الرئيسيةعريقبحث

اضطهاد البوذيين


بوذا باميان؛ قامت عناصر طالبان بتدمير التمثالين باستخدام الديناميت في مارس 2001.

كان اضطهاد البوذيين ظاهرة واسعة الانتشار عبر تاريخ البوذية والتي استمرت حتى يومنا هذا، بداية من القرن الثالث الميلادي من قبل الإمبراطورية الساسانية الزرادشتية. خلال الفتح الإسلامي لخراسان تمت السيطرة على عدد من الأراضي في آسيا الوسطى بما في ذلك سمرقند، وتم تسجيل عدة حالات من هدم وتدمير للأضرحة البوذية من قبل قوات المسلمين المتقدمين وذلك على الرغم من استمرار الدين البوذي في البقاء في بعض الأماكن لفترة طويلة من الزمن.[1] وبسبب الاضطهادات من قبل الأنظمة الإسلامية بالإضافة إلى التمييز والهجرة والتحويل الديني القسري، أدى ذلك إلى تراجع البوذية في آسيا الوسطى تلاه سيطرة المسلمين على تجارة على طول طريق الحرير وكذلك في السند.[2] وأدت المشاعر المعادية للبوذية في الإمبراطورية الصينية بين القرنين الخامس والعاشر إلى ما يُعرف باسم الاضطهاد البوذي الرابع في الصين والذي كان الاضطهاد العظيم المناهض للبوذية في عام 845 والذيك كان على الأرجح أشدها قسوة. في القرن العشرين تعرض البوذيون للاضطهاد من قبل الدول والأحزاب الشيوعية الآسيوية، ومن قبل الإمبراطورية اليابانية. ومع ذلك، خلال الثورة الثقافية، بذل شكل جديد من الإلحاد المسلح جهودًا كبيرة للقضاء على الدين تمامًا.[3] وفي ظل هذا الإلحاد المسلح الذي تبناه ماو تسي تونغ، أغلقت بيوت العبادة؛ ودمرت المعابد البوذية والمعابد الطاوية والكنائس المسيحية والمساجد الإسلامية؛ وتحطمت القطع الأثرية الدينيَّة؛ وأحرقت النصوص المقدسة.

خلال حقبة إمبراطورية اليابان أجبر الرهبان البوذيين على العودة إلى العلمانيين، وتمت مصادرة الممتلكات البوذية، وأغلقت المؤسسات البوذية، وأعيد تنظيم المدارس البوذية تحت سيطرة الدولة باسم تحديث اليابان خلال فترة مييجي المبكرة.[4] وكانت سيطرة الدولة على البوذية جزءًا من السياسة الإمبريالية اليابانية في الداخل والخارج في كوريا وغيرها من الأراضي المحتلة.[5]

ولدَت سياسات الرئيس نغو دينه ديم في فييتنام التحيز الديني لصالح الكاثوليكية. وباعتباره عضوا في الأقلية الكاثوليكية، اتبع سياسات تعارض الأغلبية البوذية. وسيطر الحكّام الكاثوليك من أسرة نجو عن طريق الأخوين نغو دينه ديم وتقو ديم، ووين ڤان ثيو على مكاسب البلاد اقتصاديًا وسياسيًا وكان أغلب جنرلات العاصمة «سايغون» من الكاثوليك،[6] مما أساء البوذيين من احتكار الكاثوليك للسلطة والاقتصاد والجيش والمناصب الرئيسية وذلك على الرغم من كونهم أقلية وائتلافهم مع الولايات المتحدة والغرب.[7][8] في مايو من عام 1963، في وسط مدينة هوو، مُنع البوذيين من عرض العلم البوذي خلال احتفالات فيساك البوذية المقدسة.[9] وقبل أيام قليلة، تم تشجيع الكاثوليك على نقل الأعلام الدينية المسيحية في احتفال تكريما لنغو دينه توك. وأدى ذلك إلى احتجاج البوذيين ضد الحكومة، والتي قمعتها قوات نغو دينه ديم بعنف، مما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين. وأدى ذلك إلى حملة جماهيرية ضد حكومة نغو دينه ديم خلال الأزمة البوذية.[10][11]

