الرئيسيةعريقبحث

الانتهاكات الجنسية أثناء احتلال ألمانيا


☰ جدول المحتويات


التغيرات الإقليمية والمناطق المحتلة في ألمانيا النازية بعد هزيمتها. ويشمل خط المواجهة على طول جبال الألب التي انسحبت منه القوات الأمريكية في تموز 1945.

عندما دخلت قوات التحالف واحتلت المناطق الألمانية خلال المراحل الأخيرة في الحرب العالمية الثانية، حدثت عمليات اغتصاب هائلة أثناء القتال وبعد انتهائه. يتفق معظم الباحثين الغربيين أن معظم الاغتصابات ارتُكبت على أيدي جنود السوفييت، في حين يؤكد بعض المؤرخين الروس أن هذه الجرائم لم تكن واسعة الانتشار. كانت حالات الاغتصابات في زمن الحرب مُحاطة بعقودٍ من الصمت.[1][2][3][4] وفقاً لأنتوني بيفور - الذي منعت كتبه في 2015 من بعض المدارس والكليات الروسية - أظهرت ملفات الشرطة السرية السوفييتية أن القيادة كانت على علم بما حدث، بما في ذلك اغتصاب النساء الألمانيات المحررات من معسكرات العمل؛ ولكنها لم تفعل شيئاً لتوقف ذلك.[5] لا يتفق بعض المؤرخين الروس مع هذا الرأي، ويدعون أن القيادة السوفييتية اتخذت إجراءاتٍ سريعة.[6]

القوات السوفييتية

قام مؤرخون بالكتابة عن الانتهاكات الجنسية التي ارتكبتها جيوش الحلفاء الغربيين والجيش الأحمر عندما كانت هذه القوات تقاتل وهي في طريقها إلى الرايخ الثالث وخلال فترة احتلال ألمانيا.[7] بدأت الانتهاكات على أراضي ألمانيا النازية في 21 تشرين الأول 1944 عندما عبرت سرايا الجيش الأحمر الجسر فوق نهر أنغراب (راسماً بذلك الحدود) وقام بمجزرة نيمرزدورف قبل أن يتقهقر لعدة ساعات.

ارتكبت مُعظم الاعتداءات في الأراضي المحتلة من قبل السوفييت؛ تراوحت تقديرات أعداد النساء الألمانيات اللاتي تعرضن للاغتصاب على أيدي الجنود السوفييت إلى نحو 2 مليون امرأة.[8][9][10][11][12] وفقاً للمؤرخ وليام هتشكوك، في كثيرٍ من الحالات كانت النساء ضحايا للاغتصاب المتكرر، منهن من تعرضن للاغتصاب من 60 إلى 70 مرة.[13] يُعتقد أن 100 ألف امرأة تعرضن للاغتصاب في برلين، وذلك استناداً لارتفاع معدلات الإجهاض في الأشهر التالية وتقارير المستشفيات المعاصرة للأحداث،[10] مع وفاة ما يقارب 10 آلاف امراة في أعقاب ذلك.[14] وفيما يتعلق بالاغتصاب في ألمانيا، تُقدر وفيات الإناث بـ240 ألف إجمالياً.[1][15] يصف أنتوني بيفور ذلك بـ"أكبر ظاهرة اغتصاب هائلة في التاريخ"، وخَلُصَ إلى أن ما لا يقل عن 1.4 مليون امرأة اغتصبن، فقط في بروسيا الشرقية وبوميرانيا وسيليزيا.[16] وفقاً لنتاليا غيسي، كان الجنود السوفييت يغتصبون الإناث من سن الثامنة إلى الثامنة عشر. و لم تكن النساء السوفييتيات بمنأى عن ذلك.[17][18][19] عندما قام الجنرال تسيغانكوف رئيس القسم السياسي في الجبهة الأوكرانية الأولى بإبلاغ موسكو عن الاغتصاب الهائل للنساء السوفييتيات اللاتي تم ترحيلهن إلى ألمانيا الشرقية للعمل القسري، أوصى بأن تُمنع النساء السوفييتيات من وصف محنتهن عند عودتهن إلى روسيا.[20]

عندما احتج السياسي اليوغسلافي ميلوفان دجيلاس بسبب عمليات الاغتصاب في يوغسلافيا، يُذكر أن ستالين قال أنه يجب عليه "أن يفهم أن الجندي الذي عَبَرَ آلاف الكليومترات وسط الدماء والنار والموت، تسلى مع امرأة أو تسكعوا بعض الوقت".[21] و في مناسبةٍ أخرى، عندما قيل له أن جنود الجيش الأحمر انتهكوا اللاجئات الألمانيات جنسياً، قال حسبما ذكر: "نحن نحاضر بجنودنا أكثر من اللازم، لندعهم يأخذوا مبادرتهم".[22]

