السلوك المضاد للرهاب، هو نوع من الاستجابة للقلق، و التي عوضاً عن الشعور بوجود مصدر للخوف و الرُهاب، تسعى إلى إيجاد مخرج و مهرب منه، على أمل تجاوز المسبب الأول للقلق. خلافاً للسلوك النكوصي، يعتبر هذا السلوك أقل حدوثاً، و لكنه ليس نادراً تماماً. و قد يكون البحث عن مصدر الأول للقلق و مواجهته طريقة أخرى لإخفاء المخاوف، و لكن هذه المرة في الثقة الزائدة بالنفس.
عادة ما تعتبر السلوكيات المتهورة من صنف السلوكيات المضادة للرُهاب؛ لما تتضمنه من إنكار للخطر الذي تتم مواجهته.. عموماً اعتماد هذا النوع من التصرفات بشكل دائم قد يعكس محاولة لتزييف و إخفاء القلق الزائد، من خلال محاولة الظهور بمظهر القوة و السيطرة.
السلوكيات المُضادة للرهاب و الجنس
يعتبر الجنس مجالاً رئيسياً لظهور هذا النوع من السلوكيات.. في بعض الأحيان يكون الإفراط في الرغبة الجنسية سببه الخوف من فقدان الأشياء التي يتمسك الشخص و يتعلق بها.
و بالنسبة البالغين فقد يعمدون إلى المبالغة في تثمين الجنس من أجل تغطية مخاوف كامنة في اللاواعي .. أما المراهقين، الذين يخشون من ممارسة الجنس، فقد يلجأون إلى نوع من الممارسات الجنسية الزائفة تماماً، كالعادة السرية.
مثل هذه المقاربة الجنسية للسلوكيات المضادة للرهاب يمكن أن تجد مكانها في الرؤية المابعد حداثية للجنس باعتباره قد يتمظهر حتى في السلوكيات الرياضية أو الهوس بالنظافة، و التي تتعزز بما وصفه كين ويلبر بالضحالة المندفعة التي لا تعرف الخوف.
السلوكيات المُضادة للرهاب و اللغة
رأت جوليا كريستيفا أن اللغة قد تكون أحد الأدوات المناسبة لبلورة السلوكيات المضادة للرُهاب عند الطفل. و يشير علم نفس الأنا إلى أن المعاني المحسوسة للكلمات قد تؤدي إلى كسر السلوك المضاد للرُهاب، و العودة إلى حالة الخوف و القلق.
فرويد
يرى ديدير أنزو أن تنظير فرويد للتحليل النفسي يمكن اعتباره كسلوك دفاعي مضاد للرهاب و القلق، و لكن من خلال قالب ذهني؛ حيث اعتبر أن هذا يتمظهر من خلال اجتراره الدائم للمصطلحات المتعلقة بالعاطفة و الغرائز، و التي هي مصدر الخوف الحقيقي عنده.
العلاج
يرى المحلل النفسي أوتو فينشل أن الابتعاد عن تنظيم السلوكيات مضادة للرهاب هو الخطوة الأولى في سبيل العلاج، و يجب أن يتبعها تحليل لمصدر القلق الأصلي، كما يرى أن الصدمة النفسية قد توقف السلوكيات المضادة للرهاب، منتهية بنتائج مؤلمة للمريض، و لكنها قد تعتبر مفيدة من وجهة نظر علاجية.
أمثلة من الثقافة
يمكن اعتبار الانجذاب إلى أفلام الرعب كنوع من السلوكيات المُضادة للرهاب، خاصة أن كثير من الممثلين في هذه الأفلام يعانون من الخجل و القلق في حياتهم العادية.