الرئيسيةعريقبحث

علي بن أبي طالب

رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأوّل الأئمّة عند الشيعة

☰ جدول المحتويات


لمعانٍ أخرى، انظر علي بن أبي طالب (توضيح).
هذه المقالة عن علي بن أبي طالب رابع الخُلفاء الراشدين وأوَّل أئمة الشيعة. لتصفح عناوين مشابهة، انظر علي (توضيح).
هذه المقالة عن حيدرة. لتصفح عناوين مشابهة، انظر حيدرة (توضيح).

أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القُرشي (13 رجب 23 ق هـ/17 مارس 599م - 21 رمضان 40 هـ/ 27 يناير 661 م) ابن عم الرسول محمد بن عبد الله وصهره، من آل بيته، وأحد أصحابه، هو رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأوّل الأئمّة عند الشيعة.

علي بن أبي طالب
تخطيط اسم علي بن أبي طالب بالخط العربي
أبو الحسن، أبو تراب، حيدر وحيدرة، أسد الله، المرتضى، باب مدينة العلم
في الخطاب العام: سيِّدُنا عليّ، أو الإمام عليّ، ملحوقة بعبارة "كرَّم الله وجهه" (كرَّم الله وجهه) أو "عليه السّلام" (عليه السلام) أو "رضي الله عنه" (رضي الله عنهُ)
الولادة 13 رجب 23 ق هـ، الموافق 17 مارس 599م
مكة المكرمة، تهامة، شبه الجزيرة العربية
الوفاة 21 رمضان 40 هـ، الموافق 27 يناير 661م
الكوفة، العراق،  دولة الخِلافة الرَّاشدة
مبجل(ة) في الإسلام: أهل السنة والجماعة، الشيعة الإمامية، الشيعة العلوية، الشيعة الزيدية، الشيعة الإسماعيلية الإباضية، الدروز
المقام الرئيسي

(عند السنَّة).[1][2][3]

النسب

ولد في مكة وتشير مصادر التاريخ بأن ولادته كانت في جوف الكعبة،[4] وأُمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة. أسلم قبل الهجرة النبويّة، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة المنورة بعد هجرة الرسول بثلاثة أيّام وآخاه النبي محمد مع نفسه حين آخى بين المسلمين، وزوجه ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة.

شارك علي في كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها النبي محمد على المدينة.[5] وعُرف بشدّته وبراعته في القتال فكان عاملاً مهماً في نصر المسلمين في مختلف المعارك وابرزها غزوة الخندق ومعركة خيبر. لقد كان علي موضع ثقة الرسول محمد فكان أحد كتاب الوحي وأحد أهم سفرائه ووزرائه.

تعد مكانة علي بن أبي طالب وعلاقته بأصحاب الرسول موضع خلاف تاريخي وعقائدي بين الفرق الإسلامية المختلفة، فيرى بعضهم أن الله اختاره وصيّاً وإماماً وخليفةً للمسلمين، وأنّ محمداً قد أعلن ذلك في خطبة الغدير، لذا اعتبروا أنّ اختيار أبي بكر لخلافة المسلمين كان مخالفاً لتعاليم النبي محمد، كما يرون أنّ علاقة بعض الصحابة به كانت متوتّرة. وعلى العكس من ذلك ينكر بعضهم حدوث مثل هذا التنصيب، ويرون أنّ علاقة أصحاب الرسول به كانت جيدة ومستقرّة. ويُعدّ اختلاف الاعتقاد حول علي هو السبب الأصلي للنزاع بين السنة والشيعة على مدى العصور.

بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسي، لكنها تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة. وقعت الكثير من المعارك بسبب الفتن التي تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان، مما أدى لتشتت صف المسلمين وانقسامهم لشيعة علي الخليفة الشرعي، وشيعة عثمان المطالبين بدمه على رأسهم معاوية بن أبي سفيان الذي قاتله في صفين، وعائشة بنت أبي بكر ومعها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام الذين قاتلوه في يوم الجمل بفعل فتنة أحدثها البعض حتى يتحاربوا؛ كما خرج على علي جماعة عرفوا بالخوارج وهزمهم في النهروان، وظهرت جماعات تعاديه وتتبرأ من حكمه وسياسيته سموا بالنواصب ولعل أبرزهم الخوارج. واستشهد على يد عبد الرحمن بن ملجم في رمضان سنة 40 هـ 661 م.

اشتهر علي عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، فينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة. كما يُعدّ رمزاً للشجاعة والقوّة ويتّصف بالعدل والزُهد حسب الروايات الواردة في كتب الحديث والتاريخ. كما يُعتبر من أكبر علماء في عصره علماً وفقهاً إنْ لم يكن أكبرهم على الإطلاق كما يعتقد الشيعة وبعض السنة، بما فيه عدد من الفرق الصوفيّة.

حياته في مكة

ميلاده ونشأته

الجدول الزمني لِحياة عليّ بن أبي طالب
أحداث حياة عليّ بن أبي طالب
في مكَّة
599م وُلد يوم 13 رجب 23 ق.هـ المُوافق فيه 17 آذار (مارس)
610م أوَّل ما نزل من الوحي على الرسول
613م قُبول دعوة الرسول في يوم الدار (عند الشيعة)
617-19م شُعب أبي طالب
622م لیلة المبیت في فراش الرسول ريثما خرج من مكَّة
في المدينة المُنوَّرة
622م الهجرة إلى يثرب
التآخي مع الرسول
623م الزواج من فاطمة الزهراء
624م غزوة بدر الكُبرى وقتله عدد من كبار مُشركي قُريش
625م ولادة الحسن
غزوة أُحد والدفاع عن الرسول عند فرار المُسلمين
626م ولادة الحُسين
627م غزوة الخندق: قتل عمرو بن عبد ود
628 صلح الحُديبية
628م غزوة خيبر
ولادة زينب
629م غزوة مؤتة
630م فتح مكَّة وغزوة حُنين
631م مُباهلة نصارى نجران
632م غدير خُم (عند الشيعة)
بعد وفاة الرسول مُحمَّد
632م مُبايعة أبي بكر الصدِّيق بالخِلافة في سقيفة بني ساعدة
وفاة فاطمة
644م اغتيال عُمر بن الخطَّاب على يد أبي لؤلؤة المجوسي واشتراك عليّ في شورى اختيار الخليفة التالي
648م ولادة العبَّاس
خلافته
656م مُبايعة عليّ بالخِلافة
بدايات الفتن
موقعة الجمل
657م نقل مركز الحُكم إلى الكوفة
وقعة صفين
658-59م حادثة التحكيم
قتال الخوارج
660م مُعاوية بن أبي سُفيان يُعلن توليه الخِلافة.
661م مقتل عليّ أثناء إمامته المُصلِّين في مسجد الكوفة على يد الخارجي عبد الرحمٰن بن ملجم
مخطوطة تناظريَّة لاسم الرسول مُحمَّد (يميناً) والإمام عليّ (يساراً).

هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. لا يعرف يقينا متى وُلد علي بن أبي طالب، لكن بحسب بعض مصادر التراث مثل ما ورد في العمدة:24 فإنه ولد بمكة يوم الجمعة الثالث عشر من رجب بعد ثلاثين عامًا من عام الفيل، أي الموافق 17 مارس 599 م أو 600 وفقا للموسوعة البريطانية،[6] وتقول مصادر أخرى 23 أكتوبر 598 م أو 600 م.[7] وهو أصغر ولد أبيه أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم أحد سادات قريش والمسؤول عن السقاية فيها. ويرجع نسبه إلى النبي إسماعيل بن إبراهيم. وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، التي قيل أنها أول هاشمية تلد لهاشمي،[8] وكان والدا علي قد كفلا محمدًا حين توفي والداه وجده وهو صغير فتربى ونشأ في بيتهما.

تضاربت الروايات بأن عليا بن أبي طالب ولد داخل الكعبة، حيث يؤكد الشيعة أنه المولود الوحيد داخل الكعبة وفقًا لروايات تقول أن موضعًا بأحد جدران الكعبة يسمى المستجار قبل الركن اليماني قد انشق لفاطمة بنت أسد حين ضربها الطلق فدخلت الكعبة وولدت علي.[9][10][11][12] وذُكر ذلك في المصادر السنية ومنها المستدرك للحاكم النيسابوري فجاء فيه:

«تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "كرَّم الله وجهه" في جوف الكعبة[13]»
الكعبة، حيث ولد علي بن أبي طالب وفقًا لبعض الروايات.

وورد هذا الخبر في مواضع أخرى من كتب السنة والشيعة [14] وتضيف كتب الشيعة أنه عندما وصل خبر دخول فاطمة بنت أسد الكعبة، إلى أبي طالب أقبل هو وجماعة وحاولوا فتح باب الكعبة، حتى تصل النساء إلى فاطمة ليساعدنها على أمر الولادة، ولكنهم لم يستطيعوا فتح الباب،[15] بينما ينكر بعض علماء الدين والمؤرخين السنة هذه الروايات الشيعية، حيث ضعف السيوطي سند رواية الحاكم،[16] وضعفها صاحب تهذيب الأسماء،[17] والثابت عند بعض أهل السنة هو أن حكيمًا بن حزام هو الذي وُلد في جوف الكعبة كما أورد ذلك الحاكم والذهبي وابن حجر وغيرهم.[18] تذكر بعض المصادر أن فاطمة أرادت أن تسميه أسدا أو حيدرة تيمنا بأبيها، بينما أراد أبو طالب أن يسميه زيدا، لكن محمدا سماه عليا،[19] وفي مصادر أخرى أن أمه جاءها هاتف يأمرها بتسميته علي.[20] وروي أيضا أن والده وجد لوحا مكتوب عليه أبياتا من الشعر في مدح ابنه وتسميه علي.[21]

حين كان علي ما بين الخامسة والسادسة من عمره مرت بمكة سنين عسرة وضيق أثّرت على الأحوال الاقتصادية في مكة وما حولها، وكان لأبي طالب ثلاثة أبناء: علي وعقيل وجعفر، فذهب إليه الرسول محمد وعمه العباس بن عبد المطلب وعرضا عليه أن يأخذ كل منهما ولدا من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفا للعبء الذي عليه، فأخذ العباس جعفر وأخذ محمد عليا، فتربى في بيته وكان ملازما له أينما ذهب،[6][22][23] وتذكر بعض المصادر أنه كان يذهب معه إلى غار حراء للتعبد والصلاة،[22][24][25] كما يُذكر أنه كان قبل الإسلام حنفيا ولم يسجد لصنم قط طيلة حياته، ولهذا يقول المسلمون "كرم الله وجهه" بعد ذكر اسمه، وقيل لأنه لم ينظر لعورة أحد قط.[26]

إسلامه

أسلم علي وهو صغير، بعد أن عرض النبي محمد، الإسلام على أقاربه من بني هاشم، تنفيذا لما جاء في القرآن. وقد ورد في بعض المصادر أن محمدا قد جمع أهله وأقاربه على وليمة، وعرض عليهم الإسلام، وقال أن من يؤمن به سيكون وليه ووصيه وخليفته من بعده، فلم يجبه أحد إلا عليا. سمي هذا الحديث "حديث يوم الدار" أو "إنذار يوم الدار" أو "حديث دعوة العشيرة"،[27] وقد ذكر في العديد من الكتب بروايات مختلفة منها ما أورده الطبري في تاريخه:

" لما نزلت هذه الآية على رسول الله : ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾، دعاني رسول الله فقال لي: «يا عليُّ، إنَّ الله أمَرَنِي أنْ أُنْذِرْ عَشِيرَتِي الأقْرَبِ»، فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أنى متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمتُّ حتى جاء جبرئيل فقال: «يا محمد، إنك إلا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك، فاصنع لنا صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا من لبن؛ ثم اجمع لي بنى عبد المطلب حتى أكلمهم، وأبلغهم ما أمرت به»، ففعلت ما أمرني به. ثم دعوتهم له؛ وهم يومئذ أربعون رجلا، يزيدون رجلا أو ينقصونه؛ فيهم أعمامه:أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب؛ فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله حذية من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصفحة. ثم قال: «خذوا بسم الله»، فأكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة وما أرى إلا موضع أيديهم، وايم الله الذي نفس علي بيده؛ وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم. ثم قال: «اسق القوم»، فجئتهم بذلك العس، فشربوا منه حتى رووا منه جميعا، وايم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام، فقال: «لهد ما سحركم صاحبكم!» فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله ، فقال: «الغد يا علي؛ إن هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم اجمعهم لي». قال: ففعلت، ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتى مالهم بشيء حاجة. ثم قال: «اسقهم»، فجئتهم بذلك العس، فشربوا حتى رووا منه جميعا، ثم تكلم رسول الله ، فقال: «يا بني عبد المطلب؛ إنى والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به؛ إنى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيتي وخلفتي فيكم؟» قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت: «وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا؛ أنا يا نبي الله، أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي»، ثم قال: «إن هذا أخي ووصي ووخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا». قال: «فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع».[28][29] "

و في رواية أخرى حول إسلام علي ذكر ابن الأثير في أسد الغابة:

" عن ابن إسحاق قال: ثم إن علي بن أبي طالب جاء بعد ذلك اليوم- يعني بعد إسلام خديجة وصلاتها معه- قال: فوجدهما يصليان، فقال علي: يا محمد، ما هذا؟ فقال رسول الله : "دين الله الذي اصطفى لنفسه، وبعث به رسله، فأدعوك إلى الله وإلى عبادته وكفر باللات والعزى".فقال له علي: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلست بقاض أمراً حتى أحدث أبا طالب. فكره رسول الله أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له: يا عليّ، إن لم تسلم فاكتم. فمكث عليّ تلك الليلة، ثم إن الله أوقع في قلب عليّ الإسلام، فأصبح غادياً إلى رسول الله حتى جاءه فقال: ماذا عرضت عليّ يا محمد؟ فقال له رسول الله : "تشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وتكفر باللات والعزى، وتبرأ من الأنداد". ففعل عليّ وأسلم، ومكث عليّ يأتيه سراً خوفاً من أبي طالب، وكتم عليّ إسلامه.[24] "

وفي رواية عن أنس بن مالك: «بعث النبي يوم الاثنين، وأسلم علي يوم الثلاثاء».[24][30].

