يُعرّف التطهير العرقي (بالإنكليزية: Ethnic cleansing) بأنه الإزالة الممنهجة القسرية لمجموعات إثنية أو عِرقية من منطقة معينة، وذلك مِن قبل مجموعة عرقية أخرى أقوى منها، غالباً بنيّة جعل المنطقة متجانسة عرقياً،[1] وتتنوع أساليب القوى المُطبقة لتحقيق ذلك، كأشكال التهجير القسري (مثل الترحيل أو إعادة التوطين)، والترهيب، بالإضافة إلى الإبادة الجماعية والاغتصاب الإبادي.
يترافق التطهير العرقي عادة مع جهود مبذولة لإزالة الدلائل المادية والثقافية على وجود المجموعة المستهدَفة، من خلال تدمير منازلها، ومراكزها الاجتماعية، ومزارعها، وبُناها التحتية، وكذلك بتدنيس آثارها، ومقابرها ودور عبادتها.
بدايةً ارتكب جناة الحروب اليوغسلافية التطهير العرقي، ومن ثم استُشهد بهذا المصطلح في السياق المذكور ككناية تُماثل «الحل الأخير» الذي ارتكبته ألمانيا النازيّة، وبحلول تسعينيات القرن العشرين، اكتسب هذا المصطلح قبولاً واسع الانتشار، نظراً لتداوله المتزايد من قِبل الصحافة ووسائل الإعلام بمعناه العام.[2]
أصل الكلمة
يعود مصطلح «التطهير العرقي» للكلمة اليونانية السالفة (ανδραποδισμός أو andrapodismos)، والتي تعني حرفياً «الاستعباد» واستُخدمت في النصوص القديمة لوصف الأعمال الوحشية التي ترافقت مع غزو الإسكندر الأكبر لطيبة عام 335 قبل الميلاد،[3] ويمكن العثور على تنوعات مناطقية لهذا المصطلح في بدايات القرن العشرين لدى كل من التشيكيين (أسموه: očista)، والبولنديين (oczyszczanie)، والفرنسيين (épuration)، والألمان (Säuberung).[4]
وتضمّن تقرير لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي عام 1913، أُدينت فيه أفعال جميع المشاركين في حروب البلقان، مصطلحات جديدة متنوعة لوصف الأعمال الوحشية المُرتكبة بحق المجموعات العرقية.[5]
وأثناء الحرب العالمية الثانية، استخدمت الحركة الثورية الكرواتية (الأوستاشا) الكناية (čišćenje terena)، أي «تطهير الأرض»، لوصف الممارسات العسكرية التي قُتل فيها الأفراد غير الكرواتيين عمداً أو اجتثّوا من منازلهم،[6] وكان فيكتور غوتيتش، وهو قيادي بارز في الأوستاشا، أحد أوائل الكرواتينين الوطنيين الذين سُجّل استخدامهم لهذ المصطلح كناية عن ارتكاب الأعمال الوحشية بحق الصربيين.[7]
بعد ذلك استُخدم مصطلح التطهير العرقي في المذكرات الداخلية لجماعة التشيتنيك الصربية، للدلالة على أعداد المجازر الثأرية التي ارتكبتها بحق البوسنيين والكرواتيين بين عامي 1941 و1945.[8]
بينما استُخدم المصطلح الروسي (очистка границ) أو (ochistka granits)، والذي يعني حرفياً «تطهير الحدود»، في المستندات السوفييتية العائدة لبدايات ثلاثينيات القرن العشرين، وذلك للدلالة على إعادة التوطين القسرية للبولنديين من المنطقة الحدودية التي تمتد على مسافة 22 كيلومتر في جمهوريتي أوكرانيا وبيلاروس الاشتراكيتين السوفييتيتين.
وأُعيدت العملية السابقة على نطاق أكبر بين العامي 1939 و1941، شاملة العديد من المجموعات الأخرى التي شكّ الاتحاد السوفييتي بخيانتها له،[9] ومن جهة أخرى اتّبعت ألمانيا النازيّة أثناء الهولوكست سياسةً تضمن جعل أوروبا «مُطهَّرة من اليهود»، أو ما سُمّي بـ«يودناين».[10]
ظهر مصطلح التطهير العرقي بهيئته المكتملة لأول مرة في اللغة الرومانية (purificare etnică)، في مخاطبة نائب رئيس الوزراء ميهاي أنتونيسكو لأعضاء مجلس الوزراء في تموز/يوليو عام 1941، في قوله: «لا أدري متى سيحصل الرومانيون على فرصة كهذه للتطهير العرقي».[3]
وفي ثمانينيات القرن العشرين استخدم السوفيتيون المصطلح ذاته لوصف العنف القائم بين الأعراق في مرتفعات قرة باغ، وفي الفترة ذاتها تقريباً، تداولته وسائل الإعلام اليوغوسلافية بوصف ما زعمت كونه حبكة ألبانيّة وطنيّة لإجبار جميع الصربيين على مغادرة كوسوفو.
