يُشير لفظ انقلاب نوجة (تُنطق أيضًا نوزيه؛ باللغة الفارسية: كودتاي نوژه) إلى محاولة الإطاحة بالجمهورية الإسلامية في إيران حديثة المنشأ وحكومة أبو الحسن بني صدر وآية الله روح الله الخميني التي وقعت في الحادي عشر من يوليو عام 1980.[1][2][3] وقد قام بهذا الانقلاب ضباط وجنود من قوات المشاة والقوات الجوية والجيش والمخابرات. كان المركز الرئيس للتخطيط هو مطار نوجه العسكري، وقاد هذه الحركة الانقلابية شابور بختيار، آخر رئيس وزراء للشاه. لكن بعد تسريب تفاصيل الانقلاب واعتقال عشرات الطيارين والضباط قبل ساعات من التنفيذ فشلت هذه الحركة الانقلابية.
انقلاب نوجة 1980 | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من توطيد الثورة الإيرانية | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
• نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية • حكومة محمد علي رجائي • منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية مساعدات استخباراتية: |
• منظمة نقاب • الضباط الوطنيين الإيرانيين (NUPA) مدعوم من: | ||||||
القادة | |||||||
• روح الله الخميني |
• شابور بختيار • منوتشهر قرباني فر | ||||||
الوحدات | |||||||
• منظمة حماية مخابرات جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية • الحرس الثوري الإيراني |
الأفراد العاملين أو المتقاعدين في القوات: • قاعدة همدان الجوية | ||||||
القوة | |||||||
• | • 700-750 من العسكريين • 300-400 مدني | ||||||
الخسائر | |||||||
• مقتل شخص | • ~ 10 قتلى • اعتقال مئات الاشخاص |
الخلفية
- مقالة مفصلة: الثورة الإسلامية الإيرانية
بعد ان انتصرت الثورة الاسلامية الإيرانية على يد الشعب بقيادة الإمام الخميني على النظام الملكي في العام 1979، دخلت إيران في وضع أزمة ثورية. فقد سقط اقتصادها وجهازها الحكومي، ودخلت قواتها العسكرية والأمنية في حالة من الفوضى. كما اندلعت ثورات الأحزاب الفيدرالية والمليشيات الماركسية في بعض المناطق، فكانت الاوضاع غير مستقرة.[4] وبعد ان استقبلت الولايات المتحدة شاه إيران المنفي، اقتحمت مجموعة من الطلاب مبنى السفارة الأميركية في طهران وأحتجزوا 52 مواطنا وموظفا أميركيا كرهائن، مطالبين الولايات المتحدة بتسليم الشاه لمحاكمته.[5] حاولت الولايات المتحدة لإطلاق سراح الرهائن عن طريق التفاوض لكن لم تتنازل إيران عن مطالبتها. فقامت الولايات المتحدة بعملية عسكرية لإنقاذ الرهائن وفي 24 إبريل 1980 ارسلت طائراتها الحربية إلى صحراء طبس لتنفيذ العملية، لكنها بائت بالفشل بسب هبوب عاصفة مفاجئة في الصحراء.[6]
الخطة
في تلك الأيام الحساسة، في يوليو 1980 حاول ضباط وجنود من قوات المشاة والقوّات الجوية والجيش والمخابرات السابقين في نظام الشاه، القيام بانقلاب عسكري بهدف الإطاحة بالجمهورية الاسلامية الإيرانية الفتية لاستعادة شابور بختيار إلى السلطة. وقد عُيّن عباس سعيد مهديون القائد السابق للقوات الجوية الإيرانية لقيادة الانقلاب داخل إيران وعُيّن العميد آية محققي لقيادة القوات الجوية. وقد أطلقوا على الخطة اسم "نقاب" وهو الختصارا لنجاة نهضة إيران الكبرى (بالفارسية:نجات قيام إيران بزرگ). وكانت الخطة المقررة هي أن يبدأ الانقلاب من قاعدة همدان الجوية، وبعد الاستيلاء على القاعدة يتم ضرب بعض الاهداف الحساسة في البلاد. وكان الهدف الأول هو منزل الخميني في طهران ومن بعده مطار مهراباد. كما يتم ضرب المباني السياسية والعسكرية ومحطات الإذاعة والتلفزيون. ثم تبدأ الطائرات بكسر جدار الصوت فوق بعض المدن لإرعاب الناس وتخويفهم من خلال اظهار تفوقهم العسكري. ومن بعده يتم اعتقال العديد من المسؤولين في الجمهورية الإسلامية.[7][8]
فشل الانقلاب