وبهذا أصبح علي أول من أسلم من الصبيان، وذهب البعض مثل ابن اسحاق إلى أنه أول الذكور إسلاما، وإن اعتبر آخرون من أهل السنة مثل الطبري أن أبا بكر هو أول الذكور إسلاما مستندين إلى روايات تقول أن عليا لم يكن راشدا حين أسلم،[31] فالروايات تشير إلى أن عمره حين أسلم يتراوح بين تسعة أعوام وثمانية عشر عام؛[8][32] وفي رواية أوردها الذهبي في تاريخه: «أول رجلين أسلما أبو بكر وعلي وإن أبا بكر أول من أظهر الإسلام وكان علي يكتم الإسلام فرقا من أبيه».[33] كما كان علي أول من صلى مع محمد وزوجته خديجة بعد الإسلام،[34] في حين نقل ابن سعد رواية يقول فيها علي أنه أول من أسلم.[32]

لم يهاجر علي إلى الحبشة في الهجرة الأولى حين سمح الرسول لبعض من آمن به بالهجرة إلى هناك هرباً من اضطهاد قريش. وقاسى معه مقاطعة قريش لبني هاشم وحصارهم في شعب أبي طالب.[35] كما رافق محمدا في ذهابه للطائف لنشر دعوته هناك بعد أن اشتد ايذاء قريش له.[36] مكث علي مع محمد في مكة حتى هاجر إلى المدينة.

ليلة الهجرة النبوية

في اليوم الذي عزم فيه الرسول على الهجرة إلى يثرب، اجتمع سادات قريش في دار الندوة واتفقوا على قتله، فجمعوا من كل قبيلة شاب قوي وأمروهم بانتظاره أمام باب بيته ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل. حسب اعتقاد كافة المسلمين جاء المَلَك جبريل إلى محمد وحذره من تآمر القريشيين لقتله، فطلب النبي محمد من علي بن أبي طالب أن يبيت في فراشه بدلا منه ويتغطى ببرده الأخضر ليظن الناس أن النائم هو محمد وبهذا غطي على هجرة النبي وأحبط مؤامرة أهل قريش.[37] وفي بعض الروايات أنه سأل أصحابه من يبيت على فراشه فلم يجبه إلا عليا ثلاثاً،[38] ويعتبر علي أول فدائي في الإسلام بموقفه في تلك الليلة التي عرفت فيما بعد "بليلة المبيت"؛ ويروى المفسرين الشيعة في تفسير الآية القرآنية: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ۝ سورة البقرة أنها نزلت في علي بن أبي طالب حين نام في فراش الرسول.[39][40] كان محمدا قد أمره أن يؤدي الأمانات إلى أهلها ففعل، حيث كان أهل قريش يضعون أماناتهم عند محمد. وكانوا في مكة يعلمون أن عليا يتبع محمدا أينما ذهب، لذا فإن بقاءه في مكة بمثابة تمويه لجعل الناس يشكون في هجرة النبي لاعتقادهم بأنه لو هاجر لأخذ عليا معه. بقي علي في مكة ثلاثة أيام حتى وصلته رسالة محمد عبر رسوله أبي واقد الليثي يأمره فيها بالهجرة للمدينة.[41][42]

حياته في المدينة

هجرته

خرج علي للهجرة إلى المدينة وهو في الثانية والعشرين من عمره، وحسب رواية ابن الأثير في أسد الغابة فقد خرج علي وحيدا يمشي الليل ويكمن النهار.[24][43] بينما تذكر مصادر أخرى أنه اصطحب ركبا من النساء هن: أمه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت محمد وفاطمة بنت الزبير وزاد البعض فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب أو ما سمي بـركب الفواطم. ولم تمض غير أيام قليلة حتى وصل علي إلى قباء حيث انتظره الرسول بها ورفض الرحيل قبل أن يصل علي الذي كان قد أنهكه السفر وتورمت قدماه حتى نزف منهما الدم. وبعد وصوله بيومين نزل علي مع الرسول إلى المدينة.[41][42] حين وصل الرسول إلى المدينة قام بما عرف بمؤاخاة المهاجرين والأنصار وآخى بين علي وبين نفسه وقال له: «أنت أخي في الدنيا والآخرة».[44][45]

زواجه

رسم تُركي عُثماني للرسول مُحمَّد وهو يُزوّج ابنته فاطمة بابن عمّه عليّ، وقد غُطي وجه فاطمة ومُحمَّد باللون الأبيض احترامًا لهما.

في شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة زوجه محمد ابنته فاطمة ولم يتزوج بأخرى في حياتها، وقد روي أن تزويج فاطمة من علي كان بأمر من الله، حيث توالى الصحابة على محمد لخطبتها إلا أنه ردهم جميعا حتى أتى الأمر بتزويج فاطمة من علي،[46] فأصدقها علي درعه الحطمية ويقال أنه باع بعيرا له وأصدقها ثمنه الذي بلغ 480 درهما على أغلب الأقوال.[47] وأنجب منها الحسن والحسين في السنتين الثالثة والرابعة من الهجرة على التوالي،[48] كما أنجب زينب وأم كلثوم والمحسن، والأخير حوله خلاف تاريخي حيث يروى أنه قتل وهو جنين يوم حرق الدار، وفي روايات أخرى أنه ولد ومات في حياة النبي، في حين ينكر بعض السنة وجوده من الأساس. في أكثر من مناسبة صرح محمد أن علي وفاطمة والحسن والحسين هم أهل بيته مثلما في حديث المباهلة وحديث الكساء،[49] ويروى أنه كان يمر بدار علي لإيقاظهم لآداء صلاة الفجر ويتلو آية التطهير.[50][51]

أعماله في عهد النبي

كان عليا موضع ثقة الرسول محمد، فكان أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة النبي محمد. وكان أحد سفرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام، واستشاره محمد في الكثير من الأمور مثلما استشاره في ما يعرف بحادثة الإفك.[48] شهد بيعة الرضوان وأمره محمد حينها بتدوين وثيقة صلح الحديبية وأشهده عليه.[52][53] يروى في الاستيعاب أن محمد بعث خالد بن الوليد إلى اليمن ليدعوهم فبقي هناك ستة أشهر فلم يجبه أحد فبعث محمد بعلي إلى اليمن فأسلمت على يديه قبيلة همدان كلها، وتتابع بعدها أهل اليمن في الدخول إلى الإسلام؛[8] ولم تكن هذة المرة الأخيرة التي يذهب فيها علي إلى اليمن حيث ولاه محمد قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة في القضاء، فنصحه ودعا له، ثم أرسله إلى هناك سنة 8 هـ ومكث به عام واحد.[54][55] كما ساهم في فض النزاعات وتسوية الصراعات بين بعض القبائل.[6] ورد في الكامل أنه عند فتح مكة أراد سعد بن عبادة دخول مكة مقاتلاً عكس ما أمر به محمد حيث أنه أراد دخول مكة بلا قتال، فحين سمع محمد ذلك أرسل علي خلف سعد فلحقه وأخذ الراية منه ودخل بها مكة، بعدها أمره محمد بكسر الأصنام التي كانت حول الكعبة.[56]

غزواته مع النبي محمد

مخطوطة لمقولة "لا فتى إلَّا علي، لا سيف إلَّا ذو الفقار"، التي قيل بأنَّ الرسول مُحمَّد قالها لعليّ.
رسم تخيُّلي لعليٍّ وهو يُقاتل عمرو بن ود خلال غزوة الخندق.

شهد علي جميع المعارك مع الرسول محمد إلا غزوة تبوك، التي خلفه فيها على المدينة وعلى عياله بعده وقال له:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»

، وسلم له الراية في الكثير من المعارك.[8][24] عرف علي بن أبي طالب ببراعته وقوته في القتال، وقد تجلى هذا في غزوات الرسول؛ ففي غزوة بدر، هزم علي الوليد بن عتبة، وقتل ما يزيد عن 20 من المشركين.[57] وفي غزوة أحد قتل طلحة بن عبد العزى حامل لواء قريش في المعركة، وأرسله محمد إلى فدك فأخذها في سنة 6 هـ،[58] وفي غزوة الأحزاب قتل عمرو بن ود العامري أحد فرسان العرب، وفي غزوة خيبر، هزم فارس اليهود مرحب، وبعد أن عجز جيش المسلمين مرتين عن اقتحام حصن اليهود، قال محمد: «لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح عليه» فأعطاها لعلي ليقود الجيش، وفتح الحصن وتحقق النصر للمسلمين.[59][60] وقيل إنه اقتحم حصن خيبر متخذاّ الباب درعا له لشدة قوته في القتال. وكان ممن ثبت مع محمد في غزوة حنين.[61] وكان لعلي سيف شهير أعطاه له محمد في غزوة أحد عرف باسم ذو الفقار،[48] كما أهداه محمد درعا عرفت بالحطمية ويقال أنها سميت بهذا الاسم لكثرة السيوف التي تحطمت عليها.

غدير خم

في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عام العاشر هجرياً بعد أن أتم النبي محمد مناسك حجة الوداع وخرج المسلمون عائدين لديارهم، توقف عند مكان يقال له غدير خم وخطب في المسلمين خطبة اختلفت الروايات حولها ولكن يجمع المؤرخون أنه جاء فيها«من كنت مولاه فعلي مولاه». تقول المصادر الشيعية أن في هذا اليوم نزلت الآية ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً﴾ ويفسرونها بأن إتمام الدين هو الإيمان بالإمام والولي علي بن أبي طالب من بعد الرسول محمد.[62][63] وتقول مصادرهم أن جميع المسلمين والمسلمات قد بايعوه في هذا اليوم على السمع والطاعة.[64] من وجهة النظر السنية وصية النبي محمد في علي لا تدل على استخلافه من بعده وإنما تدل على مكانته، كما ينكر السنة حدوث المبايعة أو نزول الآية في هذا اليوم.[65]

بعد وفاة محمد

تعد الفترة من بعد موت الرسول من أكثر المواضع الخلافية في التاريخ الإسلامي وخاصة فيما يتعلق بعلي بن أبي طالب وعلاقته بالصحابة، ويتخذ الخلاف منحى عقائدي حيث يرفض رجال الدين السنة والشيعة الروايات التي تعارض عقيدتهم، ويؤيدهم في ذلك علماء الجرح والتعديل من ناحية سند الروايات.