كتب المؤرخ نورمان نايمارك أنه بعد صيف 1945 من كان يُلقى القبض عليه من الجنود السوفييت الذي قاموا باغتصاب المدنيات، كانوا يُعاقبون بدرجاتٍ عدة، وتراوحت عقوباتهم من الاعتقال إلى الإعدام.[23] و مع ذلك، فقد استمرت الاغتصابات حتى شتاء 1947-48 عندما قامت السلطات السوفييتية المحتلة أخيراً بحديد حركة الجنود السوفييت وجعلها مقتصرة على حراسة المواقع والمخيمات،[24] و إبعادهم عن السكان المقيمين في المنطقة السوفييتية في ألمانيا.

صورة التقتطها شرطة الأمن الألمانية، والعنوان الأصلي للصورة أن إمرأتين تظهر عليهما علامات التعرض للاغتصاب

تحليل

يذكر نورمان نايمارك في تحليله عن الدوافع وراء الانتهاكات الجنسية السوفييتية واسعة النطاق، أن "دعاية الكراهية، والتجرية الشخصية من المعاناة في الوطن، وصورة مزعومة مهينة تماماً عن المرأة الألمانية في الصحافة، ناهيك عن الجنود أنفسهم، كسبب جزئي للاغتصابات على تطاق واسع.[25] و أشار نايمارك إلى الإفراط بتعاطي الكحول (و الذي كان متاحاً بكثرة في ألمانيا) كان له الأثر على نزعة الجنود السوفييت لارتكاب الاغتصابات.[26] كما نوه نايمارك على الطبيعة الأبوية المزعومة في الثقافة الروسية والمجتمعات الآسيوية التي تشكل الاتحاد السوفييتي، حيث أن العار الذي حدث في الماضي تم سداده باغتصاب نساء العدو.[27] و حقيقة أن الألمان كان لديهم مستوى معيشة أفضل ملحوظ حتى حتى في الخراب "قد ساهمت بشكلٍ جيد في تعقيد عقدة النقص بين الروس". تراكم "شعور الروس بالنقص، والحاجة لاستعادة الشرف، ورغبتهم بالانتقام قد تكون السبب باغتصاب العديد من النساء علانيةً وأيضاً أمام أزواجهن قبل قتل كلٍ منهما.[27]

وفقاً لأنتوني بيفور إن الانتقام لم يكن السبب الوحيد للاغتصابات المتكررة؛ ولكن شعور الجنود السوفييت بأحقيتهم بجميع أنواع الغنائم، بما في ذلك النساء، كان عاملاً مهماً. يجسد بيفور هذا باكتشافه أن الجنود السوفييت قاموا أيضاً باغتصاب الفتيات السوفييتيات والبولنديات المحررات من معسكرات الإعتقال النازية و كذلك أولئك اللاتي احتجزن للعمل القسري في المزارع والمصانع.[28]

انتقد ريتشارد أوفري (مؤرخ من كلية كينجز لندن) وجهة نظر الروس، مؤكداً أنهم يرفضون الاعتراف بجرائم بجرائم الحرب السوفييتية التي ارتكبت خلال الحرب، يرجع ذلك "جزئياً إلى أنهم شعروا أن معظمها كان انتقاماً مبرراً ضد عدو ارتكب أسوأ من ذلك بكثير، وإلى حدٍ ما أنهم كانوا يكتبون تاريخ المنتصرين".[29]

كتب المؤرخ جيوفري روبرتس أن الجيش الأحمر قام باغتصاب نساء في جميع البلدان التي عبرها، ولكن معظمها في النمسا وألمانيا: 70000–100000 حالة اغتصاب في فيينا، و "مئات الألوف" من حالات الاغتصاب في ألمانيا. و يذكر أنه من الممكن أن الجيش الألماني ارتكب عشرات الآلاف من حالات الاغتصاب في الجبهة الشرقية، ولكن كان القتل جريمةً نموذجية بالنسبة لهم.[30]

انتقادات من المؤرخين الروس

يرى العديد من المؤرخين الروس أنه بالرغم من وجود حالات التجاوزات والأوامر المتعسفة، إلا أن الجيش الأحمر ككل تعامل مع سكان الرايخ الثالث السابق باحترام.[29]

