الأحاديث النبوية التي عليها مدار الدين. ويقال لها (الأحاديث الكلية)، هي الأحاديث الجوامع التي مدار الدين عليها، وما كان في معناها من الكلمات الجامعة الوجيزة.
مقدمة
لقد بعث الله محمدا -ﷺ - بجوامع الكلم، فلقد جمع الله له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين.
ففي الحديث عن أبي هريرة عن النبي -ﷺ - قال:"بُعثت بجوامع الكلم"متفق عليه.
ذكر أقوال الأئمة
قال الإمام أحمد: أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث: حديث عمر بن الخطاب: "الأعمال بالنيات" وحديث عائشة: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه، فهو ردّ"، وحديث النعمان بن بشير: "الحلال بين والحرام بيّن".
وقال إسحاق بن راهويه: أربعة أحاديث هي من أصول الدّين: حديث عمر: "إنّما الأعمال بالنيات"، وحديث: "الحلال بيّن والحرام بيّن"، وحديث: "إن خلق أحدكم يُجمع في بطن أمه"، وحديث: "من صنع في أمرنا شيئا ليس منه فهو ردّ".
وقال عُبيد: جمع النبي -ﷺ - أمر الآخرة في كلمة: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه، فهو ردّ"، وجمع أمر الدنيا في كلمة: " إنّما الأعمال بالنّيّات".
وقال أبو داود: نظرت في الحديث المُسند، فإذا هو أربعة آلاف حديث، ثم نظرت، فإذا مدار الأربعة آلاف حديث على أربعة أحاديث: حديث النعمان بن بشير: "الحلال بيّن والحرام بيّن"، وحديث عمر: "إنّما الأعمال بالنيّات"، وحديث أبي هريرة: "إنّ الله طيّب لا يقبل إلا طيّبا، وإنّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين" الحديث، وحديث: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
وقال أيضا: كتبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمس مئة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب -يعني كتاب السنن- جمعت في أربعة آلاف حديث وثمان مئة حديث، ويكفي الإنسان لديه من ذلك أربعة أحاديث، أحدها: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الأعمال بالنيات"، و الثاني: قوله ﷺ "من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، و الثالث: قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يكون المؤمن مؤمنا حتى لا يرضى لأخيه إلا ما يرضى لنفسه"، و الرابع: قوله صلى الله عليه وسلم: "الحلال بيّن والحرام بيّن".
و قال: الفقه يدور على خمسة أحاديث: "الحلال بيّن، والحرام بيّن"، و قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضِرار"، و قوله: "الدّين النّصيحة"، وقوله: " وما نهيتكم عنه، فاجتنبوه، وما أمرتكم به، فائتوا منه ما استطعتم".
و في رواية قال: أصول السنن في كل فنّ أربعة أحاديث: حديث عمر "الأعمال بالنيات"، وحديث: "الحلال بيّن والحرام بيّن"، وحديث: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، وحديث: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي النّاس يحبك النّاس".
قال الحافظ أبو الحسن طاهر بن مفوِّر المعافري الأندلسي:
عُمدة الدّين عندنا كلمات | أربعٌ من كلام خيرِ البريِّة | |
اتَّق الشّبهات وازهد ودع ما | ليس يَعنيك واعمَلَنّ بِنيه |
مؤلفات الأحاديث الجامعة
صنف في ذلك الحافظ أبو بكر بن السني كتابا سماه "الإيجاز وجوامع الكلم من السنن المأثورة" و القاضي أبو عبد الله القضاعي كتبا سماه "الشهاب في الحكم والآداب" و الإمام النووي كتابا سماه "الأربعين" و ابن رجب الحنبلي كتابا سماه "جامع العلوم و الحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم" وللسعدي كتاب بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
المراجع
- إسلام ويب جامع الغلوم و الحكم نسخة محفوظة 08 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.