جبهة وحدة قطر الوطنية كانت مجموعةً عمالية قومية تشكلت في قطر في أبريل 1963.[1] تم تأسيس المجموعة كرد فعل على مقتل أحد المحتجين على يد أحد أفراد الأسرة الحاكمة خلال مظاهرة للعروبيين.[2] تم تأسيس الحركة خلال فترة من الخلاف الشعبي مع أنماط الحياة الباهظة للعائلة الحاكمة، والدعم متزايد للوحدة العربية.[3]
جبهة وحدة قطر الوطنية | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
التاريخ | أبريل – مايو 1963 | ||||||
المكان | قطر | ||||||
النتيجة النهائية | اعتقال خمسون عضوًا من الجبهة هجرة الآلاف من قطر إصلاحات ضخمة من قبل أحمد بن علي آل ثاني |
||||||
الأهداف | سلطة أقل للعائلة الحاكمة؛ حماية عمال النفط؛ حقوق التصويت للمواطنين وتعريب القيادة | ||||||
المظاهر | إضرابات مظاهرات |
||||||
الأطراف | |||||||
| |||||||
قادة الفريقين | |||||||
|
تمحورت مطالب المجموعة الرئيسية على إزالة الامتياز الملكي، وإنهاء توظيف الأجانب، وإنشاء مرافق الرعاية الاجتماعية، وتقنين النقابات العمالية وإنشاء مجالس بلدية مؤلفة من أعضاء منتخبين جزئيًا على الأقل.[4] أصبحت المجموعة غير نشطة في مايو 1963 بعد أن اعتقلت الحكومة واحتجزت عددًا من أعضائها البارزين. [5]
التاريخ
بدأت الاحتجاجات ضد الأسرة الحاكمة في النصف الأول من الخمسينيات. أحد أكبر الاحتجاجات وقع في عام 1956 وقد اجتذبت 2000 مشارك، معظمهم من القطريين رفيعي المستوى المتحالفين مع القوميين العرب وعمال النفط غير الراضين.[6] في احتجاج في أغسطس 1956، لوح المشاركون بالأعلام المصرية ورددوا شعارات مناهضة للاستعمار.[7] في أكتوبر، حاول المتظاهرون تخريب خطوط أنابيب النفط في الخليج العربي من خلال تدمير خطوط الأنابيب بجرافة. لقد ألقى البريطانيين اللوم على حمد العطية الذي شارك في تأسيس الحركة.
بحلول عام 1963، كان سكان قطر قد سخطوا بشكل متزايد من نمط الحياة الباهظة للعائلة الحاكمة وغياب الشيخ أحمد بن علي آل ثاني الطويل في الخارج منذ توليه العرش في عام 1960.[3]
احتجاجات 1963
في فبراير 1963، اندلعت الاحتجاجات الصاخبة للعروبة في قطر عقب الإطاحة بعبد الكريم قاسم في العراق خلال ثورة رمضان. كان معظم المحتجين عراقيين أو يمنيين، وحمل بعضهم صور جمال عبد الناصر وطلبوا المارة تقبيل صورهم.[8]
اندلعت المزيد من المظاهرات في 18 أبريل. نظمها قوميين عرب أجانب ساندوا اتحاد بلادهم مع الجمهورية العربية المتحدة ورددوا دعمهم لعبد الناصر وأعربوا عن ازدرائهم تجاه ملك الأردن الحسين بن طلال وملك السعودية سعود بن عبد العزيز آل سعود والاستعمار الأوروبي.[8] رفع بعض المتظاهرين صوراً للقادة العرب واللافتات التي تدعم عمال النفط في شركة شل. حصر الأمير المظاهرات في المناطق التي تشمل استاد التحرير وفريج الهتمي وفريج الخليفات ووالمطار الشرقي القديم.[9] جرت معظم المظاهرات في هذا اليوم خلال مباريات كرة القدم. انتهت المظاهرات قبل الأوان بعد منع المتظاهرين المسافرين من ملعب التحرير من دخول استاد الدوحة.
