يشير احتلال كرومويل لأيرلندا أو حرب كرومويل في أيرلندا (1649-1653) إلى احتلال قوات البرلمان الإنجليزي، بقيادة أوليفر كرومويل، لأيرلندا خلال حروب الممالك الثلاث. احتل كرومويل أيرلندا بجيشه النموذجي الجديد باسم البرلمان المتبقي الإنجليزي في أغسطس عام 1649.
أصبحت معظم أيرلندا تحت سيطرة الحلف الأيرلندي الكاثوليكي بعد التمرد الأيرلندي عام 1641. في أوائل عام 1649، تحالف الحلفاء مع الملكيين الإنجليز، الذين هزمهم البرلمانيون في الحرب الأهلية الإنجليزية. وبحلول مايو 1652، هزم الجيش البرلماني بقيادة كرومويل الحلفاء والملكيين في أيرلندا واحتل البلاد، ما أدى إلى إنهاء الحروب الكونفدرالية الأيرلندية (أو حرب الإحدى عشر عامًا). ومع ذلك، استمرت حرب العصابات لمدة عام آخر. أصدر كرومويل سلسلة من قوانين العقوبات ضد الروم الكاثوليك (الغالبية العظمى من السكان) وصادر مساحات كبيرة من أراضيهم.
كانت إعادة الاحتلال البرلماني لأيرلندا وحشيةً، وما يزال كرومويل شخصيةً مكروهةً في أيرلندا.[1] جرى مناقشة مدى مسؤولية كرومويل، الذي كان في القيادة المباشرة للسنة الأولى من الحملة، عن الأعمال الوحشية المرتكبة حتى يومنا هذا. يزعم بعض المؤرخين[2] بأن أفعال كرومويل كانت ضمن قواعد الحرب المقبولة آنذاك، أو بالغ فيها أو شوهها خبراء الدعاية لاحقًا؛ ولكن طعن آخرون في هذه الادعاءات.[3]
كان أثر الحرب على السكان الأيرلنديين شديدًا بلا شك، رغم عدم وجود توافق في الآراء بشأن حجم الخسائر في الأرواح. أسفرت الحرب عن مجاعة[4][5] تفاقمت بسبب تفشي الطاعون الدبلي. تتراوح تقديرات انخفاض عدد السكان الأيرلنديين نتيجةً لحملة البرلمانيين بين 15 و83 في المئة.[6] رحّل البرلمانيون أيضًا نحو 50 ألف شخص كعمال سخرة. تغطي بعض التقديرات الخسائر السكانية خلال فترة الاحتلال (1649-1652) فقط، بينما يغطي بعضها الآخر فترة الاحتلال حتى 1653 وفترة استيطان كرومويل منذ أغسطس 1652 حتى 1659 معًا.
خلفية
كان لدى البرلمان الإنجليزي المتبقي، المنتصر في الحرب الأهلية الإنجليزية، والذي أعدم الملك تشارلز في يناير 1649، عدة أسباب لإرسال الجيش النموذجي الجديد إلى أيرلندا في عام 1649.
السبب الأول والأكثر إلحاحًا هو التحالف الموقع عليه عام 1649 بين الحلف الأيرلندي الكاثوليكي، وتشارلز الثاني (الذي أُعلن ملكًا لأيرلندا في يناير 1649)، والملكيين الإنجليز. سمح هذا بإرسال القوات الملكية إلى أيرلندا ووضع قوات الحلف الأيرلندي الكاثوليكي تحت قيادة الضباط الملكيين بقيادة جيمس بتلر، إيرل أورموند. وهدفوا إلى احتلال إنجلترا واستعادة الملكية هناك. كان هذا تهديدًا لم يستطع الكومنولث الإنكليزي الجديد تجاهله.
