الشيخ المقداد الرفاعي من رجال التصوف الإسلامي وأعلام الطريقة الرفاعية
| ||
---|---|---|
معلومات شخصية | ||
مكان الميلاد | بغداد، العراق | |
الوفاة | 590 هـ المقدادية، العراق |
|
الإقامة | من بغداد | |
العقيدة | أهل السنة | |
الاهتمامات | التصوف | |
تأثر بـ | أحمد بن علي الرفاعي |
اسمه ونسبه
المقداد بن محمد بن الحسن بن يوسف بن محمد المختار، بن محمد أبو النجا، بن علي زين العابدين، بن عبد الخالق، بن محمد أبو الطيب، بن عبد الله محمد الكاتم، بن عبد الخالق، بن أبو القاسم، جعفر الزكي، بن علي الهادي، بن محمد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين بن علي بن أبي طالب [1] زوج السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد».[2][3][4]، أحد تلاميذ أحمد الرفاعي القطب الصوفي المعروف والمدفون في مدينة المقدادية العراقية والمنسوبة اليه، وهو أحد أعلام التصوف الإسلامي وأعلام أقليم طريق خراسان العراقي في العصر العباسي الثاني.
حياته
هو أحد أعلام الطريقة الرفاعية، يمت بصلة نسب قريبة للقطب المصري أبراهيم الدسوقي وللشيخ منصور البطائحي، وله شقيق واحد هو الشيخ مقدام الرفاعي، كان شافعيا أشعريا، حاله حال أغلب رجال التصوف في عهده، وكان الشيخ المقداد، يأمر مريديه في مجالس وعظه بالتزام حدود الشرع الإسلامي، ويحذر الناس من أهل الشطح والغلو ويقول: "هؤلاء قطاع الطريق فاحذروهم" وكان يكره أصحاب القول بالحلول والوحدة المطلقة الذين يقولون إن الله يحل بالعالم ويقول : "هؤلاء قوم أخذتهم البدعة من سروجهم، إياكم ومجالستهم" وكان يأمر باتباع هدى الشريعة والسير على طريقة المصطفى ويقول: "اتبع ولا تبتدع، فإن اتبعت بلغت النجاة وصرت من أهل السلامة، وإن ابتدعت هلكت".
كان متواضعا في نفسه، خافضا جناحه لإخوانه غير مترفع وغير متكبر عليهم، وروي عنه أنه قال : "سلكت كل الطرق الموصلة فما رأيت أقرب ولا أسهل ولا أصلح من الافتقار والذل والانكسار، فقيل له : يا سيدي فكيف يكون ؟ قال : تعظم أمر الله، وتشفق على خلق الله، وتقتدي سنة سيدك رسول الله صلى الله عليه وسلم". وكان يخدم نفسه، ويخصف نعله، ويجمع الحطب بنفسه ويشده بحبل ويحمله إلى بيوت الأرامل والمساكين وأصحاب الحاجات، ويقضي حاجات المحتاجين، ويقدم للعميان نعالهم، ويقودهم إذا لقي منهم أناسا إلى محل مطلوبهم، وكان يمشي إلى المجذومين والزمنى ويغسل ثيابهم ويحمل لهم الطعام، ويأكل معهم ويجالسهم ويسألهم الدعاء، وكان يعود المرضى ولو سمع بمريض في قرية ولو على بعد يمضي إليه ويعوده، وكان شفيقا على خلق الله يرأف باليتيم، ويبكي لحال الفقراء ويفرح لفرحهم، وكان يتواضع للفقراء.
وقد قال مشايخ أهل عصره: كل ما حصل للرفاعي من المقامات إنما هو من كثرة شفقته على الخلق وذل نفسه. وكان أحمد الرفاعي يعظّم العلماء والفقهاء ويأمر بتعظيمهم واحترامهم ويقول: هؤلاء أركان الأمة وقادتها.
كان المقداد الرفاعي متجردا من الدنيا، ولم يدخر أموالها، بل كان لا يجمع بين لبس قميص وقميص لا في صيف ولا في شتاء، مع أن ريع أملاكه كان أكثر من ريع أملاك الأمراء، وكان كل ما يحصل منها ينفقه في سبيل الله على الفقراء والسالكين والواردين إليه، وكان يقول: الزهد أساس الأحوال المرضية والمقامات السنية. وكان يقول: طريقي دين بلا بدعة، وعمل بلا كسل، ونية بلا فساد، وصدق بلا كذب، وحال بلا رياء.
تقوم الطريقة الرفاعية على العمل بمقتضى ظاهر الكتاب والسنة، ثم أخذ النفس بالمجاهدة والمكابدة، والإكثار من الذكر، وقراءة الورد، وذلك وفق إرشادات الشيخ وتوجيهاته، مع ضرورة التسليم والانقياد له والانصياع لأوامره. وعلى المريد أن يتمسك بالكتاب والسنة ثم تعاليم الشيخ ويعمل بما قاله من الالتزام بالسنة، وموافقة السلف الصالح على حالهم، ولباس ثوب التعرية من الدنيا والنفس، وتحمل البلاء، ولبس الوقار واجتناب الجفاء.