في 19 أبريل، نُظمت مظاهرة كبيرة خلال مهرجان الشارع في الريان. ألقى العديد من الناشطين، بما في ذلك حمد العطية، خطابات دعوا فيها إلى إصلاحات العمل والدعوة إلى الوطنية.[9] نظم المهاجرون اليمنيون مظاهرة منفصلة في جنوب الدوحة بالقرب من محطة وقود. وخلال الاحتجاج، أغلق أحد أقارب حاكم قطر يدعى الشيخ عبد الرحمن بن محمد آل ثاني الطريق الذي كان يحدث فيه الاحتجاج وأمرهم بالتفرق وإفساح الطريق لسيارته فرد المتظاهرون عليه بمطالبته بالخروج من طريقهم. نتيجةً لذلك، فتح الشيخ عبد الرحمن النار على الحشد، مما أسفر عن مقتل متظاهر.[10] تم توزيع عريضة لاعتقال الشيخ عبد الرحمن، لكن الحكومة لم تتخذ أي إجراء. وبعد عدة سنوات، بُرئ الشيخ عبد الرحمن من قتل قريب له، هو الشيخ أحمد بن عبد العزيز آل ثاني.
بداية الحركة
شارك في تأسيس جبهة الوحدة الوطنية القطرية عبد الله المسند، رجل أعمال ثري، ومعه زعيم قبلي ومسؤول حكومي يدعى حمد العطية رداً على إطلاق النار في 19 أبريل.[7] سرعان ما اكتسبت الجبهة شعبية بين القوميين العرب والأفراد المتعاطفين مع حزب البعث والعمال القطريين ومسؤولي آل ثاني ذوي الرتب المنخفضة.[5][11] كانت الحركة الأقوى في مدينة الخور الشمالية.[10] يشير إبراهيم شداد، أستاذ التاريخ الحديث، إلى أن التاريخ الفعلي لجبهة الوحدة الوطنية لم يكن في أبريل 1963، ولكن في أواخر الخمسينيات، وهي فترة تم فيها إنشاء العديد من الخلايا القومية السرية.
لقد أدلت المجموعة ببيان أدرجت فيه 35 من مطالبها للحكومة، وكان معظمها يستلزم سلطةً أقل للأسرة الحاكمة؛ وحماية عمال النفط؛ وحقوق التصويت للمواطنين وتعريب القيادة.[7][9]
بينما كان العاهل السعودي في قصر الحاكم في 20 أبريل، وقعت مظاهرة أمام المبنى. أطلقت الشرطة النار وقتلت ثلاثة متظاهرين، مما دفع جبهة الوحدة الوطنية إلى تنظيم إضراب عام في 21 أبريل.[7] استمر الإضراب حوالي أسبوعين وتأثرت معظم الخدمات العامة بسببه.[9] أصدر حمد العطية في 28 أبريل بيانًا أعلن فيه أن الوقت قد حان لإصلاح سياسات البلاد وإقامة مجتمع رفيع يتمتع بالعدالة والمساواة.[12]
سعى عبد الناصر للاستفادة من الدعم الشعبي في قطر من خلال الضغط على الحكومة لإرسال مساعدات مالية إلى اليمن.[8]
الانتفاضة والقمع الحكومي
نظمت جبهة الوحدة الوطنية انتفاضة صغيرة في سوق الدوحة المركزي استجابةً للقمع الحكومي الذي كررت فيه مطالبها.[13] رفضت الحكومة معظم هذه المطالب، وفي أوائل مايو، تم اعتقال حوالي خمسين من أبرز أعضاء جبهة الوحدة الوطنية والمتعاطفين معهم واحتُجزوا دون محاكمة.[5][12][14] توفي حمد العطية في السجن عام 1966، وقد هاجر ناصر المسند، وهو شخصية بارزة في السلطة وابن عبد الله المسند، إلى الكويت بعد إطلاق سراحه من السجن في عام 1965.[7]
هرب سكان عدة بلدات، مع تجمعات ملحوظة في الخور، إلى الكويت بعد حل المجموعة.[6][12] كما فر بعض أعضاء المجموعة إلى لبنان وإلى الإمارات العربية المتحدة.[9] فر حوالي ما مجموعه 5000 شخص وتم إيقاف 471 عاملاً في قطاع النفط عن العمل نتيجة لأعمال القمع.[15]
