جمال عبد الناصر (15 يناير 1918 – 28 سبتمبر 1970). هو ثاني رؤساء مصر. تولى السلطة من سنة 1956 إلى وفاته. وهو أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952 التي أطاحت بالملك فاروق (آخر حاكم من أسرة محمد علي)، والذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء في حكومتها الجديدة. وصل جمال عبد الناصر إلى الحكم، وبعد ذلك وضع الرئيس محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية، وذلك بعد تنامي الخلافات بين نجيب وبين مجلس قيادة الثورة،[3] قام عبد الناصر بعد الثورة بالاستقالة من منصبه بالجيش وتولى رئاسة الوزراء، ثم اختير رئيساً للجمهورية في 25 يونيو 1956، طبقاً للاستفتاء الذي أجري في 23 يونيو 1956.
أدت سياسات عبد الناصر المحايدة خلال الحرب الباردة إلى توتر العلاقات مع القوى الغربية التي سحبت تمويلها للسد العالي، الذي كان عبد الناصر يخطط لبنائه. رد عبد الناصر على ذلك بتأميم شركة قناة السويس سنة 1956، ولاقى ذلك استحساناً داخل مصر والوطن العربي. وبالتالي، قامت بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل باحتلال سيناء لكنهم انسحبوا وسط ضغوط دولية؛ وقد عزز ذلك مكانة عبد الناصر السياسية بشكل ملحوظ. ومنذ ذلك الحين، نمت شعبية عبد الناصر في المنطقة بشكل كبير، وتزايدت الدعوات إلى الوحدة العربية تحت قيادته، وتحقق ذلك بتشكيل الجمهورية العربية المتحدة مع سوريا (1958 - 1961).
في سنة 1962، بدأ عبد الناصر سلسلة من القرارات الاشتراكية والإصلاحات التحديثية في مصر. وعلى الرغم من النكسات التي تعرضت لها قضيته القومية العربية، بحلول سنة 1963، وصل أنصار عبد الناصر للسلطة في عدة دول عربية. وقد شارك في الحرب الأهلية اليمنية في ذلك الوقت. قدم ناصر دستوراً جديداً في سنة 1964، وهو العام نفسه الذي أصبح فيه رئيساً لحركة عدم الانحياز الدولية. بدأ ناصر ولايته الرئاسية الثانية في مارس 1965 بعد انتخابه بدون معارضة. وتبع ذلك هزيمة مصر من إسرائيل في حرب الأيام الستة سنة 1967. واستقال عبد الناصر من جميع مناصبه السياسية بسبب هذه الهزيمة، ولكنه تراجع عن استقالته بعد مظاهرات حاشدة طالبت بعودته إلى الرئاسة. بين سنتي 1967 و1968 عين عبد الناصر نفسه رئيساً للوزراء بالإضافة إلى منصبه كرئيس للجمهورية، وشن حرب الاستنزاف لاستعادة الأراضي المفقودة في حرب 1967. وبدأ عملية عدم تسييس الجيش وأصدر مجموعة من الإصلاحات الليبرالية السياسية.
بعد اختتام قمة جامعة الدول العربية سنة 1970، توفي عبد الناصر إثر تعرضه لنوبة قلبية. وشيع جنازته في القاهرة أكثر من خمسة ملايين شخص. يعتبره مؤيدوه في الوقت الحاضر رمزاً للكرامة والوحدة العربية والجهود المناهضة للإمبريالية؛ بينما يصفه معارضوه بالمستبد، وينتقدون انتهاكات حكومته لحقوق الإنسان. تعرض عبد الناصر لعدة محاولات اغتيال في حياته، كان من بينها محاولة اغتيال نسبت لأحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وقد نفت الجماعة علاقتها بالحادثة.[4] أمر ناصر بعد ذلك بحملة أمنية ضد جماعة الإخوان المسلمين. يصف المؤرخون ناصر باعتباره واحداً من الشخصيات السياسية البارزة في التاريخ الحديث للشرق الأوسط في القرن العشرين.
نشأته
ولد جمال عبد الناصر حسين خليل سلطان المري[5] في 15 يناير 1918م في منزل والده -رقم 12 شارع قنوات- بحي باكوس بالإسكندرية قبيل أحداث ثورة 1919 في مصر.[6] وهو من أسرة صعيدية عربية قحطانية[7]، حيث ولد والده في قرية بني مر في محافظة أسيوط، ونشأ في الإسكندرية،[8] وعمل وكيلاً لمكتب بريد باكوس هناك،[9] وقد تزوج من السيدة "فهيمة" التي ولدت في ملوي بالمنيا،[10] وكان جمال عبد الناصر أول أبناء والديه.[8] وكان والداه قد تزوجا في سنة 1917، وأنجبا ولدين من بعده، وهما عز العرب والليثي.[8] ويقول كُتّأب سيرة عبد الناصر روبرت ستيفنس وسعيد أبو الريش أن عائلة عبد الناصر كانت مؤمنة بفكرة "المجد العربي"، ويتضح ذلك في اسم شقيق عبد الناصر، وهو عز العرب، وهذا اسم نادر في مصر.[11]
سافرت الأسرة في كثير من الأحيان بسبب عمل والد جمال عبد الناصر. ففي سنة 1921، انتقلوا إلى أسيوط، ثم انتقلوا سنة 1923 إلى الخطاطبة. التحق عبد الناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبة في الفترة ما بين سنتي 1923 و1924، وفي سنة 1925 دخل جمال مدرسة النحاسين الابتدائية[12] بالجمالية بالقاهرة، وأقام عند عمه خليل حسين لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالإسكندرية فقط أثناء العطلات الدراسية.
كان عبد الناصر يتبادل الرسائل مع والدته، ولكن الرسائل توقفت في أبريل 1926، وعندما عاد إلى الخطاطبة علم أن والدته قد ماتت قبل أسابيع بعد ولادتها لأخيه الثالث شوقي، ولم يملك أحد الشجاعة لإخباره بذلك.[13][14] وقد قال عبد الناصر في وقت لاحق:
" | لقد كان فقداني لأمي في حد ذاته أمرا محزنا للغاية، فقد كان فقدها بهذه الطريقة، وعدم توديعي إياها صدمة تركت في شعورا لا يمحوه الزمن،[15] وقد جعلتني آلامي وأحزاني الخاصة في تلك الفترة أجد مضضا بالغا في إنزال الآلام والأحزان بالغير في مستقبل السنين | " |
وتعمق حزن عبد الناصر عندما تزوج والده قبل نهاية هذا العام.[13][16][17]
وبعد أن أتم جمال السنة الثالثة في مدرسة النحاسين بالقاهرة، أرسله والده في صيف 1928 عند جده لوالدته فقضى السنة الرابعة الابتدائية في مدرسة العطارين بالإسكندرية.[14][15]
التحق جمال عبد الناصر بالقسم الداخلي في مدرسة حلوان الثانوية وقضى بها عاما واحدا، ثم نقل في العام التالي (1930) إلى مدرسة رأس التين بالإسكندرية بعد أن انتقل والده للعمل في الخدمة البريدية هناك.[14][15] وقد بدأ نشاطه السياسي حينها،[14][18] فقد رأى مظاهرة في ميدان المنشية بالإسكندرية،[15] وانضم إليها دون أن يعلم مطالبها،[19] وقد علم بعد ذلك أن هذا الاحتجاج كان من تنظيم جمعية مصر الفتاة، وكان هذا الاحتجاج يندد بالاستعمار الإنجليزي في مصر، وذلك في أعقاب قرار من رئيس الوزراء حينئذ إسماعيل صدقي بإلغاء دستور 1923،[15] وألقي القبض على عبد الناصر واحتجز لمدة ليلة واحدة،[20] قبل أن يخرجه والده.[14]
عندما نقل والده إلى القاهرة في عام 1933، انضم ناصر إليه هناك، والتحق بمدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة،[15][21] ومثل في عدة مسرحيات مدرسية، وكتب مقالات بمجلة المدرسة، منها مقالة عن الفيلسوف الفرنسي فولتير بعنوان "فولتير، رجل الحرية".[15][21] وفي 13 (توضيح) نوفمبر 1935، قاد ناصر مظاهرة طلابية ضد الحكم البريطاني احتجاجا على البيان الذي أدلى به صمويل هور وزير الخارجية البريطاني قبل أربعة أيام، والذي أعلن رفض بريطانيا لعودة الحياة الدستورية في مصر.[15] وقتل اثنان من المتظاهرين وأصيب عبد الناصر بجرح في جبينه سببته رصاصة من ضابط إنجليزي.[20] وأسرع به زملاؤه إلى دار جريدة الجهاد التي تصادف وقوع الحادث بجوارها، ونشر اسمه في العدد الذي صدر صباح اليوم التالي بين أسماء الجرحى.[15][22] وفي 12 (توضيح) ديسمبر، أصدر الملك الجديد، فاروق، قراراً بإعادة الدستور.[15]
نما نشاط عبد الناصر السياسي أكثر طوال سنوات مدرسته، حيث أنه لم يحضر سوى 45 يوماً أثناء سنته الأخيرة في المدرسة الثانوية.[23][24] اعترض عبد الناصر بشدة على المعاهدة البريطانية المصرية لسنة 1936، التي تنص على استمرار وجود قوات عسكرية بريطانية في البلاد، وقد أيدت القوات السياسية في مصر هذه المعاهدة بالإجماع تقريبا.[15] ونتيجة لذلك، انخفضت الاضطرابات السياسية في مصر بشكل كبير، واستأنف عبد الناصر دراسته في مدرسة النهضة،[23] حيث حصل على شهادة التخرج في وقت لاحق من ذلك العام.[15]
التأثيرات المبكرة
يُؤكِّد أبو الريش أنَّ ناصر لم يُبد أي انزعاج جرَّاء نقلاته المُتكررة، وإنَّ هذ الأمر وسَّع آفاقه وجعله يتعرَّف على مُختلف طبقات المُجتمع المصري.[25] انتمى ناصر إلى الطبقة الشعبيَّة التي عاشت أوضاعًا أصعب بكثير من أوضاع الطبقة الثرية النُخبويَّة، لِذا لم يكن راضيًا عن الأثرياء وأصحاب النُفُوذ، وكبُر امتعاضه من هذه الفئة مع مُرور السنوات.[26] أمضى ناصر معظم وقت فراغه في القراءة، وخاصة في سنة 1933 عندما كان يعيش بالقرب من دار الكتب والوثائق القومية. قرأ القرآن، وأقوال الرسول محمد وحياة الصحابة،[25] والسير الذاتية للزعماء القوميين نابليون، أتاتورك، أوتو فون بسمارك، وغاريبالدي والسيرة الذاتية لونستون تشرشل.[15][20][27][28]
كان ناصر متأثراً إلى حد كبير بالقومية المصرية، التي اعتنقها السياسي مصطفى كامل والشاعر أحمد شوقي،[25] ومدربه في الكلية الحربية، عزيز المصري، الذي أعرب عبد الناصر عن امتنانه له في مقابلة صحفية سنة 1961.[29] وقد تأثر ناصر بشدة برواية "عودة الروح" للكاتب المصري توفيق الحكيم، التي قال فيها توفيق الحكيم أن الشعب المصري كان فقط بحاجة إلى "الإنسان الذي سيمثل جميع مشاعرهم ورغباتهم، والذي سيكون بالنسبة لهم رمزا لهدفهم".[20][27] وكانت هذه الرواية هي مصدر إلهام لعبد الناصر لإطلاق ثورة 1952.[27]
الحياة العسكرية
في سنة 1937، تقدم عبد الناصر إلى الكلية الحربية لتدريب ضباط الجيش، ولكن الشرطة سجلت مشاركته في احتجاجات مناهضة للحكومة، فمنع من دخول الكلية،[30] فالتحق بكلية الحقوق في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حالياً)،[30] لكنه استقال بعد فصل دراسي واحد وأعاد تقديم طلب الانضمام إلى الكلية العسكرية.[31] واستطاع عبد الناصر مقابلة وزير الحربية إبراهيم خيرى باشا،[30] وطلب مساعدته، فوافق على انضمامه للكلية العسكرية في مارس 1937،[30][32] ركز ناصر على حياته العسكرية منذ ذلك الحين، وأصبح يتصل بعائلته قليلا. في الكلية، التقى بعبد الحكيم عامر وأنور السادات، وكلاهما أصبحا مساعدين هامين له خلال فترة رئاسته. تخرج من الكلية العسكرية في شهر يوليو 1937،[15] رقي عبد الناصر إلى رتبة ملازم ثان في سلاح المشاة.[26]
في سنة 1941، طلب عبد الناصر النقل إلى السودان، وهناك قابل عبد الحكيم عامر، وكانت السودان حينها جزءاً من مصر.[26] عاد جمال عبد الناصر من السودان في سبتمبر 1942، ثم حصل على وظيفة مدرب في الأكاديمية العسكرية الملكية بالقاهرة شهر مايو 1943.[26]
في سنة 1942، سار مايلز لامبسون السفير البريطاني إلى قصر الملك فاروق وحاصره بالدبابات، وأمره بإقالة رئيس الوزراء حسين سري باشا، بسبب تعاطفه مع قوات المحور. ورأى ناصر الحادث بأنه انتهاك صارخ للسيادة المصرية، وقال عن ذلك:
" | أنا أخجل من أن جيشنا لم يصدر أي رد فعل ضد هذا الهجوم[33] | " |
تم قبول ناصر في كلية الأركان العامة في وقت لاحق من ذلك العام.[33] بدأ ناصر بتشكيل مجموعة تكونت من ضباط الجيش الشباب الذين يملكون مشاعر القومية القوية.[34] ظل ناصر على اتصال مع أعضاء المجموعة من خلال عبد الحكيم عامر، وواصل عبد الناصر البحث عن الضباط المهتمين بالأمر في مختلف فروع القوات المسلحة المصرية.[35]
حرب فلسطين
- مقالة مفصلة: حرب 1948
كانت أول معركة لعبد الناصر في فلسطين خلال الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1948.[36] تطوع عبد الناصر في البداية للخدمة في اللجنة العربية العليا بقيادة محمد أمين الحسيني، وكان عبد الناصر قد التقي بالحسيني وأعجب به.[37] ولكن تم رفض دخول قوات اللجنة العربية العليا في الحرب من قبل الحكومة المصرية،[37] لأسباب غير واضحة.[38]
في مايو 1948، أرسل الملك فاروق الجيش المصري إلى فلسطين،[39] وخدم ناصر في كتيبة المشاة السادسة.[40] وخلال الحرب، كتب عبد الناصر عن عدم استعداد الجيش المصري، قائلا:
" | تبدد جنودنا أمام التحصينات[39] | " |
وكان ناصر نائب قائد القوات المصرية المسؤولة عن تأمين الفالوجة. أصيب عبد الناصر بجروح طفيفة في القتال يوم 12 يوليو. وبحلول شهر أغسطس، كان عبد الناصر مع فرقته محاصرين من قبل الجيش الإسرائيلي، ولكن الفرقة رفضت الاستسلام. أدت المفاوضات بين إسرائيل ومصر أخيراً إلى التنازل عن الفالوجة إلى إسرائيل.[39] وفقا لإريك مارغوليس الصحفي المخضرم، تحملت القوات المصرية القصف العنيف في الفالوجة، بالرغم من أنها كانت معزولة عن قيادتها. وأصبح المدافعون، بما فيهم الضابط جمال عبد الناصر أبطالا وطنيين حينها.[41]
استضافت المطربة المصرية أم كلثوم احتفال الجمهور بعودة الضباط رغم تحفظات الحكومة الملكية، التي كانت قد تعرضت لضغوط من قبل الحكومة البريطانية لمنع الاستقبال، وزاد ذلك من عزم عبد الناصر على الإطاحة بالملكية.[42] بدأ عبد الناصر كتابة "فلسفة الثورة" أثناء الحصار.[41][43]
بعد الحرب، عاد عبد الناصر إلى وظيفته مدرساً في الأكاديمية الملكية العسكرية، وأرسل مبعوثين إلى جماعة الإخوان المسلمين، لتشكيل تحالف معها في أكتوبر سنة 1948، ولكنه اقتنع بعد ذلك بأن جدول أعمال الإخوان لم يكن متوافقاً مع نزعته القومية، وبدأ الكفاح من أجل منع تأثير الإخوان على أنشطته.[39] أرسل ناصر كعضو في الوفد المصري إلى رودس في فبراير 1949 للتفاوض على هدنة رسمية مع إسرائيل، ويقول عبد الناصر أنه اعتبر شروط الهدنة مهينة، وبخاصة لأن الإسرائيليين تمكنوا من احتلال منطقة إيلات بسهولة بينما هم يتفاوضون مع العرب في مارس 1949.
