الرئيسيةعريقبحث

التطعيمات والدين


يتشارك كل من التطعيمات والدين علاقات متباينة من أنواع مختلفة، مع وجود بعض الذين يعارضون وغيرهم الذين يؤيدون استخدام اللقاحات.

تاريخياً

كان واعظ ماساشوستس المؤثر ماثر قوطون أول شخص معروف قام بمحاولة التلقيح ضد الجدري على نطاق واسع، حيث قام بتطعيم نفسه وأكثر من 200 شخص من جماعته ضد الجدري بمساعدة طبيب محلي، في حين أصبح رأيه معياراً، كما تسبب في أول رد فعل ضد التطعيمات.

كما كان رولاند هيل (1744م-1833م) واعظاً شعبياً باللغة الإنجليزية على دراية بإدوارد جينر والذي يعد رائداً في التطعيمات ضد الجدري حيث شجع على تطعيم التجمعات في المدن التي زارها أو بشر بها.[1] و نشر مساراً حول هذا الموضوع في عام 1806م،[2] وذلك في الوقت الذي رفض فيه الكثير من العاملين بالمجال الطبي موافقته، ثم في وقت لاحق أصبح عضواً في الجمعية الملكية جينيرريان التم تم إنشائها بعد قبول التطعيم في المملكة المتحدة والهند والولايات المتحدة الأمريكية.[3]

شكل العديد من رجال الدين في بوسطن والأطباء المتدينين المجتمع الذي عارض التطعيم في عام 1798م.[4] بينما اشتكى آخرون من أن هذه الممارسة خطيرة وتذهب إلى حد مطالبة الأطباء الذين ينفذون هذه الإجراءات ومحاكمتهم لمحاولة قتل العامة.[5]

وفي عام 1816م جعلت أيسلندا رجال الدين المسئولون عن التطعيم ضد الجدري يحتفظون بسجلات التطعيم لدائرتهم، وكذلك السويد كان لها ممارسات مماثلة.[6]

عندما تم إدخال التطعيمات إلى السياسة العامة للمملكة المتحدة وتبنته بعد ذلك كانت هناك معارضة من النقابيين وغيرهم، بما في ذلك الوزراء والمحافظين والمهتمين بالمساعدة الذاتية والأدوية البديلة[7] حيث كان تيموثي دوايت منافساً للأمصال.

وكانت مكافحة التطعيمات أكثر شيوعاً في الولايات البروتستانتية حيث أن أولئك الذين كانوا دينيين غالباً ما أتوا من الحركات الدينية القليلة ومثالاً عليهم حركات الكويكرز في المملكة المتحدة والمعمدانيين في السويد.[8]

قام المبشرون الكاثوليك والأنجليكان بتطعيم الساحل الشمالي الغربي للأمريكيين الأصليين خلال عام 1862م من وباء الجدري.[9]

وقد منع شهود يهوه أعضائهم من تلقي اللقاحات من عام 1931م وحتى 1952م ومنذ ذلك الحين عكست مواقفهم حيث تُركت الحرية لكل فرد بأن يحصل على التطعيم لنفسه وعائلته، وقد ذكرت بعض منشورات شهود يهوه أخباراً عن نجاح التطعيم.[10]

في الوقت الحالي

ترفض العلوم المسيحية أشكال مختلفة من الرعاية الطبية بشكل انتقائي بما في ذلك التطعيمات،[11][12] كما ترفض جماعة الحكمة العالمية وهي جماعة مبنية على أساس ديني،[13][14] وعندما قامت صحيفة نيويورك تايمز بتغطية جمعية الحكمة العالمية أشارت إلى أن العديد من الأسر قد استخدمت هذه العضوية الدينية لتجنب متطلبات التطعيم.[15] وفي قضية قضائية نقلا عن جمعية الحكمة العالمية أكدت محكمة الولايات المتحدة المحلية في نيويورك جواز المطالبة بالاستثناء الديني من التطعيم على أساس هذه العضوية.[16] تعارض الجمعيات المسيحية في الولايات المتحدة التطعيم الإلزامي للأمراض التي تنتشر بواسطة الاتصال الجنسي بحجة أن إمكانية المرض يعرقل حدوث الإتصال الجنسي، فعلى سبيل المثال يعارض مجلس أبحاث الأسرة الإلزامي التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري وكتب "إن اهتمامنا الأساسي هو الرسالة التي سيتم تسليمها للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9-12 عاماً مع إعطاء اللقاحات اللازمة ويجب الحرص على عدم إيصال مصطلح أن الإتصال الجنسي آمن".[17][18]

جعلت كنيسة يسوع المسيح في الأيام الأخيرة التطعيم للقديسين مبادرة رسمية في برنامج الإغاثة الإنسانية،[19] كما دعت الكنيسة أعضائها إلى رؤية أنه يجب تطعيم أطفالهم جيداً.[20]

يحظر كل من الإسلام واليهودية تناول بعض المواد الغذائية الحيوانية باعتبار أنها نجسة ولكن يستثنى من ذلك المنتجات الدوائية المستخلصة من هذه الحيوانات.[21][22]