وفقاً لرئيس الجمعية الروسية لمؤرخي الحرب العالمية الثانية (أوليغ رزيشيفسكي)، فإنه أُدين 4148 ضابط وجندي من الجيش الأحمر بارتكاب فظائع وعوقبوا بعقوبة الإعدام، في حين لم يعدم سوى 69 جندياً امريكياً. و يفسر أن الجرائم مثل أعمال الاعتداء الجنسي كجزء لا مفر منه في الحرب، ويذكر أن جنود جيوش الحلفاء الأخرى ارتكبوها. و مع ذلك، وبشكلٍ عام يقول: أن الجنود السوفييت عاملوا الألمان بسلام وإنسانية.[6]

ذكر محمود غارييف أنه حتى لم يسمع عن العنف الجنسي. يقول: "حدثت حالات من الوحشية، بما في ذلك الانتهاكات الجنسية"، و أنهم "لم يكونوا غائبين عما فعله النازيون" في الاتحاد السوفييتي؛ ولكنه يذكر أيضاً "أن هذه الحالات كُبحت وعوقبت بشدة"، و "أنها لم تكن على نطاقٍ واسع". و يذكر "أن القيادة العسكرية السوفياتية وقعت أمراً تنفيذياً في 19 كانون الثاني 1945 يُطالب بمنع المعاملة القاسية مع السكان المحليين.[6]

و في 2015، تم حظر كتب بيفور في بعض المدارس والكليات الروسية.[31][32]

الآثار الاجتماعية

إن العدد الدقيق للنساء والفتيات الألمانيات اللاتي اغتصبن من قبل القوات السوفييتية خلال الحرب والاحتلال ليس مؤكدا، لكن يُقدر المؤرخون الغربيون على على أنه من المرجح أن أعدادهن بمئات الأُلوف، ومن الممكن أن يصل إلى مليونين.[33] عدد الرُضع الذين عُرفوا بـ"الأطفال الروس" نتيجةً لما حدث غير معروف.[34] و مع ذلك، فمعظم حالات الاغتصاب لم تنتج حالات حمل، والعديد من حالات الحمل عند الضحايا لم تسفر عن ولادة. كان الإجهاض الخيار المفضل عند ضحايا الاغتصاب، وتوفي العديد منهن نتيجةً: عن النزيف الداخلي بسبب الاعتداء عليهم بوحشية، وعدم علاج أمراص منقولة جنسياً بسبب نقص الدواء، وتنفيذ عمليات الإجهاض بشكل سيء، وحالات الانتحار، خصوصاً عند الضحايا المصبن بصدمة نفسية اللاتي اغتصبن مراتٍ عديدة. و بالإضافة إلى ذلك، فقد توفي العديد من الأطفال في ألمانيا في فترة ما بعد الحرب نتيجة لانتشار المجاعة على نطاقٍ واسع، ولنقص الإمدادات، وبسبب أمراض مثل التيفوس و الخناق. و وصل معدل وفيات الرضع في برلين إلى 90%.[35]

أما بالنسبة لهذا العنف الجنسي يقول نورمان نايمارك:

«بالنسبة لأي حالة إغتصاب، فكل ناجية من الإغتصاب حملت معها تأثيرات الجريمة معها حتى وفاتها، و لذلك كان الكرب الجماعي لا يُطاق. و تميزت النفسية الإجتماعية للنساء و الرجال في المنطقة المحتلة من قبل السوفييت بجريمة الإغتصاب منذ الأيام الأولى للإحتلال، و خلال تأسيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية في خريف 1949، و يمكن للمرء أن يقول حتى اليوم.[33]»

يشير البرلينيون الغربيون ونساء جيل زمن الحرب إلى نصب الحرب السوفييتية التذكاري في حديقة تربتاور في برلين كـ"ضريح المغتصب المجهول" رداً على عمليات الاغتصاب الهائلة التي قام بها جنود الجيش الأحمر في السنوات التي نلت سنة 1945.[36][37][38][39][40][41]

تعرضت هانلوره كول -زوجة المستشار الألماني السابق هلموت كول- لاغتصاب جماعي في سن الثانية عشر من قبل جنود سوفييت في أيار 1945، وذلك وفقاً لكاتب سيرة حياتها. و عانت من آلامٍ في ظهرها على مدى حياتها بعد أن رمي بها من نافذة في الطابق الأول. و كانت تعاني من أمراضٍ مديدةٍ وخطيرة، يعتقد الخبراء أنها نتيجةٍ لصدمة في مرحلة الطفولة. انتحرت هانلوره في 2001.[42][43]