الثورة
الضباط الأحرار
- مقالة مفصلة: حركة الضباط الأحرار المصريين
تزامنت عودة عبد الناصر لمصر مع انقلاب حسني الزعيم في سوريا. وقد شجع نجاحه الواضح عبد الناصر في مساعيه الثورية.[44] بعد فترة وجيزة من عودته، استدعى رئيس الوزراء إبراهيم عبد الهادي عبد الناصر لاستجوابه بشأن شكوك بأنه تم تشكيل مجموعة سرية من ضباط المعارضة؛ نفى عبد الناصر هذه المزاعم بشكل مقنع، وكان عبد الهادي أيضا مترددا في اتخاذ تدابير جذرية ضد الجيش، خصوصا أمام رئيس أركانه، الذي كان حاضرا أثناء الاستجواب، وأفرج عن عبد الناصر في وقت لاحق. وقد دفع هذا الاستجواب عبد الناصر إلى تسريع أنشطة جماعته.
بعد سنة 1949، اعتمد الفريق اسم "حركة الضباط الأحرار". قام عبد الناصر بتنظيم "اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار"،[45] وتألفت من أربعة عشر رجلاً من مختلف الخلفيات السياسية والاجتماعية، بما في ذلك ممثلين عن الشباب المصريين، والإخوان المسلمين، والحزب الشيوعي المصري، والطبقة الأرستقراطية. انتخب ناصر رئيسا للجنة بالإجماع.
في الانتخابات البرلمانية لسنة 1950، فاز حزب الوفد بأغلبية المقاعد، ويرجع ذلك إلى غياب جماعة الإخوان المسلمين، الذين قاطعوا الانتخابات.[46] بدأت الاتهامات بالفساد ضد سياسيي حزب الوفد تطفو على السطح، وانتشرت الشائعات والشكوك حولهم، مما جلب الضباط الأحرار إلى واجهة الحياة السياسية المصرية.[47] وبحلول ذلك الوقت، كان عدد أعضاء الجمعية قد ارتفع إلى 90 عضوا، ووفقا لخالد محيي الدين:
" | لم يعرف أحد جميع الأعضاء، ومكانهم في التسلسل الهرمي للجمعية باستثناء ناصر[47] | " |
ورأى ناصر أن الضباط الأحرار لم يكونوا على استعداد للتحرك ضد الحكومة، وظل نشاطه مقتصرا لمدة تقارب العامين على تجنيد الضباط ونشر المنشورات السرية.[48]
في 11 أكتوبر سنة 1951، ألغت حكومة الوفد المعاهدة البريطانية المصرية لعام 1936، والتي أعطت السيطرة لبريطانيا على قناة السويس حتى سنة 1956. ووفقاً لأنور السادات:
" | قرر ناصر حينها شن "حملة اغتيالات على نطاق واسع"[49] | " |
وفي يناير عام 1952، حاول عبد الناصر وحسن إبراهيم قتل حسين سري عامر ببنادقهم الرشاشة، بينما كان يقود سيارته في شوارع القاهرة،[49] وبدلا من قتل الضابط، أصاب أحد المهاجمين امرأة مارة بريئة. وذكر ناصر أنه بكى لذلك، وجعله هذا الأمر يعدل عن رأيه.[49]
كان سري عامر مقرباً من الملك فاروق، ورشح لرئاسة نادي الضباط.[49] كان ناصر مصمماً على استقلال الجيش عن النظام الملكي، وطلب من محمد نجيب الانضمام إلى الضباط الأحرار عن طريق عبد الحكيم عامر. وكان محمد نجيب ضابطًا شعبيًا، قدم استقالته إلى الملك فاروق في عام 1942، وأصيب ثلاث مرات في حرب فلسطين.[50]
ثورة 23 يوليو
- مقالة مفصلة: ثورة 23 يوليو
يوم 25 يناير سنة 1952، حدثت مواجهة بين القوات البريطانية وشرطة الإسماعيلية أدت إلى مقتل أربعين من رجال الشرطة المصرية بالرصاص، ودارت أعمال شغب في القاهرة في اليوم التالي، مما أسفر عن مقتل 76 شخصا. بعد ذلك، نشر ناصر برنامجا من ست نقاط لمصر في مجلة روز اليوسف لتفكيك الإقطاع والقضاء على النفوذ البريطاني. في مايو 1952، تلقى ناصر كلمة تقول بأن الملك فاروق قد عرف أسماء الضباط الأحرار وسيقوم بإلقاء القبض عليهم، فقام عبد الناصر على الفور بتوكيل مهمة التخطيط للاستيلاء على الحكومة إلى زكريا محي الدين، بمساعدة وحدات الجيش الموالية للجمعية.[51]
كان الضباط الأحرار يقولون أن نيتهم ليست تثبيت أنفسهم في الحكومة، وإنما إعادة إنشاء دولة ديمقراطية برلمانية. لم يعتقد عبد الناصر أن ضابطاً من ذوي الرتب المتدنية مثله (مقدم) من شأنه أن يكون مقبولاً من قبل الشعب المصري، واختار لذلك محمد نجيب ليكون قائدا للثورة (اسمياً).[52] انطلقت الثورة يوم 22 (توضيح) يوليو وأعلن نجاحها في اليوم التالي. استولى الضباط الأحرار على جميع المباني الحكومية، والمحطات الإذاعية، ومراكز الشرطة، وكذلك مقر قيادة الجيش في القاهرة. وكان العديد من الضباط المتمردين يقودون وحداتهم، ارتدى ناصر ملابس مدنية لتجنب القبض عليه عن طريق النظام الملكي.[51] وفي خطوة لدرء التدخل الأجنبي، أخبر ناصر الولايات المتحدة والحكومة البريطانية قبل يومين من الثورة عن نواياه واتفق معهما على عدم مساعدة فاروق.[51][53] وتحت ضغط من أمريكا، وافق ناصر على نفي الملك المخلوع مع احتفال تكريمي.[54]
يوم 18 يونيو سنة 1953، تم إلغاء النظام الملكي وأعلن قيام الجمهورية في مصر، وكان نجيب أول رئيس لها،[51] ووفقاً لأبو الريش: بعد توليهم السلطة، أصبح ناصر والضباط الأحرار "أوصياء على مصالح الشعب" ضد النظام الملكي وطبقة "الباشاوات".[55] وطلبوا من رئيس الوزراء السابق علي ماهر قبول إعادة تعيينه في موقعه السابق، وتشكيل مجلس الوزراء بأكمله من المدنيين.[55] حكم الضباط الأحرار باسم "مجلس قيادة الثورة" عن طريق محمد نجيب رئيساً وجمال عبد الناصر نائبا للرئيس.[56] قام عبد الناصر بالعديد من الإصلاحات كقانون الإصلاح الزراعي، وإلغاء النظام الملكي، وإعادة تنظيم الأحزاب السياسية[57]. استقال ماهر يوم 7 (عدد) سبتمبر. وتولى نجيب دوراً إضافياً وهو رئاسة الوزراء، وعبد الناصر نائباً رئيس الوزراء.[58][59] وفي سبتمبر، تم وضع قانون الإصلاح الزراعي حيز التنفيذ.[57] ومن وجهة نظر عبد الناصر، أعطى هذا القانون مجلس قيادة الثورة هويته وحول الانقلاب إلى ثورة.[60]
قبل تطبيق قانون الإصلاح الزراعي، في شهر أغسطس عام 1952، اندلعت أعمال شغب يقودها الشيوعيون في مصانع الغزل والنسيج في كفر الدوار، مما أدى إلى اشتباك الجيش معهم ما أسفر عن مقتل 8 جنود و5 من العمال وإصابة 28. أصر معظم أعضاء مجلس قيادة الثورة على إعدام اثنين من زعماء أعمال الشغب، رفض ناصر هذا الرأي ومع ذلك، تم تنفيذ الحكم. وقال نجيب في مذكراته «إنني التقيت بهما وكنت مقتنعا ببراءتهما بل وكنت معجبا بشجاعتهما ولكن صدقت على حكم إعدامهما تحت ضغط وزير الداخلية – جمال عبد الناصر – لمنع تكرار مثل هذه الأحداث».[61][62][63] أيد الإخوان المسلمون مجلس قيادة الثورة، وبعد تولي نجيب للسلطة، طالبوا بأربع حقائب وزارية في الحكومة الجديدة. رفض عبد الناصر مطالبهم وبدلاً من إعطائهم أربع حقائب وزارية، منح اثنين من أعضاء الجماعة مناصب وزارية طفيفة.[60]
الطريق إلى الرئاسة
الخلاف مع نجيب
في يناير 1953 تمكن عبد الناصر من التغلب على المعارضة بقيادة نجيب وحظر جميع الأحزاب السياسية،[64] وأنشأ نظام الحزب الواحد تحت مظلة هيئة التحرير، والأخيرة حركة فضفاضة كانت مهمتها الرئيسية تنظيم مسيرات وإلقاء محاضرات مناؤة لمجلس قيادة الثورة،[65] وتولى عبد الناصر منصب أمينها العام.[66] وعلى الرغم من قرار حل البرلمان، كان عبد الناصر عضو مجلس قيادة الثورة الوحيد الذي ما زال يفضل إجراء الانتخابات البرلمانية، وفقاً لعبد اللطيف البغدادي (أحد زملائه من الضباط). وظل عبد الناصر ينادي بإجراء الانتخابات البرلمانية في سنة 1956.[65] في مارس سنة 1953، قاد ناصر الوفد المصري للتفاوض على انسحاب القوات البريطانية من قناة السويس.[67]
عندما بدأت علامات الاستقلال من مجلس قيادة الثورة تظهر من نجيب، حيث نأى بنفسه عن قانون الإصلاح الزراعي وتقرب إلى الأحزاب المعارضة لمجلس قيادة الثورة مثل: جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد،[68] فكر ناصر في تنحيته.[67] في يونيو، سيطر ناصر على منصب وزير الداخلية بعزل الوزير سليمان حافظ، الموالي لمحمد نجيب،[68] وضغط على نجيب لاختتام إلغاء النظام الملكي.[67]
في 25 فبراير 1954، أعلن نجيب استقالته من مجلس قيادة الثورة بعد أن عقد مجلس قيادة الثورة لقاء رسمياً دون حضوره قبل يومين.[69] في 26 فبراير، قبل ناصر استقالة نجيب، وقام بوضع نجيب تحت الإقامة الجبرية في منزله.[69] وعين مجلس قيادة الثورة ناصر قائداً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً لمجلس الوزراء،[70] على أن يبقى منصب رئيس الجمهورية شاغراً. وكما أراد نجيب، ثم تمرد على الفور بين ضباط الجيش، وطالبوا بإعادة نجيب وحل مجلس قيادة الثورة.[69] ولكن في 27 فبراير، أطلق أنصار عبد الناصر في الجيش غارة على القيادة العامة العسكرية، وقاموا بإنهاء التمرد.[71][72] وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، نظم مئات الآلاف من أعضاء جماعة الأخوان المسلمين مظاهرات، ودعوا لعودة نجيب وسجن عبد الناصر.[73] وأيضا طالبت مجموعة كبيرة داخل مجلس قيادة الثورة، بقيادة خالد محيي الدين، بإطلاق سراح نجيب وعودته إلى رئاسة الجمهورية[67]، واضطر ناصر إلى الإذعان لمطالبهم، ولكنه أجل إعادة نجيب حتى 4 مارس، وقام بتعيين عبد الحكيم عامر قائداً للقوات المسلحة، وكان هذا المنصب في يد محمد نجيب قبل عزله.[74]
يوم 5 مارس، قامت قوات الأمن التابعة لعبد الناصر بالقبض على الآلاف من المشاركين في المظاهرات الداعية لعودة نجيب. نجح مجلس قيادة الثورة في إثارة المستفيدين من الثورة، أي العمال والفلاحين، والبرجوازيين الصغار، حيث قاموا بتنظيم مظاهرات كبيرة، لمعارضة قرارات نجيب، التي ألغى فيها قانون الإصلاح الزراعي وعدة إصلاحات أخرى.[75] سعى نجيب لقمع المظاهرات، ولكن تم رفض طلباته من قبل رؤساء قوات الأمن.[76] يوم 29 مارس، أعلن ناصر إلغاء قرارات نجيب "ردا على طلب الشارع".[76] بين أبريل ويونيو، تم اعتقال وفصل مئات من مؤيدي نجيب في الجيش، وكان محيي الدين منفيا في سويسرا بصورة غير رسمية (لتمثيل مجلس قيادة الثورة في الخارج).[76] حاول الملك سعود ملك المملكة العربية السعودية إصلاح العلاقات بين عبد الناصر ونجيب، ولكن دون جدوى.[77]
رئاسة مجلس قيادة الثورة
في 26 أكتوبر 1954، حاول محمود عبد اللطيف أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين اغتيال عبد الناصر، عندما كان يلقي خطاباً في الإسكندرية للاحتفال بالانسحاب العسكري البريطاني. كان المسلح بعيدا عنه بـ 25 قدماً (7.6 متر)، وأطلق ثماني طلقات، ولكن جميع الطلقات لم تصب ناصر. اندلعت حالة من الذعر بين الجمهور، لكن ناصر رفع صوته وطلب من الجماهير الهدوء،[78] وصاح بما يلي:
" | فليبق كل في مكانه أيها الرجال، فليبق كل في مكانه أيها الرجال، حياتي فداء لكم، دمي فداء لكم، سأعيش من أجلكم، وأموت من أجل حريتكم وشرفكم، إذا كان يجب أن يموت جمال عبد الناصر، يجب أن يكون كل واحد منكم جمال عبد الناصر، جمال عبد الناصر منكم ومستعد للتضحية بحياته من أجل البلاد | " |
تعالت صيحات التشجيع لعبد الناصر في مصر والوطن العربي. وأتت محاولة الاغتيال بنتائج عكسية.[79] وبعد عودته إلى القاهرة، أمر عبد الناصر بواحدة من أكبر الحملات السياسية في التاريخ الحديث لمصر،[79] فتم اعتقال الآلاف من المعارضين، ومعظمهم من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والشيوعيين، وتمت إقالة 140 ضابطاً موالياً لنجيب.[79] وحكم على ثمانية من قادة الإخوان بالإعدام.[79] تمت إزالة محمد نجيب من رئاسة الجمهورية ووضع تحت الإقامة الجبرية، ولكن لم تتم محاكمته، ولم يقم أحد في الجيش بالدفاع عنه. وبعد تحييد منافسيه، أصبح عبد الناصر الزعيم في مصر بلا منازع.