في مايو، وقع تحالف من الطلاب القطريين في المملكة المتحدة وجامعة القاهرة، الذين تم قطع منحهم الدراسية نتيجة الاحتجاجات،[14] على عريضة تطالب بالإفراج عن المحتجزين. تلقى الالتماس تغطية صحفية قليلة. يقول الأكاديمي القطري علي خليفة الكواري إن رجال الأعمال القطريين ضغطوا على الحكومة المصرية لتقديم تقرير كاذب عن انتفاضة عام 1963 لإلقاء نظرة إيجابية على الحكومة القطرية.[9]
بدأ الأمير بعض الإصلاحات استجابة للحركات. وشمل ذلك توفير الأراضي والقروض للمزارعين الفقراء في عام 1964. كما وافق على مطالب التوظيف التفضيلي للمواطنين القطريين وانتخاب مجلس بلدي.[3][11]
رفعت الحكومة حظر السفر على أعضاء الحركة في عام 1972.[1]
المراجع
- "بيان طلاب قطر في القاهرة عام 1963". dr-alkuwari.net. مؤرشف من الأصل في 15 فبراير 201525 يناير 2015.
- Qatar Country Study Guide Volume 1 Strategic Information and Developments. Int'l Business Publications, USA. 2012. صفحة 61. . مؤرشف من الأصل في 05 يناير 2020.
- Hiro, Dilip (2014). Inside the Middle East. Routledge. صفحة 15. . مؤرشف من الأصل في 16 أبريل 2016.
- Nyrop, Richard (2008). Area Handbook for the Persian Gulf States. Wildside Press. صفحة 232. . مؤرشف من الأصل في 08 يونيو 2019.
- Kadhim, Abbas (2013). Governance in the Middle East and North Africa: A Handbook. Routledge. صفحة 258. . مؤرشف من الأصل في 29 أبريل 2016.
- Herb, Michael (2014). The Wages of Oil: Parliaments and Economic Development in Kuwait and the UAE. Cornell University Press. . مؤرشف من الأصل في 06 يناير 2017.
- Shahdad, Ibrahim. "الحراك الشعبيفيقطر 1950–1963 دراسة تحليلية (Popular movements 1950–1963, analytic study)" ( كتاب إلكتروني PDF ). gulfpolicies.com. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 3 مارس 2016.
- Joyce, Miriam (2003). Ruling Shaikhs and Her Majesty's Government, 1960-1969. Routledge. . مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 2016.
- "الدراسة الجامعية في مصر و حركة 1963 في قطر (University of Egypt and 1963 movement in Qatar)" ( كتاب إلكتروني PDF ). dr-alkuwari.net. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 1 يناير 201725 يناير 2015.
- Halliday, Fred (2001). Arabia Without Sultans. Saqi Books. . مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 2017.
- Commins, David (2012). The Gulf States: A Modern History. I. B. Tauris. صفحة 188. . مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 2017.
- "رحم الله ناصر المسند الرجل الرمز". الراية. 4 April 2007. مؤرشف من الأصل في 4 مارس 201625 يناير 2015.
- "Qatar - Historical Background". countrystudies.us. مؤرشف من الأصل في 3 نوفمبر 201623 يناير 2015.
- Al Kuwari, Ali Khalifa. "حالة الديمقراطية في قطر- د. علي خليفة الكواري". gulfpolicies. مؤرشف من الأصل في 12 سبتمبر 201626 يناير 2015.
- "مواصلة الدراسة في ظل تداعيات حركة 1963 (Continuation on the study of the aftermath of the 1963 movement)" ( كتاب إلكتروني PDF ). dralkuwari.net. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 1 يناير 201725 يناير 2015.