ثانيًا، كان على البرلمان أيضًا التزام قديم بإعادة احتلال أيرلندا يعود إلى التمرد الأيرلندي في عام 1641. وحتى لو لم يتحالف الحلفاء الأيرلنديون مع الملكيين، كان من المرجح أن البرلمان الإنجليزي سيحاول في النهاية احتلال البلاد لسحق السلطة الكاثوليكية هناك. أرسلوا قوات برلمانية إلى أيرلندا طوال حروب الممالك الثلاث (معظمها بقيادة مايكل جونز في عام 1647). اعتبروا أيرلندا جزءًا من الإقليم الذي تحكمه مملكة إنجلترا بالحق، ولم تخرج عن نطاق سيطرتها إلا مؤقتًا بسبب تمرد عام 1641. رغب العديد من البرلمانيين في معاقبة الأيرلنديين على الفظائع المرتكبة ضد المستوطنين البروتستانت الإنجليز أثناء انتفاضة 1641. وعلاوةً على ذلك، فإن بعض المدن الأيرلندية (ولا سيما ويكسفورد ووترفورد) شكلت قواعد هاجم منها القراصنة الموظفون سفن الشحن الإنجليزية طوال أربعينات القرن السابع عشر.[7]
بالإضافة إلى ذلك، كان على البرلمان الإنجليزي واجب مالي لاحتلال أيرلندا لمصادرة الأراضي هناك لسداد مستحقات دائنيه. وجمع البرلمان قروضًا قدرها 10 ملايين جنيه أسترليني بموجب قانون المغامرين لإخضاع أيرلندا منذ عام 1642، على أساس أن دائنيه سيُسدد لهم بأراضٍ مصادرة من المتمردين الكاثوليك الأيرلنديين. ولتسديد هذه القروض، كان من الضروري احتلال أيرلندا ومصادرة هذه الأراضي. وكان للبرلمانيين أيضًا أسباب سياسية داخلية لإرسال قوات إلى أيرلندا. كان عصيان الجيش في بانبوري وبيشوبسغيت في إبريل ومايو 1649 مزعجًا للجيش النموذجي الجديد، وكان من المحتمل أن مطالب الجنود ستزداد إذا تُركوا خاملين.
أخيرًا، بالنسبة لبعض البرلمانيين، كانت الحرب في أيرلندا حربًا دينية. كان كرومويل وجزءًا كبيرًا من جيشه من التطهريين الذين اعتبروا الروم الكاثوليك مهرطقين، لذا كان الاحتلال بالنسبة لهم حملة صليبية جزئيًا. زُود الحلفاء الأيرلنديين بالأسلحة والمال من البابوية ورحب بهم ممثل البابا بييرفرانشيسكو سكارامبي ولاحقًا السفير البابوي جيوفاني باتيستا رينوتشيني في 1643-1649.
المراجع
- "Of all these doings in Cromwell's Irish Chapter, each of us may say what he will. Yet to everyone it will at least be intelligible how his name came to be hated in the tenacious heart of Ireland". John Morley, Biography of Oliver Cromwell. Page 298. 1900 and 2001. (ردمك ).; "Cromwell is still a hate figure in Ireland today because of the brutal effectiveness of his campaigns in Ireland. Of course, his victories in Ireland made him a hero in Protestant England." "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 200725 مايو 2009. British National Archives web site. Accessed March 2007; "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 200417 يناير 2006. From a history site dedicated to the English Civil War. "... making Cromwell's name into one of the most hated in Irish history". Accessed March 2007. Site currently offline. WayBack Machine holds archive here
- Philip McKeiver in his, 2007, A New History of Cromwell's Irish Campaign (ردمك ) and Tom Reilly, 1999, Cromwell: An Honourable Enemy (ردمك )
- Coyle, Eugene (Winter 1999). "Cromwell: An Honourable Enemy, Tom Reilly [review of]". Book Reviews. History Ireland. 7 (4). مؤرشف من الأصل في 19 ديسمبر 201910 أكتوبر 2014.
- Prendergast, John Patrick (2 January 1868). The Cromwellian settlement of Ireland. P.M. Haverty. مؤرشف من الأصل في 12 فبراير 2020 – عبر Internet Archive.
- "Historical Context - The Down Survey Project". downsurvey.tcd.ie. مؤرشف من الأصل في 07 أغسطس 2019.
- 15–25%
- Padraig Lenihan, Confederate Catholics at War, p11250%:
- The History and Social Influence of the Potato, Redcliffe N. Salaman, Edited by JG Hawkes, 9780521316231, Cambridge University Press
- How many died during Cromwell’s campaign?83%:
- The Cromwellian Settlement of Ireland by John Patrick Prendergast - تصفح: نسخة محفوظة 22 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
- O'Siochru, God's Executioner, p.69 & 96.