كان لا يزال عدد مؤيدي عبد الناصر قليلاً، ولا يضمن له الحفاظ على خططه الإصلاحية، وسعيه للبقاء في السلطة.[80] فقام عبد الناصر بإلقاء عدة خطب في أماكن مختلفة في البلاد، للترويج لنفسه ولهيئة التحرير.[80] وقام بفرض ضوابط على الصحافة، وأعلن أن جميع المنشورات والصحف لابد أن تلقى موافقته عليها لمنع "الفتنة".[81] غنى كل من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وبعض المطربين العرب البارزين في هذا العصر عدة أغاني تشيد بقومية عبد الناصر. وأنتجت عدة مسرحيات تشوه سمعة خصومه السياسيين.[80] ووفقاً لبعض معاونيه، دبر عبد الناصر الحملة بنفسه.[80] وبدأت القومية العربية تظهر بشكل متكرر في خطاباته في سنتي 1954 - 1955. ثم في يناير 1955 عين رئيساً لمجلس قيادة الثورة.[82]
قام عبد الناصر بعمل اتصالات سرية بغرض السلام مع إسرائيل في سنتي1954 - 1955 ، لكنه صمم بعد ذلك على أن السلام مع إسرائيل مستحيل، واعتبر أنها "دولة توسعية تنظر للعرب بازدراء".[83] يوم 28 فبراير 1955، هاجمت القوات الإسرائيلية قطاع غزة، الذي كانت تسيطر عليه مصر في ذلك الوقت، وأعلنت إسرائيل أن هدفها هو القضاء على الغارات الفدائية الفلسطينية. شعر عبد الناصر بأن الجيش المصري ليس على استعداد للمواجهة ولم يرد عسكرياً. كان فشله في الرد على العمل العسكري الإسرائيلي ضربة لشعبيته المتزايدة.[84][85] في وقت لاحق أمر ناصر بتشديد الحصار على الملاحة الإسرائيلية من خلال مضيق تيران. قام الإسرائيليون بإعادة عسكرة منطقة عوجة الحفير منزوعة السلاح على الحدود المصرية في 21 سبتمبر.[85]
وبالتزامن مع غارة فبراير الإسرائيلية، تم تشكيل حلف بغداد بين بعض الحلفاء الإقليميين للمملكة المتحدة. اعتبر عبد الناصر حلف بغداد تهديدا لجهوده للقضاء على النفوذ العسكري البريطاني في الشرق الأوسط، وآلية لتقويض جامعة الدول العربية و"إدامة التبعية العربية للصهيونية والإمبريالية الغربية".[84] ورأى ناصر أنه إذا كان يريد الحفاظ على الموقع الريادي الإقليمي لمصر فهو يحتاج إلى الحصول على الأسلحة الحديثة لتسليح جيشه. عندما أصبح واضحا له أن الدول الغربية لن تمد مصر بالأسلحة تحت شروط مالية وعسكرية مقبولة،[84][85][86] تحول عبد الناصر إلى الكتلة الشرقية وأبرم اتفاق شراء أسلحة من تشيكوسلوفاكيا بمبلغ 320 مليون دولار أمريكي في 27 سبتمبر.[84][85] بعد صفقة الأسلحة التشيكوسلوفاكية، أصبح ميزان القوى بين مصر وإسرائيل أكثر تعادلاً، وتعزز دور عبد الناصر كقائد للعرب يتحدى الغرب.[85]
إعلان الحياد
في مؤتمر باندونغ في إندونيسيا أواخر أبريل 1955، كان عبد الناصر يعامل كأبرز ممثلي الدول العربية، وكان واحداً من الشخصيات الأكثر شعبية في القمة.[87][88] وكان عبد الناصر قد زار باكستان في وقت سابق (9 (عدد) أبريل)[89] والهند (14 أبريل)،[90] وبورما وأفغانستان في الطريق إلى باندونغ.[91] وأقام معاهدة صداقة مع الهند في القاهرة يوم 6 (عدد) أبريل، مما عزز العلاقات المصرية الهندية في السياسة الدولية وجبهات التنمية الاقتصادية.[92]
توسط ناصر في مناقشات المؤتمر بين الفصائل الموالية للغرب، والموالية للاتحاد السوفييتي.[87] وسعت جهود عبد الناصر للتصدي للاستعمار في أفريقيا وآسيا وتعزيز السلام العالمي في ظل الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفياتي. قدم عبد الناصر الدعم من أجل استقلال تونس والجزائر والمغرب عن الحكم الفرنسي، ودعم حق عودة الفلسطينيين لمنازلهم، ودعى لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي. نجح في الضغط على الحضور لتمرير قرارات بشأن كل من هذه القضايا، وأبرز مكاسبه كان ضمان الدعم القوي من الصين والهند.[93]
بعد مؤتمر باندونج، أعلن ناصر رسميا "الحياد الإيجابي" لمصر بشأن الحرب الباردة.[88][94] وتم استقبال عبد الناصر من قبل حشود كبيرة من الناس غطت شوارع القاهرة لدى عودته إلى مصر في 2 مايو، وتم الإعلان على نطاق واسع في الصحافة عن إنجازاته وقيادته للمؤتمر. ونتيجة لذلك، تعززت مكانة عبد الناصر إلى حد كبير كما زادت ثقته في نفسه.[95]
1956 (الدستور والرئاسة)
مع تعزيز موقعه الداخلي إلى حد كبير، أصبح ناصر قادرا على ضمان أسبقيته على زملائه في مجلس قيادة الثورة، واكتساب سلطة صنع القرار من دون منازع نسبيا،[91] وخاصة في السياسة الخارجية.[96]
خلال شهر يناير من سنة 1956، أُعلن عن الدُستور المصري الجديد، الذي نصَّ على تأسيس نظام الحزب الواحد تحت مظلَّة الاتحاد القومي.[96] يفلسف ناصر الاتحاد القومي بقوله: «إن الاتحاد القومي ليس حزباً، وإنما هو وطن بأكمله داخل إطار واحد ... ويحقق أهداف ثورته التي لا بد من تحقيقها».[97][98] كان الاتحاد القومي هو نفسه هيئة التحرير بعد إعادة تشكيلها،[99] بعد أن فشل ناصر في حشد المُشاركة الشعبيَّة الكبيرة فيها.[100] حاول ناصر أن يُخرط المزيد من المُواطنين في الحركة الجديدة، على أن يتم تقديم طلبات الانتساب إلى لجانٍ شعبيَّةٍ مُختصَّة تُوافق عليها أولًا، وذلك في سبيل ترسيخ الدعم الشعبي لِحُكومته.[100] كان الاتحاد القومي يختار مُرشحًا للانتخابات الرئاسيَّة على أن تتم الموافقة عليه من قبل الجماهير بعد أن يُطرح اسمه من قِبل اللجان.[96]
تم ترشيح عبد الناصر لمنصب رئاسة الجمهورية، وطرح الدستور الجديد للاستفتاء العام يوم 23 يونيو، وحاز كلاهما على الموافقة بأغلبية ساحقة.[96] وأنشئ مجلس الأمة الذي يتضمن 350 عضوا. وجرت الانتخابات في يوليو سنة 1957. منح الدستور حق الاقتراع للمرأة، وحظر التمييز القائم على نوع الجنس، وكفل حماية خاصة للنساء في مكان العمل.[101] تزامنا مع الدستور الجديد ورئاسة عبد الناصر، حل مجلس قيادة الثورة نفسه كجزء من الانتقال إلى الحكم المدني.[102] وخلال المناقشات التي دارت لتشكيل حكومة جديدة، بدأ ناصر عملية تهميش منافسيه من بين الضباط الأحرار الأصليين، بينما رفع أقرب حلفائه لمناصب رفيعة المستوى في الحكومة.[96]
تأميم قناة السويس
بعد فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات، تسلم ناصر السلطة. اصطدمت سياساته الخارجية والداخلية المستقلة بشكل متزايد مع المصالح الإقليمية لكل من المملكة المتحدة وفرنسا. أدانت الأخيرة دعمه القوي لاستقلال الجزائر، واهتاجت حكومة أنطوني إيدن في المملكة المتحدة من حملة عبد الناصر ضد حلف بغداد.[102] بالإضافة إلى ذلك، فقد أدى تمسك عبد الناصر بالحياد بشأن الحرب الباردة، والاعتراف بالصين الشيوعية، وصفقة الأسلحة مع الكتلة الشرقية إلى انزعاج للولايات المتحدة. في 19 تموز 1956، سحبت الولايات المتحدة وبريطانيا فجأة عرضهما لتمويل بناء سد أسوان،[102] حيث أعربتا عن خوفهما من أن الاقتصاد المصري سوف يغرق بسبب هذا المشروع.[103]
أُبلِغ ناصر بالانسحاب البريطاني الأمريكي بينما كان على متن طائرة العودة إلى القاهرة من بلغراد.[104] يؤكد الصحفي محمد حسنين هيكل أن ناصر اتخذ القرار النهائي لتأميم قناة السويس بين 19 و20 يوليو.[104] ولكن ناصر ذكر بنفسه في وقت لاحق أنه قرر ذلك في 23 يوليو، بعد دراسة المسألة والتباحث مع بعض مستشاريه من مجلس قيادة الثورة المنحل، وهما البغدادي ومحمود يونس. علم بقية أعضاء مجلس قيادة الثورة بالقرار يوم 24 يوليو، بينما كان الجزء الأكبر من مجلس الوزراء غير مدركين لمخطط التأميم حتى قبل ساعات من إعلان عبد الناصر عنه.[104]
في 26 يوليو 1956، قدم ناصر خطابا في الإسكندرية أعلن فيه تأميم شركة قناة السويس كوسيلة لتمويل مشروع سد أسوان في ضوء انسحاب القوات البريطانية الأمريكية.[105] ووسط حديثه، ندد ناصر بالإمبريالية البريطانية في مصر والسيطرة البريطانية على أرباح شركة القناة، وتمسك بحق الشعب المصري في السيادة على الممر المائي، خاصة وأن 120,000 مصري قد مات في سبيل إنشائه.[105]
وكان في استقبال إعلان تأميم القناة تأييد واسع من قبل الجمهور في مصر، وفي جميع أنحاء الوطن العربي، نزل الآلاف إلى الشوارع مرددين هتافات داعمة لهذا القرار.[106] وكتب المحلل السياسي المصري محمود حمد أنه بعد تأميم القناة اكتسب ناصر شعبية "شبه تامة" أنشأت الشرعية وجعلته "القائد الكاريزمي" و"المتحدث باسم الجماهير ليس فقط في مصر، بل في جميع أنحاء العالم الثالث".[107] ووفقا لأبو الريش، كان هذا أكبر انتصار لقومية عبد الناصر العربية في ذلك الوقت و"بعد فترة قصيرة كانت لوحاته يمكن العثور عليها في خيام اليمن، وأسواق مراكش، والفيلات الفاخرة في سوريا".[106] وكان التبرير الرسمي لتأميم القناة أن الأموال الناتجة من القناة ستستخدم في بناء السد في أسوان.[108] وفي اليوم نفسه، أغلقت مصر القناة أمام الملاحة الإسرائيلية.[109]
أزمة قناة السويس
- مقالة مفصلة: العدوان الثلاثي
رأت فرنسا والمملكة المتحدة، وهما أكبر دولتين مساهمَتيْنِ في شركة قناة السويس، أن تأميم قناة السويس عمل عدائي من قبل الحكومة المصرية. كان ناصر يدرك أن تأميم القناة سوف يحدث أزمة دولية، واعتقد أن احتمال التدخل العسكري من قبل الدولتين (فرنسا والمملكة المتحدة) 80 في المئة.[110] وقال أنه يعتقد، مع ذلك، أن المملكة المتحدة لن تكون قادرة على التدخل عسكريا لمدة شهرين على الأقل بعد الإعلان، ووصف التدخل الإسرائيلي بأنه "مستحيل".[111]
في أوائل أكتوبر، اجتمع مجلس أمن الأمم المتحدة بشأن مسألة تأميم القناة واتخذ قرارا بالاعتراف بحق مصر في السيطرة على القناة طالما استمرت في السماح بمرور السفن الأجنبية من القناة.[112] وفقا لهيكل، بعد هذا الاتفاق "قدر ناصر أن خطر الغزو قد انخفض إلى 10 في المئة".[113] ومع ذلك، بعد وقت قصير، عقدت المملكة المتحدة، وفرنسا، وإسرائيل اتفاقا سريا للاستيلاء على قناة السويس، واحتلال أجزاء من مصر،[114] وإسقاط عبد الناصر.[115][116][117]
في 29 أكتوبر 1956، عبرت القوات الإسرائيلية شبه جزيرة سيناء، وسرعان ما تقدمت إلى أهدافها. بعد ذلك بيومين، قصفت الطائرات البريطانية والفرنسية المطارات المصرية في منطقة القناة.[118] أمر ناصر القيادات العسكرية بسحب الجيش المصري من سيناء لتعزيز دفاعات القناة. وعلاوة على ذلك، فقد تخوف ناصر من إرسال سلاح المدرعات لمواجهة القوة الغازية الإسرائيلية (والبريطانية والفرنسية التي هبطت في وقت لاحق على مدينة بورسعيد)، حيث أنه تخوف من تدميرها من قبل قوات الدول الثلاث مجتمعة. اختلف عامر معه بشدة، حيث أصر على أن الدبابات المصرية يجب أن تواجه الإسرائيليين في المعركة. دارت بين كليهما مناقشات ساخنة يوم 3 نوفمبر، وسلم عامر برأي ناصر.
على الرغم من الأمر بانسحاب القوات المصرية من سيناء، فقد قتل نحو 2000 جندي مصري خلال الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية،[119] وتم القبض على 5000 جندي مصري تقريبا من قبل الجيش الإسرائيلي. اقترح عامر وصلاح سالم طلب وقف إطلاق النار، وطلب سالم أيضا من ناصر تسليم نفسه للقوات البريطانية. وبخهما ناصر، وقال أن الجيش لن يستسلم.[118] تولى ناصر القيادة العسكرية. على الرغم من السهولة النسبية التي تم بها احتلال سيناء، لم يلحق بهيبة عبد الناصر في الداخل وبين العرب أي أذى.[120] لتعويض الأداء الضعيف للجيش المصري، أذن الناصر بتوزيع حوالي 400000 بندقية على المتطوعين المدنيين ومئات من الميليشيات التي تشكلت في جميع أنحاء مصر، والتي قادها الكثير من المعارضين السياسيين لجمال عبد الناصر.[121]
أرسلت كتيبة المشاة الثالثة والمئات من عناصر الحرس الوطني إلى بورسعيد لتعزيز الدفاعات المصرية هناك.[122] سافر ناصر والبغدادي إلى منطقة القناة لرفع الروح المعنوية للمتطوعين المسلحين. وفقا لمذكرات البغدادي، وصف ناصر الجيش المصري بأنه "محطم".[122] عندما هبطت القوات البريطانية والفرنسية في بورسعيد في 5-6 نوفمبر، زادت الميليشيات المحلية من مقاومتها وقوة دفاعاتها، وقد أدت مقاومتها الشديدة إلى القتال من شارع إلى شارع.[121][123] وكان قائد الجيش المصري في المدينة يستعد لطلب شروط لوقف إطلاق النار، ولكن ناصر نهاه عن ذلك. تمكنت القوات البريطانية والفرنسية من الاستيلاء على معظم أجزاء المدينة في 7 نوفمبر.[123] قتل من 750 إلى 1000 مصري في معركة بورسعيد.[119]
أدانت إدارة أيزنهاور الأمريكية الغزو الثلاثي، ودعمت قرارات الأمم المتحدة المطالبة بسحب قوات الدول الثلاثة الغازية.[124] أثنى ناصر على أيزنهاور، مشيرا إلى أنه لعب "أكبر الأدوار وأكثرها حسما" في وقف "المؤامرة الثلاثية".[125] وبحلول نهاية شهر ديسمبر، انسحبت القوات البريطانية والفرنسية تماما من الأراضي المصرية،[124] في حين أنهت إسرائيل انسحابها في مارس 1957 وأطلقت سراح جميع أسرى الحرب المصريين.[119][126] ونتيجة لأزمة السويس، أصدر ناصر مجموعة من اللوائح فرضت شروطا صارمة للحصول على الإقامة والمواطنة، والتي أثرت في أغلبها على المواطنين اليهود (المصريين والأجانب على حد سواء)، وطرد الآلاف منهم أو أجبروا على مغادرة البلاد.[127]
يوم 8 أبريل، أعيد فتح القناة،[128] وتم تعزيز الموقف السياسي لعبد الناصر بشكل كبير بسبب فشل الغزو ومحاولة الإطاحة به. يقول أنثوني نوتنغ أن هذه الأزمة "هي التي جعلت ناصر أخيرا وبشكل كامل، رئيسا لمصر".