في الثقافة الشعبية

بما أن معظم النساء عانين من تجاربهن ولم يكن لديهن رغبة بإعادة سردها، معظم السير الذاتية والتمثيلات الفنية كفيلم السقوط، تُلمح إلى الاغتصابات الهائلة المرتكبة من قبل الجيش الأحمر؛ لكنها توقفت عند ذكرها صراحةً. و مع مضي الزمن، تم إنتاج المزيد من الأعمال التي تناولت هذه المسألة بشكلٍ مباشر، مثل: كتب كرواية The 158-Pound Marriage، و قصتي (1961) (My Story) لـ"غيما لاغوارديا لوك" [أُعيد اصداره باسم أخت فيوريلو: قصة غيما لاغوارديا لوك (الدين، اللاهوت، والهولوكوست) (2007، نسخة موسعة)]،[44][45] و أفلاماً مثل شعبة الفرح (Joy Division) و الألماني الجيد (The Good German).

الموضوع مادة للكثير من الخطاب الأنثوي.[46] أول ترجمة ذاتية تصور الأحداث كان العمل الرائد كتاب امرأة في برلين الصادر في عام 1954، والذي تحول إلى فيلم في عام 2008. رُفض على نطاقٍ واسع في ألمانيا بعد نشره أول مرة ولكنه شهد قبولاً بعد ذلك، وقد وجدت العديد من النساء إلهاماً للمضي قدماً مع قصصهم الخاصة.[47][48][49]

القوات الأمريكية

في كتاب أُخذ بالقوة (Taken by Force) لمؤلفه ج.روبرت ليلي، يقدر عدد الاغتصابات المرتكبة من قبل الجنود الأمريكيين في ألمانيا بـ 11000.[50] و قد ادعى آخرون بأن 190 ألف شابة وامرأة ألمانية من الممكن أنهن قد تعرضن للاغتصاب.[51] و كما هو الحال بالنسبة للاحتلال الأمريكي لفرنسا بعد إنزال النورماندي، فالعديد من عمليات الانتهاكات الجنسية الأمريكية في ألمانيا في سنة 1945 كانت عمليات اغتصاب جماعي ارتكبها جنود مسلحون تحت تهديد السلاح.[52] بالرغم من وضع سياسات عدم التصادق مع الأمريكيين في ألمانيا، كانت تستخدم عبارة "المضاجعة بدون محادثة ليست تصادقاً" كشعار من قبل الجنود الأمريكيين.[53] كتب الصحافي الأسترالي أوسمار وايت الذي كان مراسلاً حربياً والذي خدم مع القوات الأمريكية خلال الحرب، أن:

«بعد أن انتقل القتال إلى التراب الألماني، كان هنالك قدرٌ كبير من عمليات الإغتصاب من قب القوات المقاتلة و تلك التي تبعتها على الفور. تراوحت حالات الإصابة بين وحدة و وحدة حسب موقف الضابط القائد. تم التعرف على الجناة في بعض الحالات، و حوكموا في المحاكم العسكرية، و عوقبوا. كانت شعبة الجيش القانونية متحفظة؛ لكنها اعترفت بأن بعض الجرائيم التي ارتكبت ضد النساء الألمانيات كانت وحشية و منحرفة، و أُطلق النار على بعض الجنود، خصوصاً إذا كانوا زنوجاً. ومع ذلك أعرف حقيقة أن العديد من النساء تعرضن للاغتصاب من قبل أمريكيين بيض. و لم يُتخذ أي إجراء ضد الجناة. في إحدى القطاعات، ذهب تقرير إلى أن أحد القادة المميزين ألقى ملاحظةً متميزة: 'المضاجعة بدون محادثة لا تعتبر مصادقة.'[54]»

وكما هو الحال في القطاع الشرقي من المنطقة المحتلة في ألمانيا، بلغ عدد حالات الاغتصاب ذروته في عام 1945، ولكن نسبة العنف العالية ضد الشعبين الألماني والنمساوي من قبل الأمريكيين استمرت على في النصف الأول من سنة 1946، مع خمس حالات لنساء ألمانيات متوفيات عُثر عليهن في ثكنات أمريكية في أيار وحزيران في 1946 وحدها.[52]