اختيار الخليفة

بعد وفاة النبي محمد قام علي بتغسيل وتجهيز جثمانه للدفن، وفي هذه الأثناء اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ورشحوا سعد بن عبادة ليكون خليفة للمسلمين، وحين سمع أبو بكر وعمر بهذا توجها إلى السقيفة وأكدوا على أحقية المهاجرين بالخلافة كما تقول المصادر السنية ودار جدال بينهم، في النهاية تم اختيار أبي بكر ليكون خليفة النبي، بعدها توجهوا لبيت علي لأخذ البيعة منه.[66][67]

يروي بعض المؤرخين أن عليا كان مقتنعا بأحقيته في الخلافة،[68] واعتقد أن المسلمين سيختاروه في السقيفة، فقال حين وصله نبأ ترشيح الأنصار لسعد بن عبادة: «لو كانت الامامة فيهم، لم تكن الوصيّة بهم» ثم قال: «فماذا قالت قريش؟» قالوا: «احتجّت بأنّها شجرة الرسول»، فقال: «احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرّة»،[69] فاجتمع علي وبعض الصحابة المحتجين على خلافة أبي بكر في بيت علي ومنهم طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام وأمه صفية عمة النبي، ولكن السنة يصححون رواية تقول أنه تقبل الأمر ورضي بخلافة أبي بكر،[70][71][72] كما وافقهم في هذا بعض الفقهاء الشيعة أمثال محمد حسين كاشف الغطاء في كتاب أصل الشيعة وأصولها حيث قال أن علي قد بايع وسالم. وتؤكد بعض المصادر أن علي بن أبي طالب احتفظ بدور كبير خلال عهود الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، وكانوا يستشيروه في الكثير من الأمور.[73]

بينما يؤكد أغلب الشيعة وبعض الباحثين المعاصرين روايات تقول أنه بايع كارها وتنفي بعضها مبايعته لأبي بكر.[66] كما يعتبر علماء الشيعة الكثير من الصحابة مرتدين وخارجين عن الإسلام لرفضهم إمامة علي وتخاذلهم عن نصرته باستثناء القليل منهم لا يعرف عددهم تحديدا فيقال ثلاثة أو أربعة منهم، وفي روايات أخرى سبعة،[74] ويصل عددهم في بعض الروايات إلى سبعمائة [75][76] كما تضاربت الروايات حول هويتهم فيذكر منهم الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، والعباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، وخالد بن سعيد بن العاص، والمقداد بن عمرو، وسلمان الفارسي، وعمار بن ياسر، وأبو ذر الغفاري، والبراء بن عازب، وأبي بن كعب،[77] وهناك روايات في كتب الشيعة تقول أن بني هاشم لم يبايعوا أبا بكر.[66] تقول الروايات الشيعية أن منزل علي تعرض للاقتحام أكثر من مرة وتعرضت زوجته للضرب وكسر ضلعها وإجهاض جنينها المحسن حين عصرها عمر بن الخطاب، وفي بعض الروايات قنفذ مولى عمر- بين باب منزلها والحائط،[78][79][80] وهدد عمر بن الخطاب -حسب الروايات الشيعية- بحرق البيت فخرج إليه الزبير بن العوام مستلا سيفه لكنه تعثر فأخذوا منه سيفه، بينما تنفي الروايات السنية حصول هذا الأمر، وأن الصحابة كانوا متآلفين، وذكر سليم بن قيس في كتابه أن عليا -حسب وجهة النظر الشيعية- رُبط بالحبال وتكالب عليه الناس أثناء مقاومته لمهاجمي داره وكاد أن يُقتل لولا أن حال بينه وبينهم زوجته فاطمة.[81][82] على الرغم من ذلك يصحح رجال الدين الشيعة كذلك روايات مفادها أن علي بن أبي طالب التزم بمبدأ التقية مع أنهم يعدون الصحابة مغتصبين لإرث النبوة، ولم يطالب علي بحقه في القصاص لزوجته طوال فترة حكم الخلفاء الثلاثة مما يعتبره السنة موقف لا يليق بعلي بن أبي طالب كما ينكرون حدوث هذا الأمر من الأصل، بينما يقول الشيعة بأنه التزام بوصية أوصاه بها محمد قبل وفاته -حسب الروايات الشيعية وينكرها السنة- جاء فيها: «يا علي ستغدر بك الأمة من بعدي، فقلت يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان كذلك؟ فقال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم. وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا»،[83]. فاستنصر علي القوم فلم يجبه غير أربعة أو خمسة،[84][85] لكن علي قال "ولو كنت في أربعين رجلاً لفرقت جماعتكم"، فبايع كارها متبعا الوصية وحقناً لدمه؛[86] وفي رواية أخرى أوردها اليعقوبي أن أبا سفيان بن حرب بايع عليا، وذهب خالد بن سعيد إلى علي يبايعه قائلا له: «هلم أبايعك، فو الله ما في الناس أحد أولى بمقام محمد منك» فأقبل عليه أربعون رجلا فبايعوه، واعتزلوا في بيت علي، وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب، فأتوا في جماعة واقتحموا البيت واشتبك عمر مع علي -حسب الروايات الشيعية التي ينكرها السنة- إلا أن فاطمة زوجة علي هددتهم قائلة: «والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله!» فخرجوا وأقام أتباع علي في بيته أياما لكنهم خرجوا واحدا تلو الآخر يبايعون أبا بكر ولم يبق إلا عليا، فبايع بعدها بستة أشهر.[77] بعدها مكث في بيته حتى جمع القرآن،[87] كما أنه اعتزل العمل السياسي وتفرغ لخدمة أهله وزراعة الحدائق والبساتين وحفر الآبار التي تعرف حاليا بآبار علي. وفي رواية أخرى لنفس القصة أن علياً رفض طلب أبي سُفيان بن حرب بن أميَّة أن يبسط يده ليُبايعه ولينصره بالرجال والخيل، وكان جوابه له: «لَطَالَمَا عَادَيْتَ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ يَا أَبَا سُفْيَانَ، فَلَمْ يَضُرَّهُ شَيْئًا إِنَّا وَجَدْنَا أَبَا بَكْرٍ لَهَا أَهْلا».[88]

في عهد أبي بكر

بعد أن شيع أبو بكر جيش أسامة بن زيد جعل كبار الصحابة - ومنهم علي بن أبي طالب - على منافذ المدينة لحمايتها من أي اعتداء، واستشاره أبو بكر قبل أن يحارب المرتدين وأيضا قبل المضي في غزو الروم، و شارك في جنازة أبي بكر.[72][77][89] في حين تنكر روايات أخرى مشاركته في حروب الردة أو جنازة أبي بكر. جاء في الكامل أن القضاء في عهد أبي بكر كان لعلي بن أبي طالب.[90]

جدير بالذكر أن علي بن أبي طالب كان في صف زوجته فاطمة في مطالبتها بميراث أبيها، حيث اعتبرا أرض فدك من حق فاطمة كنحلة نحلها إياها محمد في حياته كما جاء في بعض الروايات،[91][92] بينما انكر أبو بكر ومعه عمر بن الخطاب كونها نحلة، بل اعتبراها ميراثا من محمد وقالا بأن الأنبياء لا يورثون وأن ما تركوه صدقة ويستند أبوا بكر ألى حديث قال أنه سمعه من الرسول: «لا نورث، ما تركنا صدقة».[93] ويقول الشيعة أن فاطمة قد جاهرت بالرد عليه في مسجد النبي بالخطبة المعروفة بالفدكية؛[94] في حين روى البيهقي أن أبا بكر أتى فاطمة يترضاها، فسألت علي أتحب أن آذن له؟ فقال نعم، فأذنت له، فدخل عليها يترضاها حتى رضيت.[95]

في خلافة أبي بكر، بعد وفاة محمد بحوالي ستة أشهر حسب أغلب الأقوال توفيت زوجته فاطمة، ويروى أنها أوصت بأن يبقى مكان دفنها سرا، فدفنها ليلا في مكان مجهول وصلى عليها وابناه الحسن والحسين، وفي روايات صلى عليها عدد قليل من الصحابة واختلفت الروايات حول هويتهم؛[96][97] وفي روايات أخرى يروى أنه دفنها في البقيع وقام كبار الصحابة، ومنهم أبو بكر، بالصلاة عليها.[98]

بعد وفاة أبي بكر تزوج علي بن أبي طالب أرملته أسماء بنت عميس، وكفل ابنها محمد بن أبي بكر، فتربى في بيته، وأصبح من كبار شيعته فيما بعد.[99]

في عهد عمر بن الخطاب

كان علي قاضي عمر على المدينة ويقال في بعض المصادر التاريخية أن عمر لم يكن له قاض،[100] وكان يستشيره عمر في كثير من القضايا والأمور الفقهية والسياسية ويعمل بمشورته،[101] فيروى في تاريخ الطبري أن عليا اقترح على عمر البدء باستخدام التقويم الهجري.[102] كما يروى أنه استشار علي بن أبي طالب في تسلم مدينة بيت المقدس من الروم فأشار عليه بالذهاب بنفسه لاستلامها فأخذ بمشورته وولاه على المدينة في غيابه.[103] وفي العديد من المواقف المعقدة التي احتاجت دراية بالأحكام الفقهية كان علي بن أبي طالب يقدم لعمر الحكم الإسلامي فيها، حتى قال عمر في ذلك: «لولا علي لهلك عمر»،[104] وينسب لعمر كذلك أنه قال «أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن».[105]

تذكر مصادر أخرى مثل الكامل وأسد الغابة أن عمر تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب.[106][107] وكان عمر قد قام برد العقارات بفدك وخيبر إلى علي والعباس وبني هاشم،[108] وكذلك كان عمر يضع علي بن أبي طالب في المرتبة الثانية في عطايا بيت المال بعد العباس عم محمد. حين كان عمر يحتضر، رشح ستة للخلافة من بعده ممن توفي الرسول محمد وهو راض عنهم، وكان من بينهم علي بن أبي طالب.[109]

في عهد عثمان بن عفان

تمت التصفية بين المرشحين الستة الذين رشحهم عمر قبل وفاته عن طريق عبد الرحمن بن عوف، وتم التوصل للمرشحين النهائيين وهما عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب. عرض عبد الرحمن بن عوف الخلافة على علي شرط ان يتبع كتاب الله وسنة رسوله وفعل ابي بكر وعمر إلا أن عليا رفض الشرط الأخير في حين قبله عثمان فبايع ابن عوف عثمان وبايعه الناس، ثم بايعه علي على مضض،[110][111][112] ويروى أنه قال بعد اختيار عثمان: «حبوته حبو دهر. ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا يعني بني أمية فصبر جميل واللَّه المستعان على ما تصفون. واللَّه ما وليت عثمان إلا ليرد الأمر إليك. واللَّه كل يوم هو في شأن» فقال له ابن عوف: «يا علي، لا تجعل على نفسك سبيلًا فإني نظرت وشاورت الناس، فإذا هم لا يعدلون بعثمان» فرد علي قائلا: «سيبلغ الكتاب أجله». كما يذكر أن هناك فئة أرادت الخلافة لعلي ونصحوا عبد الرحمن بن عوف باختياره مثل عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود، لكن عبد الرحمن أخذ بمشورة آخرين مثل ابن أبي سرح وعبد الله بن أبي ربيعة.[113]

احتفظ علي بن أبي طالب بمكانته الدينية والاجتماعية في عهد عثمان، فكان يعطيه المشورة دائما، ويعتبره بعض المؤرخين مثل ولفرد مادلونغ بمثابة كابح لعثمان حينما بدأت سيطرة الأمويين على الأمور مثلما عمل على حماية بعض الصحابة من إساءة الأمويين لهم مثل ابن مسعود وأبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر، وحين قام بإقامة الحد على الوليد بن عقبة، وإنكاره على عثمان عمرة رجب كما ورد في سيرة ابن حبان.[114] إلا أن علاقة علي بعثمان تبقى موضع خلاف، فهناك من يعتبره من كبار رجال المعارضة،[115] وآخرون يعدوه مستشارا له وليس معارضا.[56]

عندما وقعت الفتنة الأولى وجاء الثوار من الكوفة والبصرة ومصر مطالبين بعزل عثمان، أصبح علي بمثابة وسيط بين الثوار وعثمان، فكانوا يذهبون إليه ويستمع لشكواهم ومطالبهم ثم يذهب بها إلى عثمان ويناقشه حولها، فيروى مما قاله له: «إن معاوية يقطع الأمور دونك، وأنت تعلمها فيقول للناس هذا أمر عثمان فيبلغك ولا تغيّر على معاوية». كما طلب منه عثمان بن عفان أن يخرج للثوار المصريين فيقنعهم بالرجوع ففعل، وفي مختصر تاريخ دمشق أن علي أخبر عثمان أنهم يريدون تغيير واليهم فولى عليهم محمد بن أبي بكر، لكن في طريق عودتهم وجدوا غلاما أرسله مروان بن الحكم برسالة لوالي مصر باسم الخليفة يأمره فيها بأن يبقى في منصبه وسمح له بقتل الثوار وحبس من يحاول أن يذهب للخليفة متظلما، فعادوا بالرسالة إلى عثمان الذي أنكر صلته بها لكنهم حاصروه في بيته. وأثناء الحصار كان عليا يؤم الناس في الصلاة، فأرسل علي بن أبي طالب ولديه الحسن والحسين لمنع الثوار من اقتحام بيت الخليفة.[116] بعث عثمان إلى علي مرة أخرى يطلب منه أن يكف الثوار فذهب إليهم فعرضوا عليه مطالبهم كرد المظالم وعزل من كرهوا من الولاة وأمهلوه فترة من الزمن لكن عثمان لم ينفذ المطالب فذهبوا إليه فأبى أن ينفذها، فمنعوه الطعام والشراب. يروى أنه لما اشتد الحصار على عثمان ذهب إليه علي معتمرا عمامة محمد ومتقلدا سيفه ومعه نفر من الرجال من ضمنهم ابنه الحسن وعرضوا عليه قتال الثوار إلا أن عثمان رفض أن يراق الدم بسببه.[113] استمر الحصار 40 يوما إلى أن استطاع الثوار اقتحام الدار من الخلف وقتل عثمان.[117]

يرى بعض السنة أن سبب الفتنة مؤامرة من شخص يهودي ادعى الإسلام يسمى عبد الله بن سبأ الذي خلق الفتنة لتدمير الدولة الإسلامية. بينما يرجع بعض الباحثين وقوع الفتنة إلى سياسات عثمان، فالثوار رؤوا في علي بن أبي طالب المنقذ الذي سيخلصهم من ولاة بني أمية الفاسدين الذين عينهم عثمان، ويصلح الأحوال الاقتصادية حيث اتسعت الفوارق الطبقية بسبب سياسات عثمان في تفضيل بني أمية وبعض الصحابة ومنحهم العطايا والهبات من بيت المال وخمس الغنائم.[115][118][119][120] لكن بحسب بعض المؤرخين مثل ابن خلدون فإن الثوار المصريين فقط هم من أرادوا خلافة علي، في حين أراد أهل الكوفة الزبير بن العوام، وكان هوى أهل البصرة في طلحة بن عبيد الله. يتهم البعض علي بالتحريض على قتل عثمان للاستحواذ على السلطة وذلك لوجود شيعته ضمن الثوار وضمن قتلة عثمان مثل محمد بن أبي بكر بحسب رسالة نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان إلى معاوية بن أبي سفيان؛ لكن يشكك الكثيرين في هذا الطرح نظرا لضعف تأييد قريش لعلي مما لا يضمن وصول السلطة له في حال مقتل عثمان، كما يؤكد ولفرد مادلونغ عدم وجود دليل على علاقة علي بالثوار؛[121] إضافة لهذا فهناك مصادر تروي غضب علي بن أبي طالب حين وصوله خبر مقتل عثمان وبكائه وترحمه عليه، وتوجيه اللوم لولديه ومن كان معهما ممن يمنعون الثوار من قتل عثمان.[113]

خلافته

المسلمون يبايعون عليًا بالخلافة.
الدولة الإسلامية خلال عهد الخليفة علي بن أبي طالب، اللون الأخضر الباهت يظهر المناطق التي لم تكن خاضعة لسيطرة الخليفة بالكامل.

