كان التحالف الوطني لتحرير سوريا ائتلافًا بين جماعات المعارضة السورية، بدعم من الحكومة العراقية.[1][2] وقد جرى تأسيس التحالف الوطني في باريس في مارس 1982.[3][4] وبث صوت سوريا العربية ميثاق التحالف الوطني في 22 مارس 1982.[5] ودعا التحالف الوطني للنضال الشعبي المسلح من أجل الإطاحة بنظام الأسد.[6]
وقد جمع الائتلاف فصائل إسلامية وقومية عربية،[2] تتكون من الجناح السوري لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي يتخذ من بغداد مقرًا له، جماعة الإخوان المسلمين بزعامة عدنان سعد الدين، الجبهة الإسلامية بزعامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، الحزب الشيوعي - المكتب السياسي بزعامة رياض الترك، الحزب العربي الاشتراكي بزعامة أكرم الحوراني والاتحاد الاشتراكي العربي بزعامة جاسم علوان ومحمد الجراح، وكذلك شخصيات مستقلة مثل نسيم السفرجلاني، خالد الحكيم وحمود الشوفي.[3][4]
بالنسبة للحكومة العراقية، فإن قرار الحكومة السورية بعرقلة صادرات النفط العراقي إلى البحر المتوسط (في سياق انحياز سوريا إلى إيران في الحرب العراقية الإيرانية) دفعها إلى دعم إنشاء التحالف الوطني.[1] وأفيد أيضًا بأن الائتلاف حصل على الدعم من الأردن.[7] بالنسبة للإسلاميين، من ناحية أخرى، أصبح توحيد القوى مع الجماعات العلمانية ضرورة بعد الهزيمة في حماة في نفس العام. ولم يكن لميثاق التحالف الوطني سوى فقرة واحدة تشير إلى التراث الإسلامي لسوريا.[8] وقد تسببت هذه النزعة البراغماتية في الانشقاق داخل صفوف الإخوان المسلمين (القائد العسكري لجناحها العسكري عدنان عقلة اعتبرها خيانة) وكذلك من القوى الإسلامية في الخارج.[7][8][9] وقد انفصلت مجموعة من العلماء بقيادة طاهر خير الله عن جماعة الإخوان المسلمين احتجاجًا على التحالف الوطني.[10]
ومع ذلك، على الرغم من اتساع نطاقها السياسي، كانت غير قادرة على تعبئة أي ثورة شعبية ضد النظام الحالي في دمشق. وعوضًا عن ذلك، اقتصرت أنشطة الائتلاف إلى حد كبير على التشهير ضد حكومة دمشق. وأجرى القياديين البعثيين السوريين الموالين للعراق شبلي العيسمي وأمين الحافظ، بتمثيلهم اللتحالف الوطني، مقابلات مع الصحافة اتهموا فيها حافظ الأسد بأنه مسؤول عن فقدان مرتفعات الجولان في حرب الأيام الستة في عام 1967، الفظائع التي ارتكبت في حماة واتباع خط معتدل تجاه إسرائيل والولايات المتحدة.[2] ومن الجدير بالذكر أن تأسيس التحالف الوطني جاء بعد ثورة حماة، بحلول الوقت الذي كانت فيه إمكانية تعبئة أنشطة المعارضة داخل سوريا متأخرة جدًا.[11] بحلول منتصف الثمانينات كانت المنصة منحلة.[10]
المراجع
- Maʻoz, Moshe, and A. Yaniv. Syria Under Assad: Domestic Constraints and Regional Risks. London: Croom Helm in association with the Gustav Heinemann Institute of Middle Eastern Studies, University of Haifa, 1985. pp. 116-117 نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- Mekhon Shiloaḥ le-ḥeḳer ha-Mizraḥ ha-tikhon ṿe-Afriḳah, and Merkaz Dayan le-ḥeḳer ha-Mizraḥ ha-Tikhon ṿe-Afriḳah (Universiṭat Tel-Aviv). Middle East Contemporary Survey. New York: Holmes & Meier, 1985. p. 648 نسخة محفوظة 27 يونيو 2014 على موقع واي باك مشين.
- Ismael, Tareq Y., and Jacqueline S. Ismael. The Communist Movement in Syria and Lebanon. Gainesville [u.a.]: University Press of Florida, 1998. p. 197 نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- Lawson, Fred H. Why Syria Goes to War: Thirty Years of Confrontation. Ithaca [u.a.]: Cornell Univ. Press, 1996. p. 121 نسخة محفوظة 28 يونيو 2014 على موقع واي باك مشين.
- Mideast File, Vol. 1, eds 3–4. Learned Information, 1982. p. 404 نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- Hopwood, Derek. Syria 1945-1986: Politics and Society. London: Unwin Hyman, 1988. p. 67 نسخة محفوظة 2 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Dekmejian, R. Hrair. Islam in Revolution: Fundamentalism in the Arab World. Syracuse, N.Y.: Syracuse University Press, 1994. p. 116 نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- Khatib, Line. Islamic Revivalism in Syria: The Rise and Fall of Ba'thist Secularism. Milton Park, Abingdon, Oxon [England]: Routledge, 2011. p. 80 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 13 أكتوبر 20176 يناير 2017.
- Pipes, Daniel. Greater Syria The History of an Ambition. New York: Oxford University Press, 1990. p. 181 نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Pierret, Thomas. Religion and State in Syria: The Sunni Ulema Under the Ba'th. New York: Cambridge University Press, 2012. p. 190 نسخة محفوظة 15 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- Kienle, Eberhard. Contemporary Syria: Liberalization between Cold War and Cold Peace. London: British Academic Press in association with the Centre of Near and Middle Eastern Studies, School of Oriental and African Studies, University of London, 1997. pp. 86-87 نسخة محفوظة 27 يونيو 2014 على موقع واي باك مشين.