كتبت كارول هانتغتون أن الجنود الأمريكيين الذين اغتصبوا نساءاً ألمانيات ثم تركوا هدايا من الطعام لهن ربما قد سمحن لأنفسهن ذلك لكي ينظرن للفعل كدعارة بدلاً من الاغتصاب. استشهاداً بعمل مؤرخ ياباني جنباً إلى جنب مع هذا الاقتراح، كتبت هانتغتون أن النساء اليابانيات اللاتي طلبن الطعام "قد اغتصبن وفي بعض الأحيان ترك الجنود طعاماً لأولئك النساء".[52]

القوات البريطانية

ارتكبت العديد من حالات الاغتصاب تحت تأثير الكحول أو تأثير صدمة ما بعد الحرب، ولكن في بعض حالات الهجمات المتعمدة مثل محاولة اغتصاب فتاتين محليتين تحت تهديد السلاح من قبل جنديين في قرية أويله بالقرب من نينبورغ، التي انتهت بوفاة إحدى النساء - سواءاً بالقصد أو لا - عندما قام أحد الجنود بتفريغ بندقيته، وأصابها في رقبتها، فضلاً عن الاعتداء المبلغ عنه على ثلاث نساء ألمانيات في بلدة نويشتات آم روبنبرغه.[55] في إحدى الأيام في منتصف نيسان من سنة 1945، اغتصبت ثلاث نساء في نويشتات من قبل جنود بريطانيين. قال أحد كبار قساوسة الجيش البريطاني المرافق للقوات أنه 'كان هنالك قدرٌ كبير من عمليات الاغتصاب المستمرة'. ثم أضاف أن "أولئك من يعانين [من الاغتصاب] ربما يستحقن ذلك".[56]

القوات الفرنسية

شاركت القوات الفرنسية في غزو ألمانيا، وخُصص لفرنسا منطقة احتلال في ألمانيا. و يقتبس بيري بيدسكومب تقديرات المسح الأصلي أن القوات الفرنسية على سبيل المثال قد ارتكبت "385 عملية اغتصاب في منطقة كونستانس؛ 600 في بروخزال؛ 500 في فرويدنشتات".[57] يُزعم أن القوات الفرنسية قد ارتكبت عمليات اغتصاب على نطاق واسع في حي هوفينغن بالقرب من ليونبرغ.[58] على الرغم من أن كاتز وقيصر[59] ذكرا عمليات الاغتصاب، لم يُعثر على حوادث محددة، سواءاً في هوفينغن أو ليونبرغ مقارنةً بالبلدات الأخرى.

وفقاً لنورمان نايمارك، تماثل سلوك القوات الفرنسية المغربية مع القوات السوفييتية عندما يتعلق الأمر بالاغتصاب، لا سيما في في المرحلة المبكرة لاحتلال بادن وفوتمبرغ، والأرقام المزودة صحيحة.[60]

نقاش

كثيراً ما كُرر أن اغتصابات زمن الحرب قد أُحيطت بعقودٍ من الصمت[1][3][4] أو حتى وقتٍ قريب نسبياً، تجاهلها الأكادميون، مع الموقف السائد هو أن الألمان كانوا مقترفي جرائم حرب، الكتابات السوفيتية تتحدث فقط عن التحرير الروسي والذنب الألماني، وتركيز المؤرخين الغربيين على تفاصيل الهولوكوست.[61]

من ناحيةٍ أخرى، ناقشت إليزابث هاينمن من جامعة آيوا أن ألمانيا ما بعد الحرب، خاصةً في ألمانيا الغربية أن قصص اغتصاب زمن الحرب أصبحت جزءاً أساسياً من الخطاب السياسي[8] تم إضفاء الطابع العالمي على اغتصاب النساء الألمانيات في محاولة لجعل حالة الشعب الألماني عموماً كضحايا.[8]

الطريقة التي نوقشت بها الاغتصابات من قبل ساندر (Sander) و يور (Johr) في فيلمهما "المُحَرِر والمُحَرَر"[1] (بالألمانية: 'BeFreier und Befreite')‏ تعرضت للنقد من باحثين شتى. وفقاً لغروسمان، فإن المشكلة أن هذه ليست قصةً "عالمية" عن نساء اغتصبن من رجال، وإنما عن نساءٍ ألمانيات تعرضن للانتهاك والاعتداء من قبل جيشٍ حارب ألمانيا النازية وقام بتحرير معسكرات الموت.[14] محاولة التشكيك في السياق التاريخي لاغتصاب النساء الألمانيات أغفالٌ خطير، فوفقاً لستيوارت ليبمان وأنيته ميشيلسون،[62] و باسكال بوس، فإن هذا مثال غير تاريخي ونسوي وجنساني يقترب من قضية الاغتصاب في زمن الحرب.[63]