لما قتل عثمان، بويع علي بن أبي طالب للخلافة بالمدينة المنورة في اليوم التالي من الحادثة (الجمعة 25 ذي الحجة سنة 35 هـ [122]) فبايعه جميع من كان في المدينة من الصحابة والتابعين والثوار. يروى إنه كان كارها للخلافة في البداية واقترح أن يكون وزيرا أو مستشارا إلا أن بعض الصحابة حاولوا إقناعه فضلا عن تأييد الثوار له،[123][124] ويروي ابن خلدون والطبري أنه ارتضى تولي الخلافة خشية حدوث شقاق بين المسلمين.[122][125] يروى أن أول من بايع كان طلحة والزبير وفي تاريخ الطبري أول من بايع مالك الأشتر النخعي، وتقول بعض المصادر أن أقارب عثمان والأمويين لم يبايعوا عليا، وتوجهوا إلى الشام، كما تقول أن بعض الصحابة مثل سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وغيرهم لم يبايعوا بالولاء ولكن تعهدوا بعدم الانقلاب ضده.[126][127][128] وحول صلاته على عثمان يختلف المؤرخون أيضا فتذكر بعض المصادر التاريخية أن جماعة من الصحابة استأذنوا عليا لدفنه ولكن من المؤرخين من ذكره ضمن من شاركوا في تشييعه والصلاة عليه ومراسم دفنه ولكن البعض الآخر لم يذكره ضمنهم بل حتى أن بعض الروايات لا تذكر استئذان علي في دفنه.[129]

وهكذا استلم علي الحكم خلفا لعثمان، في وقت كانت الدولة الإسلامية حين إذ تمتد من المرتفعات الإيرانية شرقا إلى مصر غربا بالإضافة لشبه الجزيرة العربية بالكامل وبعض المناطق غير المستقرة على الأطراف. ومنذ اللحظة الأولى في خلافته أعلن علي أنه سيطبق مبادئ الإسلام وترسيخ العدل والمساواة بين الجميع بلا تفضيل أو تمييز، كما صرح بأنه سيسترجع كل الأموال التي اقتطعها عثمان لأقاربه والمقربين له من بيت المال.[128] في سنة 36 هـ أمر علي بعزل الولاة الذين عينهم عثمان وتعيين ولاة آخرين يثق بهم، مخالفا بذلك نصيحة بعض الصحابة مثل ابن عباس والمغيرة بن شعبة الذين نصحوه بالتروي في اتخاذ القرار.[125] أرسل علي عثمان بن حنيف الأنصاري بدلاً عن عبد الله بن عامر إلى البصرة بحسب الطبري وابن الأثير، وفي البداية والنهاية أنه أرسل سمرة بن جندب، وعلى الكوفة أرسل عمارة بن شهاب بدلاً عن أبي موسى الأشعري، وعلى اليمن عبيد الله بن عباس بدلاً عن يعلى بن منبه، وعلى مصر قيس بن سعد بن عبادة بدلاً عن عبد الله بن سعد، وعلى الشام سهل بن حنيف بدلاً عن معاوية بن أبي سفيان.[128][130]

معركة الجمل

رسم تُركي عُثماني لموقعة الجمل، وقد غُطي وجه كلًا من عائشة وعليّ باللون الأبيض.

بعد استلامه الحكم ببضعة أشهر، وقعت معركة الجمل (36 هـ) التي كان خصومه فيها طلحة والزبير ومعهما عائشة بنت أبي بكر زوجة محمد الذين طالبوا بالقصاص من قتلة عثمان، رغم تشكيك البعض في مصداقية هذا الادعاء حيث تقول روايات أنهما حرضا على قتله، لذلك يعتقد البعض أن أغراضهما من وراء مقاتلة علي هو تحقيق أطماع سياسية، خاصة مع ادعائهما المبايعة مكرهين وهروبهما إلى مكة، بالإضافة إلى تصريح أسامة بن زيد بأنهما بايعا كارهين، ويقال كذلك لأن عليا رفض توليتهما البصرة والكوفة، حيث طلبا منه الولاية لكنه أبقاهما معه كمستشارين. بعدها طلبوا السماح لهم بالذهاب إلى مكة لأداء العمرة فسمح لهما وحين ذهبا التقيا عائشة وقرروا المسير إلى البصرة رافعين شعار الانتقام لعثمان،[125][131] فسارو من مكة إلى البصرة بعشرة آلاف مقاتل وتحرك إليهم علي ولقيهم على مشارف البصرة، ويذكر ابن كثير[132] أنهم انطلقوا إلى البصرة وكان علي بالمدينة عازما على الذهاب إلى الشام لقتال معاوية، فغير وجهته إلى البصرة واستخلف على المدينة تمام بن عباس وعلى مكة قثم بن العباس، وحين وصل أرسل عمار بن ياسر إلى أهل الكوفة يستنفرهم للقتال فانضم منهم الكثير إلى جيش علي وفقا للطبري. تختلف الروايات حول وقائع المعركة لكنها انتهت بمقتل طلحة والزبير وانتصار علي، وعودة عائشة إلى المدينة. وحول سبب عدم قيام علي بالاقتصاص من قتلة عثمان، فالبعض يرى أنه كان صعبا لاختلاط القتلة بجيش ومؤيدي علي الذي لم يكن لديه ما يكفي من القوة والسيطرة الكافية لتطبيق الحد فانتظر حتى تهدأ الفتنة وهذا ما قاله علي لطلحة والزبير في بعض الروايات. قام علي بعد معركة الجمل بنقل عاصمة الخلافة من المدينة إلى الكوفة نظرا لموقعها الاستراتيجي الذي يتوسط أراضي الدولة الإسلامية أنذاك، ولكثرة مؤيديه هناك.[133]

دولة الخِلافة الراشدة بعد التحكيم بين عليّ ومُعاوية:
  الأقاليم الخاضعة لعليّ
  الأقاليم الخاضعة لمُعاوية
  الأقاليم الخاضعة لعمرو بن العاص

كان معاوية بن أبي سفيان -والي الشام في عهد عثمان- قد أعلن رفضه تنفيذ قرار العزل،[56] كما امتنع عن تقديم البيعة لعلي، وطالب بالثأر لابن عمه عثمان،[128] ويشكك أيضا الكثيرين في أهداف معاوية المعلنة حيث يرون معارضته كانت لأطماع سياسية.[134] حين انتهى علي من معركة الجمل توجه إلى الكوفة فدخلها في الثاني عشر من رجب 36 هـ ثم أرسل جرير بن عبد الله إلى معاوية يدعوه للمبايعة والطاعة لكن معاوية رفض المبايعة إلا بعد الاقتصاص من قتلة عثمان.[135] عاد الرسول إلى علي برفض معاوية، فتوجه علي بجيشه إلى الشام وعسكر الجيشان حين التقيا بموقع يسمى صفين، ثم بدأت مفاوضات بين الطرفين عبر الرسائل، واستمرت لمدة مائة يوم لكنها لم تأت بنتيجة، فبدأت مناوشات بين الجيشين أسفرت عن قتال استمر لمدة أسبوع فيما يعرف بمعركة صفين (36 - 37 هـ / 657م). بدا جيش علي على مشارف الانتصار وجيش معاوية على وشك الهزيمة، فاقترح عمرو بن العاص -وكان في جيش معاوية- عمل حيلة وهي أن يقوم الجنود برفع المصاحف على أسنة الرماح، مطالبين بالتحكيم وفقا للشريعة الإسلامية. يقول ابن خلدون أن عليا حذر المسلمين من الخديعة إلا أن جماعة ممن صاروا فيما بعد من الخوارج أصروا على القبول بالتحكيم وهددوه بالقتل ووافق بعد إلحاح منهم، وعندما أرادوا حكما اختاروا أبي موسى الأشعري لكن علي رفضه لعدم ثقته به وتخليه عنه فيما سبق ورشح الأشتر النخعي إلا أنهم رفضوه واستقر الأمر على الأشعري، رفض جنود علي من الخوارج التحكيم معتبرين أن معاوية كافر بخروجه عن طاعة الخليفة الشرعي وبهذا يجب قتله، واعتبروا التحكيم خروج عن حكم الله والاحتكام بحكم البشر -رغم أن تأكيد بعض المؤرخين على أنهم من رشحوه- فذهبوا لعلي يستتيبوه ويحثوه على قتال معاوية ونقض اتفاق التحكيم لكنه رفض، مما أدى إلى انسحاب الخوارج من جيش علي. وأورد ابن كثير في[136] رواية تقول أن علي وافق على التحكيم وعارضه بعض الناس. في هذه الأثناء اختار معاوية عمرو بن العاص حكما من طرفه وكان الحكم من طرف علي هو أبو موسى الأشعري، واجتمع الحكمان لإيجاد حل للنزاع، فدار بينهما جدال طويل، واتفقا في النهاية على خلع معاوية وعلي وترك الأمر للمسلمين لاختيار خليفة غيرهما، فخرج الحكمان للناس لإعلان النتيجة التي توصلا إليها، فأعلن أبو موسى الأشعري خلع علي ومعاوية، فقام عمرو بن العاص وقال: "إن هذا قد قال ما سمعتم وخلع صاحبه، وأنا أخلع صاحبه كما خلعه. وأثبت صاحبي معاوية" فقال له أبو موسى الأشعري: "غدرت وفجرت" ودار عِراك بينهم.[125][137][138] بعد حادثة التحكيم عاد القتال من جديد واستطاع معاوية أن يحقق بعض الانتصارات وضم عمرو بن العاص مصر بالإضافة إلى الشام وقتل واليها محمد بن أبي بكر.

معركة النهروان

وأخيرا قاتل علي الخوارج وهزمهم في معركة النهروان (39 هـ / 659م)، حيث انسحبوا من جيشه ثم قاموا يقطعون الطرق ويسألون الناس حول ارائهم في الخلفاء الأربعة فيقتلون من يخالفهم في الرأي بشكل بشع.[139][140]

حكمه

مسجد الكوفة حيث كان مقر خلافة الإمام علي وتظهر في الصورة (إلى اليسار) مرقد ابن أخيه مسلم بن عقيل.

ورغم أن علي لم يقم بأي فتوحات طوال فترة حكمه إلا أنها اتصفت بالكثير من المنجزات المدنية والحضارية منها تنظيم الشرطة وإنشاء مراكز متخصصة لخدمة العامة كدار المظالم ومربد الضوال وبناء السجون، [141][142] وكان يدير حكمه انطلاقا من دار الإمارة، كما ازدهرت الكوفة في عهده وبنيت بها مدارس الفقه والنحو وقد أمر الإمام علي بن أبي طالب أبا الأسود الدؤلي بتشكيل حروف القرآن لأول مرة،[143][144] ويعتقد بعض الباحثين أنه أول من سك الدرهم الإسلامي الخالص،[145] مخالفين بهذا المصادر التاريخية الأخرى التي تقول أن عبد الملك بن مروان هو أول من ضرب الدراهم الإسلامية الخالصة.[146]

في عهده أيضا نشط عبد الله بن سبأ وأتباعه الذين عرفوا بالسبئية والتي يعتقد البعض أنهم أصل حركة التشيع، والبعض الآخر يقول أنهم أول من قال بتأليه أئمة الشيعة، وآخرون يشككون في وجود السبئية من الأساس. يروى أن علي بن أبي طالب جمعهم وأمر بحفر الأخاديد وأضرم فيها النيران وأعدمهم بالحرق ولم يبق منهم إلا القليل.[147]

يعتبر العديد من الكتاب الباحثين أن عليا لم يكن رجلا سياسيا ناجحا أو لم يتمتع بالمرونة السياسية المناسبة.[56] قال عنه ويلفرد مادلونغ أنه كان متمسكا بتعاليم دينه بشدة وغير مستعد للتنازل عن مبادئه من أجل المنفعة السياسية.[148]

اغتياله

قبر الإمام علي بالنجف حيث دفن علي بن أبي طالب حسب الرواية الشيعية.
رسم عُثماني لتابوت الإمام عليّ وهو يُنقل سراً على دابته.

