الرئيسيةعريقبحث

العنف ضد المسلمين في الهند


☰ جدول المحتويات


منذ تقسيم الهند في عام 1947، وقعت العديد من أعمال العنف ضد المسلمين في الهند. وفي كثير من الأحيان كانت هذه الأعمال علی شكل هجمات عنيفة على المسلمين من قبل الغوغاء الهندوس وذلك في اطار العنف الطائفي بين المجتمعات الهندوسية والمسلمة. قُتل أكثر من 10000 شخصا في 6933 حالة من حالات العنف الطائفي بین الهندوس والمسلمين بين عامي 1954 و 1982.[1]

هناك أسباب عديدة وراء هذه أعمال العنف ضد المسلمين. يُعتقد أن الجذور تكمن في تاريخ الهند منها الغضب من الفتح الإسلامي للهند خلال العصور الوسطى، والسياسات التي وضعها المستعمرون البريطانيون في البلاد، وتقسيم الهند إلى دولة باكستان الإسلامية والهند ذات الأقلية المسلمة. ويعتقد العديد من الباحثين أن هذه حوادث العنف ضد المسلمين لها دوافع سياسية وهي جزء من استراتيجية الأحزاب السياسية التي تدعو إلى القومية الهندوسية، مثل حزب بهاراتيا جاناتا (الجناح السياسي لـتنظيم RSS). ويعتقد باحثون آخرون أن العنف غير منتشر وأنه يقتصر على مناطق حضرية معينة بسبب الظروف الاجتماعية والسياسية المحلية.[2]

المظهر

كثيرًا ما يكون العنف ضد المسلمين على شكل هجمات من جانب أفراد العصابات الهندوسية على المسلمين.[3][4] يشار إلى هذه الهجمات على أنها أعمال شغب طائفية في الهند ويُنظر إليها على أنها جزء من نمط من العنف الطائفي المتقطع بين غالبية الطوائف الهندوسية والأقلية المسلمة، بالإضافة إلى أنها مرتبطة بزيادة نسبة الإسلاموفوبيا طوال القرن العشرين. وقعت معظم الحوادث في الولايات الشمالية والغربية للهند، في حين أن المشاعر الشعبية في الجنوب كانت أقل وضوحًا.[5] من بين أكبر حوادث عمليات القتل العنيفة تلك التي وقعت في كالكوتا الكبرى في عام 1946، وبيهار، وغارمتشوار في عام 1946 بعد أعمال شغب ناخالي في البنغال الشرقية، ومذبحة المسلمين في جامو في عام 1947، وقتل المسلمين على نطاق واسع في أعقاب عملية البولو في حيدر آباد، وأعمال الشغب المعادية للمسلمين في كولكاتا في أعقاب أعمال الشغب في باريسال عام 1950 وأعمال الشغب في شرق باكستان عام 1964، وأعمال الشغب في غوجارات عام 1969، وأعمال الشغب في بهواندي، وأعمال الشغب في غوجارات في عام 1984، وأعمال شغب بهاجالبور في عام 1989 ، وأعمال شغب بومباي ونيلي في عام 1983 وأعمال الشغب في غوجارات في عامي 2002 و2013.[6]

رسخت أنماط العنف هذه منذ التقسيم، إذ قامت عشرات الدراسات بتوثيق حالات العنف الجماعي ضد مجموعات الأقليات.[7] قُتل أكثر من 10,000 شخص في أعمال عنف طائفية بين الهندوس والمسلمين منذ عام 1950. وفقًا للأرقام الرسمية، كانت هناك 6933 حالة عنف طائفي بين عامي 1954 و1982، وقتل 530 من الهندوس و1598 من المسلمين في إجمالي 3949 حالة من أعمال العنف الجماعي بين عامي 1968 و1980. [8]

وقعت حوادث عنف جماعي في عام 1989 في جميع أنحاء شمال الهند. يعتقد برافين سوامي أن أعمال العنف الدورية هذه «شوهت تاريخ الهند بعد الاستقلال» وأعاقت أيضًا قضية الهند في جامو وكشمير فيما يتعلق بنزاع كشمير.[9]

في عام 2017، ذكرت صحيفة إندياسبيند أن 84٪ من ضحايا عنف الأبقار في الهند في الفترة من 2010 إلى 2017 كانوا مسلمين، وتم الإبلاغ عن ما يقرب من 97٪ من هذه الهجمات بعد مايو 2014.