العروبة والاشتراكية
- طالع أيضًا: قومية عربية
- الحرب العربية الباردة
- التيار الناصري
قبل سنة 1957، كانت القومية العربية هي الأيديولوجية السائدة في الوطن العربي، واعتبر المواطن العربي ناصر زعيمه بلا منازع.[129] أرجع المؤرخ عديد دويشا الفضل في ذلك إلى "كاريزما" عبد الناصر، والتي عززها انتصاره في أزمة السويس،[129] واتخاذه من القاهرة مقرا لإذاعة صوت العرب،[130] التي نشرت أفكار عبد الناصر في جميع أنحاء العالم الناطقة باللغة العربية، وكتب المؤرخ يوجين روغان:
" | غزا ناصر الوطن العربي عن طريق الإذاعة | " |
اللبنانيون المتعاطفون مع عبد الناصر والسفارة المصرية في بيروت اشتروا الكثير من وسائل الإعلام اللبنانية للمساهمة في زيادة نشر أفكار عبد الناصر عالميا.[131] كما تمتع ناصر بدعم من المنظمات القومية العربية، في جميع أنحاء المنطقة. وكان العديد من أتباعه يمولونه تمويلا جيدا، ولكنهم افتقروا إلى أي هيكل أو تنظيم دائم. دعوا أنفسهم "الناصريين"، على الرغم من اعتراض عبد الناصر على التسمية، حيث قال أنه يفضل مصطلح "القوميين العرب".[131]
في يناير 1957، اعتمدت الولايات المتحدة مبدأ أيزنهاور وتعهدت بمنع انتشار الشيوعية في الشرق الأوسط.[132] على الرغم من أن ناصر كان معارضا للشيوعية في المنطقة، كانت زعامته للعرب مُعتبَرة كتهديد من قبل الدول الموالية للغرب في المنطقة.[132][133] حاول أيزنهاور عزل ناصر وتقليل نفوذه الإقليمي من خلال محاولة تحويل الملك سعود إلى موازينه.[132][133] أيضا في يناير، رئيس الوزراء الأردني المنتخب، والمؤيد لعبد الناصر،[134] سليمان النابلسي انضم بالأردن إلى معاهدة عسكرية مع مصر، وسوريا، والمملكة العربية السعودية.[135]
تدهورت العلاقات بين عبد الناصر والملك حسين في أبريل عندما اتهم حسين ناصر بالتورط في دعم محاولتي الانقلاب ضده،[135][136] التي قادها علي أبو نوار ورفاقه على الرغم من أن عبد الناصر لم يشترك فيهما،[137][138] وحل حسين حكومة النابلسي.[135][136] انتقد ناصر في وقت لاحق حسين على راديو القاهرة، واصفا إياه بأنه "أداة للإمبريالية".[139] أصبحت علاقات ناصر مع الملك سعود عدائية أيضا، حيث بدأ هذا الأخير في الخوف من أن زيادة شعبية عبد الناصر في المملكة العربية السعودية أصبحت تهديدا حقيقيا لبقاء العائلة المالكة.[135] وعلى الرغم من معارضة حكومات الأردن والمملكة العربية السعودية، والعراق، ولبنان له، حافظ ناصر على مكانته بين المصريين ومواطني البلدان العربية الأخرى.[140]
بحلول نهاية سنة 1957، أمم ناصر كل ما تبقى من الشركات البريطانية والفرنسية في مصر، بما في ذلك مصانع التبغ والإسمنت والأدوية، والفوسفات،[141] بينما لم تسفر جهود ناصر كتقديم حوافز ضريبية وجذب الاستثمارات الخارجية عن نتائج ملموسة، أمم ناصر المزيد من الشركات وجعلها جزءاً من منظمة التنمية الاقتصادية.[141] كان ثلثا الاقتصاد لا يزال في أيدي القطاع الخاص حينها.[141] حقق هذا المجهود قدرا من النجاح، مع زيادة الإنتاج الزراعي والاستثمار في التصنيع.[141] بدأ ناصر إنشاء مصانع الصلب بحلوان، والتي أصبحت فيما بعد أكبر المشاريع في مصر، ووفرت عشرات الآلاف من فرص العمل.[141] قرر ناصر أيضا التعاون مع الاتحاد السوفييتي في بناء سد أسوان كبديل للولايات المتحدة التي سحبت تمويلها للمشروع.[141]
الجمهورية العربية المتحدة
- مقالة مفصلة: الجمهورية العربية المتحدة
على الرغم من شعبيته الكبيرة لدى الشعب العربي، بحلول منتصف 1957 كانت حليفة عبد الناصر الإقليمية الوحيدة هي سورية.[142] وفي سبتمبر من نفس العام، احتشدت القوات البرية التركية على طول الحدود السورية، معطية بذلك مصداقية للشائعات التي ادعت أن دول حلف بغداد كانت تحاول إسقاط الحكومة اليسارية في سوريا.[142] أرسل ناصر بعض الوحدات إلى سوريا كعرض رمزي للتضامن، مما رفع مكانته في الوطن العربي، وخاصة بين السوريين.[142]
مع تنامي عدم الاستقرار السياسي في سوريا، أرسل وفد من سوريا لناصر للمطالبة بوحدة فورية مع مصر.[143] رفض ناصر الطلب في البداية، مععلا ذلك بعدم توافق النظم السياسية والاقتصادية بين البلدين، وعدم التواصل، وكثرة تدخلات الجيش السوري في السياسة، والطائفية العميقة بين القوى السياسية في سوريا.[143] ومع ذلك، في يناير عام 1958، تمكن الوفد السوري الثاني من إقناع ناصر بقرب استيلاء الشيوعيين على سوريا، وما يترتب عليه من انزلاقها في حرب أهلية.[144] اختار ناصر الوحدة في وقت لاحق، وإن كان قد اشترط توليه رئاسة الوحدة التي ستقوم بين الدولتين وحل حزب البعث، وقد وافق المندوبون والرئيس السوري شكري القوتلي على ذلك.[145] في 1 فبراير، أعلنت الجمهورية العربية المتحدة، وكانت ردة الفعل الأولية في الوطن العربي هي الذهول وفقا للكثير من المؤرخين، ولكن سرعان ما تحول الذهول إلى نشوة كبيرة.[146] أمر ناصر بشن حملة ضد الشيوعيين السوريين، نافيا العديد منهم من وظائفهم الحكومية.[147][148]
يوم 24 فبراير، سافر ناصر إلى دمشق في زيارة مفاجئة للاحتفال بالوحدة.[149] وكان في استقباله مئات الآلاف من الأشخاص.[149] أُرسل ولي عهد الإمام بدر في شمال اليمن إلى دمشق ليعرض عليه ضم بلاده إلى الجمهورية الجديدة. وافق ناصر على إنشاء اتحاد فدرالي مع اليمن ليسمى "الدول العربية المتحدة".[150]
أعلن عبد الناصر صدور الدستور المؤقت الجديد الذي أعدته الجمعية الوطنية المكونة من 600 عضو (400 من مصر و200 من سورية)، وحل جميع الأحزاب السياسية.[151] أعطى ناصر كلا من جانبي الوحدة نائبين للرئيس: البغدادي وعامر في مصر، وصبري العسلي وأكرم الحوراني في سوريا.[151] ثم غادر إلى موسكو للاجتماع مع نيكيتا خروتشوف. في الاجتماع، ضغط خروتشوف على ناصر لرفع الحظر المفروض على الحزب الشيوعي، ولكن ناصر رفض، مشيراً إلى أنه شأن داخلي وليس موضوعا للمناقشة مع القوى الخارجية. وبحسب ما ورد فقد فوجئ خروتشوف ونفى التدخل في شؤون الجمهورية العربية المتحدة. وحسمت المسألة، حيث سعى كلا الزعيمين لمنع الخلاف بين البلدين.[152]
التأثير على الوطن العربي
إن المسيرة المقدسة التي تصر عليها الأمة العربية، سوف تنقلنا من فوز لآخر ... وعلم الحرية الذي يرفرف فوق بغداد اليوم سوف يحلق فوق عَمّان والرياض. نعم، إن علم الحرية الذي يرفرف فوق القاهرة ودمشق، وبغداد اليوم، سوف يحلق فوق بقية الشرق الأوسط ... —جمال عبد الناصر، 19 يوليو في دمشق [153] |
في لبنان، حدثت اشتباكات بين الفصائل المؤيدة لعبد الناصر والمعارضة له، ومنهم الرئيس كميل شمعون. بلغت الاشتباكات ذروتها خلال أزمة سنة 1958 في مايو.[154] طالبت الفصائل اليسارية المؤيدة لعبد الناصر بالانضمام إلى الجمهورية العربية المتحدة، بينما أرادت الفصائل اليمينية المعارضة له استمرار استقلال لبنان.[154] فوض ناصر عبد الحميد السراج الإشراف على هذه القضية، فقدم السراج مساعدات محدودة لأنصار ناصر اللبنانيين تتمثل في المال، والأسلحة الخفيفة، وتدريب الضباط، وكان ذلك أقل من "الدعم واسع النطاق" الذي زعمه شمعون. لم يطمع عبد الناصر في لبنان، حيث رأى أنها "حالة خاصة"، لكنه سعى لمنع حصول شمعون على فترة رئاسية ثانية.[155]
يوم 14 يوليو، أطاح ضابطا الجيش العراقي عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف بالنظام الملكي العراقي، وفي اليوم التالي، قتل رئيس الوزراء العراقي المعارض لناصر، نوري السعيد.[156] اعترف ناصر بالحكومة الجديدة وقال إن "أي هجوم على العراق بمثابة هجوم على الجمهورية العربية المتحدة".[157] وفي 15 يوليو، هبطت قوات مشاة البحرية الأميركية في لبنان، والقوات الخاصة البريطانية في الأردن، بناء على طلب حكومتي البلدين لمنعهما من السقوط بيد القوات الموالية لعبد الناصر. رأى ناصر أن الثورة في العراق فتحت الطريق أمام الوحدة العربية.[157] وفي 19 يوليو، للمرة الأولى، أعلن أنه اختار "اتحادا عربيا كاملا"، على الرغم من أنه لم يكن لديه خطة لدمج العراق مع الجمهورية العربية المتحدة،[158] في حين فضل معظم أعضاء مجلس قيادة الثورة العراقي وحدة وطنية عراقية.[159] سعى قاسم للحفاظ على استقلال العراق، حيث كان مستاءً من القاعدة الشعبية الكبيرة لعبد الناصر في البلاد، وهذا ما دعى أن تكون القاهرة مقرا للاجئين السياسيين العرب في تلك الفترة، وكان له لقاء بصدام حسين كمعارض لنظام الحكم القاسمي، حيث قدم له بعض النصائح في العمل السياسي القومي.[156][160][161]
في خريف سنة 1958، شكل ناصر لجنة ثلاثية تتكون من زكريا محي الدين، الحوراني، وصلاح البيطار للإشراف على التطورات في سوريا.[162] بنقله الأخيرين (الذين كانا بعثيين) إلى القاهرة، حيد ناصر أهم الشخصيات السياسية التي تمتلك أفكارا مستقلة حول الطريقة التي يجب أن تدار بها سوريا.[162] حول السراج سوريا لدولة بوليسية من خلال سجن ونفي ملاك الأراضي الذين اعترضوا على إدخال الإصلاح الزراعي المصري إلى سوريا، وكذلك فعل مع الشيوعيين.[162] في أعقاب الانتخابات اللبنانية التي فاز بها فؤاد شهاب في سبتمبر عام 1958، تحسنت العلاقات بين لبنان والجمهورية العربية المتحدة إلى حد كبير.[163] وفي 25 مارس 1959، التقى شهاب وناصر على الحدود اللبنانية السورية، مما وضع حدا للأزمة اللبنانية.[163]
بحلول ديسمبر، أصبح الوضع السياسي في سوريا أكثر تعثرا، واستجاب ناصر لذلك بتعيين عامر كحاكم عام لسوريا جنبا إلى جنب مع السراج. عارض زعماء سورية هذا القرار واستقال العديد منهم من وظائفهم الحكومية. التقى ناصر في وقت لاحق مع زعماء المعارضة، وفي لحظة ساخنة، هتف بأنه الرئيس "المنتخب" للجمهورية العربية المتحدة، وأولئك الذين لم يقبلوا سلطته يمكنهم أن "يذهبوا بعيدا".[162]
انهيار الوحدة مع سوريا
مارس عبد الناصر سياسة ارتجالية ومتفردة في إدارة شؤون سورية. كانت العناصر المصرية تسير شؤون سورية، وبالذات من خلال مكتب المشير عامر. نقلت كميات من السلاح السوفييتي الحديث من سورية إلى مصر بحجة وحدة الجبهة والحاجة إليها في مصر، وكانت هناك خطط لنقل احتياطي الذهب من مصرف سورية المركزي إلى القاهرة.[164] ازدادت المعارضة للوحدة بين بعض العناصر السورية الرئيسية،[165] مثل النخب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية.[166] يذكر حسن التهامي في مذكراته أنه قبل الوحدة كانت الزراعة في سورية مربحة وكان فائض القمح السوري يصدر إلى الخارج، وكذلك كانت الصناعة مزدهرة، ولكن عبد الناصر أصدر مرسوما في يوليو 1961 يتضمن تدابير اشتراكية تقضي بتأميم قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري،[167] وهو ما تسبب في أزمة اقتصادية. أرجع ناصر تدهور الاقتصاد السوري لسيطرة البرجوازية الكاملة عليه. رفض عبد الناصر نصائح مقربيه حول ضرورة القيام بإصلاحات في سورية تأخذ بعين الاعتبار رأي ومخاوف السوريين وتجاهل تحذيرات حول مخاطر انهيار الوحدة، كان بعضها من صلاح الدين البيطار الذي قال لدى زيارته القاهرة:[164]
نفى عبد الناصر وزير داخلية الإقليم الشمالي (سوريا) عبد الحميد السراج في سبتمبر للحد من الأزمة السياسية المتنامية. يذكر أبو الريش أن ناصر لم يكن قادرا تماما على معالجة المشاكل السورية لأنها كانت "أجنبية عليه".[168] حيث كان الوضع الاقتصادي في مصر أكثر إيجابية، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 4.5 في المئة والتقدم السريع للصناعة.[168] وفي سنة 1960، أمم ناصر الصحافة المصرية، من أجل توجيه التغطية نحو القضايا الاجتماعية والاقتصادية في البلاد وحشد التأييد الشعبي للتدابير الاشتراكية التي أصدرها. إضافة إلى ذلك، كانت السيطرة المطلقة للعناصر المصرية والتعامل القاسي لعبد الناصر مع معارضيه من الشيوعيين والبعثيين وسياسة التعذيب أسبابا أخرى لتذمر الناس وتنامي المعارضة للوحدة.[81]
يوم 28 سبتمبر 1961، شنت وحدات انفصالية من الجيش بقيادة مدير مكتب المشير عامر عبد الكريم النحلاوي انقلابا في دمشق، معلنة انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة،[169] وردا على ذلك اشتبكت معهم وحدات الجيش الموالية للاتحاد في شمال سوريا، وحدثت مظاهرات مؤيدة لناصر في المدن السورية الكبرى.[166] أرسل ناصر القوات الخاصة المصرية إلى اللاذقية لدعم حلفائه، لكنه انسحب منها بعد يومين، معللا ذلك برغبته عدم حدوث قتال بين الدول العربية.[170] وقبل ناصر انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة يوم 5 أكتوبر،[171] وأعلن أن مصر سوف تعترف بالحكومة السورية المنتخبة،[171] وألقى باللوم في تفكك الوحدة على التدخل من قبل الحكومات العربية المعادية له.[170] وفقا لهيكل، عانى ناصر ما يشبه الانهيار العصبي وبدأت صحته في التدهور بعد حل الاتحاد،[170] كما بدأ في التدخين بشكل أكبر.[170]