كان علي يؤم المسلمين في صلاة الفجر في مسجد الكوفة، و في أثناء الصلاة ضربه عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه، فقال علي جملته الشهيرة: "فزت ورب الكعبة"،[149][150][151] وتقول بعض الروايات أن علي بن أبي طالب كان في الطريق إلى المسجد حين ضربه ابن ملجم؛[152][153] ثم حمل على الأكتاف إلى بيته وقال: «أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي» ونهى عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه. وجيء له بالأطباء الذين عجزوا عن معالجته فلما علم علي أنه ميت قام بكتابة وصيته كما ورد في مقاتل الطالبيين. ظل السم يسري بجسده إلى أن توفي بعدها بثلاثة أيام، تحديدا ليلة 21 رمضان سنة 40 هـ عن عمر يناهز 64 حسب بعض الأقوال.[152] وبعد مماته تولى عبد الله بن جعفر والحسن والحسين غسل جثمانه وتجهيزه ودفنه، ثم اقتصوا من ابن ملجم بقتله.[154] ولقب الشيعة علي بن أبي طالب بعدها بشهيد المحراب.[149]

وعبد الرحمن بن ملجم أحد الخوارج كان قد نقع سيفه بسم زعاف لتلك المهمة. ويُروى أن ابن ملجم كان اتفق مع اثنين من الخوارج على قتل كل من معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وعلي بن أبي طالب يوم 17 رمضان، فنجح بن ملجم في قتل علي وفشل الآخران.[152][153]

تذكر العديد من كتب الحديث النبوي وكتب التاريخ أن محمد قد تنبأ بمقتل علي، وتعددت رواياتهم حول ذلك ومنها: «يا علي أبكي لما يُسْتَحَلُّ منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تريد أن تُصلِّي وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين، شقيق عاقر ناقة صالح، يضربك ضربة على رأسك فيخضب بها لحيتك»[155][156]

وفقا للشيخ المفيد فإن علي بن أبي طالب طلب من ابنه الحسن أن يدفنه سرا وأن لا يعرف أحد مكان دفنه، لكي لا يتعرض قبره للتدنيس من قبل أعدائه. وظل مدفن علي مجهولا إلى أن أفصح عن مكانه جعفر الصادق في وقت لاحق خلال الخلافة العباسية. وبحسب الرواية الأكثر قبولا عند الشيعة فإن علي بن أبي طالب دفن في النجف حيث بني مشهد ومسجد الإمام علي الموجود حتى الآن.[157] ويعتقد بعض من المسلمين خاصة في أفغانستان أن جسد علي بن أبي طالب مدفون في المسجد الأزرق في مدينة مزار شريف الأفغانية؛ مستندين إلى روايات تقول أن أبا مسلم الخراساني قام بنقل جثمان علي سرا بمساعدة بعض فرسانه إلى تل حمران بقرية بلخ شمال أفغانستان، حتى جاء السلطان حسين بيقرة فبنى المرقد الحالي في ذلك المكان سنة 1480م حسب الروايات الأفغانية.[158][159] وبالمُقابل، فإنَّ بعض علماء أهل السنة قال ببطلان نسب القبر الكائن في النجف إلى علي بن أبي طالب وقالوا أنَّ جثمانه حُمل على ناقته وأطلقت في الصحراء فلا يعلم أحد أين قبره تحديداً، وقال آخرون أنه دفن بمقر الإمارة بالكوفة، وقيل بحائطِ جامعِ الكوفةِ. وقد حكى الخطيبُ البغدادي عن أبي نعيم الفضلِ بنِ دكين أن الحسنَ والحسينَ حولاه فنقلاهُ إلى المدينةِ فدفناه بالبقيعِ عند قبرِ زوجتهِ فاطمةَ أمهما.[160][161]

بعد مماته

رحل علي بن أبي طالب تاركا خلفه الفتنة مشتعلة بين المسلمين، واستلم الخلافة من بعده ابنه الحسن بن علي وبايعه الناس في الكوفة، واستمرت خلافته ستة أشهر، وقيل ثمانية، وانتهت خلافته فيما عرف بعام الجماعة بصلح الحسن مع معاوية وتنازله عن الحكم حقنا لدماء المسلمين،[162] ويقال أن قبوله للصلح يرجع لضعف موقفه حيث استطاع معاوية بسط نفوذه على الشام ومصر وكانت جيوش الحسن ضعفت بعد قتال الخوارج. كما تذكر بعض المصادر أن أحد بنود الصلح كانت أن يكون الأمر بعد موت معاوية للحسن ثم لأخيه الحسين. يذكر ابن كثير وابن الأثير أن الحسين بن علي كان رافضا صلح أخيه مع معاوية، وأنه كان يريد السير على نهج أبيه والقتال حتى النهاية، ومع إصرار أخيه الحسن الشديد سلم الحسين بالأمر،[163][164] بعد وفاة الحسن ثم معاوية أعلن الحسين ثورته ضد يزيد بن معاوية، وقتل في معركة كربلاء في مواجهة جيش يزيد. تقول بعض المصادر أن في الفترة الأموية استحدثت سنة سب علي على المنابر حتى ابطلها عمر بن عبد العزيز.[165]

مكانته

اختلف المسلمون عبر التاريخ الإسلامي في مكانة علي بن أبي طالب، وقد ترواحت اعتقادات الطوائف الإسلامية، فالسنّة يعدونه أحد العشرة المبشرين بالجنة والخليفة الراشد الرابع للمسلمين ومن آل بيت الرسول. وبعض الفرق يعتقدون بألوهيته والاعتقاد بعصمته. والشيعة يعتقدون بأنه أول إمام وبعصمته. ولكن غالبية المسلمين أجمعوا على فضله ومكانته.

بعض ما ورد في فضله

مما أجمع المسلمون على وروده ما يلي:

أهل السنة والجماعة

رسم لاسم الإمام علي بن أبي طالب على أحد الصحون الجدارية العملاقة في آيا صوفيا.

يعد أهل السنة والجماعة علي بن أبي طالب أحد الصحابة ومن أهل بيت النبي ورابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ولا يعتقدون بوصايته، لكنه أحد عظماء الإسلام عندهم.[167] كما يعتقدون أنه أفضل أئمة المسلمين مع الرسول محمد وأبي بكر وعمر وعثمان. ومنظورهم تجاه علي يعد وسطياً ومختلف عن فرق الشيعة المختلفة، فهم لا يفسقونه ولا يغالون فيه فيما يرونه مطابقاً لحديث الرسول محمد الذي قال: «خير الأمور أوسطها».[168] وعادة ما يفسرون الخلافات التي تحدث بين علي وغيره من الصحابة بأنه اختلاف اجتهادي من صحابة عدول وليس خلاف دنيوي أو صراع على السلطة أو غيره وفقاً لعقيدة عدالة الصحابة.

كما تعتقد أغلب فرق الصوفية المنتسبة لأهل السنة بأن علي صحابي له مكانة دينية عظيمة،[169] وإنه كان من أولياء الله الصالحين وكبير علماء الصوفية. ويرجع السند المتصل لجميع مشايخ الطرق الصوفية إلى علي بن أبي طالب باستثناء الطريقة النقشبندية.

الشيعة الإمامية

تخطيط شيعي إمامي هندي بالخط الفارسي يمتدح علي بن أبي طالب: «إمام الإنس والجن وصي المصطفى حقا».[170]

يرى الشيعة الإمامية أن علي بن أبي طالب هو الخليفة الشرعي للمسلمين ويسمونه بالوصيّ، ويوافقهم في ذلك الطرق الصوفية الشيعية.[6] كما يعتقدون بعصمة علي بن أبي طالب من الخطأ إلى جانب عصمته من السهو والنسيان هو والنبي وأهل البيت،[171] وقال بعضهم أن علي بن أبي طالب أفضل من الأنبياء والرسل بما فيهم أولي العزم من الرسل كإبراهيم وموسى وعيسى باستثناء الرسول محمد، وأيضا يقول بعض علماء الاثنا عشرية بأن علي بن أبي طالب مساو للرسول محمد إلا في النبوة،[172][173][174] وقد قال الخميني أحد كبار مراجع الشيعة المعاصرين عن عقيدة الإثنا عشرية في علي بن أبي طالب: «إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل».[175] ووفقاً لهذا المعتقد فإنهم يرفضون أي رواية يظهر فيها اختلاف بين آراء علي وغيره ممن يعدونهم معصومين مثل محمد وفاطمة وابنيه الحسن والحسين.

يتوافد الزوار من الشيعة الإمامية لزيارة مرقد الإمام علي في النجف ويقومون بتلاوة الزيارات حيث يعد من أكثر الأماكن المقدسة لديهم مثل زيارة أمين الله،[176] وزيارة أمير المؤمنين.[177] كما يبدأ الإمامية-كسائر المسلمين- طوافهم حول الكعبة بدءاً من الركن الشرقي ويُسمَّى أيضاً بالركن الأسود لأن الحجر الأسود مُثَبَّتٌ فيه ومنه يبدأ الطواف حول الكعبة. وذلك أثناء آداء مناسك الحج أوالعمرة.[178][179]

الشيعة الزيدية

تعتقد الشيعة الزيدية أن علي بن أبي طالب الذي يعتقدون أنه أفضل أمة محمد بعد الرسول ثم تأتي فاطمة والحسن والحسين ومن بعدهم ذريتهما. وقد سميت الزيدية بهذا الاسم لاتباعهم زيد بن علي وهو من ذرية علي بن أبي طالب. قال عبد الله بن الحسن أحد أئمة الزيدية: "العَلَمُ بيننا وبين الناس: عليُّ بنُ أبي طالبٍ، والعَلَمُ بيننا وبين الشيعة: زيدُ بنُ عليٍّ " ويعتقدون أن الرسول أوصى لعلي بن أبي طالب بالخلافة، على الرغم من إقرارهم بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان. ولا تعتقد الشيعة الزيدية أن عليا بن أبي طالب أفضل من الأنبياء والرسل، ولا بأنه معصوم.[180]

الفرق المنقرضة

تخطيط علاهي لصفات عليّ بن أبي طالب على شكل أسد، وهو أحد ألقابه: أسد الله الغالب.

تقول بعض المصادر أن جماعة عبد الله بن سبأ المعروفة باسم السبئية كانت تؤمن بألوهية علي بن أبي طالب،[147] كما اتُهمت بعض الفرق بالغلو لاعتقادها بتأليه علي بن أبي طالب، ويعتقد البعض أن هناك بعض الفرق الباطنية أي أنها تخفي عقائدها الحقيقية ومنها الاعتقاد بألوهية علي. أغلب الفرق المتهمة بالغلو والباطنية انقرضت وإن كانت فرق كالنصيرية والدروز توصف بالباطنية في الوقت الحالي من قبل بعض علماء السنة والشيعة الإمامية.

ويقول الخوارج بكفر علي بن أبي طالب حين قبل بوثيقة التحكيم التي عرضها عليه معاوية بن أبي سفيان، وخلع نفسه من إمارة المؤمنين وساوى نفسه بمعاوية وهو وال من ولاة الدولة، ويعتقدون أن الحكمين حكما برأيهما ولم يحكما بحكم الله الذي يقضي بتأييد حق علي في الخلافة ووفقا لعقيدتهم فإن كل من يرتكب إثما فهو كافر،[181][182] وقد قتله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم.

كما ظهرت بين المسلمين في القرون الأولى جماعات أخرى تقلل من شأن علي أو تفسقه أطلق عليها اسم النواصب. ويطلق لقب ناصبي بصفة عامة على كل من يعادي علي وآل البيت.