تسربت أنباء الخطة إلى نظام الجمهوري الإسلامي، وسرعان ماتمكن الرئيس الإيراني أبو الحسن بني صدر من تطويق قرابة 600 من الضباط. وقد ذكر فيما بعد حول الانقلاب: "كان الهدف الظاهري للانقلاب هو استعادة الشاه إلى السلطة، بينما كان الهدف الحقيقي هو توفير ذريعة لتغطية الغزو العراقي. فوفقا للمعلومات التي تلقيناها، أنشأ المتآمرون معسكرا عسكريا في مدينة السليمانية العراقية وخططوا لإشعال ثورة الأكراد وتنظيم مظاهرات في جميع أنحاء إيران. وكانت إستراتيجيتهم بسيطة للغاية وهي: أن زعزعة الاوضاع ستشتت القوات العسكرية الإيرانية وهذا ما سيساعد الجيش العراقي على احتلال الجزء الغربي الكامل من البلاد في اليوم الأول من الهجوم".[9]
یشیر الکاتب الأمیرکی المعروف مارك كازیوروسكي في مقال بعنوان "مشروع نوجة وسياسة إيران"، إلى ان على الرغم من الوثائق ومناقشاته مع الطرفين، فان "كيفية اطلاع السلطات الإيرانية على تفاصيل الانقلاب غير واضحة حتى الآن". هناك روايات عديدة حول كيفية كشفه. فرواية تقول بان احد الطيارين في القاعدة الجوية عندما علم بالمؤامرة أبلغ خامنئي علي الفور،[10] ورواية اخرى تقول ان انباء الخطة تسربت إلى الخميني عن طريق عملاء سوفييت في فرنسا وباكستان وأمريكا اللاتينية.[11] كذلك تشير رواية اخرى إلى دور جهان آرا في إفشال الانقلاب، حيث انه كان في منصب قيادة مقر القيادة البحرية الثالثة في خرمشهر وهو كشف جزء من شبكة الانقلاب وسط عناصر القوة البحرية، وعمل على إفشال هذه المؤامرة. كما هناك روايات اخرى حول هذا الموضوع.[12]
مقالات ذات صلة
مراجع
- Chapter 5: Thou Shalt Not Threaten American Interest, The Iran Brief نسخة محفوظة 03 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
- "Unsuccessful Nojeh Coup". irdc.ir. Islamic Revolution Document Center. مؤرشف من الأصل في 29 مايو 201604 أغسطس 2014.
- Mohammadighalehtaki, Ariabarzan (2012). Organisational Change in Political Parties in Iran after the Islamic Revolution of 1979. With Special Reference to the Islamic Republic Party (IRP) and the Islamic Iran Participation Front Party (Mosharekat) (Ph.D. thesis). جامعة درم. صفحة 166. مؤرشف من الأصل في 12 أكتوبر 2017.
- The Political Thought of Ayatullah Murtaza Mutahhari By Mahmood T. Davari - تصفح: نسخة محفوظة 09 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
- "The History Guy: Iran-U.S. Hostage Crisis (1979–1981)". historyguy.com. مؤرشف من الأصل في 23 مارس 201904 يناير 2016.
- "Jimmy Carter: Iran hostage rescue should have worked". يو إس إيه توداي. 17 September 2010. مؤرشف من الأصل في 10 فبراير 2012.
- مهدي الحسيني، دور معسكر ولي العصر (عج) في احباط إنقلاب في إيران، موقع التاريخ الشفوي الإيراني، 2016-07-18. نسخة محفوظة 03 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- دراسة لانقلاب نوجة الفاشل، (فارسي)، قناة الأخبار الايرانية. نسخة محفوظة 10 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- Kenneth R. Timmerman (1988), Fanning the Flames: Guns, Greed & Geopolitics in the Gulf War, Chapter 5: Thou Shalt Not Threaten American Interest, The Iran Brief نسخة محفوظة 03 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
- دور سماحة القائد في كشف إنقلاب نوجه و إحباطه ، موقع نويد شاهد، July 2012. نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- محمد صادق إسماعيل، إيران إلى أين ؟ : من الشاه إلى نجاد، دار نشر المنهل. نسخة محفوظة 14 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- الشهيد الفريق محمد علي جهان آرا ، دار الولاية للثقافة والإعلام. نسخة محفوظة 03 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.