النهضة على المستوى الإقليمي
- طالع أيضًا: ثورة 26 سبتمبر اليمنية
تغير الموقف الإقليمي لناصر بشكل غير متوقع عندما أطاح الضباط اليمنيون بقيادة عبد الله السلال -المؤيد لناصر- بالإمام بدر في شمال اليمن في 27 أيلول 1962.[172] بدأ البدر وأنصاره من القبائل يتلقون المزيد من الدعم من المملكة العربية السعودية لمساعدتهم في إعادة المملكة، بينما قبل ناصر في وقت لاحق -بناء على طلب من السلال- مساعدة الحكومة الجديدة عسكريا يوم 30 سبتمبر.[173] ونتيجة لذلك، أصبحت مصر متورطة على نحو متزايد في الحرب الأهلية المطولة في اليمن حتى سحبت قواتها في سنة 1967.[173] معظم زملاء ناصر القدماء تساءلوا عن الحكمة من استمرار الحرب، ولكن عامر طمأن ناصر بقرب انتصارهم.[174] قال ناصر في وقت لاحق -في سنة 1968- أن التدخل في اليمن كان "سوء تقدير".[173]
في تموز سنة 1962، استقلت الجزائر عن فرنسا.[174] وكمؤيد سياسي ومالي قوي لحركة الاستقلال الجزائرية، اعتبر ناصر استقلال البلاد نصرا شخصيا له.[174] ووسط هذه التطورات، لجأت العصبة المؤيدة لناصر في العائلة المالكة السعودية بقيادة الأمير طلال إلى مصر، جنبا إلى جنب مع كبير الموظفين الأردنيين، في أوائل سنة 1963.[175]
في 8 شباط 1963، أطاح انقلاب عسكري في العراق بقيادة تحالف بعثي-ناصري بقاسم (الذي قتل في وقت لاحق). اختير عبد السلام عارف -الناصري- ليكون الرئيس الجديد.[174] أطاح تحالف مماثل بالحكومة السورية يوم 8 مارس.[176] وفي 14 مارس أرسلت الحكومتان الجديدتان العراقية والسورية الوفود لناصر للضغط عليه من أجل عمل اتحاد عربي جديد.[177] وخلال الاجتماع، انتقد ناصر البعثيين "لتسهيلهم" خروج سوريا من الجمهورية العربية المتحدة،[178] وأكد أنه كان "زعيم العرب".[177] تم الاتفاق على عمل وحدة انتقالية تنص على نظام فيدرالي،[177] ووقع الطرفان على الاتفاق في 17 أبريل، وكان من المقرر إنشاء الاتحاد الجديد في مايو 1965.[179] ولكن تم صرف النظر عن الاتفاق في وقت لاحق عندما تخلى البعثيون في سوريا عن أنصار عبد الناصر من الضباط. وفشل بعد ذلك انقلاب مضاد قام به عقيد ناصري، وصف ناصر البعثيين بـ"الفاشيين".[180]
في يناير 1964، دعا ناصر لعقد قمة الجامعة العربية في القاهرة، لعمل استجابة عربية موحدة ضد خطط إسرائيل لاستخدام مياه نهر الأردن لأغراض اقتصادية، والتي اعتبرتها سوريا والأردن عملا من أعمال الحرب.[181] ألقى ناصر باللوم على الانقسامات العربية، ووصف الوضع بأنه "كارثي".[182] شجع ناصر سوريا والفدائيين الفلسطينيين ضد استفزازات الإسرائيليين، وأعلن أنه لا يخطط لحرب مع إسرائيل.[182] وخلال القمة، بدأ ناصر علاقات ودية مع الملك حسين، وأصلح العلاقات مع حكام المملكة العربية السعودية وسوريا والمغرب.[181] وفي مايو، بدأ ناصر يشارك رسميا بدوره القيادي في قضية فلسطين،[182] قبل الشروع في إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية.[182][183] وقد استخدمها ناصر ليسيطر على الفدائيين الفلسطينيين.[183] وكان رئيسها (ومرشح عبد الناصر الشخصي) هو أحمد الشقيري.[182]
بعد سنوات من التنسيق في السياسة الخارجية وتطوير العلاقات، قام ناصر، الرئيس الإندونيسي سوكارنو، الرئيس اليوغسلافي تيتو، والرئيس الهندي نهرو بتأسيس حركة عدم الانحياز (NAM) في سنة 1961.[184] وكان هدفها المعلن هو ترسيخ عدم الانحياز وتعزيز السلام العالمي في ظل الحرب الباردة، القضاء على الاستعمار، وزيادة التعاون الاقتصادي فيما بين البلدان النامية.[185] وفي سنة 1964، أصبح ناصر رئيسا لحركة عدم الانحياز وعقد المؤتمر الثاني للمنظمة في القاهرة.[186]
لعب ناصر دورا هاما في تعزيز التضامن الأفريقي في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، وخلال هذه الفترة، جعل ناصر مصر ملجأ للقادة المناهضين للاستعمار، وسمح للعديد من البلدان الأفريقية ببث الدعاية المناهضة للاستعمار من القاهرة.[187] ابتداءً من سنة 1958، لعب ناصر دورا رئيسيا في المناقشات بين القادة الأفارقة التي أدت إلى إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية في سنة 1963.[187]
جهود التحديث والمعارضة الداخلية
الأزهر
في سنة 1961، سعى عبد الناصر إلى ترسيخ مكانة مصر كقائدة للعالم العربي، وسعى للترويج لثورة ثانية في مصر بهدف دمج الفكر الإسلامي والاشتراكي.[188] ولتحقيق ذلك، بادر بالعديد من الإصلاحات لتحديث الأزهر، والذي هو بمثابة السلطة الرائدة في الإسلام السني. استخدم ناصر علماء الأزهر الأكثر استعدادا كثقل موازن لنفوذ الإخوان المسلمين، ابتداءً من سنة 1953.[189]
أعطى ناصر التعليمات للأزهر لإحداث تغييرات في مناهجه التي كانت قد تدنت كثيرا. تضمنت التعليمات إنشاء مدارس مختلطة وإدخال التطور في المناهج المدرسية. وشملت الإصلاحات أيضا اندماج المحاكم الدينية والمدنية. وعلاوة على ذلك، أجبر ناصر الأزهر على إصدار فتوى بقبول المسلمين الشيعة والعلويين والدروز في صلب الإسلام، وهم الذين اعتبرهم الأزهر "زنادقة" لعدة قرون سابقة.[188]
التنافس مع عامر
بعد انفصال سوريا، تنامت مخاوف ناصر من عدم اهتمام عامر بتدريب وتحديث الجيش، ومن الدولة داخل الدولة التي خلقها عامر بإنشاء جهاز القيادة والاستخبارات العسكرية.[190][191] وفي أواخر سنة 1961، أصدر ناصر مرسوما يقضي بإعطاء الرئيس سلطة الموافقة على جميع التعيينات العسكرية العليا، بدلاً من ترك هذه المسؤولية فقط لعامر.[192][193] وعلاوة على ذلك، أعطى ناصر التعليمات بأن يكون المعيار الأساسي للترقية هو الجدارة وليس الولاء الشخصي.[192] تراجع ناصر عن مبادرته تلك بعد تهديد حلفاء عامر من الضباط له بالحشد ضده.[193]
في أوائل 1962 حاول ناصر مرة أخرى انتزاع السيطرة على القيادة العسكرية من عامر.[193] رد عامر من خلال مواجهة مباشرة مع ناصر لأول مرة، وحشد الضباط الموالين له سراً.[192][194] تراجع ناصر في نهاية المطاف، حيث كان قلقا من مواجهة عنيفة محتملة بين الجيش والحكومة المدنية.[195] وفقا للبغدادي، بسبب التوتر الناجم عن انهيار الجمهورية العربية المتحدة والحكم الذاتي المتزايد لعامر، أصبح ناصر (الذي كان بالفعل مريضا بالسكري)، يعيش عمليا على المسكنات منذ ذلك الحين.[196]
الميثاق الوطني وفترة الولاية الثانية
في أكتوبر/تشرين الأول سنة 1961، بدأ ناصر برنامجاً كبيراً للتأميم في لمصر، معتبراً أن اعتماد قراراته الاشتراكية سيكون الحل لمشاكل بلاده. من أجل تنظيم وترسيخ قاعدته الشعبية مع المواطنين في مصر ومواجهة نفوذ الجيش، قدم ناصر الميثاق الوطني في سنة 1962 ووضع دستوراً جديداً.[197] دعا الميثاق للرعاية الشاملة والصحة، والإسكان بأسعار معقولة، والمدارس المهنية، بمزيد من الحقوق للمرأة وبرنامج تنظيم الأسرة، فضلا عن توسيع قناة السويس.[190]
حاول ناصر أيضا الحفاظ على مراقبة الخدمة المدنية في البلاد لمنعها من التضخم، مما جعلها تصبح عبئا على الدولة.[190] أصدر ناصر قوانين جديدة تحدد الحد الأدنى لأجور العمال، وتحديد نسبة لهم من أسهم الأرباح، والتعليم المجاني والرعاية الصحية المجانية، وتخفيض عدد ساعات العمل، والتشجيع على المشاركة في الإدارة. كفل قانون الإصلاح الزراعي أمن المزارعين المستأجرين،[198] تم الترويج للنمو الزراعي، والحد من الفقر في المناطق الريفية.[199] ونتيجة لتدابير سنة 1962، وصلت ملكية الحكومة من الشركات المصرية إلى 51 في المئة،[200] وأعيدت تسمية الاتحاد القومي إلى الاتحاد الاشتراكي العربي. مع هذه التدابير ازداد القمع المحلي، كما تم سجن الآلاف من الإسلاميين، بما في ذلك العشرات من ضباط الجيش. ميل ناصر لتحويل النظام إلى النمط السوفيتي دعى مساعديه البغدادي وحسين الشافعي إلى تقديم استقالاتهم احتجاجا على ذلك.[201]
أعيد انتخاب ناصر لولاية ثانية كرئيس للجمهورية العربية المتحدة بعد استفتاء في البلاد، وحلف ناصر اليمين الدستورية يوم 25 مارس 1965. كان ناصر المرشح الوحيد لهذا المنصب، حيث حظر القانون ترشح جميع خصومه السياسيين تقريبا للرئاسة. في تلك السنة نفسها، حبس الزعيم الفكري لجماعة الإخوان المسلمين سيد قطب.[202] اتهم قطب بالتخطيط لاغتيال ناصر، وأعدم في سنة 1966. ابتداءً من سنة 1966،[202] مع تباطؤ نمو الاقتصاد المصري، وصيرورة الدين الحكومي مرهقا على نحو متزايد، بدأ ناصر في تخفيف سيطرة الدولة على القطاع الخاص، وتقديم الحوافز لزيادة الصادرات.[203]
حرب 1967
- مقالة مفصلة: حرب 1967
في أوائل سنة 1967، حذر الاتحاد السوفيتي ناصر من هجوم إسرائيلي وشيك على سوريا، على الرغم من أن رئيس هيئة الأركان محمد فوزي وصف ذلك التحذير بأنه "لا أساس له من الصحة".[204][205] دون إذن عبد الناصر، استخدم عامر التحذيرات كذريعة لإرسال قوات إلى سيناء يوم 14 مايو، وطالب ناصر في وقت لاحق بسحب قوات الطوارئ الدولية في شمال سيناء.[205][206] وفي وقت سابق من ذلك اليوم، تلقى ناصر تحذيرا من الملك حسين من التواطؤ الإسرائيلي الأمريكي لجر مصر إلى الحرب.[207] على الرغم من أنه في الأشهر السابقة، كان حسين وناصر قد اتهما بعضهما البعض بتجنب معركة مع إسرائيل،[208] كان حسين مع ذلك خائفا من أن الحرب المصرية الإسرائيلية المحتملة ستتسبب في احتلال الضفة الغربية من قبل إسرائيل. كان ناصر لا يزال يرى أن الولايات المتحدة تستطيع كبح جماح إسرائيل من مهاجمة مصر بسبب التأكيدات التي تلقاها من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.[209] وفي المقابل، طمأن ناصر أيضًا كلا القوتين أن مصر ستدافع عن نفسها فقط.[209]
يوم 21 مايو، ودون الحصول على إذن عبد الناصر، أمر عامر بمحاصرة مضيق تيران، في خطوة اعتقد ناصر أن إسرائيل ستعتبرها سببا للحرب.[207] طمأنه عامر أن الجيش كان مستعدا للمواجهة،[210][211] ولكن ناصر كان يشك في ذلك.[210] علاوة على ذلك، توقع عامر هجوما إسرائيليا وشيكا ودعا لضربة استباقية.[212][213] رفض ناصر الدعوة،[213][214] حيث قال أن سلاح الجو يفتقر للطيارين الأكفاء.[214] ومع ذلك، قال ناصر أنه إذا هاجمت إسرائيل، ستكون لمصر ميزة كثرة القوى العاملة والأسلحة، مما يمكنها من درء القوات الإسرائيلية لمدة أسبوعين على الأقل، مما يسمح ببدء الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.[215] كانت هناك لضغوط متزايدة للتحرك العسكري من قبل كل الجماهير العربية والحكومات العربية المختلفة.[204][215][216][217] وفي 26 مايو أعلن ناصر أنه "سوف يكون هدفنا الرئيسي تدمير إسرائيل"،[218] وفي 30 مايو انضم الملك حسين بالأردن في تحالف مع مصر وسوريا.[219]
في صباح يوم 5 يونيو، ضرب سلاح الجو الإسرائيلي القواعد الجوية المصرية، ودمر جزءا كبيرا من القوات الجوية المصرية. قبل انتهاء اليوم الأول من الحرب، كانت وحدات مدرعة إسرائيلية قد اخترقت خطوط الدفاع المصرية واستولت على مدينة العريش.[220] وفي اليوم التالي، أمر عامر بانسحاب فوري للقوات المصرية من سيناء، مما تسبب في سقوط غالبية الضحايا المصريين خلال الحرب.[221] وفقا للسادات، لم يعلم ناصر بخطورة الوضع الحالي إلا عندما استولى الإسرائيليون على شرم الشيخ.[220] أسرع ناصر إلى مقر قيادة الجيش للاستفسار عن الوضع العسكري.[222] ذكر الضباط الحاضرون أن ناصر وعامر قد انفجرا في "مباراة من الصراخ دون توقف".[222] اللجنة التنفيذية العليا، التي شكلها ناصر للإشراف على أوضاع الحرب، أرجعت الهزائم المتكررة المصرية إلى التنافس بين ناصر وعامر والعجز الكلي لعامر.[220]
الاستقالة وأعقابها
استولت إسرائيل بسهولة على سيناء وقطاع غزة من مصر والضفة الغربية من الأردن، وهضبة الجولان من سوريا، وبالرغم من ذلك كان العرب مصدقين لادعاءات محطة الإذاعة العربية بأن الانتصار العربي وشيك.[223] يوم 9 يونيو، أعلن ناصر على شاشات التلفزيون للمواطنين في مصر هزيمة بلادهم.[223][224] وأعلن استقالته على التلفزيون في وقت لاحق من ذلك اليوم، وتنازل عن السلطات الرئاسية إلى نائبه آنذاك زكريا محيي الدين، الذي لم تكن لديه معلومات مسبقة عن القرار، وقد رفض هذا المنصب.[224] مئات الآلاف من المتعاطفين مع ناصر تدفقوا إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء مصر وجميع أنحاء الوطن العربي رفضا لاستقالته،[225] وهتفوا: "نحن جنودك، يا جمال!".[226] ناصر تراجع عن قراره في اليوم التالي.[226]
