.[29]
ادعى تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الصادر في عام 2005 بدء إيران العمل في مجال الأسلحة البيولوجية الهجومية خلال حرب الخليج الأولى، ويُمكن لصناعتها البيو-تكنولوجية والبيو-طبية الشرعية الكبيرة «إخفاء قدرات الإنتاج الصناعي لبرنامج الأسلحة البيولوجية المحتمل بسهولة، وإخفاء حيازة معدات العمليات المتعلقة بالأسلحة البيولوجية». ادعى التقرير علاوة عن ذلك «تُشير المعلومات المتاحة عن الأنشطة الإيرانية إلى برنامج هجومي ناضج يتمتع بقدرة سريعة على التطور قد تشمل قريبًا القدرة على إيصال هذه الأسلحة بوسائل متعددة».[30]
تُعرف إيران بامتلاكها العديد من العوامل البيولوجية لأغراض علمية مشروعة، وفقًا لمبادرة التهديد النووي، إذ سلحتها دول أخرى في الماضي، أو يُمكن تسليحها نظريًا. تمتلك إيران إمكانيات بيولوجية كافية للقيام بذلك، على الرغم من زعم تلك الدول عدم محاولة إيران تسليحها.[31]
الأسلحة الكيميائية
شهدت إيران هجومًا بحرب كيميائية في ساحة المعركة وعانى مئات الآلاف من المصابين، المدنيين والعسكريين على حد سواء، كانت مثل هذه الهجمات خلال حرب الخليج الأولى 1980 - 1988. لم تكن إيران مستعدة تمامًا للحرب الكيميائية ولم يكن لديها حتى أقنعة غاز كافية لقواتها. اضطرت إيران بسبب العقوبات إلى شراء أقنعة الغاز الواقية من كوريا الشمالية أو أقنعة التنفس الصناعي التجارية من الغرب. لم يُعرف عن إيران لجوؤها إلى استخدام الأسلحة الكيميائية ردًا على هجمات الأسلحة الكيميائية العراقية خلال حرب الخليج الأولى على الرغم من أنه يحق لها قانونًا القيام بذلك بموجب المعاهدات الدولية القائمة آنذاك بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية والذي يحظر استخدام هذه الأسلحة للمرة الأولى فقط. لا تزال إيران تطور برنامج أسلحة كيميائية خلال الجزء الأخير من هذه الحرب، أعلنت صحيفة نيويورك تايمز في عام 1989 عن بدء إيران حملة كبيرة لإنتاج وتخزين الأسلحة الكيميائية بعد الاتفاق على هدنة مع العراق.[32][33]
وقعت إيران معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية في 13 يناير عام 1993 وصدقت عليها في 3 نوفمبر عام 1997. أقرت الحكومة الإيرانية في الإعلان الرسمي المقدم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأنها طورت برنامج أسلحة كيميائية في الثمانينيات لكنها أكدت على إيقاف البرنامج وتدمير مخزونات الأسلحة التشغيلية منذ ذلك الحين.[34]
وصف محسن رفيقوست، وزير الحرس الثوري الإيراني في مقابلة مع غاريث بورتر كيفية عرقلة المرشد الأعلى آية الله الخميني مرتين لاقتراحه بالبدء في العمل على الأسلحة النووية والكيميائية على حد سواء، طوال حرب الخليج الأولى التي استمرت ثماني سنوات، لمقاومة الهجمات الكيميائية العراقية، والتي فسرها رفغدوست على أنها فتوى ضد استخدامها وإنتاجها، لأنها صدرت عن «ولاية الفقيه».[35]
المصادر
- الحرب الإيرانية العراقية - متحف الدفاع المقدس و اشاعه ثقافه المقاومه - تصفح: نسخة محفوظة 14 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- تحريم اسلحة الدمار الشامل، من موقع الرسمي لمكتب آية الله السيد علي الخامنئي. نسخة محفوظة 15 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- مفتشون من وكالة الطاقة الدولية يتفقدون مفاعل أراك في إيران- شبكة تلفزيون الشرق الأوسط- 30 يوليو، 2007 نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- مفتشو وكالة الطاقة الذرية يفحصون منشأة فوردو الإيرانية- موقع الجزايرس- 26 أكتوبر 2009 نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- أمانو: إيران تخضع لنظام التحقق النووي الأكثر قوة في العالم- إذاعة الأمم المتحدة- 10 نوفمبر 2017 نسخة محفوظة 21 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Center for Documents of The Imposed War, Tehran. (مرکز مطالعات و تحقیقات جنگ)
- "Nuclear proliferation: The Islamic Republic of Iran", Gawdat Bahgat, Iranian Studies Journal, vol. 39(3), September 2006
- "States Parties to the Chemical Weapons Convention". Organisation for the Prohibition of Chemical Weapons. 20 May 2008. مؤرشف من الأصل في 29 سبتمبر 201822 يوليو 2008.
- "Signatories and Parties to the Treaty on the Non-Proliferation of Nuclear Weapons". مؤرشف من الأصل في 5 فبراير 201917 أبريل 2006.
