الرئيسيةعريقبحث

الحزام العربي


☰ جدول المحتويات


كان الحزام العربي مصطلح استعملته بعض الجهات للإيحاء بحملة تعريب اتهمت بانتهاجها حكومة البعث السورية كحماية ضد الاضطرابات الكردية المستقبلية في تركيا المجاورة. ظار الحديث حول بعض المناطق على خط الحدود التركية في أقصى شمال شرق سورية، في مناطق توجد فيها قرى يقطنها أكراد في محافظة الحسكة. تدعي بعض المصادر أنه تم توطين مجموعات قبلية عربية سنية في المنطقة في الفترة من عام 1965 إلى عام 1976 كجزء من سياسة حكومة البعث، التي أنشأت مجتمعات عربية بنتها الحكومة على أراض تابعة للدولة قرب قرى كردية.[1] وشرعت سوريا في تنفيذ هذه السياسة اعتباراً من عام 1973 وما بعده عندما وطنت سكانا من اللعرب الذين شردهم بناء سد الطبقة على الأراضي التي يملكها الكرد. تم التخلي عن هذه السياسة في عام 1976 ولكن لم تتم إزالة العرب الذين استقروا في المنطقة.[2]

خلفية

محافظة الحسكة غنية برواسب النفط والأراضي الزراعية الخصبة. تشير التقديرات إلى أن حوالي 50 إلى 60 في المائة من المخزون النفطي السوري تقع في منطقة المالكية.[3]

التخطيط

تولى حزب البعث السلطة في عام 1963 في سورية. عينت القيادة القطرية محمد طلب هلال في عام 1965 محافظاً للحسكة. وخلال فترته عملت القيادة القطرية بدءاً من عام 1966 على دراسة فكرة الحزام العربي، أثناء تنفيذ السوفييت مشروع سد الفرات.[4] تشير دراسة أعدها مكتب الفلاحين القطري التابع للحزب في أواخر عام 1966 إلى أن مساحة الحزام العربي بلغت 3,001،911 دونم، تمتد من المالكية على الحدود الإدارية بين محافظتي الحسكة والرقة، وبين قريتي تل جليلة وراجان، بعمق عشرة كيلومترات.[4] شهدت هذه المنطقة هجرة عشرات الآلاف من الكرد من تركيا على مدى عقود، بدءا من ثورة الشيخ سعيد بيران عام 1925 وحتى برنامج التأميم الناصري إبان عهد الوحدة بين 1958 و1961، الذي جذب أكرادا هدفوا للحصول على أراضٍ زراعية مجانية ضمن برنامج التأميم. نتيجة ذلك، وصل عدد الكرد الأجانب في المحافظة 25 ألف نسمة.[4] وقرر في عام 1965 بناء حزام عربي طوله 350 كم وعرضه 10–15 كم على طول الحدود السورية – التركية. وقد وصل الحزام إلى أقصى حدوده من الحدود العراقية في الشرق إلى رأس العين في الغرب. وبعد انقلاب آخر داخل حزب البعث، نجح حافظ الأسد في أن يصبح رئيسا لسوريا في عام 1970، وبدأ في تنفيذ الخطة في عام 1973. وتم تغيير اسم المشروع رسميا إلى "خطة إنشاء مزارع نموذجية تابعة للدولة في منطقة الجزيرة".[5]

التنفيذ

في السبعينيات من القرن الماضي، أنشأت الحكومة السورية 45 قرية وجلبت 4,000 أسرة عربية إلى منطقة الحسكة في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد.[6] هذه الأسر (ويبلغ مجموع أفرادها 24,000 نسمة كحد أقصى) نقلت من مناطق غمرتها مياه سد الفرات في محافظتي الرقة وحلب، ويشار إلى هؤلاء بالعرب الغمر (الذين تأثروا بالفيضانات). وأخذا بعين الاعتبار العدد الضئيل للمرحلين في محافظة عدد سكانها يناهز المليون نسمة، لم تؤثر هذه العملية على التوازن السكاني في المحافظة.[4]

أثره على الكرد

المشككون

المشككين في التأثيرات السلبية التي تركها هذا المشروع على السكان الكرد يقللون منها حيث يفيدون بأنه لم تنشأ أي قرية جديدة في مكان أي قرية كردية عامرة، ولم يُهجر أي فلاح كردي، على الرغم من إثارة الفلاحين الكرد للاحتجاج على المشروع. يضيفون أيضا أن السياسات التعريبية كانت شكلية ولفظية أكثر منها سياسات قومية بالمعنى الكمالي (نسبة إلى أتاتورك) الذي جرى في تركيا مثلاً.[4] كما يضيفون بأن سياسة الحزام العربي من ناحية النتائج سياسة اسمية، ومن الناحية الديمغرافية سياسة محدودة لا ترتقي إلى مرتبة التذويب والصهر. وأنه سجل فعلياً نهاية أفكار واتجاهات وسياسات تذويب الكرد عربياً.[4]

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. "The Battle for Syria's Al-Hasakah Province". Combating Terrorism Center at West Point. 24 أكتوبر 2013. مؤرشف من الأصل في 11 أبريل 2019.
  2. Cengiz Gunes (2015). The Kurds in a New Middle East: The Changing Geopolitics of a Regional Conflict (باللغة الإنكليزية). iUniverse. صفحة 64.  . مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 201926 ديسمبر 2018.
  3. 20 March 2013. "Syria's Oil Resources Are a Source of Contention for Competing Groups". New York Times. مؤرشف من الأصل في 29 سبتمبر 201728 سبتمبر 2017.
  4. مجموعة مؤلفين (2013). مسألة أكراد سورية: الواقع، التاريخ، الأسطرة ( كتاب إلكتروني PDF ). الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.  . مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 11 أبريل 201927 كانون الأول 2018.
  5. November 2009. "Group Denial: Repression of Kurdish Political and Cultural Rights in Syria" ( كتاب إلكتروني PDF ). Human Rights Watch. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 3 أغسطس 201828 سبتمبر 2017.
  6. Steven Carol (2015). Understanding the Volatile and Dangerous Middle East: A Comprehensive Analysis [فهم الحالة الهشة والخطيرة في الشرق الأوسط: تحليل شامل] (باللغة الإنكليزية). iUniverse.  . مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 201926 ديسمبر 2018.

موسوعات ذات صلة :