يوم 11 يوليو، عين ناصر محمد فوزي كقائد عام للقوات المسلحة بديلاً عن عامر.[227][228] حدثت احتجاجات من الموالين لعامر في الجيش، 600 منهم ساروا إلى مقر قيادة الجيش، وطالبوا بإعادة عامر.[229] كان رد ناصر هو إقالة ثلاثين من الموالين لعامر في الجيش. وضع عامر وحلفاؤه خطة للإطاحة به في 27 أغسطس،[230] ولكن عامر انتحر في 14 سبتمبر.[231] وعلى الرغم من توتر علاقته مع عامر، تحدث ناصر عن فقدانه "الشخص الأقرب إليه".[232] وبعد ذلك، بدأ ناصر عملية عدم تسييس القوات المسلحة، واعتقل عشرات من أبرز الشخصيات العسكرية والمخابرات الموالية لعامر.[231]
في قمة جامعة الدول العربية في الخرطوم في 29 أغسطس من ذات العام، انحسر دور عبد الناصر القيادي المعتاد، حيث قاد العاهل السعودي الملك فيصل رؤساء الدول الحاضرين. أعلن وقف إطلاق النار في حرب اليمن واختتمت القمة بقرار الخرطوم.[233] أمد الاتحاد السوفيتي مصر عسكريا وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. قطع ناصر العلاقات مع الولايات المتحدة بعد الحرب، وفقا لأبو الريش، انتهت سياسة ناصر بـ "اللعب بالقوى العظمى ضد القوى العظمى".[234] وفي نوفمبر، قبل ناصر قرار مجلس الأمن رقم 242، الذي دعا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المكتسبة في الحرب. ادعى أنصار ناصر أن تحركه كان لكسب الوقت للاستعداد لمواجهة أخرى مع إسرائيل، في حين يعتقد منتقدوه أن قبوله القرار يشير إلى تراجع اهتمامه بالاستقلال الفلسطيني.[235]
السنوات الأخيرة له في الرئاسة
الإصلاحات المحلية والتغييرات الحكومية
عين ناصر نفسه رئيسا للوزراء وقائدا أعلى للقوات المسلحة في 19 يونيو 1967 كمنصبين إضافيين.[236] غضب ناصر من نظر المحكمة العسكرية التساهل مع ضباط القوات الجوية المتهمين بالتقصير خلال حرب 1967. أطلق العمال والطلاب احتجاجات تطالب بإصلاحات سياسية كبرى في أواخر فبراير، وكان ذلك هو التحدي الأكبر أمام ناصر منذ احتجاجات العمال في مارس 1954.[237][238] رد ناصر على المظاهرات بتعيين ثمانية مدنيين بدلًا من العديد من أعضاء الاتحاد الاشتراكي العربي في الحكومة.[239][240] في 3 مارس، وجه ناصر جهاز المخابرات المصري إلى التركيز على الشؤون الخارجية بدلًا من التجسس المحلي، وأعلن "سقوط دولة المخابرات".[240]
يوم 30 مارس، أعلن ناصر بيانًا ينص على استعادة الحريات المدنية وزيادة استقلال البرلمان عن السلطة التنفيذية،[238] وشمل البيان بعض التغييرات الهيكلية الرئيسية الأخرى، حيث شنت حملة لتخليص الحكومة من العناصر الفاسدة.[239] وافق استفتاء شعبي على التدابير المقترحة لاحقًا في شهر مايو. أشار بعض المراقبين إلى أن الإعلان يدل على تحول هام من القمع السياسي لتحرير التجارة، على الرغم من رؤيتهم أن أغلب الوعود ستظل حبرًا على ورق.[239]
عين ناصر السادات وحسين الشافعي في منصب نائب الرئيس في ديسمبر 1969. بحلول ذلك الوقت، توترت علاقات ناصر مع رفاقه العسكريين الآخرين، خالد وزكريا محيي الدين ونائب الرئيس السابق صبري.[241] وبحلول منتصف سنة 1970، فكر ناصر باستبدال السادات بالبغدادي بعد التصالح مع الأخير.[242]
حرب الاستنزاف والمبادرات الدبلوماسية الإقليمية
- مقالة مفصلة: حرب الاستنزاف
في يناير 1968، بدأ عبد الناصر حرب الاستنزاف لاستعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل، أمر بشن هجمات ضد مواقع إسرائيلية شرق قناة السويس ثم حاصر القناة.[243] وفي مارس عرض ناصر مساعدة حركة فتح بالأسلحة والأموال بعد أدائهم ضد القوات الإسرائيلية في معركة الكرامة في ذلك الشهر.[244] كما نصح عرفات بالتفكير في السلام مع إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة.[244] بذلك يعتبر ناصر قد تنازل فعليا منذ ذلك الحين عن قيادته للقضية الفلسطينية لعرفات.[235]
ردت إسرائيل على القصف المصري بغارات الكوماندوز، عن طريق القصف المدفعي والغارات الجوية. وأدى ذلك إلى نزوح المدنيين من المدن المصرية على طول الضفة الغربية لقناة السويس.[245][246][247] أوقف ناصر جميع الأنشطة العسكرية وبدأ برنامجا لبناء شبكة من الدفاعات الداخلية، في حين تلقى الدعم المالي من مختلف الدول العربية.[247] استأنفت الحرب في مارس 1969.[247] وفي نوفمبر وبوساطة ناصر تم عقد اتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والجيش اللبناني الذي منح المقاتلين الفلسطينيين الحق في استخدام الأراضي اللبنانية لمهاجمة إسرائيل.[248]
في يونيو 1970، قبل ناصر مبادرة روجرز التي ترعاها الولايات المتحدة، والتي دعت إلى وضع حد للأعمال العسكرية والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المصرية، ولكن تم رفض ذلك من قبل إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، ومعظم الدول العربية باستثناء الأردن. وكان ناصر في البداية رافضا الخطة، لكنه قبل تحت ضغط من الاتحاد السوفيتي، والذي كان يخشى من احتمال جره إلى حرب مع الولايات المتحدة نتيجة تصاعد الصراع الإقليمي.[249][250][251] أحبط ناصر أي تحرك نحو المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. في عشرات الخطب والبيانات، افترض ناصر أن أي محادثات سلام مباشرة مع إسرائيل هي بمثابة الاستسلام.[252] وبعد قبول عبد الناصر مبادرة روجرز، وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار، وهدأ ناصر في القتال لنقل صواريخ أرض-جو نحو منطقة القناة.[249][250]
وفي الوقت نفسه، بدأت التوترات بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة في الأردن تتزايد،[253] وأطلقت حملة عسكرية للقضاء على قوات منظمة التحرير الفلسطينية. دفعت المخاوف من حدوث حرب إقليمية ناصر لعقد القمة العربية الطارئة في 27 سبتمبر،[254] للدعوة لوقف إطلاق النار.[254]
وفاته وجنازته
بعد انتهاء القمة يوم 28 سبتمبر 1970، عانى ناصر من نوبة قلبية. ونقل على الفور إلى منزله، حيث فحصه الأطباء. توفي ناصر بعد عدة ساعات، حوالي الساعة السادسة مساءً.[255] كان هيكل، السادات، وزوجة عبد الناصر تحية في فراش الموت.[256] وفقا لطبيبه، الصاوي حبيبي، كان السبب المرجح لوفاة عبد الناصر هو تصلب الشرايين، والدوالي، والمضاعفات من مرض السكري منذ فترة طويلة. وكان ناصر يدخن بكثرة، هذا بالإضافة إلى تاريخ عائلته في أمراض القلب التي تسببت في وفاة اثنين من أشقائه في الخمسينات من نفس الحالة. بالرغم من كل ذلك فإن الحالة الصحية لناصر لم تكن معروفة للجمهور قبل وفاته.[257]
بعد الإعلان عن وفاة عبد الناصر، عمت حالة من الصدمة في مصر والوطن العربي.[256] حضر جنازة عبد الناصر في القاهرة في 1 تشرين الأول من خمسة إلى سبعة ملايين مشيع.[258][259] حضر جميع رؤساء الدول العربية، باستثناء العاهل السعودي الملك فيصل.[260] بكى الملك حسين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات علنا، وأغمي على معمر القذافي جراء الاضطراب العاطفي مرتين.[258] وحضر عدد قليل من الشخصيات غير العربية الكبرى، منها رئيس الوزراء السوفيتي أليكسي كوسيغين ورئيس الوزراء الفرنسي جاك شابان دلماس.[258]
بعد أن بدأ الموكب بالتحرك، أخذ المشيعون يهتفون: "لا إله إلا الله، ناصر هو حبيب الله ... كلنا ناصر". حاولت الشرطة دون جدوى تهدئة الحشود، ونتيجة لذلك، تم إجلاء معظم الشخصيات الأجنبية. وكان المقصد النهائي للموكب هو مسجد النصر، الذي تم تغيير اسمه فيما بعد ليصبح مسجد عبد الناصر، حيث دفن هذا الأخير.
بسبب قدرته على تحفيز المشاعر القومية، "بكى الرجال والنساء، والأطفال، وصرخوا في الشوارع" بعد سماع وفاته، وفقا لنوتنغ. كان رد الفعل العربي عامةً هو الحداد، وتدفق الآلاف من الناس في شوارع المدن الرئيسية في جميع أنحاء الوطن العربي. ونظم سعيد السبع مسوؤل التنظيم الشعبي الفلسطيني مسيرة مسلحة للفدائيين الفلسطينيين في طرابلس، لبنان، كما انطلقت مسيرة ضخمة في بيروت وقتل فيها أكثر من عشرة أشخاص في نتيجة للفوضى، وفي القدس سار ما يقرب من 75,000 عربي خلال البلدة القديمة وهم يهتفون "ناصر لن يموت أبدا". شريف حتاتة، السجين السياسي سابقا،[261] والعضو في جامعة ولاية أريزونا في عهد جمال عبد الناصر،[262] قال إن:
" | أعظم إنجاز لعبد الناصر كان جنازته. إن العالم لن يرى مرة أخرى خمسة ملايين من الناس يبكون معا[258] | " |
وفاة أم تسميم ؟
هناك الكثير من الروايات التي تحدثت عن تسميم الرئيس جمال عبد الناصر، إلا أن أكثر ما أثار الجدل هو تصريح القيادي الفلسطيني عاطف أبو بكر المنشق عن تنظيم فتح المجلس الثوري جماعة صبري البنا، عندما صرح لقناة العربية ببرنامج الذاكرة السياسية مع الصحفي طاهر بركة أن الرئيس عبد الناصر تعرض للتسميم خلال زيارته الخرطوم يوم 2 يناير 1970 لافتتاح معرض الثورة الفلسطينية وأن صبري البنا مع جعفر النميري كانا وراء تسميم الرئيس جمال عبد الناصر. وقد عُرض في البرنامج صورة لمجموعة من ضباط الموساد على رأسهم مايك هراري متنكرين بوصفهما صحافيين، في مؤتمر قمة اللاءات الثلاثة الذي عُقد في الخرطوم عام 1967.[263]
رثاؤه
رثا الكثير من الشعراء والمفكرين العرب جمال عبد الناصر بعد وفاته، ومن هؤلاء: نزار قباني الذي قال:[264]
قــــــتلنــــــــاك.. يا جــــــبــــــلَ الــــكبــــــريـــــــــاء وآخـــــرَ قــنديلِ زيت | يـــــــضــــــــيءُ لــــــنـــــــــا، في لــــــيـــــــالي الـــــشتــــــاء | |
وآخر ســــيـــفٍ مــــــن القادسية قتلناك نحن بكلتا يدينا.. | وقـــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــــــــــا: الـــــــــــــمــــــــــــــنيـــــــــــــــــة | |
لـــــــــــــــمــــــــــــــاذا قـــــــــــبـــــــلـــــــــتَ الــــــــــــــــمـــــــــــــــجــــــــــــــــيء إلــــــــــيـــــــنــــــــــــا؟ | فــــــــــــــمـــــــــــــــثـــــــلك كــــــــــــان كــــــثيــــــــراً عـــلـــينا.. | |
ســـــــــــــقينـــــــــــــاكَ ســـــــــــــــمَّ الـــــــــعـــــــروبـــــــــــــة، حتى شــــبعـــــــت.. | رمـــــيـــــنـــاك في نـــــــارِ عَــــمَّـــانَ، حتى احترقت | |
أريـــــــــــــنـــــــــــــاك غــــــــــــــدر الــــــــــعــــــــــروبــــــــــــة، حتى كـــــــــــفــــــــــــرت | لــمـاذا ظــهرت بأرض النفاق.. لماذا ظهرت؟ |
كما رثا الشيخ محمد متولي الشعراوي جمال عبد الناصر، فقال: «قد مات جمال وليس بعجيب أن يموت، فالناس كلهم يموتون، لكن العجيب وهو ميت أن يعيش معنا - وقليل من الأحياء يعيشون وخير الموت ألا يغيب المفقود وشر الحياة الموت في مقبرة الوجود، وليس بالأربعين ينتهى الحداد على الثائر المثير. وقد كان البطل الماثل فلتة زعامة وأمة قيادة وفوق الأسطورة للريادة لأن الأسطورة خيال متوهم وما فوق الأسطورة واقع مجسم، وللزعامات في دنيا الناس تجليات فليس الزعيم الذى يعمل لك بنفسه طوال عمره إلى نهاية أجله، لكن الزعيم الذى يعلمك أن تعمل بنفسك لنفسك طوال عمرك إلى نهاية أجلك، وعلى مقدار تسلسل الخير فيه يكون خلود عمره...».[265]
إرثه
جعل ناصر مصر مستقلة تماماً عن النفوذ البريطاني،[266][267] وأصبحت البلاد قوة عظمى في العالم النامي تحت قيادته. واحدة من جهوده المحلية الرئيسية كانت إقامة العدالة الاجتماعية، والتي تعتبر شرطاً أساسياً لتحقيق الديمقراطية الليبرالية.[268] وخلال فترة رئاسته، تمتع المواطنون العاديون بمزايا غير مسبوقة في السكن والتعليم وفرص العمل والخدمات الصحية والتغذية، فضلا عن العديد من أشكال الرعاية الاجتماعية، في حين تراجع نفوذ الإقطاعية.[266] وبحلول نهاية رئاسته تحسنت ظروف العمل والعمال بشكل كبير. على الرغم من ذلك، ظل الفقر مرتفعا في البلاد وتم تحويل موارد كبيرة كانت مخصصة للرعاية الاجتماعية إلى العسكرية.[268]
نما الاقتصاد الوطني بشكل كبير من خلال الإصلاح الزراعي، ومشاريع التحديث الكبرى مثل صلب حلوان وسد أسوان، وتأميم قناة السويس.[266] ومع ذلك، فإن النمو الاقتصادي الملحوظ في أوائل الستينات أخذ في الانكماش للفترة المتبقية من العقد، متعافيا فقط في سنة 1970.[269] شهدت مصر "العصر الذهبي" للثقافة خلال رئاسة عبد الناصر، وفقا للمؤرخ جويل غوردون، خاصة في السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، والأدب، والفنون الجميلة، والكوميديا، والشعر، والموسيقى.[270] سادت مصر الوطن العربي في هذه المجالات في عهد ناصر، منتجة العديد من الرموز والشخصيات الثقافية.