- "Signatories of the Biological Weapons Convention". Opbw.org. مؤرشف من الأصل في 04 أغسطس 201823 نوفمبر 2011.
- Collier, Robert (31 October 2003). "Nuclear weapons unholy, Iran says. Islam forbids use, clerics proclaim". The San Francisco Chronicle. مؤرشف من الأصل في 29 يونيو 201106 ديسمبر 2007.
- "Ayat. Kashani: N-bomb production religiously forbidden". مؤرشف من الأصل في 6 أبريل 201223 نوفمبر 2011.
- Raman, Suby (22 نوفمبر 2011). "Did the IAEA report undermine Khamenei's religious authority?". Tabeer. مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 2012.
- "International Atomic Energy Agency: Implementation of the NPT Safeguards Agreement and relevant provisions of Security Council resolutions 1737 (2006), 1747 (2007), 1803 (2008) and 1835 (2008) in the Islamic Republic of Iran" ( كتاب إلكتروني PDF ). مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 03 ديسمبر 201123 نوفمبر 2011.
- Strobel, Warren (18 February 2010). "Iran may be seeking nuclear warhead, U.N. watchdog says". McClatchy News. مؤرشف من الأصل في 11 نوفمبر 201426 يوليو 2010.
- "Iran wants new nuclear fuel talks". tehrantimes.com. 2 November 2009. مؤرشف من الأصل في 6 مارس 201603 مايو 2018.
- "AFP:Six powers to meet soon over Iran's nuclear program". 15 January 2008. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 201123 نوفمبر 2011.
- Glenn Kessler. "Did Iran's supreme leader issue a Fatwa against the development of nuclear weapons?". مؤرشف من الأصل في 27 مايو 2016.
- Broad, William J.; DAVID E. SANGER (3 October 2009). "Report Says Iran Has Data to Make a Nuclear Bomb". New York Times. مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 201925 أكتوبر 2009.
- Iran Trumpets Nuclear Ability at a Second Location, New York Times, 8 January 2012. نسخة محفوظة 13 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Dennis Blair: Annual Threat Assessment of the Intelligence Community for the Senate Select Committee on Intelligence (2009) - تصفح: نسخة محفوظة 12 August 2009 على موقع واي باك مشين.
We judge in fall 2003 Tehran halted its nuclear weapons design and weaponization activities and that the halt lasted at least several years... Although we do not know whether Iran currently intends to develop nuclear weapons, we assess Tehran at a minimum is keeping open the option to develop them... develop nuclear weapons, we assess Tehran at a minimum is keeping open the option to develop them.
- "Federation of American Scientists: Iran's Nuclear Program: Status" ( كتاب إلكتروني PDF ). مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 21 ديسمبر 201923 نوفمبر 2011.
- Iran: Nuclear Intentions and Capabilities - تصفح: نسخة محفوظة 22 November 2010 على موقع واي باك مشين., National Intelligence Estimate, November 2007.
- Iran and the Bomb, سيمور هيرش, النيويوركر, June 30, 2011. نسخة محفوظة 13 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- U.S. does not believe Iran is trying to build nuclear bomb, لوس أنجلوس تايمز, February 23, 2012. نسخة محفوظة 13 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- "Iran's Nuclear Timetable". مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 201908 فبراير 2015. .
- "Medvedev: Iran Nearer to Nuclear Weapons Potential". .voanews.com. 12 July 2010. مؤرشف من الأصل في 11 مايو 201223 نوفمبر 2011.
- "RIA Novosti: Iran could acquire nuke weapons capability – Medvedev (update 1)". En.rian.ru. مؤرشف من الأصل في 15 مايو 201323 نوفمبر 2011.
- "Razi Institute produces dlrs 100 m worth of vaccines, serums a year". مؤرشف من الأصل في 3 مارس 201622 أبريل 2006.
- Bureau of Verification and Compliance, U.S. Department of State, "Adherence to and Compliance With Arms Control, Nonproliferation, and Disarmament Agreements and Commitments" (30 August 2005).
- "NTI: Country Overviews: Iran: Biological Capabilities". Nuclear Threat Initiative. مؤرشف من الأصل في 30 نوفمبر 200517 أبريل 2006.
- "CNS - DC: Briefing Series". 2 يناير 2003. مؤرشف من الأصل في 2 يناير 200315 أكتوبر 2017.
- Times, Michael R. Gordon With Stephen Engelberg and Special To the New York. "A GERMAN CONCERN SOLD CHEMICALS TO IRAN, U.S. SAYS". nytimes.com. مؤرشف من الأصل في 18 سبتمبر 201803 مايو 2018.
- Zander, Jean Pascal (7 March 2001). "Iranian Use of Chemical Weapons: A Critical Analysis of Past Allegations". مؤرشف من الأصل في 05 سبتمبر 2015.
- Porter, Gareth (16 October 2014). "When the Ayatollah Said No to Nukes". فورين بوليسي. مؤرشف من الأصل في 5 يناير 202021 أغسطس 2015.