وفقاً لباسكال بوس، خطابات الضحايا فقدت مصداقيتها في نهاية الستينات في أعقاب الحركة الطلابية. جاءت السياسية اليسارية الألمانية للتحقيق نقدياً في الماضي النازي وانتقاد عدم رغبة الأجيال الأكبر سناً لمواجهة ذلك الماضي، واستمرارهم في معاداة الشيوعية، وميلهم لتصوير أنفسهم كضحايا بدلاً من مرتكبي جريمة، ولا سيما الهولوكوست."[63]

محاولة الأنثويات لإضفاء الطابع العالمي على قصة اغتصاب النساء الألمانيات تتناقد مع وصف ساندر ويور للاغتصاب كأحد أشكال الاغتصاب الإبادي: اغتصاب النساء الألمانيات "المتفوقات عرقياً" على أيدي الجنود السوفييت "المتدنين عرقياً"، ملمحن أن الاغتصاب كان مؤذياً بشكلٍ خاص للضحايا.[63]

في المقابل، قضية اغتصاب النساء السوفييتيات من قبل جنود الفيرماخت (الجيش الألماني)، بأعداد تتراوح بين مئات الألوف وعشرة ملايين وفقاً لتقديرات مختلفة،[64][65][66][67] لا يتم معاملتها من قبل المؤلفين كشيء يستحق الذكر.[63]