خلال رئاسة مبارك، بدأت الأحزاب السياسية الناصرية في الظهور في مصر، كان أولها الحزب العربي الديمقراطي الناصري.[271][272] وأدت انقسامات بين أعضائه ابتداءً من سنة 1995 إلى إنشاء تدريجي لأحزاب منشقة،[273][274] بما في ذلك تأسيس حمدين صباحي لحزب الكرامة سنة 1997.[275] جاء صباحي في المركز الثالث خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2012.[276] بالإضافة إلى ذلك، كان من بين مؤسسي حركة كفاية بعض الناشطين الناصريين.[275][277]
صورة عامة
عرف ناصر بعلاقته الحميمة مع المصريين العاديين،[278][279] على الرغم من أن محاولات اغتياله كانت لا مثيل لها بين خلفائه.[280] كان ناصر خطيبا ماهرا،[281] حيث ألقى 1359 خطبة بين سنتي 1953 و1970، وهو رقم قياسي بالنسبة لأي رئيس مصري.[282] كتب المؤرخ إيلي بوده أن من الثوابت في شخصية عبد الناصر "قدرته على تمثيل الأصالة المصرية، في الانتصار أو الهزيمة".[278] ساهمت الصحافة الوطنية أيضا في تعزيز شعبيته، خاصة بعد تأميم وسائل الإعلام الرسمية.[280]
بالرغم من كثرة الانتقادات التي وجهت لناصر من قبل المثقفين المصريين في أعقاب حرب الأيام الستة وحتى وفاته في سنة 1970، كان عامة الناس يزدادون تعاطفا معه، أثناء حياته وبعد وفاته، وفقا لبوده.[278]
حتى يومنا هذا، يعتبر ناصر شخصية بارزة في جميع أنحاء الوطن العربي، ورمزا للوحدة العربية والكرامة،[266][283] وشخصية هامة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.[284][285][286] ويعتبر أيضا بطل العدالة الاجتماعية في مصر.[287][288] تقول مجلة التايم أنه على الرغم من أخطائه وأوجه القصور لديه، أضفى ناصر شعوراً بالقيمة الشخصية والكرامة الوطنية، التي كان المصريون والعرب لا يعرفونها منذ 400 سنة.[289]
خلال الربيع العربي، ظهرت صور جمال عبد الناصر في القاهرة والعواصم العربية خلال المظاهرات المناهضة للحكومات.[290][291][292] وفقا للميس أندوني، أصبح ناصر "رمزا للكرامة العربية" خلال المظاهرات الحاشدة.[291]
النقد
كان عبد الناصر على خلاف مع جهات كثيرة، عربية وغربية. كان خلافه الأول مع جماعة الإخوان المسلمين ومع الرئيس محمد نجيب. يذكر الرئيس نجيب في مذكراته أن عبد الناصر تساهل في توقيع اتفاقية الجلاء مع الإنجليز وأعطاهم امتيازات عسكرية واقتصادية مقابل الحصول على دعم بريطاني وأمريكي في صراعه ضد نجيب.[293] كرر حسن التهامي الاتهامات لعبد الناصر بالسماح للاستخبارات الأمريكية بالتدخل في شؤون مصر عن طريق مايلز كوبلاند الذي كان يحتفظ معه بعلاقات شخصية.[294]
أعلن السادات عزمه "مواصلة طريق ناصر" في خطاب تنصيبه كرئيس للجمهورية في 7 أكتوبر 1970، ولكنه بالرغم من ذلك بدأ يحيد عن سياسات ناصر، خاصة بعد حرب أكتوبر 1973.[273][295] فتح السادات الاقتصاد المصري أمام الاستثمار الخاص.[296] وفقا لهيكل، أدى ذلك إلى جعل مصر "في نصف حرب مع ناصر، وفي نصف حرب مع السادات".
الفشل في إقامة الوحدة العربية
كرر سياسيون كثيرون الاتهامات لعبد الناصر بأنه تسبب في فشل مشاريع الوحدة العربية ولم يستغل الفرصة السانحة لإقامة الوحدة. وصل القوميون إلى الحكم في ستة أقطار عربية هي سورية والعراق والجزائر واليمن الشمالي وليبيا ومصر، إضافة إلى وجود حكومات أو أنظمة ذات ميول قومية عربية (مثل السودان والأردن ولبنان)، ومع ذلك فشلت كل محاولات الوحدة بين هذه الأقطار. يقول حسن التهامي في مذكراته أن عبد الناصر أفشل مشروع الوحدة الرباعية بين مصر وسورية والأردن والسعودية سنة 1954 بسبب تدخله في شؤون الأردن ومحاولة إملاء سياسته على حكومتها. كان لقراراته الارتجالية أثر كبير في توجه السوريين للانفصال عن الجمهورية العربية المتحدة.[164]
حقوق الإنسان
يعتبر منتقدو ناصر من المصريين ديكتاتورا، أحبط التقدم الديمقراطي، وتسبب في سجن آلاف من المعارضين، وقاد الإدارة القمعية المسؤولة عن العديد من انتهاكات حقوق الإنسان.[297] الإسلاميون في مصر، وخاصة من أعضاء جماعة الإخوان، يتهمون نظام ناصر السياسي بالقمعية، ويصفونه بـ"المستبد والشيطاني".[298] وصف الكاتب الليبرالي توفيق الحكيم ناصر بأنه "سلطان الخلط" الذي يتقن فن الخطابة، ولكن ليس لديه خطة فعلية لتحقيق أهدافه المعلنة. كان التعذيب الذي أدخله عبد الناصر إلى سوريا (ومنه إذابة جثث المعارضين في الحمض -الأسيد- لإخفاء أثرها) أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت إلى انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة.[299]
ينتقد بعض النقاد الليبراليين والإسلاميين في مصر عبد الناصر، ومنهم الأعضاء المؤسسون لحزب الوفد الجديد. يقول السياسي المصري علاء الدين الدسوقي أن أكبر أوجه القصور في ثورة 1952 هي تركيز عبد الناصر على السلطة، وعدم وجود الديمقراطية في مصر في عهده، وقيود حكومته على حرية التعبير والمشاركة السياسية.[300]
يرى أستاذ العلوم السياسية الأمريكي مارك كوبر أن تركة عبد الناصر كانت "عدم الاستقرار"، نظرا لاعتماد عبد الناصر على السلطة الشخصية وعدم وجود مؤسسات سياسية قوية في ظل حكمه. كتب المؤرخ عبد العظيم رمضان أن ناصر كان زعيما غير عقلاني وغير مسؤول، محملا ميله إلى الانفرادية في القرار المسؤولية عن هزيمة مصر في حرب 1967.[301]
قمع وتقييد الصحافة
قمع عبد الناصر الصحافة وجعلها بوقا لسياساته وأقال وحبس الصحفيين الذين انتقدوه أو خالفوا سياساته حتى المقربين منهم إلى عبد الناصر مثل مصطفى أمين (مؤسس صحيفة أخبار اليوم) وفكري أباظة (رئيس تحرير المصور ورئيس مجلس إدارة دار الهلال) وأحمد أبو الفتح (مؤسس جريدة المصري). وفي سنة 1954، أصدر وزير الإرشاد قرارا بإلغاء تراخيص 42 صحيفة ومجلة متنوعة.[302]
مراكز القوى حول عبد الناصر
من جملة الانتقادات الداخلية التي وجهت لعبد الناصر كانت إطلاق يد المشير عبد الحكيم عامر، الذي يتهمه كثيرون بعدم المسؤولية والاستعلاء. في هذا السياق يتهم عامر بأنه كان مسؤولا عن هزيمة يونيو 1967 وعن فشل الوحدة مع سورية وعن فشل مشاريع الوحدة مع العراق واليمن جنبا إلى جنب مع أنور السادات بسبب تصرفات الجيش في سورية واليمن التي عدت كتصرفات قوات غازية ومحتلة ذات طبيعة عنجهية.[303]
العلاقة مع الأقباط
يرى المؤرخ مردوخاي نيسان أن الأقباط تأثروا بشدة بسياسات تأميم عبد الناصر، لأن العديد من الأقباط كانوا من بين المصريين الأكثر ثراءً، على الرغم من أنهم كانوا يمثلون حوالي 10 إلى 20% من السكان.[304] بالإضافة إلى ذلك، وفقا لنيسان فقد قوضت سياسات عبد الناصر العربية الشعور القوي للأقباط حول هويتهم المصرية القبطية، والتي نتج عنها تأجيل تصاريح لبناء الكنائس وإغلاق المحاكم الدينية المسيحية.[304] ويرى المؤرخ مردوخاي نيسان أنَّ سياسة الاضطهاد من قبل عبد الناصر، أدت إلى انغلاق الأقباط والبحث عن طرق لتقوية روابط الإيمان الديني في الداخل.[304] وفقاً للباحث موليفي كيتي آسانطة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر لم يكن هناك تعاطف كبير مع الأقباط، ولم يضع الأقباط في الوظائف العالية والرئيسية خلال إدارته، حيث بحسب الباحث لم يرى عبد الناصر بالأقباط كمتعاونين.[305] وبحسب الباحث كوسيلة "للنجاة من التحرش والتمييز والاضطهاد الفظيع"، قام الأقباط بالمحافظة على دينهم وتوجهوا للعمل في مهن مثل الهندسة والمحاماة والطب والتعليم.[306]
الزعامة الإقليمية
من خلال تصرفاته وخطبه، كان ناصر قادرا على تجسيد الإرادة الشعبية العربية، واستوحيت العديد من الثورات القومية في الوطن العربي من أفكار ناصر. كانت إنجازات عبد الناصر غير مسبوقة بالنسبة للزعماء العرب الآخرين.[307] مدى مركزية ناصر في المنطقة جعلت إحدى أولويات الرؤساء القوميين العرب إقامة علاقات جيدة مع مصر، من أجل كسب شعبية بين مواطني بلادهم.[308]
كان نظام سيطرة الدولة الخاص بناصر قدوة لجميع الدول العربية تقريبا،[309] ومنها الجزائر وسوريا والعراق وتونس واليمن، والسودان، وليبيا. أحمد بن بلة، أول رئيس للجزائر، كان ناصريا.[310] أصبح عبد الله السلال (أحد حلفاء ناصر) ملك اليمن الشمالي. حدثت انقلابات أخرى متأثرة بناصر، كتلك التي وقعت في العراق في يوليو 1958 وسوريا في سنة 1963.[311] معمر القذافي الذي أطاح بالنظام الملكي الليبي في سنة 1969، اعتبر ناصر بطله وسعى لخلافته في "زعامة العرب".[312] أيضا في سنة 1969، العقيد جعفر النميري، المؤيد لناصر، استولى على السلطة في السودان.[313] انتشرت أفكار عبد الناصر القومية في جميع أنحاء الوطن العربي، وخاصة بين الفلسطينيين،[314][315] وفي جنوب اليمن، والخليج العربي، والعراق.
جمال في السينما والتليفزيون
تناولت شخصيته بعدد من الأفلام والمسلسلات نذكر منها
- مسلسل دموع صاحبة الجلالة سنة 1993 عن قصة للكاتب موسى صبري بطولة فاروق الفيشاوي.. و قام فيه بدور جمال عبد الناصر الممثل نبيل الحلفاوي
- فيلم ناصر 56 سنة 1995 بطولة أحمد زكي.
- فيلم جمال عبد الناصر سنة 1999 بطولة خالد الصاوي.
- مسلسل فارس الرومانسية سنة 2003 عن حياة يوسف السباعي بطولة محمد رياض.. وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل ياسر علي ماهر.
- مسلسل أم كلثوم سنة 1999 عن قصة حياة المطربة أم كلثوم بطولة صابرين.. وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل رياض الخولي.
- مسلسل أوراق مصرية بطولة صلاح السعدني.. وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل محمد صلاح آدم ونبيل الحلفاوي
- فيلم أيام السادات سنة 2001 عن قصة حياة الرئيس محمد أنور السادات من بطولة أحمد زكي ، وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل محمود الخولي.
- مسلسل العندليب حكاية شعب سنة 2006 عن قصة حياة عبد الحليم حافظ بطولة شادي شامل.. وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل مجدي كامل.
- مسلسل ناصر سنة 2008 بطولة مجدي كامل.
- مسلسل كاريوكا سنة 2012 عن قصة حياة تحية كاريوكا بطولة وفاء عامر.. وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل حمادة بركات
- مسلسل صديق العمر سنة 2014 عن أحداث فترة الستينات بطولة جمال سليمان وباسم سمرة.. وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل جمال سليمان
- فيلم سادات، من بطولة لويس جوست جونيور بدور الرئيس محمد أنور السادات، وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل الويلزي جون رايز-ديفيس.
الحياة الشخصية
في سنة 1944، تزوج ناصر من تحية كاظم، البالغة من العمر 22 عاما، ولدت لأب إيراني ثري وأم مصرية، وكلاهما توفيا عندما كانت صغيرة. تعرفت على ناصر من خلال شقيقها، عبد الحميد كاظم، وهو صديق لناصر، في سنة 1943.[316] بعد زفافهما، انتقل الزوجان إلى منزل في منشية البكري، وهي ضاحية من ضواحي القاهرة، حيث عاشا لبقية حياتهما.[26]
كان ناصر وتحية يتناقشان في السياسة أحيانا في المنزل، ولكن غالباً ما كان يفضل ناصر إبقاء حياته المهنية منفصلة عن حياته العائلية. وكان يفضل قضاء معظم وقت فراغه مع أطفاله.[317] لدى عبد الناصر وتحية ابنتان وثلاثة أبناء: هدى، منى، خالد، عبد الحميد، وعبد الحكيم.[318]
على الرغم من أنه كان من دعاة السياسة العلمانية، كان ناصر مسلما ملتزما، قام بأداء فريضة الحج مرتين.[319][320] وكان معروفا بشخصيته الشريفة غير الفاسدة،[321][322][323][324] مما زاد من سمعته بين مواطني مصر والوطن العربي. كانت هوايات ناصر الشخصية هي التصوير، ولعب الشطرنج، ومشاهدة الأفلام الأمريكية، وقراءة الآداب العربية، اللغة الإنجليزية، والمجلات الفرنسية، والاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية.[325]
كان لناصر القليل من التصرفات الشخصية التي تسببت في مرضه، مثل التدخين،[322][326][327] والعمل لمدة 18 ساعة في بعض الأحيان، ونادرا ما كان يأخذ عطلة. تم تشخيص حالته بأنه مصاب بداء السكري في أوائل الستينات، وكان أيضا مصاباً بتصلب الشرايين وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم. عانى ناصر من نوبتين قلبيتين (في سنتي 1966 و1969)، وفرضت عليه الراحة في الفراش لمدة ستة أسابيع بعد النوبة الثانية. ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن غياب عبد الناصر عن الرأي العام في ذلك الوقت كان نتيجة الأنفلونزا.[326]
مؤلفاته
كتب ناصر الكتب التالية، والتي نشرت خلال فترة حياته:[328]
- يومياته عن حرب فلسطين (1955؛ آخر ساعة)
- فلسفة الثورة (1955؛ دار المعارف)
- في سبيل الحرية (1959؛ القاهرة - الشركة العربية)
مقالات ذات صلة
مصادر
- وصلة : https://d-nb.info/gnd/118586505 — تاريخ الاطلاع: 25 يونيو 2015 — الرخصة: CC0
- http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb126278401 — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
- عبد الفتاح, عصام (2012). الزعيم، من أيام الانتصار .. إلى سنوات الانكسار. كنوز للنشر والتوزيع. صفحات 40:46.
- إخوان أون لاين بتاريخ 29-10-2012، تاريخ الدخول 15-02-2014 - تصفح: نسخة محفوظة 30 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
- قاموس الاعلام المنتسبين لليمن، محمد عبد القادر با مطرف، وزارة السياحة والثقافة، الجمهورية اليمنية، 1994، ج2، ص 395.
- سيرة تاريخية للرئيس جمال عبد الناصر موقع الرئيس جمال عبد الناصر، ولوج في 24 يوليو، 2011. sira.htm نسخة محفوظة 23 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- قاموس الاعلام المنتسبين لليمن، محمد عبد القادر با مطرف، وزارة السياحة والثقافة، الجمهورية اليمنية، 1994، ج2، ص 366
- Vatikiotis 1978، صفحات 23–24
- Joesten 1974، صفحة 14
- Stephens 1972، صفحة 23
- أبو الريش 2004، صفحات 12–13
- Stephens 1972، صفحة 26
- Stephens 1972، صفحات 28–32
- Alexander 2005، صفحة 14
- Abdel Nasser, Hoda. "A Historical Sketch of Gamal Abdel Nasser". مكتبة الإسكندرية الجديدة. مؤرشف من الأصل في 9 أكتوبر 201823 يوليو 2013.
- أبو الريش 2004، صفحات 8–9
- Vatikiotis 1978، صفحة 24
- Stephens 1972، صفحات 33–34
- Joesten 1974، صفحة 19
- Litvin 2011، صفحة 39
- Alexander 2005، صفحة 15
- Joesten 1974، صفحة 66
- Alexander 2005، صفحات 19–20
- Stephens 1972، صفحة 32
- أبو الريش 2004، صفحات 11–12
- Alexander 2005، صفحات 26–27
- Alexander 2005، صفحة 16
- "The Books Gamal Abdel Nasser Used to Read, 1. During his Secondary School Years". مكتبة الإسكندرية الجديدة. مؤرشف من الأصل في 11 يوليو 201820 أغسطس 2013.