الأسباب والآثار

تكمن جذور هذا العنف في تاريخ الهند النابع من الاستياء المستمر من الهيمنة الإسلامية على الهند خلال العصور الوسطى، والسياسات التي وضعها المستعمرون البريطانيون في البلاد، والتقسيم العنيف للهند إلى باكستان الإسلامية، والهند مع أقلية كبيرة -ولكنها تبقى أقلية- مسلمة. وصف بعض العلماء حوادث العنف ضد المسلمين بأنها ذات دوافع سياسية ووصفوها بأنها مذابح أو أعمال إبادة جماعية[10][11][10][11]، أو شكل من أشكال إرهاب الدولة «مذابح سياسية منظمة بدلاً من مجرد [أعمال شغب]». يجادل آخرون أنه على الرغم من مواجهة مجتمعهم للتمييز والعنف، إلا أن بعض المسلمين حققوا نجاحًا كبيرًا، وأن العنف ليس واسع الانتشار مثلما يبدو، بل يقتصر على مناطق حضرية معينة بسبب الظروف الاجتماعية والسياسات المحلية، وهناك العديد من المدن التي يعيش فيها المسلمون والهندوس في سلام مع عدم وجود حوادث عنف طائفية تقريبًا.[12] في أعمال الشغب المعادية للمسلمين في الهند، قُتل ثلاثة مسلمين من أجل هندوسي واحد. بالإضافة إلى أن التنافس الاقتصادي بين الهندوس والمسلمين يؤدي أيضًا إلى أعمال شغب مخطط لها تستهدف الشركات الإسلامية تحديدًا.[13]

دور الأحزاب السياسية

يشعر العديد من علماء الاجتماع أن العديد من أعمال العنف هذه تتلقى دعمًا مؤسساتيًا، لا سيما من قبل الأحزاب السياسية والمنظمات المرتبطة بالمنظمة التطوعية القومية الهندوسية، «راشتريا سوايامسيفاك سانغ [آر إس إس]». يتهم العلماء حزب بهاراتيا جاناتا (بي جاي بّي) وشيف سينا على وجه الخصوص بالتواطؤ في حوادث العنف هذه «واستخدام العنف ضد المسلمين واعتباره جزءًا من استراتيجية انتخابية أكبر».[14][15][16][17] على سبيل المثال، أوضحت الأبحاث التي أجراها راحيل داتيوالا ومايكل بيجس أن عمليات القتل أعلى بكثير في المناطق التي يواجه فيها حزب بهاراتيا جاناتا معارضة انتخابية شديدة مقارنة بالمناطق التي يكون فيها بالفعل قويًا. شهدت مناطق شمال الهند في عام 1989 زيادة في الهجمات المنظمة ضد المسلمين، وحقق حزب بهاراتيا جاناتا نجاحًا أكبر في الانتخابات المحلية وانتخابات الولاية.[18] [وخلص عالم الأنثروبولوجيا الاجتماعية ستانلي جياراجا تامبيا إلى أن العنف في بهاغالبور في عام 1989، وهاشيمبورا في عام 1987 وفي موراد آباد 1980 كان عبارة عن عمليات قتل منظمة. وفقًا لرام بونياني، انتصر حزب شيف سينا في الانتخابات بسبب أعمال العنف في التسعينيات، وحزب بهاراتيا جاناتا في غوجارات بعد عنف 2002.[19]

مع ذلك يحذر جيان براكاش من أن تصرفات حزب بهاراتيا جاناتا في ولاية غوجارات لا تمثل مجمل الهند، ويبقى أن نرى ما إذا كانت حركة هيندوتفا قد نجحت في نشر هذه الاستراتيجية على الصعيد الوطني.[20]