ومن ثم زاد الإعلام الغربي من شعبية هذا المصطلح كثيراً أثناء حرب البوسنة (بين عامي 1992 و1995)، ويعود الذكر المُسجّل الأول له فيه إلى مقالة في صحيفة نيويورك تايمز في الخامس عشر من أبريل/نيسان عام 1992، وذلك ضمن اقتباس لدبلوماسي غربي مجهول.[11]
تعاريف
اعتمد التقرير النهائي للجنة الخبراء المُنشأة وفقاً لقرار مجلس الأمن ذي الرقم 780 تعريف التطهير العرقي على أنه «سياسة هادفة تصمّمها مجموعة عرقية أو دينية واحدة لإزالة السكان المدنيين التابعين لجماعات عرقية أو دينية أخرى من مناطق جغرافية محددة، وذلك بأساليب عنيفة وباعثة للرعب.» [12]
كما أشارت في تقريرها السابق المؤقت الأول: «أوردت تقارير عديدة وصفت السياسة والممارسات المُتّبعة من قِبل يوغوسلافيا السابقة اقتراف التطهير العرقي من خلال القتل، والتعذيب، والاعتقال والاحتجاز التعسفيين، والإعدامات خارج نطاق القضاء، والاغتصاب والإساءات الجنسية، وحجز المدنيين في مناطق الغيتوات (المعازل)، وإزالتهم، وتهجيرهم وترحيلهم قسراً، والهجمات العسكرية المتعمَّدة على المدنيين والمناطق المدنية أو التهديد بها، والتدمير المتعمَّد للممتلكات، وتشكل هذه الممارسات جرائم بحق الإنسانية، ويمكن مماثلتها ببعض جرائم الحرب، بالإضافة إلى أن هذه الجرائم قد تُدرج تحت معنى اتفاقية الإبادة الجماعية.»[13] بينما يتجلّى التعريف الرسمي للأمم المتحدة للتطهير العرقي بأنه «تصيير منطقة ما متجانسة عرقياً باستخدام القوة أو الترهيب في إزالة أفراد مجموعة عرقية أو دينية أخرى منها.» [14]
كجريمة بموجب القانون الدولي
لا توجد معاهدة دولية تحدد جريمة معينة للتطهير العرقي،[15] ولكن هذه الممارسة بمعاناها العام –أي الترحيل القسري لمجموعة من السكان– تُعرّف كجريمة ضد الإنسانية بموجب قوانين كل من المحكمة الجنائية الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة،[16] وتُعامل الانتهاكات الفادحة لحقوق الإنسان المتطلبة تعريفاتٍ أشد صرامة للتطهير العرقي كجرائم منفصلة تندرج تحت القانون الدولي العام للجرائم ضد الإنسانية، وتحت مسمّى الإبادة الجماعية في حالات معيّنة.[17]
لكن توجد بعض الحالات، كفرار وطرد الألمان بعد الحرب العالمية الثانية، التي ارتُكب فيها التطهير العرقي دون تدارك قانوني، ويناقش تيموثي في. ووترز تبعاً لذلك احتمالية تملّص حوادث مشابهة من العقاب في المستقبل.[18]
إبادة جماعية
تعتبر النقاشات الأكاديمية الإبادة الجماعية والتطهير العرقي من أطياف الإساءات للشعوب أو المجموعات الدينية العرقية، إذ يتشابه الثاني مع الترحيل القسري أو إعادة توطين السكّان، بينما تُعتبر الأولى قتلاً متعمّداً لمجموعة إثنية، أو عرقية، أو دينية أو شعبية معيّنة سواء جزئياً أم كلياً، وربما يتشارك كلا الفعلين الوحشيين الهدفَ ذاته والممارسات المُرتكبة لتحقيقه، إلّا أن التطهير العرقي معنيّ بتهجير الجمهرة المُستهدفة من منطقة معيّنة، بينما تُعنى الإبادة الجماعية بالقضاء عليها.[19]
ويعتبر بعض الأكاديميون الإبادة الجماعية تصنيفاً فرعياً من التطهير العرقي القاتل،[20] لذا يبقى هذان المصطلحان متعلّقين ببعضهما رغم اختلافهما، كما نوّه نورمان نايمارك: «ينصبّ التطهير العرقي دماً في الإبادة الجماعية، حرفياً واستعارةً، عندما تُرتكب المجازر الجماعية بهدف إخلاء الأرض من أُناس معيّنين عليها.»[21]
وأضاف ويليام شاباس: «يُعتبر التطهير العرقي كذلك إنذاراً لحدوث إبادة جماعية، والتي تكون الملاذ الأخير لمرتكب التطهير العرقي المُحبَط.»