اقرأ أيضاً

المراجع

  1. Helke Sander/Barbara Johr: BeFreier und Befreite, Fischer, Frankfurt 2005
  2. Allan Hall in Berlin (24 October 2008). "German women break their silence on horrors of Red Army rapes". Telegraph.co.uk. مؤرشف من الأصل في 4 أبريل 201910 ديسمبر 2014.
  3. "Raped by the Red Army: Two million German women speak out". The Independent. مؤرشف من الأصل في 4 أبريل 201910 ديسمبر 2014.
  4. Susanne Beyer. "Harrowing Memoir: German Woman Writes Ground-Breaking Account of WW2 Rape". Spiegel.de. مؤرشف من الأصل في 22 مايو 201210 ديسمبر 2014.
  5. Bird, Nicky (October 2002). "Berlin: The Downfall 1945 by Antony Beevor". International Affairs. Royal Institute of International Affairs. 78 (4): 914–916.
  6. Gareev, Makhmut; Tretiak, Ivan; Rzheshevsky, Oleg (21 July 2005). "Труд: НАСИЛИЕ НАД ФАКТАМИ" Насилие над фактами [Abuse of Facts]. Trud (Interview) (باللغة الروسية). مقابلة مع Sergey Turchenko. Sergey Turchenko. مؤرشف من الأصل في 25 أغسطس 201925 يناير 2020.
  7. Biddiscombe, Perry (2001). "Dangerous Liaisons: The Anti-Fraternization Movement in the U.S. Occupation Zones of Germany and Austria, 1945–1948". Journal of Social History. 34 (3): 611–647. doi:10.1353/jsh.2001.0002. JSTOR 3789820.
  8. Heineman, Elizabeth (1996). "The Hour of the Woman: Memories of Germany's "Crisis Years" and West German National Identity". American Historical Review. 101 (2): 354–395. JSTOR 2170395.
  9. Kuwert, P.; Freyberger, H. (2007). "The unspoken secret: Sexual violence in World War II". International Psychogeriatrics. 19 (4): 782–784. doi:10.1017/S1041610207005376.
  10. "BBC - History - World Wars: The Battle for Berlin in World War Two". Bbc.co.uk. مؤرشف من الأصل في 2 أكتوبر 201810 ديسمبر 2014.
  11. Hanna Schissler The Miracle Years: A Cultural History of West Germany, 1949–1968 [1] - تصفح: نسخة محفوظة 05 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  12. "Silence Broken On Red Army Rapes In Germany". NPR.org. 17 July 2009. مؤرشف من الأصل في 29 يناير 201910 ديسمبر 2014.
  13. Hitchcock, William I. (2004). The Struggle for Europe: The Turbulent History of a Divided Continent, 1945 to the Present. Anchor Books.  . مؤرشف من الأصل في 4 أبريل 2019.
  14. Atina Grossmann. A Question of Silence: The Rape of German Women by Occupation Soldiers October, Vol. 72, Berlin 1945: War and Rape "Liberators Take Liberties" (Spring, 1995), pp. 42–63 MIT Press
  15. Seidler/Zayas: Kriegsverbrechen in Europa und im Nahen Osten im 20. Jahrhundert, Mittler, Hamburg Berlin Bonn 2002
  16. Sheehan, Paul (17 May 2003). "An orgy of denial in Hitler's bunker". سيدني مورنينغ هيرالد. مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 201807 ديسمبر 2010.
  17. Beevor, Antony (1 May 2002). "They raped every German female from eight to 80". الغارديان. London. مؤرشف من الأصل في 4 مايو 2019.
  18. Antony Beevor, The Fall of Berlin 1945.
  19. Richard Bessel, Germany 1945.
  20. Antony Beevor (5 August 2015). "By banning my book, Russia is deluding itself about its past". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 4 أبريل 201911 فبراير 2016.
  21. آن أبلباوم, Iron Curtain, The Crushing of Eastern Europe, p.32
  22. Roberts, Andrew (24 October 2008). "Stalin's army of rapists: The brutal war crime that Russia and Germany tried to ignore". Daily Mail. London. مؤرشف من الأصل في 24 مايو 2019.
  23. Naimark 1995، صفحة 92.
  24. Naimark 1995، صفحة 79.
  25. Naimark 1995، صفحات 108–109.
  26. Naimark 1995، صفحة 112.
  27. Naimark 1995، صفحات 114–115.
  28. Daniel Johnson (24 January 2002). "Red Army troops raped even Russian women as they freed them from camps". Telegraph.co.uk. مؤرشف من الأصل في 18 مايو 201910 ديسمبر 2014.
  29. Summers, Chris (29 April 2002). "Red Army rapists exposed". بي بي سي نيوز أون لاين. مؤرشف من الأصل في 25 فبراير 201927 مايو 2010.
  30. Roberts, Geoffrey (2013). Victory at Stalingrad: The Battle That Changed History. Routledge. صفحات 152–153.  .
  31. "By banning my book, Russia is deluding itself about its past | Antony Beevor". the Guardian. مؤرشف من الأصل في 4 أبريل 201906 أغسطس 2015.
  32. Moscow, Shaun Walker in. "Russian region bans British historians' books from schools". the Guardian. مؤرشف من الأصل في 3 نوفمبر 201806 أغسطس 2015.
  33. Naimark 1995، صفحات 132–133.
  34. SPIEGEL ONLINE, Hamburg, Germany (16 August 2007). "The Occupation and its Offspring: Lost Red Army Children Search for Fathers". SPIEGEL ONLINE. مؤرشف من الأصل في 7 مارس 201210 ديسمبر 2014.
  35. MacDonogh 2009، صفحات 178-179.
  36. Johnson, Daniel (25 January 2002). "Red Army troops raped even Russian women as they freed them from camps". London: ديلي تلغراف. مؤرشف من الأصل في 18 مايو 201930 مارس 2009.
  37. Polish town tears down statue marking the rape of millions of German women by Russian soldiers - تصفح: نسخة محفوظة 09 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  38. Ksenija Bilbija, Jo Ellen Fair, Cynthia E., The art of truth-telling about authoritarian rule, Univ of Wisconsin Press, 2005, p70
  39. Allan Cochrane, Making Up Meanings in a Capital City: Power, Memory and Monuments in Berlin, European Urban and Regional Studies, Vol. 13, No. 1, 5–24 (2006)