العوامل الاقتصادية والثقافية

يستخدم القوميون الهندوس القهر التاريخي للهند من قبل المسلمين ذريعة للعنف. إذ يشعرون أنه منذ التقسيم تحالف المسلمون الهنود مع باكستان بالإضافة إلى اعتبارهم إرهابيين محتملين، وبالتالي يجب على الهندوس الانتقام من هذه الأخطاء الماضية وإعادة تأكيد إرثهم. كان ارتفاع معدل الخصوبة بين المسلمين موضوعًا متكررًا في خطاب اليمين الهندوسي. يزعمون أن ارتفاع معدل المواليد بين المسلمين هو جزء من خطة تهدف إلى تحويل الهندوس إلى أقلية داخل بلدهم.[21]

يوجد سبب آخر لتفشي العنف وهو الحراك التصاعدي للطبقات الدنيا الناجم عن توسع الاقتصاد. إذ أصبح العنف الطائفي بديلًا عن التوتر الطبقي. القوميون، بدلًا من التعامل مع مزاعم الطبقة الدنيا، ينظرون إلى المسلمين والمسيحيين على أنهم «غير هنديين تمامًا» بسبب ديانتهم، ويصورون أولئك الذين يقومون بهذه الهجمات على أنهم «أبطال» دافعوا عن الأغلبية ضد «غير المواطنين».[20] يُنظر إلى المسلمين على أنهم مشتبه بهم ويُشكك في ولائهم للدولة بسبب سوء النية الذي ما يزال سائدًا بعد أعمال العنف أثناء التقسيم. حسب عمر الخالدي:

خُطط إلى أعمال العنف ضد المسلمين ونُفذت من أجل جعلهم يعانون اقتصاديًا واجتماعيًا، ونتيجة نهائية لهذا التخلف الاقتصادي والاجتماعي، واستيعابهم في الصفوف الدنيا للمجتمع الهندوسي.[22]

أُعطيت القومية الثقافية أيضًا سببًا لحالات العنف التي ارتكبها شيف سينا والتي ادعت في البداية أنها تتحدث باسم أهالي ولاية ماهاراشترا، لكنهم سرعان ما حولوا خطابهم إلى التحريض على العنف ضد المسلمين. شارك شيف سينا في أعمال العنف في عام 1984 في بلدة بهواندي، ومرة أخرى في أعمال العنف في بومباي في عامي 1992 و1993. في كلتا هاتين الحالتين، حصل سينا على مساعدة من الشرطة والمسؤولين المحليين. حرض حزب سينا على العنف في عامي 1971 و1986. وفقًا للباحث سوديبتا كافيراج، فإن الفيشفا هندو باريشاد (ڤي إف بّي) أو المجلس الهندوسي العالمي، ما زالوا متورطين في النزاعات الدينية التي بدأت في العصور الوسطى.[23][24]

انظر أيضاً

المراجع

  1. ʻAbd Allāh Aḥmad Naʻīm (2008). Islam and the Secular State: Negotiating the Future of Shari'a. Harvard University Press. صفحة 161.  . مؤرشف من الأصل في 16 يناير 2014.
  2. Yogesh Atal (2009). Sociology and Social Anthropology in India. Pearson Education India. صفحات 250–251.  . مؤرشف من الأصل في 19 ديسمبر 2016.
  3. Brass 2003، صفحة 65.
  4. Riaz 2008، صفحة 165: "Violence perpetrated against Muslims is now naturalized: riots are 'well-known and accepted transgression of routine political behavior in India.' ... 'Hindu-Muslim riots and anti-Muslim pogroms have been endemic in India since independence.'"
  5. Cohen 2013، صفحة 66.
  6. Ganguly 2007، صفحة 135.
  7. Pennington 2012، صفحة 32.
  8. Brass 2003، صفحة 60.
  9. Swami 2006، صفحة 217.
  10. Holt 1977، صفحة 117.
  11. Sikand 2004، صفحة 126.
  12. Metcalf 2009، صفحة 117.
  13. Varshney.
  14. Brass b.
  15. Jaffrelot 2011، صفحة 376.
  16. Sarkur 2007، صفحة 187.
  17. Brekke 2012، صفحات 86–87.
  18. Tambiah 1997، صفحة 321.
  19. Prakash 2007، صفحات 177–179.
  20. Puniyan 2003، صفحات 12–13.
  21. Weigl 2012، صفحة 19.
  22. Puniyan 2003، صفحة 153.
  23. Kaviraj 2010، صفحة 245.
  24. Kaur 2005، صفحة 160.

موسوعات ذات صلة :