الرئيسيةعريقبحث

الجزيرة الفراتية


☰ جدول المحتويات


التقسيمات الإدارية للجزيرة الفراتية خلال الفترة الأموية والعباسية المبكرة، حيث كانت تضم ديار ربيعة وديار مضر وديار بكر.

الجزيرة الفراتية اختصارًا الجزيرة وتاريخيا إقليم أقور هي إقليم يمتد عبر شمال شرق سوريا وشمال غرب العراق وجنوب شرق تركيا. وهي الجزء الشمالي من وادي الرافدين. يحدها من الشرق جبال زاغروس ومن الشمال جبال طوروس وإلى الجنوب بادية الشام ومنخفضات الثرثار والحبانية.

بمفهومها الجغرافي الأوسع، تضم الجزيرة كل من محافظة نينوى ومحافظة صلاح الدين وجزء من محافظة كركوك وقسم من محافظة الأنبار حتى مدينة هيت في العراق ومحافظة الحسكة بشكل كامل بالإضافة لمناطق من محافظتي دير الزور والرقة في سوريا، ومحافظات أورفة وماردين وديار بكر وبطمان وسعرد وشرناق وأديامان ووان وبدليس وإلازغ (أو معمورة العزيز) بشكل كامل بإضافة لأجزاء من بينكل وملطية في تركيا. ويطلق حاليا اسم الجزيرة في الغالب على المنطقة بين الرقة والموصل.

التاريخ

خريطة تظهر موقع الجزيرة في العهد العباسي - لي سترانج.

سكن الجزيرة الآراميون وأسسوا فيها عدة ممالك سقطت تحت سيطرة الآشوريين, وهاجرت إليها قبائل عربية عندما تفرق أبناء عدنان فقصدتها قبيلة تغلب العربية [1]. كما شهدت المنطقة في ظهور ممالك سريانية وعربية مثل مملكة الرها والحضر وتدمر وحدياب. كما أصبحت مركزا هاماً للمسيحية السريانية في القرون المسيحية الأولى.

وقعت المنطقة بعد مجيء الإسلام تحت سيطرة الأمويّين والعباسيين. كما نشأت فيها إمارات إسلامية كالزنكيين والأيوبيين والحمدانيين وغيرهم.

وتشير الكتابات التاريخية إلى منطقة الجزيرة باسم إقليم آقور وهو أحد الأقاليم العربية السبع حسب الجغرافيين العرب من أمثال شمس الدين المقدسي المتوفى 990 م في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، إذ يروي في جمل شؤون هذا الإقليم فيقول: هذا أيضا إقليم نفيس، ثم هو ثغر من ثغور المسلمين ومعقل من معاقلهم لأن آمد اليوم دار جهادهم والموصل من أجل انضادهم. وجزيرة ابن عمر أحد منازههم، ومع ذلك هو واسطة بين العراق والشام ومنازل العرب في الإسلام. ومعدن الخيل العتاق، ومنه ميرة أكثر العراق. رخيص الأسعار جيد الثمار ومعدن الأخيار. أما الهواء والرسوم فمقاربة للشام مشابهة للعراق، وبه مواضع حارة، وبه نخيل مثل سنجار ومدن الفرات، وكورة أمد باردة لقربها من الجبال وأصح بلدانه هواء الموصل. وأكثر بنيانهم الحجارة ولا أعرف به ماء رديا ولا واديا وبيا ولا طعام إلا تجده مريا. وليس به مجوس، ومعدن الصابئين بالرها وحران في جميع المملكة.. ولغتهم لغة حسنة أصح من لغة الشام لأنهم عرب، أحسنها الموصلية وهم أحسن وجوها وهي أصح هواء من سائر الإقليم وقد جمعت أكثر القبائل أكثرهم حارثيون.[2]

كان العرب يسمون بلاد مابين النهرين العليا بـالجزيرة، لأن أعالي دجلة والفرات كانت تكتنف سهولها وكانت الجزيرة تنقسم إلى ثلاث ديار:

  1. ديار ربيعة
  2. ديار مضر
  3. ديار بكر

وهي نسبة إلى القبائل العربية مضر بن نزار بن معد بن عدنان وبكر وتغلب ابني وائل من ربيعة بن معد بن عدنان التي نزلت الجزيرة قبل الإسلام فعرف كل من هذه الديار بقبيلته. وكانت مدينة الموصل على نهر دجلة ، أجل مدن ديار ربيعة، وكانت مدينة الرقة على الفرات، قاعدة ديار مضر، وآمد في أعالي دجلة وهي أكبر مدن ديار بكر وهي أقصى هذه الديار شمالا.

أما تسميات الجزيرة فقسم من العرب القدامى فقد سماها المقدسي و ياقوت الحموي بأقور وأصل أسم أقور غير واضح ويبدو أنه الأسم القديم للجزيرة.

وكانت تفصل بين حدود هذه الديار فواصل مائية فقد كانت ديار بكر وهي سقى دجلة من منبعه إلى منعطفه العظيم في الجنوب إلى أسفل تل فافان، وكانت ديار مضر إلى الجنوب الغربي وهي الأرض المحادية للفرات من سميساط جيث يغادر سلاسل الجبال منحدرا إلى مدينة عانة مع السهول التي يسقيها نهر البليخ رافد الفرات الآتي من حران، أما ديار ربيعة فقد كانت في شرق ديار مضر وتتالف من الأرض التي في شرق الخابور الكبير (خابور الفرات) المنحدر من رأس العين ومن الأرض التي في شرق الهرماس وهو النهر المنساب في وادي الثرثار بأتجاه الشرق إلى دجلة وكذلك من الأرض على ضفتي دجلة تمتد بأنحدار التهر من تل فافان إلى تكريت أي الأرض التي في غرب دجلة حتى نصيبين والتي في شرقه المشتملة على السهول التي يسقيها الزاب الأسفل والزاب الأعلى ونهر الخابور الصغير (خابور دجلة).[3]

المناخ

المناخ متوسطي شبه جاف يتميز بالصيف الطويل الجاف والهواء الساخن شحيح الرطوبة والشتاء واضح البرودة ومتعدد الأمطار بينما الربيع معتدل مع أمطار متقطعة.

الجغرافيا الطبيعية

جبل كوكب بالحسكة، سورية

الجزيرة أرض خصبة جدا ,وفيها تنوع كبير من حيث طبيعة الأرض من سهول وهضاب وجبال وأودية وأنهار. ومن أشهر الأنهار فيها:

كما توجد فيها جبال وتلال ذات أهمية تاريخية ودينية مثل:

تشتهر المنطقة كذلك بوجود تنوع نباتي كبير

مصادر

  1. كتاب الرحيق المختوم , باب " موقع العرب وأقوامها " , ص15
  2. ", أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، شمس الدين المقدسي، طبع في لايدن بالمانيا، مطبعة برايل، 1906, النسخة الأصلية حوالي عام 980 م، ص. 136-150.
  3. بلاد الجزير قبل الفتح الأسلامي وفي ايامه ، محمود شيت خطاب ،مجلة المجمع العلمي العراقي ،مج36،ج1 ،1985، ص5-6

موسوعات ذات صلة :