  40. J.M. Dennis, Rise and Fall of the German Democratic Republic 1945–1990, p.9, Longman, (ردمك )
  41. Jerry Kelly (2006). In the Grip of the Iron Curtain. صفحة 118. مؤرشف من الأصل في 4 يونيو 201616 يناير 2014.
  42. "Wife of ex-German chancellor Helmut Kohl 'raped at the age of 12 by Russian soldiers". The Daily Mail. 19 June 2011. مؤرشف من الأصل في 4 مارس 201626 ديسمبر 2014.
  43. Schwan, Heribert (2011). The Woman at his Side: Life and Suffering of Hannelore Kohl. Heyne Verlag.
  44. "Remember the Women Institute: Library - Book Reviews". Rememberwomen.org. مؤرشف من الأصل في 9 أكتوبر 201810 ديسمبر 2014.
  45. Gemma La Guardia Gluck (Author), Rochelle G. Saidel (Editor) (2007). Fiorello's Sister: Gemma LaGuardia Gluck's Story (Religion, Theology, and the Holocaust). Syracuse University Press.
  46. "The rape of Berlin". Dir.salon.com. مؤرشف من الأصل في 10 أغسطس 201110 ديسمبر 2014.
  47. 'In Berlin,' The Diary Of One Who Stayed - تصفح: نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  48. "German women break their silence on the rape of Berlin". The Age. Melbourne. 25 October 2008. مؤرشف من الأصل في 24 مايو 2019.
  49. Hegi, Ursula (4 September 2005). "After the Fall". The Washington Post. مؤرشف من الأصل في 24 أغسطس 2018.
  50. Taken by Force: Rape and American GIs in Europe during World War II. J Robert Lilly. (ردمك ) p.12
  51. Germany, SPIEGEL ONLINE, Hamburg. "Postwar Rape: Were Americans As Bad as the Soviets? - SPIEGEL ONLINE - International". SPIEGEL ONLINE. مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 201913 يوليو 2017.
  52. Harrington, Carol (2010). Politicization of Sexual Violence: From Abolitionism to Peacekeeping. London: Ashgate. pp. 80–81. (ردمك ). نسخة محفوظة 06 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  53. Schrijvers, Peter (1998). The Crash of Ruin: American Combat Soldiers in Europe During World War II. New York: New York University Press. p. 183. (ردمك ).
  54. White, Osmar (1996). Conquerors' Road: An Eyewitness Report of Germany 1945. Cambridge and New York: Cambridge University Press. pp. 97–98. (ردمك ).
  55. Longden, Sean. To the victor the spoils: D-Day to VE Day, the reality behind the heroism. Arris Books. صفحة 276.  .
  56. Emsley, Clive (2013) Soldier, Sailor, Beggarman, Thief: Crime and the British Armed Services since 1914. Oxford University Press, USA, p. 128-129; (ردمك )
  57. Biddiscombe, Perry (2001). "Dangerous Liaisons: The Anti-Fraternization Movement in the U.S. Occupation Zones of Germany and Austria, 1945–1948". Journal of Social History. 34 (3): 635. doi:10.1353/jsh.2001.0002. JSTOR 3789820.
  58. Stephenson, Jill (2006) Hitler's Home Front: Württemberg under the Nazis London: Continuum. p. 289. (ردمك ). نسخة محفوظة 25 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  59. Katz, Kaiser "[Chaos, Angst und leise Hoffnung. Kriegsende und französische Besatzung, in: Cornelia Kaiser, Ingrid Katz, Zwischen Hunger und Hoffnung. Nachkriegsalltag in Leonberg, Leonberg 1998, S. 7-12]
  60. Naimark 1995، صفحات 106–107.
  61. Dack 2008.
  62. Stuart Liebman and Annette Michelson. After the Fall: Women in the House of the Hangmen, October, Vol. 72, (Spring, 1995) pp. 4–14
  63. Pascale R . Bos, Feminists Interpreting the Politics of Wartime Rape: Berlin, 1945; Yugoslavia, 1992–1993 Journal of Women in Culture and Society 2006, vol. 31, no. 4, p.996-1025
  64. Gertjejanssen, Wendy Jo. 2004. "Victims, Heroes, Survivors: Sexual Violence on the Eastern Front during World War II." PhD diss., University of Minnesota.
  65. A 1942 Wehrmacht document suggested that the Nazi leadership considered implementing a special policy for the eastern front through which the estimated 750,000 babies born through sexual contact between the German soldiers and Russian women (an estimate deemed very conservative) could be identified and reclaimed as racially German. (The suggestion was made to add the middle names Friedrich and Luise to the birth certificates for boy and girl babies, respectively.) Although the plan was not implemented, such documents suggest that the births that resulted from rapes and other forms of sexual contact were deemed as beneficial, as increasing the "Aryan" race rather than as adding to the inferior Slavic race. The underlying ideology suggests that German rape and other forms of sexual contact may need to be seen as conforming to a larger military strategy of racial and territorial dominance. (Pascale R. Bos, Feminists Interpreting the Politics of Wartime Rape: Berlin, 1945; Yugoslavia, 1992–1993 Journal of Women in Culture and Society 2006, vol. 31, no. 4, pp. 996–1025)
  66. Grossmann, Atina. Jews, Germans, and Allies: Close Encounters in Occupied Germany. صفحة 290.
  67. Zur Debatte um die Ausstellung Vernichtungskrieg. Verbrechen der Wehrmacht 1941-1944 im Kieler Landeshaus (Debate on the War of Extermination. Crimes of the Wehrmacht, 1941-1944) ( كتاب إلكتروني PDF ) (باللغة الألمانية). Kiel. 1999. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 14 ديسمبر 2019.

قائمة المصادر

موسوعات ذات صلة :