الباحثون المعاصرون

يعتقد الكثير من الباحثين المعاصرين أن سيرة علي بن أبي طالب وغيره من الشخصيات الإسلامية تم التلاعب بها للتعظيم من شأنه وإضفاء القدسية عليه أحيانا والتقليل من مكانته أحيانا أخرى وذلك لخدمة مصالح سياسية معينة. على سبيل المثال يقول البعض أن عبد الله بن سبأ سبّب الخلاف بين علي وعمر بن الخطاب لكن علي الوردي وصف هذا التحليل بالتافه، ويضيف الوردي أنه لا يمكن لشخص واحد مهما كان ذكياً أن يعبث هذا العبث الكبير. ويرى البعض من الباحثين المعاصرين أن الدولة الصفوية هي التي عمدت إلى المبالغة في تقديس علي وتعظيم الخلاف بين علي والصحابة مثل عمر في صراعها مع الدولة العثمانية، ومن رواد هذا التحليل علي شريعتي وحسن العلوي حيث أن حسن العلوي أول من تطرق إلى هذا التحليل في كتاب "دماء على نهر الكرخة". كما يقول بعض الباحثين كأحمد صبحي منصور أن الأمويين قاموا بالتقليل من شأن علي ورفع شأن معاوية عبر نشر روايات ملفقة يرويها القصاصون في المساجد والشوارع كما رواها بعض الصحابة منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومن التابعين عروة بن الزبير ويقول الشافعي في ذلك:"ما أقول في رجل أسرّ أولياؤه مناقبه تقية، وكتمها أعداؤه حنقا وعداوة، ومع ذلك فقد شاع ما بين الكتمانين ما ملأ الخافقين"،[183] فضلًا عن لعن علي على المنابر مع كل صلاة.[184]

غير المسلمين

وبالنسبة لرؤى غير المسلمين فقد أثنى عليه بعضهم مثل إدوارد جيبون في كتابه الشهير "تاريخ أفول وسقوط الدولة الرومانية" والسير ويليام موير.[185][186] وقال عنه الشاعر جبران خليل جبران: «إن علي بن أبي طالب كلام الله الناطق، وقلب الله الواعي، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس، وذاته من شدة الإقتراب ممسوس في ذات الله» [169]. والبعض الآخر من غير المسلمين لديه رؤى سلبية تجاه علي مثل هنري لامينز.[187]

علمه

عُرف علي بن أبي طالب بعلمه الغزير سواء كانت علوم دينية أو دنيوية.[188] فقد عرف ببراعته في الرياضيات وسرعته في حل المسائل الحسابية،[189] كما ذُكر له وصف الذرة.[190] وكان متمكنا من علوم اللغة كالنحو والبلاغة،[191] فكان معلم أبي الأسود الدؤلي،[192] ويقال أنه أول من صنف كتابا بالفقه.[193] وكان معلم ابن عباس.[194] وكان يحث الناس على سؤاله حرصا منه على نشر العلم.[195][196] بل تروى بعض المصادر الشيعية ان حتى خادمته فضة كانت تعلم علم الكيمياء.[197]

تراثه

إحدى صفحات نسخة قديمة من نهج البلاغة.

من أقواله

من أقواله: «أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه، والعلم مخزون عند أهله قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه».[207]
ومن الشعر المنسوب له:[208]


أشدد حيازيمك للموت فأن الموت لاقيكولا تجـزع من الموت إذا حـل بواديك
فأن الدرع والبيضة يوم الروع تكفيككما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيك
وحسب مصادر الشيعة الإثنا عشرية فإن له أدعية مأثورة منها دعاء كميل ودعاء الصباح ودعاء يستشير.[209] ويوجد الكثير من أخبار ومواقف وسيرة علي بن أبي طالب مقيدة في أحد أهم كتب الطائفة الإثناعشرية وهو كتاب كتاب سليم بن قيس لمؤلفه سليم بن قيس الهلالي الذي صحب علي وأخذ الأخبار عنه.[210]
وقد قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان: «قول علي بن أبي طالب: "يا مالك، إن الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق"، هذه العبارة يجب أن تعلَّق على كلّ المنظمات، وهي عبارة يجب أن تنشدها البشرية» وبعد أشهر اقترح عنان أن تكون هناك مداولة قانونية حول كتاب علي إلى مالك الأشتر. اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، بعد مدارسات طويلة، طرحت هل هذا يرشح للتصويت؟ وقد مرّت عليه مراحل ثم رُشِّح للتصويت، وصوتت عليه الدول بأنه أحد مصادر التشريع الدولي.[211][212]

شخصه

ذُكر في الاستيعاب عن شكله نقلا عن ابن إسحاق: «كان رجلاً آدم شديد الأدمة مقبل العينين عظيمهما ذا بطن أصلع ربعة إلى القصر لا يخضب»،[8] في حين ذكر ابن سعد مجموعة من الروايات تفيد بأنه كان أبيض الرأس عريض اللحية والمنكبين ضخم البطن والعضلات.[32]

مخطوطة ترجع إلى زمن الخلافة العثمانية في القرن الثامن عشر. مكتوب فيها "علي ولي الله" بطريقة المرآة في كلا الاتجاهين.

يعد المسلمون علي بن أبي طالب أحد النماذج التي يحتذى بها في دينه وأخلاقه وتعاملاته فهو أحد أفضل الصحابة العدول عند السنة وهو الشخص المعصوم المتكامل لدى الشيعة، ويتميز بالشجاعة والبلاغة بشكل أساسي كما يوجد الكثير من الأحاديث عن كرمه وزهده وعدله وغيرها من الصفات في المصادر الإسلامية.

شخصيته في الفن والأدب

اهتمت الكثير من الأعمال الفنية والأدبية بعلي بن أبي طالب، وتناولت العديد من الكتب حياة علي بن أبي طالب لمؤلفين وكتاب من المسلمين؛ منها مناقب الأسد الغالب للجزري، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي، وفي العصر الحديث هناك كتاب عبقرية الإمام علي لعباس محمود العقاد ضمن سلسلة العبقريات الإسلامية، وتناول في الكتاب نشأته وثقافته ونبوغه الأدبي في الشعر والفصاحة والبلاغة، كما يتحدث عن حياته كخليفة ورجل سياسة، وسماه الشهيد أبا الشهداء.[213] كما ألف الدكتور طه حسين كتاب الفتنة الكبرى بجزأين، وكان الجزء الثاني منه بعنوان "علي وبنوه" جاء فيه: «كان الفرق بين علي ومعاوية عظيماً في السيرة والسياسة، فقد كان علي مؤمناً بالخلافة ويرى أن من الحق عليه أن يقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس، أما معاوية فإنه لا يجد في ذلك بأساً ولا جناحاً، فكان الطامعون يجدون عنده ما يريدون، وكان الزاهدون يجدون عند علي ما يحبون».[169][214] وعبدالرسول زين الدين في كتابه "المنتخب من كلام الإمام علي في مصادر التاريخ و الأدب" جمع منتخب كلمات علي بن أبي طالب واحاديثه المتناثرة في كتب التاريخ والأدب والفلسفة والنوادر الإسلامية فيما دون سنة 900 للهجرة.[215]

ولعلي الكثير من التصاوير منها رسم يفترض أنه تم رسمه على جلد غزال من قبل شخص معاصر له، وهناك نسختان منها، أحداها محفوظة في المتحف الإيطالي بروما، والأخرى باللوفر،[216] أما باقي التصاوير فتعتمد على صفاته المروية، وفي كثير من الصور يظهر علي وبقربه أسد رابض كناية عن إحدى كراماته.

علي بن أبي طالب في السينما والتلفزيون

ظهرت شخصية علي بن أبي طالب على شاشة التلفاز لأول مرة بعد منع الأزهر لتجسيد آل بيت الرسول، وذلك عن طريق مسلسل عمر الذي أثار جدلا بين المسلمين لدى عرضه وقد كان من إخراج المخرج السوري حاتم علي و قد جسّد دور الإمام علي بن أبي طالب الممثل التونسي غانم الزرلي.

ألقابه

من ألقابه:

  • ولي الله: حيث يقول بعض المفسرين مثل الطوسي أنه نزلت فيه آية: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ (المائدة:55).[217][218]
  • حيدرة: وتعني الأسد.[219][220]
  • المرتضى.[220]
  • أمير المؤمنين: تعده بعض الروايات الشيعية أول من لقب بأمير المؤمنين،[221][222] بينما تشير الروايات السنية أن عمر بن الخطاب أول من تسمى بأمير المؤمنين.
  • يعسوب المؤمنين ويعسوب الدين.[219][223]
  • الصديق الأكبر.[223]
  • الفاروق الاعظم.[223]
  • باب مدينة العلم: وهي تسمية مستندة لحديث الرسول محمد بن عبد الله يقول فيه: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» وهو حديث يقبله كل الشيعة وبعض أهل السنة كالسيوطي الذي ذكر في كتابه تاريخ الخلفاء أنه حسن،[224] أما السلفية يرفضون هذا الحديث.[225][226][227]
  • وليد الكعبة: لما ذكر بأنه ولد داخل الكعبة.
  • شهيد المحراب: لأنه قتل أثناء الصلاة.[149]

ويُكنَّى:[220]

  • أبو الحسن.
  • أبو تراب.[228]
  • أبو السبطين.
  • أبو الحسنين.
  • أبو الريحانتين.

عائلته

نسبه[229]

لدى علي ثلاثة أشقاء وأختين، وهم
زوجات علي بن أبي طالب وأبناؤه منهن

تزوج نساء اخريات غير فاطمة، أشهرهن خولة من بني حنيفة. وقد بلغ عدد أولاده من الذكور أحد وعشرين، ومن الإناث ثماني عشرة.[230]

ذرية علي بن أبي طالب وزوجاته.
قتلوا جميعا في كربلاء.
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    قصي
    400
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    عبد العزى
     
     
     
     
     
     
     
     
    عبد مناف
    430
     
     
     
     
     
     
     
    عبد الدار
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    أسد
     
     
     
    المطلب
     
     
    هاشم
    464
     
     
     
    نوفل
     
     
     
    عبد شمس
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    خويلد
     
     
     
     
     
     
     
     
    عبد المطلب
    497
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    العوام
     
    خديجة
     
    حمزة
     
     
    عبد الله
    545
     
     
     
    أبو طالب
     
     
    العباس
     
     
    عبد العزى
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    الزبير
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    محمد
    571
     
    علي
    599
     
    عقيل
     
    جعفر
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    فاطمة
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    مسلم
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    الحسن
    625
     
     
     
     
     