وقد اشتهر عن بعض أتباع الرفاعي حديثا القيام بأفعال عجيبة مبتدعة كاللعب بالثعابين، وركوب الأُسود، والدخول في النيران المشتعلة دون أن تحرقهم أو تؤثر فيهم، وغيرها، فهذه مما لم تكن معروفة عند الشيخ الرفاعي، لكنها استُحدثت بعد وفاته، وإن كان الشيخ قد عُرف بحنانه الشديد على الإنسان والحيوان، وكان أشد ما يكون حدبًا ورعاية للحيوانات الضالة والمريضة.
من شيوخه
- الشيخ أحمد الرفاعي.
- الشيخ علي بن أدريس البعقوبي.
- الشيخ الحافظ عز الدين الفاروقي.
- الشيخ أحمد البدوي.
- العارف بالله أبو الحسن الشاذلي.
- الشيخ عبد الله الحراكي الحسيني ابن عمته.
- الشيخ نجم الدين الأصفهاني شيخ الإمام إبراهيم الدسوقي.
- الشيخ أحمد علوان المالكي.
- الحافظ جلال الدين السيوطي.
- الشيخ عقيل المنبجي.
- الشيخ علي الخواص.
من أوراده
اللهم يا علي، يا عظيم، يا حليم، يا عليم، آنت ربي وعلمك حسبي، فنعم الرب ربي ونعم الحسب حسبي، تنصر من تشاء وآنت العزيز الرحيم، نسالك العصمة في الحركات والسكنات والكلمات والارادات والخطرات من الشكوك والظنون والأوهام الساترة للقلوب عن مطالعة الغيوب، فقد ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا، وأذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا، فثبتنا وانصرنا، وسخر لنا هذا البحر كما سخرت البحر لموسى، وسخرت النار لإبراهيم، وسخرت الجبال والحديد لداود، وسخرت الريح والشياطين والجن لسليمان، وسخر لنا كل بحر هو لك في الأرض والسماء، والملك والملكوت، وبحر الدنيا وبحر الآخرة، وسخر لنا كل شيء، يا من بيده ملكوت كل شيء، كهيعص، كهيعص، كهيعص، انصرنا فانك خير الناصرين، وافتح لنا فانك خير الفاتحين، واغفر لنا فانك خير الغافرين، وارحمنا فانك خير الراحمين، وارزقنا فانك خير الرازقين، واهدنا ونجنا من القوم من القوم الظالمين، وهب لنا ريحا طيبة كما هي في علمك، وانشرها علينا من خزائن رحمتك، واحملنا بها حمل الكرامة مع السلامة والعافية في الدين والدنيا والآخرة انك على كل شيء قدير، اللهم يسر لنا أمورنا مع الراحة لقلوبنا وأبداننا، مع السلامة والعافية في ديننا ودنيانا، وكن لنا صاحبا في سفرنا، وخليفة في أهلنا، واطمس على وجوه أعدائنا، وامسخهم على مكانتهم فلا يستطيعون المضيء ولا المجيء إلينا، ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فآني يبصرون، ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون، يس، والقران الحكيم، انك لمن المرسلين، على صراط مستقيم، تنزيل العزيز الرحيم، لتندر قوما ما انذر آباؤهم فهم غافلون، لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون، انا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون، وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون، شاهت الوجوه، شاهت الوجوه، شاهت الوجوه، وعنت الوجوه للحي القيوم، وقد خاب من حمل ظلما، طس، حمعسق، مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان، (حم، حم، حم، حم ,حم، حم ,حم) حُم الآمر، وجاء النصر، فعلينا لا ينصرون (حم، تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم، غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول، لا اله إلا هو إليه المصير) ,بسم الله بابنا، تبارك حيطاننا، يس سقفنا، كهيعص كفايتنا، حمعسق حمايتنا (فسيكفكهم الله وهو السميع العليم – ثلاثا -)، ستر العرش مسبولا علينا، وعين الله ناظرة إلينا، بحول الله لا يقدر علينا، والله من ورائهم محيط، بل هو قران مجيد في لوح محفوظ، (فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين – ثلاثا -)، (إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين – ثلاثا -)، (فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، – ثلاثا-)، (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم – ثلاثا -)، (ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم – ثلاثا -)، وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، والحمد لله رب العالمين
وفاته وضريحه
عندما بلغ 69 من عمره ومرض مرضا عضال ،وبقي مريضاً أكثر من سنة، إلى أن وافته المنية يوم الجمعة 22 رمضان عام 590 هـ، وما زال مرقده من معالم مدينة المقدادية ،والتي سميت على اسمه المقداد ،وهذاما أكده رواد المدرسة التاريخية العراقية الحديثة ،كالعلماء مصطفى جواد وحسين علي محفوظ وناجي معروف وعماد عبد السلام رؤوف وسالم الالوسي وغيرهم.
وصلات خارجية
انظر أيضاً
مصادر ومراجع
- عبد الحي بن علي رحمة، مخطوطة مختصر مسرة العينين على حزب أبي العينين، نسخ عام 1275 هـ، صـ: 5. - تصفح: نسخة محفوظة 01 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- جلال الدين أحمد الكركي، مرجع سابق، صـ: 5.
- أبي المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علي الأنصاري الشافعي المصري (المعروف بالشعراني)، الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار -الجزء الأول-، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1997، صـ: 181.
- التصوف المصري في العهد المملوكي.مؤسسة كاشف الغطاء العامة. نسخة محفوظة 28 ديسمبر 2011 على موقع واي باك مشين.