وفي منطقة أتشيه وهي مقاطعة مستقلة في دولة إندونسيا لها الشريعة الإسلامية الخاصة بها، يرفض 80 بالمئة من الناس جميع التطعيمات بسبب المخاوف من وجود مشتقات الخنزير المستخدمة في صناعة اللقاحات (لأن تناول الخنزير يعتبر حرام).[23]

مراجع

  1. H. Bazin (19 January 2000). The eradication of smallpox: Edward Jenner and the first and only eradication of a human infectious disease. Academic Press. صفحات 75–.  . مؤرشف من الأصل في 27 يناير 2020.
  2. Ian Glynn; Jenifer Glynn (30 August 2004). The Life and Death of Smallpox. Cambridge University Press. صفحات 112–.  . مؤرشف من الأصل في 20 سبتمبر 2015.
  3. John Rhodes (24 September 2013). The End of Plagues: The Global Battle Against Infectious Disease. Palgrave Macmillan. صفحات 50–.  . مؤرشف من الأصل في 27 يناير 2020.
  4. David P. Mindell, The Evolving World: Evolution in Everyday Life (Cambridge, Mass.: Harvard University Press, 2007 [2006]), p. 10
  5. Andrew Dickson White (1896). "Theological opposition to inoculation, vaccination, and the use of anæsthetics". A History of the Warfare of Science with Theology in Christendom. Appleton17 أغسطس 2007.
  6. Pétursson P (1983). Church and Social Change: A Study of the Secularization Process in Iceland, 1830–1930. Helsingborg, Sweden: Plus Ultra. صفحات 70, 79.  .
  7. Durbach, Nadja. 2005. Bodily matters: the anti-vaccination movement in England, 1853-1907. Radical perspectives. Durham: Duke University Press. pp 40-45.
  8. Bourdelais, Patrice. 2006. Epidemics laid low: a history of what happened in rich countries. Baltimore: Johns Hopkins University Press. pp25-26.
  9. Boyd RW (1999). "A final disaster: the 1862 smallpox epidemic in coastal British Columbia". The Coming of the Spirit of Pestilence: Introduced Infectious Diseases and Population Decline Among Northwest Coast Indians, 1774–1874. Seattle: University of Washington Press. صفحات 172–201.  .
  10. About the Jehovah's Witnesses Christian denomination - Past opposition to vaccinations, religioustolerance.org نسخة محفوظة 08 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. Livio, Susan K. "Nearly 9,000 N.J. school children skipped vaccinations on religious grounds last year". مؤرشف من الأصل في 15 يناير 201811 مارس 2015.
  12. "Outbreak of Measles Among Christian Science Students – Missouri and Illinois, 1994". مؤرشف من الأصل في 07 يوليو 201711 مارس 2015.
  13. Congregation of Universal Wisdom, Congregation of Universal Wisdom, مؤرشف من الأصل في 31 يناير 2019,11 أبريل 2015
  14. Kellner, Mark (February 7, 2015), 'Religious' objections to vaccinations? There really aren't any, Deseret News, مؤرشف من الأصل في 03 أكتوبر 2016,11 أبريل 2015
  15. McNeil, Jr., Donald (January 14, 2003), Worship Optional: Joining a Church To Avoid Vaccines, نيويورك تايمز, مؤرشف من الأصل في 27 أكتوبر 2019,11 أبريل 2015
  16. Turner v. Liverpool Cent. School, 186 F. Supp.2d 187 (N.D.N.Y. 2002) نسخة محفوظة 24 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  17. Danny Fortson (2006-06-11). "Moral majority take on GSK and Merck over cancer drugs". The Independent. London. مؤرشف من الأصل في 13 يونيو 201802 نوفمبر 2006.
  18. Sprigg P (2006-07-15). "Pro-family, pro-vaccine – but keep it voluntary". Washington Post. مؤرشف من الأصل في 30 ديسمبر 201615 يونيو 2008.
  19. The Church of Jesus Christ of Latter-day Saints. "Church Makes Immunizations an Official Initiative, Provides Social Mobilization". مؤرشف من الأصل في 11 أبريل 201502 أغسطس 2012.
  20. "Immunize Children, Leaders Urge", Liahona, July 1978 (accessed 2 August 2012). نسخة محفوظة 20 يناير 2015 على موقع واي باك مشين.
  21. Mynors G, Ghalamkari H, Beaumont S, Powell S, McGee P (2004). "Drugs of porcine origin and their clinical alternatives: an introductory guide" ( كتاب إلكتروني PDF ). National Prescribing Centre. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 27 يناير 202012 مايو 2009.
  22. Gezairy HA (2001-07-17). "(Form letter EDB.7/3 P6/61/3)" ( كتاب إلكتروني PDF ). World Health Organization, Regional Office for the Eastern Mediterranean. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 03 مارس 201612 مايو 2009.
  23. Hasanudin Aco (April 3, 2015). "80 Persen Warga Aceh Anggap Imunisasi Haram, Ini Alasannya". مؤرشف من الأصل في 07 نوفمبر 2017.

موسوعات ذات صلة :