     
    الحسين
    626
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     

    طالع أيضاً

    في السينما والتلفزيون

    المصادر

    1. مجموع الفتاوى، ابن تيمية، (27 / 446)
    2. وفيات الأعيان، ابن خلكان، (4 / 55)
    3. تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي، (1 / 136)
    4. (مروج الذهب 2 ص 2 تأليف أبي الحسن المسعودي الهذلي، تذكرة خواص الأمة ص 7 سبط ابن الجوزي الحنفي، الفصول المهمة ص 14 إبن الصباغ المالكي، السيرة النبوية 1 ص 150 نور الدين علي الحلبي الشافعي، شرح الشفا ج 1 ص 151 الشيخ علي القاري الحنفي).
    5. نصر، حسين، موسوعة بريتانيكا، مقالة "علي" سنة 2012 مـ نسخة محفوظة 03 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
    6. Ali. Encyclopedia Britannica Online. Encyclopaedia Britannica, Inc.. Retrieved on 2007-10-12. نسخة محفوظة 18 نوفمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
    7. Ahmed 2005, p. 234
    8. الاستيعاب في تمييز الأصحاب، الجزء الثاني، باب علي، عن طريق مكتبة نداء الإيمان نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
    9. العمدة ص : 24 نسخة محفوظة 9 سبتمبر 2009 على موقع واي باك مشين.
    10. قراءة في كتاب «عليّ وليد الكعبة» نسخة محفوظة 24 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين.
    11. الاستفتاءات، الطواف، موضع المستجار في الكعبة نسخة محفوظة 14 ديسمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
    12. بحار الانوار، محمد باقر المجلسي، ج9
    13. المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري، ج3 ص843
    14. انظر المراجع:
    15. علي من المهد إلى اللحد، محمد كاظم القزويني، علي وليد الكعبة، ص12
    16. تدريب الراوي2/359
    17. تهذيب الأسماء1/169
    18. انظر المراجع:
      • 3/164 المستدرك حديث رقم1532
      • سير أعلام النبلاء 3/46
      • تهذيب التهذيب 2/384
      • الإصابة في معرفة الصحابة 2/112
    19. Khalifa Ali bin Talib - Birth of Ali نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
    20. راجع المصادر:
      • علل الشرائع: ص 136 ح3
      • معاني الأخبار: ص 62 ح10
      • الأمالي للصدوق: ص 195 ح206
      • بشارة المصطفى: ص 8
    21. راجع المصادر:
      • ينابيع المودّة: ج2 ص305 ح873
      • المناقب لابن شهر آشوب: ج2 ص 174
      • بحار الأنوار: ج35 ص 19.
    22. تهذيب سيرة ابن هشام نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    23. CHAPTER VII ON THE KNOWLEDGE OF THE IMAM (IMAMOLOGY) (part-2) نسخة محفوظة 8 فبراير 2011 على موقع واي باك مشين.
    24. أسد الغابة في معرفة الصحابة، حرف العين، عن طريق مكتبة نداء الإيمان نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
    25. كتاب من حياة الخليفة أبي بكر للعلامة الأميني نسخة محفوظة 05 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
    26. موقع الإسلام سؤال وجواب، إطلاق " كرم الله وجهه " على علي بن أبي طالب نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
    27. الدليل الثالث : حديث الدار.. "وأنذر عشيرتك الأقربين" من موقع الشيخ علي الكوراني نسخة محفوظة 03 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
    28. تاريخ الرسل والملوك نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    29. كتاب الحميري وشعره في الغدير للعلامة الأميني (ص 66 - ص 67) نسخة محفوظة 19 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
    30. مختصر تاريخ دمشق مختصر نسخة محفوظة 11 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
    31. Watt, William Montgomery (1953). Muhammad at Mecca. Oxford University Press.
    32. الطبقات الكبرى لابن سعد، الجزء الثالث. نسخة محفوظة 11 سبتمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
    33. تاريخ الإسلام للذهبي نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    34. أنظر المراجع:
    35. # Ashraf, Shahid (2005). Encyclopedia of Holy Prophet and Companions. Anmol Publications PVT. LTD.. .
    36. المقداد بن الأسود الكندي، أول فارس في الإسلام (29) للشيخ محمد جواد آل الفقيه نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
    37. الكامل في التاريخ نسخة محفوظة 13 يناير 2009 على موقع واي باك مشين.
    38. لا فتى إلا علي للشيخ علي حسن غلوم
    39. القرآن الكريم، سورة البقرة الآية52
    40. Tabatabae, Tafsir Al-Mizan نسخة محفوظة 5 سبتمبر 2009 على موقع واي باك مشين.
    41. المجالس السنية، الجزء الثاني 199 نسخة محفوظة 26 يونيو 2010 على موقع واي باك مشين.
    42. الزهراء مع أبيها حتى بيت الزوجيّة نسخة محفوظة 6 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
    43. محتصر تاريخ دمشق نسخة محفوظة 22 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
    44. البداية والنهاية (7/370) نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    45. الدرر في اختصار المغازي والسير لابن عبد البر. نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
    46. قالالنبي محمد: «إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمه من علي» رواه الطبراني ورجاله ثقات.
    47. المنتظم في التاريخ نسخة محفوظة 13 يناير 2009 على موقع واي باك مشين.
    48. الكامل في التاريخ- مكتبة نداء الإيمان نسخة محفوظة 12 يناير 2009 على موقع واي باك مشين.
    49. Madelung, Wilferd (1997). The Succession to Muhammad: A Study of the Early Caliphate. Cambridge University Press. .
    50. الأحزاب 33، القرآن
    51. سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3206
    52. تهذيب سيرة ابن هشام (1/325) نسخة محفوظة 11 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
    53. المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (1/4678) نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    54. في رحاب أئمة أهل البيت ج 1 ص 254 للسيد محسن الأمين الحسيني العاملي. نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
    55. روى أبو داود وغيره من حديث علي قال : «بعثني النبي إلى اليمن فقلت يا رسول الله تبعثني إلى قوم اسن مني وانا حديث السن لا ابصر القضاء فوضع يده على صدري فقال: «اللهم ثبت لسانه وأهد قلبه»، وقال: «يا علي إذا جلس اليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء»، قال علي: «والله ما شككت في قضاء بين أثنين»
    56. Encyclopedia Iranica. Retrieved on 2007-10-25. نسخة محفوظة 19 ديسمبر 2009 على موقع واي باك مشين.
    57. عبد الملك بن هشام (السيرة النبوية)، طبعة مكتبة مصطفى البابي الحلبي، مصر، 1955، جزء 2 صفحة. 708-713
    58. تاريخ خليفة بن خياط (1/5)،(1/8) نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    59. تاريخ أبي الفداء لإسماعيل أبو الفداء. نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    60. غزوات الرسول وسراياه لابن سعد. نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    61. الدرر في اختصار المغازي والسير لابن عبد البر. نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    62. آية الإكمال ومسألة قيادة الأمة نسخة محفوظة 12 نوفمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
    63. ما هو حديث الغدير؟، مركز الشعاع الإسلامي نسخة محفوظة 15 أكتوبر 2012 على موقع واي باك مشين.
    64. الإمام علي في آراء الخلفاء- الشيخ مهدي فقيه نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    65. فضل علي نسخة محفوظة 5 مارس 2011 على موقع واي باك مشين.
    66. أبو بكر الصديق لأحمد صبحي منصور نسخة محفوظة 29 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
    67. تهذيب سيرة ابن هشام نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    68. كتاب سليم بن قيس 200:203 نسخة محفوظة 12 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
    69. بحوث في الملل والنحل، الجزء السادس 201:210 نسخة محفوظة 06 يوليو 2008 على موقع واي باك مشين.
    70. المستدرك على الصحيحين للحاكم، كتاب معرفة الصحابة 4457.
    71. سنن البيهقي، كتاب قتال أهل البغي 16315.
    72. البداية والنهاية نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    73. علي بن أبي طالب في عهد الخلفاء الراشدين (3) نسخة محفوظة 27 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
    74. الاختصاص للشيخ المفيد ص6. مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان
    75. كتاب الهجوم على بيت فاطمة عليها السلام ص90 للكاتب عبدالزهراء مهدي نسخة محفوظة 25 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
    76. قاموس البحرين:337(نشر ميراث مكتوب)
    77. تاريخ اليعقوبي نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    78. الأنوار العلوية 286:287 للشيخ جعفر النقدي. نسخة محفوظة 04 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
    79. شجرة طوبى ج2 ص249 للشيخ محمد مهدي الحائري. نسخة محفوظة 29 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
    80. مأساة الزهراء عليها السلام، شبهات وردود ج2 للشيخ جعفر مرتضى، الطبعة الثالثة 1422 هـ. الموافق 2002 م. نسخة محفوظة 27 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
    81. كتاب سليم بن قيس 150:152 نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
    82. كتاب جواهر التاريخ للشيخ علي الكوراني نسخة محفوظة 03 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
    83. شرح الذهبي في البلاغة للتستري، ج 4 ص 519.
    84. ابن قتيبة، الإمامة والسياسة 130 والنهج ج 3 ص 5.
    85. رواه نصر بن مزاحم في تاريخ صفين، شرح النهج، ج 1 ص 327
    86. مسائل مجلة جيش الصحابة، هل بايع الإمام علي مختارا أم مجبرا؟، للشيخ علي الكوراني نسخة محفوظة 03 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
    87. «إنّي لم أزل منذ قبض رسول الله مشغولا بغسله وتجهيزه ثم بالقرآن حتى جمعته كله ولم ينزل الله على نبيّه آية من القرآن إلاّ وقد.جمعتها» الاحتجاج للطبرسي:82
    88. ابن قُتيبة الدينوري, أبو محمد عبد الله بن مسلم (1937). الإمامة والسياسة. القاهرة-مصر: دار المعارف. صفحة 14.
    89. بن أبي طالب في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم (1) نسخة محفوظة 1 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
    90. الكامل في التاريخ نسخة محفوظة 06 مايو 2014 على موقع واي باك مشين.
    91. جاء في العلل لابن أبي حاتم: «لما نزلت هذه الآية : ﴿وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ﴾ الإسراء : 26 دعا النبي فاطمة فجعل لها فدك» الراوي: أبو سعيد، المحدث: أبو زرعة الرازي، المصدر: العلل لابن أبي حاتم، الصفحة أو الرقم: 3/44.
    92. في سنن أبي داود : «بقيت بقية من أهل خيبر تحصنوا فسألوا رسول الله أن يحقن دماءهم ويسيرهم ففعل فسمع بذلك أهل فدك فنزلوا على مثل ذلك فكانت لرسول الله خاصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب» الراوي: الزهري وعبد الله بن أبي بكر وبعض ولد محمد بن مسلمة، المحدث: أبو داود، المصدر: سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 3016
    93. قال الذهبي : « ولما توفي أبوها تعلقت آمالها بميراثه، وجاءت تطلب ذلك من أبي بكر الصديق، فحدّثها أنه سمع من النبي يقول : " لا نورث ما تركنا صدقة "، فَوَجَدَتْ عليه، ثم تعللت»
    94. الزهراء القدوة للمرجع الشيعي محمد حسين فضل الله. نسخة محفوظة 27 يناير 2010 على موقع واي باك مشين.
    95. السنن الكبرى للبيهقي 6/301.
    96. بحار الأنوار 43 نسخة محفوظة 04 نوفمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
    97. كتاب محنة فاطمة 232:243 للشيخعبد الله الناصر. نسخة محفوظة 18 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
    98. البداية والنهاية (6/366) نسخة محفوظة 06 مايو 2014 على موقع واي باك مشين.
    99. البداية والنهاية (7/352) نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    100. البداية والنهاية (7/36) نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
    101. علاقة عليّ بن أبي طالب بعمر بن الخطاب، ولوج 30 يونيو 2008 نسخة محفوظة 01 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
    102. تاريخ الرسل والملوك (2/475) للطبري. دار الكتب العلمية- بيروت. الطبعة الأولى، 1407. نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    103. الكامل في التاريخ. لابن الأثير، ذكر فتح بيت المقدس. نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
    104. العواصم من القواسم (1/201) لمحمد المعافري المالكي، دار الجيل، بيروت، الطبعة الثانية، 1407، تحقيق : د. محمد جميل غازي نسخة محفوظة 30 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
    105. مستدرك الحاكم, 1 ص 457
    106. الكامل في التاريخ نسخة محفوظة 02 أكتوبر 2009 على موقع واي باك مشين.
    107. أسد الغابة نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    108. Madelung 1997, p. 62-64
    109. الكامل في التاريخ، ذكر قصة الشورى نسخة محفوظة 02 أكتوبر 2009 على موقع واي باك مشين.
    110. تاريخ الطبري/الجزء الرابع/ موضوع "قصة الشورى" .
    111. أنظر:
      • Madelung 1997, p. 70 - 72
      • Dakake 2008, p. 41
      • Momen 1985, p. 21
    112. كتاب علي بن أبي طالب أمير المؤمنين الفصل 3 نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
    113. عثمان بن عفان، الفصل السادس: قتل عثمان. للشيخ محمد رضا الأديب المصري نسخة محفوظة 26 أبريل 2009 على موقع واي باك مشين.
    114. أنظر:
    115. كتاب علي بن أبي طالب أمير المؤمنين الفصل 4 نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
    116. « وأما معونة علي « ع » في قتله » من كتاب الحقائق في تاريخ الإسلام والفتن والأحداث لحسن المصطفوينسخة محفوظة 26 يونيو 2012 على موقع واي باك مشين.
    117. تاريخ بن خلدون 67 نسخة محفوظة 20 يونيو 2006 على موقع واي باك مشين.
    118. حرية الرأى بين الإسلام والمسلمين، للدكتور أحمد صبحي منصور. نسخة محفوظة 03 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
    119. الحقيقة الغائبة، الجزء الثاني بقلم الدكتور فرج فودة. نسخة محفوظة 29 فبراير 2008 على موقع واي باك مشين.
    120. الإمامة والقيادة 104-120 نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2009 على موقع واي باك مشين.
    121. أنظر:
      • علي بن أبي طالب, p. 67 and 68
      • علي بن أبي طالب, p. 107 and 111
    122. تاريخ الطبري نسخة محفوظة 07 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
    123. نهج البلاغة نسخة محفوظة 2 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
    124. Hamidullah, Muhammad (1988). The Prophet's Establishing a State and His Succession. University of California. , p. 126
    125. بيعة الإمام علي، تاريخ ابن خلدون نسخة محفوظة 18 مايو 2007 على موقع واي باك مشين.
    126. Ashraf, Shahid (2005). Encyclopedia of Holy Prophet and Companions. Anmol Publications PVT. LTD.. , p. 119 and 120
    127. Madelung 1997, p. 141-145
    128. كتاب علي بن أبي طالب أمير المؤمنين الباب 4 الفصل 1 نسخة محفوظة 23 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
    129. البداية والنهاية 7/212) نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    130. البداية والنهاية (7/255) نسخة محفوظة 17 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
    131. أنظر:
    132. والنهاية (7/260) نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
    133. The Fourth Caliph, Ali نسخة محفوظة 29 يناير 2009 على موقع واي باك مشين.
    134. أنساب الأشراف، (2005)، صفحة 119-120
    135. العواصم من القواسم نسخة محفوظة 06 مايو 2014 على موقع واي باك مشين.
    136. البداية والنهاية (7/301) نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
    137. تاريخ الطبري\الجزء الرابع\موضوع "اجتماع الحكمين بدومة الجندل" .
    138. الكامل في التاريخ نسخة محفوظة 29 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
    139. أنظر:
      • Madelung 1997, p. 241 - 259
      • Lapidus 2002, p. 47
      • Holt 1970, p. 70-72
      • Tabatabaei 1979, p. 53 and 54
    140. تاريخ ابن خلدون نسخة محفوظة 15 مايو 2007 على موقع واي باك مشين.
    141. أحكام السجون بين الشريعة والقانون، الشيخ د. أحمد الوائلي، ص 123
    142. بحار الأنوار، ج31 ص 18
    143. أبو الأسود الدؤلي نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
    144. سير أعلام النبلاء للذهبي.
    145. إذاعة جمهورية إيران الإسلامية نسخة محفوظة 12 يناير 2009 على موقع واي باك مشين.
    146. المنتظم في التاريخ -الجزء السادس نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
    147. العقد الفريد لابن عبد ربه. نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
    148. Madelung, Wilferd (1997). The Succession to Muhammad: A Study of the Early Caliphate. Cambridge University Press. , p. 148 and 149
    149. علي بن أبي طالب، الباب4، الفصل5 نسخة محفوظة 6 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
    150. ابن الأثير، أسد الغابة ص 805
    151. البلاذري، أنساب الأشراف ص376
    152. مقاتل الطالبيين، أبو الفرج الأصبهاني نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    153. السيرة لابن حبان نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    154. أسد الغابة في معرفة الصحابة نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
    155. ينابيع المودة لذوي القربى، للقندوزي، : 1 / 166
    156. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 10 / 264
    157. ShahKazemi, Reza (2006). "'Ali ibn Abi Talib". Medieval Islamic Civilization: An Encyclopedia. Taylor & Francis. .، Pages 36 and 37
    158. BALKH AND MAZAR-e-SHARIF نسخة محفوظة 28 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
    159. مزار شريف وحكاية مزارالامام علي بن أبي طالب، جريدة 14 أكتوبر اليمنية، 19 يناير 2008 نسخة محفوظة 06 أكتوبر 2008 على موقع واي باك مشين.
    160. إسلام ويب، مركز الفتوى: مكان قبر علي، وتفنيد ما يشاع بشأن الناقة. تاريخ التحرير: الإثنين 17 محرم 1425هـ؛ 8 مارس 2004م نسخة محفوظة 27 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
    161. مكتبة صيد الفوائد: بطلانِ نسبةِ القبرِ في النجفِ إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ. كتابة: عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل في 5 رجب 1424هـ نسخة محفوظة 28 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
    162. البداية والنهاية لابن كثير، صفحة 14 _ المجلد الثامن _ الطبعة الأولى سنة 1997 م _ 1417 هـ
    163. «والله لقد هممت أن أسجنك في بيت وأطبق عليك بابه حتى أفرغ من هذا الشأن ثم أخرجك، فلما رأى الحسين ذلك سكت وسلم.» البداية والنهاية لابن كثير نسخة محفوظة 25 نوفمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
    164. أسد الغابة في معرفة الصحابة، باب الحاء 26
    165. الأصدقاء، ص 116، موسوعة انصار الحسين نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
    166. مسند الإمام أحمد بن حنبل رقم الحديث: 1219 (حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ نَافِعٍ النَّوَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُلَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًا "رضي الله عنه" يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلِي نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالْمِقْدَادُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلَالٌ ".
    167. علي بن أبي طالب، من موقع قصة الإسلام، إشراف د. راغب السرجاني نسخة محفوظة 6 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
    168. أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 261/ 6651) عن مطرف قال: "خير الأمور أوسطها"، وإسناده صحيح موقوف.
    169. ما قيل بحق الإمام علي نسخة محفوظة 05 سبتمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
    170. "Levha (panel praising 'Ali)" (باللغة الإنجليزية). Library of Congress. مؤرشف من الأصل في 4 أكتوبر 2018.
    171. وأمثال هذه الأدلة تدل على عصمة أئمتنا حتى من السهو والنسيان والخطأ والغلط.. وأنهم القائمون مقام نبيّنا العصمة للميلاني ص38
    172. قال البياضي : « ولأنه مساو للنبي الذي هو أفضل، في قوله (وأنفسنا وأنفسكم) والمراد : المماثلة، لامتناع الاتحاد » الصراط المستقيم 1 | 210
    173. قال العلامة الشيعي الحلي بشرحه : « هذا هو الوجه الثالث الدال على أنه عليه السلام أفضل من غيره، وهو قوله تعالى : (قل تعالوا...).. واتفق المفسرون كافة أن الأبناء إشارة إلى الحسن والحسین عليهما السلام والنساء إشارة إلى فاطمة عليها السلام، والأنفس إشارة إلى علي "عليه السّلام".ولا يمكن أن يقال : إن نفسهما واحدة ؛ فلم يبق المراد من ذلك إلا المساوي، ولا شك في أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الناس، فمساويه كذلك أيضا » كشف المراد 304.
    174. قال العلامة الشيعي الحلي : « أجمع المفسرون على أن (أبناءنا) إشارة إلى الحسن والحسين، و(أنفسنا) إشارة إلى علي "عليه السّلام". فجعله الله نفس محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والمراد المساواة، ومساوي الأكمل الأولى بالتصرف أكمل وأولى بالتصرف، وهذه الآية أدل دليل على علو رتبة مولانا أمير المؤمنين "عليه السّلام" ؛ لأنه تعالى حكم بالمساواة لنفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنه تعالى عيّنه في استعانة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الدعاء. وأي فضيلة أعظم من أن يأمر الله نبيه بأن يستعين به على الدعاء عليه والتوسل به؟! ولمن حصلت هذه المرتبة؟! » نهج الحق وكشف الصدق : 177.
    175. الحكومة الإسلامية ص 52 للخميني
    176. زيارة أمين الله نسخة محفوظة 23 نوفمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
    177. زيارة أمير المؤمنين نسخة محفوظة 26 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
    178. موقع عقائد الشیعة الإمامیة نسخة محفوظة 24 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
    179. موقع مکتب المرجع الدیني السید علي السیستاني نسخة محفوظة 05 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
    180. الزيدية.. مذهب بين الشيعة والسنة (1 من 2) من إذاعة هولندا العالمية RNW تاريخ الولوج 17-10-2007 نسخة محفوظة 27 فبراير 2009 على موقع واي باك مشين.
    181. تناقض الخوارج والمرجئة في زيادة الإيمان ونقصانه للدكتور سفر الحوالي. نسخة محفوظة 07 أغسطس 2014 على موقع واي باك مشين.
    182. الخوارج، العقائد والأفكار نسخة محفوظة 21 أبريل 2009 على موقع واي باك مشين.
    183. تدوين الحديث وتأريخ الفقه الشيعي نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
    184. حرية الرأي بين الإسلام والمسلمين بقلم أحمد صبحي منصور نسخة محفوظة 03 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
    185. كتاب "حياة محمد" (The Life of Mahomet) للسير ويليام موير، لندن، 1877، الصفحة 250
    186. كتاب "تاريخ أفول وسقوط الدولة الرومانية" (The Decline and Fall of the Roman Empire) لندن، 1911، (الطبعة الأصلية 1776-88) الجزء الخامس، الصفحات. 381-2]
    187. هنري لامنيز، فاطمة وبنات محمد (Fatima and the Daughters of Muhammad)
    188. قال محمد بن عبد الله: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» مستدرك الصحيحين ج 3 / 126. وفي ص : 127 منه بطريق اخر، وفي تاريخ بغداد ج 4 / 348 وج 7 / 172 وج 11 / 48 وفي ص 49 منه عن يحيى بن معين أنه صحيح وفي أسد الغابة 4 / 22 ومجمع الزوائد ج 9 / 114 وتهذيب التهذيب 6 / 320 و7 / 427، وفي متن فيض القدير 3 / 46، وكنز العمال ط 2، ج 12 / 201 ح 1130، والصواعق المحرقة / 73.
    189. علم الرياضيات لدى علي بن أبي طالبنسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
    190. «إذا فلقت الذرة تجد في قلبها شمسا» مجلة النور عدد 209 رجب 1423
    191. البلاغة في نهج البلاغة نسخة محفوظة 10 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
    192. الشبكة الإسلامية، عرض التراجم، ترجمة أبي الأسود الدؤلي نسخة محفوظة 27 مايو 2008 على موقع واي باك مشين.
    193. محمد حسين آل كاشف الغطاء، المطالعات والمراجعات، ج2 ص59
    194. فيض القدير 4 / 357
    195. « سلوني قبل أن تفقدوني سلوني عن طرق السماوات فإني أعرف بها مني بطرق الأرض» كتاب سلوني قبل أن تفقدوني ج1 ص44
    196. «عن سعيد بن المسيب، قال : ما كان أحد من الناس يقول : سلوني غير علي بن أبي طالب»الاستيعاب : 2 / 462
    197. مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين، للحافظرجب البرسي. ص 37
    198. شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية(7/86)
    199. الإمام الذهبي في الميزان (3/124)
    200. المطهري (1997) The Glimpses of Nahj al Balaghah Part I - Introduction نسخة محفوظة 30 نوفمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
    201. شرح نهج البلاغة لابن أبي حديد، الموسوعة الشاملة نسخة محفوظة 08 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
    202. مجلة تراثنا نسخة محفوظة 23 يوليو 2011 على موقع واي باك مشين.
    203. مؤسسة الإمام علي، لندن نسخة محفوظة 16 مايو 2012 على موقع واي باك مشين.
    204. أولى المدن بالرقوق القرآنية، المؤتمر نت نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
    205. Imtiyaz Ali Arshi، Catalogue of Arabic Manuscripts in Raza Library، Rampur,(Vol.I, Rampur،1963, P.XI,2-3 No 1)
    206. صحيفة المؤتمر نسخة محفوظة 15 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
    207. مسائل حول العولمة الثقافية في الإسلام نسخة محفوظة 07 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
    208. البلاذري، أنساب الأشراف، رقم 542، ص 499 عن طريق مكتبة يعسوب الدين عليه السلام الإلكترونية نسخة محفوظة 29 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
    209. ادعية أمير المؤمنين، موقع الميزان نسخة محفوظة 15 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
    210. كتاب سليم بن قيس، موقع عقائد نسخة محفوظة 07 مايو 2014 على موقع واي باك مشين.
    211. The United Nation and Imam Ali’s Constitution نسخة محفوظة 05 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
    212. الإمام علي باني أسس التعايشنسخة محفوظة 04 أبريل 2009 على موقع واي باك مشين.
    213. كتاب عبقرية الإمام لعباس محمود العقاد نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
    214. الفتنة الكبرى، علي وبنوه نسخة محفوظة 05 مايو 2014 على موقع واي باك مشين.
    215. زين الدين، عبدالرسول،(2011م-1432ه)، المنتخب من كلام الإمام علي في مصادر التاريخ و الأدب، الطبعة الأولى، الأيام، بيروت، ص. نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
    216. Organization's site نسخة محفوظة 6 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
    217. الإمامة وأهل البيت، ج 2، محمد بيومي مهران
    218. إمامة أمير المؤمنين عليه السلام في القرآن الكريم. نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
    219. الاسم الشريف والكنية المباركة نسخة محفوظة 20 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
    220. المناقب: ج3، ص106، فصل في تسميته بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب
    221. القرآن الكريم ورواية المدرستين ج3 للسيد مرتضى العسكري نسخة محفوظة 21 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
    222. لقب أمير المؤمنين نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
    223. سماه الرسول بهذا كما ورد في كتب الفريقين ولكن ضعفها أهل السنة كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، حرف الفاء نسخة محفوظة 03 ديسمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
    224. تاريخ الخلفاء للسيوطي، باب علي بن أبي طالب، فصل في الأحاديث الوارده في فضله.
    225. « موضوع» (سلسلة الأحاديث الضعيفة6/518 ح رقم2955).
    226. ذكره الحافظ عن جابر مرفوعا. ثم قال « الحديث منكر » (لسان الميزان1/197).
    227. (7/165) من الميزان يصف الذهبي الخبر بأنه باطل.
    228. مركز الإشعاع الإسلامي: لماذا كُنِّيَ عليٌ ( عليه السَّلام ) بأبي تراب ؟ نسخة محفوظة 1 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
    229. البداية والنهاية نسخة محفوظة 17 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
    230. أحمد ثريّا (2011 م). "علي بن أبي طالب سياسيًا: قبسٌ من المرويّات الواصفة له". Al-Bayan: Journal of Qur’an and Hadith Studies. Brill. 9 (1): 253. doi:10.1163/22321969-90000028. ISSN 2232-1950. مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2016.