فرض الخمير الحمر، ذات الميول الماوية، بنشاط الإلحاد، مما أدى إلى اضطهاد الأقليات العرقية والرهبان البوذيين خلال فترة حكمهم من عام 1975 إلى عام 1979.[12] ودمُرت المؤسسات البوذية والمعابد وقُتل الرهبان والمعلمين البوذيين بأعداد كبيرة.[13] ودمرت ثلث الأديرة البوذية جنباً إلى جنب تدمير العديد من النصوص المقدسة والمواد ذات الجودة الفنية العالية. وتم ذبح 25,000 من الرهبان البوذيين من قبل النظام.[14] كان بول بوت ملحداً متطرفاً،[15] أعتقد أن البوذية كانت مؤثرة في الانحلال، وسعى إلى القضاء على تأثيرها البالغ 1500 عام على كمبوديا،[14] مع الحفاظ على هياكل القاعدة البوذية التقليدية.[16]

على الرغم من أن العديد من المعابد والأديرة البوذية قد أعيد بناؤها بعد الثورة الثقافية، فإن البوذية التبتية كانت محصورة إلى حد كبير من قبل حكومة جمهورية الصين الشعبية.[17] وأفادت التقارير أن الرهبان والراهبات البوذيين قد تعرضوا للتعذيب والقتل على يد الجيش الصيني، وذلك وفقاً لجميع جماعات حقوق الإنسان.[18] وكان هناك أكثر من 6,000 دير بوذي في التبت، وتعرضت جميعا تقريباً للنهب والتدمير من قبل الشيوعيين الصينيين، خاصةً خلال الثورة الثقافية.[19] ووفقا لمركز بيو، كان عدد الدول التي تم اضطهاد البوذيين أو التحرش بهم فيها بين 2006 و2011 هو 23 دولة.[20]

مراجع

  1. Phillip K. Hitti (2002). History of The Arabs. Palgrave Macmillan. صفحة 213. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019.
  2. Lars Fogelin. An Archaeological History of Indian Buddhism. Oxford University Press. صفحة 230. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019.
  3. Bryan S. Turner. Religion and Modern Society: Citizenship, Secularisation and the State. Cambridge University Press. صفحة 129. مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020. The contrast between religion in American and militant atheism in China could not have been more stark or profound. While the Red Guards under Mao Zedong's leadership were busy destroying Buddhist pagodas, Catholic churches and Daoist temples, the Christian Right were equally busy condemning the communists. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 7 سبتمبر 201318 نوفمبر 2018.
  4. James Edward Ketelaar, Of Heretics and Martyrs in Meiji Japan; (ردمك )
  5. Brian Victoria, Zen War Stories, (ردمك )
  6. Gettleman, pp. 280–82.
  7. "South Vietnam: Whose funeral pyre?". The New Republic. 29 June 1963. صفحة 9.
  8. Warner, p. 210.
  9. Topmiller, p. 2.
  10. Karnow, p. 295.
  11. Moyar, pp. 212-13.
  12. "Chronology, 1994-2004 - Cambodian Genocide Program - Yale University". مؤرشف من الأصل في 8 يوليو 201708 أغسطس 2015.
  13. "Nie: Remembering the deaths of 1.7-million Cambodians". Sptimes.com. مؤرشف من الأصل في 3 مارس 201627 سبتمبر 2015.
  14. Philip Shenon, Phnom Penh Journal; Lord Buddha Returns, With Artists His Soldiers نيويورك تايمز - January 2, 1992 نسخة محفوظة 23 فبراير 2008 على موقع واي باك مشين.
  15. Geoffrey Blainey; A Short History of Christianity; Viking; 2011; p.543
  16. Wessinger, Catherine (2000). Millennialism, Persecution, and Violence: Historical Cases (باللغة الإنجليزية). Syracuse University Press. صفحات 282–283.  . Khmer Buddhist influences still persisted and they are also recognizable in the Khmer Rouge's worldview, particularly in their notions of time, authority, and normative ethics ... Though the Khmer Rouge was officially nonreligious, its worldview, especially its notions of time, authority and its normative ethics can be understood as having structural parallels with the Buddhist worldview.
  17. Human rights abuses up as Olympics approach Asia News - August 7, 2007 نسخة محفوظة 07 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  18. Area Tibetans mourn their nation's lost independence Star Tribune - March 10, 2001 نسخة محفوظة 16 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  19. Tibetan monks: A controlled life. BBC News. March 20, 2008. نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  20. "Arab Spring Adds to Global Restrictions on Religion". Pew Research Center's Religion & Public Life Project (باللغة الإنجليزية). 2013-06-20. مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 201918 نوفمبر 2018.

انظر أيضاً

موسوعات ذات صلة :