التطهير العرقي الصامت
صاغ بعض مشاهدو الحروب اليوغوسلافيّة مصطلح التطهير العرقي الصامت في أواسط تسعينيات القرن العشرين، إذ وُصفت الأعمال الوحشية المُرتكبة بحق الصرب في النزاع بالـ«الصامتة» فيما يتعلق بالإعلام الغربي، لأنها لم تتلقَّ التغطية الكافية مقارنةً بالتركيز الكبير عموماً على الجرائم التي ارتكبها الصرب أنفسهم.[22] واعتُبرت بعض الحوادث التي جرت شمالي إيرلندا خلال النزاعات بين البروتستانت والكاثوليك تطهيراً عرقياً،[23][24] بما تضمّن الأحداث التالية لنزاع الصليب المقدّس عام 2001، حين اتُّهمت القوات البروتستانتية شبه العسكرية بارتكاب تطهير عرقي بحق الكاثوليك في شمال بلفاست.[25][26]
أمثلة
جادل مناصرو التطهير العرقي بحدةٍ تفسيرات هذا الفعل والاتهامات الموجّهة ضده في الكثير من الحالات، بالإضافة إلى تفاصيل الأحداث التي وصفها خبراء أكاديميون وقانونيون بالتطهير العرقي، وهو أمر يؤدي عادةً لتعزيز روايات في غاية التفاوت للحدث المشبوه.
انتقاد المصطلح
انتقد غريغوري ستانتون، مؤسس مراقبة الإبادة الجماعية، تفاقم المصطلح واستخدامه لأحداث يعتقد بأفضلية تسميتها إبادات جماعية؛ فنظراً لعدم امتلاك التطهير العرقي تعريفاً قانونياً، قد تتمكن وسائل الإعلام من إشاحة النظر عن الأحداث التي يجب أن تُحاكَم كإبادة اجتماعية،[27][28] فبعد قبوله الواسع بسبب تأثير الإعلام، أصبح هذا المصطلح مُستخدماً قانونياً دون أن يحمل أي تداعيات قانونية حقاً، لعدم وجود تعريف له في هذا المجال.
في عام 1992، اختار مجمع اللغة الألمانية المفردة (Ethnische Säuberung) المكافئة للتطهير العرقي لتكون المفردة الألمانية غير المقبولة لذاك العام، نظراً لطبيعتها كتعبير غير مباشر لكن ليس بلائق.[29]
مقالات ذات صلة
مراجع
- Rubenstein, James M. (2008). The Cultural Landscape: An Introduction to Human Geography. Pearson,. .
- Thum, Gregor (2006–2007). "Ethnic Cleansing in Eastern Europe after 1945". Contemporary European History. 19 (1): 75–81. doi:10.1017/S0960777309990257.
- Booth, Ken (2012). The Kosovo Tragedy: The Human Rights Dimensions. London: Routledge. صفحة 48. . مؤرشف من الأصل في 12 أبريل 2020.
- Akhund, Nadine (December 31, 2012). "The Two Carnegie Reports: From the Balkan Expedition of 1913 to the Albanian Trip of 1921". Balkanologie. Revue d'études pluridisciplinaires (Vol. XIV, n° 1-2). مؤرشف من الأصل في 07 نوفمبر 2017 – عبر balkanologie.revues.org.
- Ther, Philip (2004). "The Spell of the Homogeneous Nation State: Structural Factors and Agents of Ethnic Cleansing". In Rainer Munz; Rainer Ohliger (المحررون). Diasporas and Ethnic Migrants: Germany, Israel and Russia in Comparative Perspective. London: Routledge. . مؤرشف من الأصل في 26 يناير 2020.
- Toal, Gerard; Dahlman, Carl T. (2011). Bosnia Remade: Ethnic Cleansing and Its Reversal. New York: Oxford University Press. صفحة 3. . مؤرشف من الأصل في 6 يوليو 2014.
- West, Richard (1994). Tito and the Rise and Fall of Yugoslavia. New York: Carroll & Graf. صفحة 93. .
- Becirevic, Edina (2014). Genocide on the River Drina. New Haven, Connecticut: Yale University Press. صفحات 22–23. . مؤرشف من الأصل في 26 يناير 2020.
- Fulbrooke, Mary (2004). A Concise History of Germany. Cambridge: Cambridge University Press. صفحة 197. . مؤرشف من الأصل في 26 يناير 2020.
- Petrovic, Vladimir (2017). Ethnopolitical Temptations Reach Southeastern Europe: Wartime Policy Papers of Vasa Čubrilović and Sabin Manuilă. CEU Press.
- Petrovic, Drazen (1994). "Ethnic Cleansing – An Attempt at Methodology" ( كتاب إلكتروني PDF ). European Journal of International Law. 5 (3): 343. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 22 ديسمبر 201820 مايو 2006.