    وصلات خارجية

    عليّ بن أبي طالب
    فرع الابن الأصغر من قريش
    ولد: 13 رجب 23 ق هـ 17 مارس 599م توفي: 21 رمضان 40هـ 27 يناير 661م
    ألقاب شيعيَّة
    سبقه
    محمد
    كخاتم الأنبياء والمُرسلين
    أوَّل أئمَّة الاثنا عشرية والزيدية
    والكيسانية والإسماعيليَّة الباطنية

    632–661

    تبعه
    الحسن بن علي
    كإمام
    أساس/وصي
    الإسماعيليَّةالمُستعلية

    632–661

    أوَّل أئمَّة النزاريَّة

    632–661

    تبعه
    الحسن بن علي
    كمستودع
    تبعه
    الحسين بن علي
    كإمام
    المناصب السياسية
    سبقه
    محمد
    — المنصب —
    خليفة الرسول
    632–656
    انتخابه خليفةً
    سبقه
    عثمان بن عفان
    أمير المؤمنين
    رابع الخلفاء الراشدين

    656–661

    تبعه
    الحسن بن علي
    ألقاب قبليَّة
    سبقه
    العباس بن عبد المطلب
    زعيم بني هاشم

    653–661

    تبعه
    ؟

    موسوعات ذات صلة :