In English, reference is also made to 'ethnic purification'.
- "Final Report of the Commission of Experts Established Pursuant to United Nations Security Council Resolution 780 (1992)". United Nations Security Council. May 27, 1994. صفحة 33. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 01 ديسمبر 2018.
Upon examination of reported information, specific studies and investigations, the Commission confirms its earlier view that 'ethnic cleansing' is a purposeful policy designed by one ethnic or religious group to remove by violent and terror-inspiring means the civilian population of another ethnic or religious group from certain geographic areas. To a large extent, it is carried out in the name of misguided nationalism, historic grievances and a powerful driving sense of revenge. This purpose appears to be the occupation of territory to the exclusion of the purged group or groups. This policy and the practices of warring factions are described separately in the following paragraphs.
Paragraph 130. - "Final Report of the Commission of Experts Established Pursuant to United Nations Security Council Resolution 780 (1992)". United Nations Security Council. May 27, 1994. صفحة 33. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 01 ديسمبر 2018. Paragraph 129
- Hayden, Robert M. (1996) "Schindler's Fate: Genocide, Ethnic Cleansing, and Population Transfers". Slavic Review 55 (4), 727-48. نسخة محفوظة 11 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
- Ferdinandusse, Ward (2004). The Interaction of National and International Approaches in the Repression of International Crimes ( كتاب إلكتروني PDF ). The European Journal of International Law. 15. صفحة 1042, note 7. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في July 5, 2008.
- "Rome Statute of the International Criminal Court" - تصفح: نسخة محفوظة January 13, 2008, على موقع واي باك مشين., Article 7; Updated Statute of the International Criminal Tribunal for the Former Yugoslavia, Article 5.
- Shraga, Daphna; Zacklin, Ralph (2004). "The International Criminal Tribunal for the Former Yugoslavia". The European Journal of International Law. 15 (3). مؤرشف من الأصل في 27 سبتمبر 2007.
- Timothy V. Waters, "On the Legal Construction of Ethnic Cleansing", Paper 951, 2006, جامعة مسيسيبي School of Law. Retrieved on 2006, 12–13 نسخة محفوظة 06 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- Schabas, William (2000). Genocide in International Law. Cambridge: Cambridge University Press. صفحات 199–201. . مؤرشف من الأصل في 29 يوليو 2019.
- Mann, Michael (2005). The Dark Side of Democracy: Explaining Ethnic Cleansing. Cambridge: Cambridge University Press. صفحة 17. . مؤرشف من الأصل في 13 أكتوبر 2017.
- Naimark, Norman (4 November 2007). "Theoretical Paper: Ethnic Cleansing". Online Encyclopedia of Mass Violence. مؤرشف من الأصل في 06 مارس 2016.
- Krauthammer, Charles: "When Serbs Are 'Cleansed,' Moralists Stay Silent", International Herald Tribune, August 12, 1995.
- Chrisafis, Angelique (January 10, 2004). "Racist war of the loyalist street gangs". the Guardian. مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 2018.
- "Unionists react angrily to IRA 'ethnic cleansing' border plan". The Irish News. مؤرشف من الأصل في 08 يوليو 2018.
- "Final Report of the Commission of Experts Established Pursuant to United Nations Security Council Resolution 780 (1992)". United Nations Security Council. May 27, 1994. صفحة 33. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 01 ديسمبر 2018.
Upon examination of reported information, specific studies and investigations, the Commission confirms its earlier view that 'ethnic cleansing' is a purposeful policy designed by one ethnic or religious group to remove by violent and terror-inspiring means the civilian population of another ethnic or religious group from certain geographic areas. To a large extent, it is carried out in the name of misguided nationalism, historic grievances and a powerful driving sense of revenge. This purpose appears to be the occupation of territory to the exclusion of the purged group or groups. This policy and the practices of warring factions are described separately in the following paragraphs.
- Cowan, Rosie (September 9, 2002). "Ethnic cleansing' claim over Ulster attacks". the Guardian. مؤرشف من الأصل في 08 يوليو 2018.
- Blum, Rony; Stanton, Gregory H.; Sagi, Shira; Richter, Elihu D. (2007). "Ethnic cleansing' bleaches the atrocities of genocide". European Journal of Public Health. 18 (2): 204–209. doi:10.1093/eurpub/ckm011. PMID 17513346.
- See also "Ethnic Cleansing and Genocidal Intent: A Failure of Judicial Interpretation?", Genocide Studies and Prevention 5, 1 (April 2010), Douglas Singleterry
- Gunkel, Christoph (October 31, 2010). "Ein Jahr, ein (Un-)Wort!" (باللغة الألمانية). صحيفة شبيغل الإلكترونية. مؤرشف من الأصل في 12 مايو 2013.