- Talhami 2007، صفحة 164
- Alexander 2005، صفحة 20
- Reid 1981، صفحة 158
- Cook 2011، صفحة 41
- أبو الريش 2004، صفحة 18
- Nutting 1972، صفحة 20
- أبو الريش 2004، صفحة 22
- Stephens 1972، صفحة 63
- أبو الريش 2004، صفحة 23
- أبو الريش 2004، صفحة 24
- أبو الريش 2004، صفحات 25–26
- هيكل 2004، صفحة 103
- Brightman 2004، صفحة 233
- Dokos 2007، صفحة 114
- Pollack 2002، صفحة 27
- هيكل 1973, p. 17
- هيكل 1973، صفحة 17
- أبو الريش 2004، صفحة 30
- أبو الريش 2004، صفحة 32
- أبو الريش 2004، صفحة 33
- أبو الريش 2004، صفحة 34
- أبو الريش 2004، صفحات 34–35
- أبو الريش 2004، صفحات 35–39
- كوبلند، مايلز، 1970. لعبة الأمم. ترجمة إبراهيم جزيني.
- Nutting 1972، صفحات 36–37
- Stephens 1972، صفحة 108
- أبو الريش 2004، صفحة 41
- Nutting 1972، صفحات 38–39
- Dekmejian 1971، صفحة 24
- Stephens 1972، صفحة 114
- أبو الريش 2004، صفحة 46
- أبو الريش 2004، صفحة 45
- أحمد حمروش صـ 292
- قصة الثورة كاملة صــ77
- "ثورة الضباط الأحرار كما يراها حسين الشافعي ح5 - شاهد على العصر". قناة الجزيرة. مؤرشف من الأصل في 5 أبريل 2018.
- أبو الريش 2004، صفحات 46–47
- قنديل 2012، صفحة 22
- قنديل 2012، صفحة 23
- أبو الريش 2004، صفحة 51
- قنديل 2012، صفحة 27
- قنديل 2012، صفحة 32
- Nutting 1972، صفحة 60
- قنديل 2012، صفحة 33
- قنديل 2012، صفحة 34
- قنديل 2012، صفحة 35
- أبو الريش 2004، صفحة 52
- قنديل 2012، صفحة 36
- قنديل 2012، صفحة 39
- أبو الريش 2004، صفحات 52–53
- أبو الريش 2004، صفحات 54–55
- أبو الريش 2004، صفحة 54
- أبو الريش 2004، صفحة 56
- Atiyeh & Oweis 1988، صفحات 331–332
- Jankowski 2001، صفحة 32
- أبو الريش 2004، صفحة 239
- Rasler, Thompson & Ganguly 2013، صفحات 38–39
- Dekmejian 1971، صفحة 44
- قنديل 2012، صفحات 45–46
- Tan & Acharya 2008، صفحة 12
- Dekmejian 1971، صفحة 43
- Ginat 2010، صفحة 115
- Ginat 2010، صفحة 113
- Jankowski 2001، صفحات 65–66
- Ginat 2010، صفحة 105
- Ginat 2010، صفحة 111
- Cook 2011، صفحة 66
- Ginat 2010، صفحات 111–112
- Jankowski 2001، صفحة 67
- Alexander 2005، صفحة 126
- 3 تموز 1952 .. انقلاب ام ثورة ؟ .. ياسين الحافظ، التيار القومي العربي،25 نوفمبر 2016. نسخة محفوظة 04 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
- Ansari 1986، صفحة 84
- Peretz 1994، صفحة 242
- Sullivan 1986، صفحة 80
- Dekmejian 1971، صفحة 45
- James 2008، صفحة 149
- James 2008، صفحة 150
- Goldschmidt 2008، صفحة 162
- أبو الريش 2004، صفحة 108
- Hamad 2008، صفحة 96
- Jankowski 2001، صفحة 68
- "1956: Egypt Seizes Suez Canal". بي بي سي نيوز. 26 July 1956. مؤرشف من الأصل في 7 أبريل 201904 مارس 2007.
- Rogan 2011، صفحة 299
- هيكل 1973، صفحة 91
- هيكل 1973، صفحات 103–104
- هيكل 1973، صفحة 105
- Shlaim, Avi (1997), "The Protocol of Sèvres,1956: Anatomy of a War Plot", International Affairs, 73:3, صفحات 509–530, مؤرشف من الأصل في 01 أكتوبر 2019,06 أكتوبر 2009 نسخة محفوظة 23 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- دويشا 2009، صفحة 179
- Jankowski 2001، صفحة 66
- قنديل 2012، صفحة 47
- أبو الريش 2004، صفحات 118–119
- Bidwell 1998، صفحة 398
- Dekmejian 1971، صفحة 46
- Alexander 2005، صفحة 94
- Kyle 2011، صفحات 445–446
- Kyle 2001، صفحات 113–114
- Yaqub 2004، صفحة 51
- دويشا 2009، صفحة 180
- "Establishment of UNEF (United Nations Emergency Force)". United Nations. مؤرشف من الأصل في 8 مارس 201829 يوليو 2010.
- Beinin 2005، صفحة 87
- أبو الريش 2004، صفحة 123
- دويشا 2009، صفحة 184
- Rogan 2011، صفحة 305
- أبو الريش 2004، صفحة 135-136
- أبو الريش 2004، صفحة 127
- Yaqub 2004، صفحة 102
- دويشا 2009، صفحة 155
- دويشا 2009، صفحات 181–182
- دويشا 2009، صفحة 191
- Dann 1989، صفحة 169
- أبو الريش 2004، صفحة 130
- أبو الريش 2004، صفحات 130–131
- أبو الريش 2004، صفحات 135–136
- أبو الريش 2004، صفحات 138–139
- دويشا 2009، صفحات 191–192
- دويشا 2009، صفحات 193
- دويشا 2009، صفحة 198
- دويشا 2009، صفحات 199–200
- دويشا 2009، صفحة 200
- أبو الريش 2004، صفحات 150–151
- Podeh 1999، صفحات 44–45
- دويشا 2009، صفحات 202–203
- أبو الريش 2004، صفحة 158
- أبو الريش 2004، صفحات 161-2
- أبو الريش 2004، صفحة 163
- أبو الريش 2004، صفحة 174-175
- دويشا 2009، صفحة 208
- أبو الريش 2004، صفحة 166
- دويشا 2009، صفحة 209
- أبو الريش 2004، صفحات 169–170
- أبو الريش 2004، صفحات 174–175
- أبو الريش 2004، صفحة 172
- Osman، Tarek (2011)، Egypt on the Brink: From Nasser to Mubarak، New Haven: Yale University Press،
- جريدة المصري اليوم القاهرية مقال تحت عنوان (تطور الفكر القومي العربي) عبد الغني عبد الغفور في 12/1/2000.
- أبو الريش 2004، صفحات 176–178
- Salam 2004، صفحة 102
- العوضي، محمد سعد، 1998. حسن التهامي يفتح ملفاته. دار ديوان، القاهرة.
- دويشا 2009، صفحة 227
- دويشا 2009، صفحة 231
- دويشا 2009، صفحة 229
- أبو الريش 2004، صفحات 189–191
- دويشا 2009، صفحة 230
- أبو الريش 2004، صفحات 204–205
- Podeh 2004، صفحة 157
- أبو الريش 2004، صفحة 207
- دويشا 2009، صفحة 235
- أبو الريش 2004، صفحات 209–211
- دويشا 2009، صفحة 237
- Seale 1990، صفحات 76–77
- أبو الريش 2004، صفحات 215–217
- دويشا 2009، صفحة 239
- Seale 1990، صفحة 81
- Seale 1990، صفحات 82–83
- دويشا 2009، صفحات 243–244
- أبو الريش 2004، صفحات 222–223
- Cubert 1997، صفحة 52
- Mehrotra 1990، صفحة 57
- Mehrotra 1990، صفحة 58
- أبو الريش 2004، صفحة 234
- Adi & Sherwood 2003، صفحات 140–141
- أبو الريش 2004، صفحات 200–201
- أبو الريش 2004، صفحات 46–7
- أبو الريش 2004، صفحات 235–237
- قنديل 2012، صفحة 51
- Farid 1996، صفحة 71
- Brooks 2008، صفحة 88
- Brooks 2008، صفحة 89
- Farid 1996، صفحات 71–72
- أبو الريش 2004، صفحة 244
- أبو الريش 2004، صفحات 205–206
- Stork 2001، صفحات 235–236
- Akram-Lodhi, Borras & Kay 2007، صفحات 258–259
- Abdelmalek 1968، صفحات 363–365
- أبو الريش 2004، صفحات 207–208
- أبو الريش 2004، صفحات 238–239
- Cook 2011، صفحة 123
- أبو الريش 2004، صفحة 252
- قنديل 2012، صفحة 76
- Brooks 2008، صفحة 90
- قنديل 2012، صفحة 77
- Parker 1996، صفحات 158–159
- أبو الريش 2004، صفحات 254–255
- Brooks 2008، صفحة 95
- قنديل 2012، صفحات 77–78
- أبو الريش 2004، صفحة 255
- قنديل 2012، صفحة 86
- أبو الريش 2004، صفحة 257
- Brooks 2008، صفحة 97
- أبو الريش 2004، صفحة 258
- أبو الريش 2004، صفحات 252–254
- Samir A. Mutawi (18 July 2002). Jordan in the 1967 War. Cambridge University Press. صفحة 95. . مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2017.
On 26 May he declared, "The battle will be a general one and our basic objective will be to destroy Israel
- أبو الريش 2004، صفحة 256
- أبو الريش 2004، صفحات 260–261
- قنديل 2012، صفحة 82
- أبو الريش 2004، صفحة 263
- أبو الريش 2004، صفحة 262
- Bidwell 1998، صفحة 276
- قنديل 2012، صفحة 84
- أبو الريش 2004، صفحات 268–269
- قنديل 2012، صفحة 85
- Nutting 1972، صفحة 430
- قنديل 2012، صفحة 87
- قنديل 2012، صفحة 88
- قنديل 2012، صفحات 89–90
- أبو الريش 2004، صفحة 277
- أبو الريش 2004، صفحات 270–271
- أبو الريش 2004، صفحة 272
- أبو الريش 2004، صفحة 281
- أبو الريش 2004، صفحة 276
- Brownlee 2007، صفحة 88
- Farid 1996، صفحة 97
- Brownlee 2007، صفحة 89
- قنديل 2012، صفحة 92
- أبو الريش 2004، صفحات 299–301
- أبو الريش 2004، صفحة 304
- أبو الريش 2004، صفحة 280
- أبو الريش 2004، صفحات 288–290
- Byman & Waxman 2002، صفحة 66
- Rasler, Thompson & Ganguly 2013، صفحة 49
- أبو الريش 2004، صفحات 297–298
- أبو الريش 2004، صفحة 301
- أبو الريش 2004، صفحات 305
- Viorst 1987، صفحة 133
- Farid 1996، صفحة 163
- Itamar Rabinovich; Haim Shaked. From June to October: The Middle East Between 1967 And 1973. Transaction Publishers. صفحة 192. . مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 2017.
In dozens of speeches and statements, Nasser posited the equation that any direct peace talks with Israel were tantamount to surrender. His efforts to forestall any movement toward direct negotiations...
- دويشا 2009، صفحة 259
- دويشا 2009، صفحة 262
- Nutting 1972، صفحة 476
- أبو الريش 2004، صفحة 310
- "Claims that Sadat killed Nasser are unfounded". قناة العربية. 26 September 2010. مؤرشف من الأصل في 21 يوليو 201827 يناير 2011.
- أبو الريش 2004، صفحات 315–316
- "Death and Funeral of Gamal Abdel Nasser". 19 January 2009. مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 201411 أبريل 2014.
- Weston 2008، صفحة 203
- Botman 1988، صفحة 72
- Nelson 2000، صفحة 72
- قيادي فلسطيني سابق: تسميم عبد الناصر حدث في السودان - العربية.نت | الصفحة الرئيسية - تصفح: نسخة محفوظة 25 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
- موقع الفكر القومي العربي: قصيدة «قتلناك» نزار قباني يرثي الزعيم الخالد جمال عبد الناصر. تاريخ التحرير: الأربعاء 23 سبتمبر 2009 نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- جريدة المصري اليوم، العدد 3138: الثلاثاء 15 يناير 2013. مقال بعنوان «من الشيخ الشعراوي إلى جمال عبد الناصر». بقلم هيفاء السروجي - تصفح: نسخة محفوظة 29 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
- Cook 2011، صفحة 111
- Reich 1990، صفحة 379
- Darling 2013، صفحة 192
- Cook 2011، صفحة 112
- Gordon 2000، صفحة 171
- Bernard-Maugiron 2008، صفحة 220
- Brynen, Korany & Noble 1995، صفحة 50
- Podeh 2004، صفحة 100
- El-Nahhas, Mona (18 October 2000). "Nasserism's potential untapped". Al-Ahram Weekly (503). مؤرشف من الأصل في 19 نوفمبر 201210 يونيو 2013.
- "Egypt Elections Watch: Al-Karama". [[الأهرام (جريدة)|]] and Jadaliyya. 18 November 2011. مؤرشف من الأصل في 7 نوفمبر 201811 يونيو 2013.
- "Egypt candidate to seek election suspension". قناة الجزيرة الإنجليزية. قناة الجزيرة. 27 May 2012. مؤرشف من الأصل في 2 أغسطس 201810 يونيو 2013.
- "Nasserist groups announce new, unified political party". المصري اليوم. المصري اليوم. 20 September 2012. مؤرشف من الأصل في 15 فبراير 201711 يونيو 2013.
- Podeh 2004، صفحات 67–68
- Hamad 2008، صفحات 100–101
- Golia, Maria (23 July 2011). "Kings never die: A tale of a devoted iconography". المصري اليوم. المصري اليوم. مؤرشف من الأصل في 31 يناير 201730 يونيو 2013.
- دويشا 2009، صفحة 149
- Hamad 2008، صفحة 99
- Hardy, Roger (26 July 2006). "How Suez made Nasser an Arab icon". بي بي سي نيوز. BBC MMIX. مؤرشف من الأصل في 27 يوليو 201823 نوفمبر 2009.
- Hourani 2002، صفحة 369
- Seale 1990، صفحة 66
- Dekmejian 1971، صفحة 304
- Al Sherbini, Ramadan (23 July 2012). "Anniversary heightens face-off with Muslim Brotherhood". غلف نيوز. Al Nisr Publishing LLC. مؤرشف من الأصل في 10 أكتوبر 201318 أغسطس 2013.
- Stephens, Robert (1981), "Makers of the Twentieth Century: Nasser", History Today, History Today, 31, مؤرشف من الأصل في 01 أغسطس 2018,18 أغسطس 2013 نسخة محفوظة 1 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- "Nasser's Legacy: Hope and Instability". تايم (مجلة). 12 October 1970. مؤرشف من الأصل في 22 مايو 201303 مايو 2010.
- Cook, Steven (25 July 2013). "A Faustian Pact: Generals as Democrats". نيويورك تايمز. The New York Times Company, Inc. مؤرشف من الأصل في 13 سبتمبر 201818 أغسطس 2013.
- Andoni, Lamis (11 February 2011). "The resurrection of pan-Arabism". قناة الجزيرة الإنجليزية. قناة الجزيرة. مؤرشف من الأصل في 18 مايو 201915 فبراير 2011.
- El-Tonsi, Ahmed (16 January 2013). "The legacy of Nasserism". الأهرام ويكلي. مؤرشف من الأصل في 14 سبتمبر 201801 يوليو 2013.
- نجيب، محمد، 1984. مذكرات محمد نجيب: كنت رئيسا لمصر. المكتب المصري الحديث. القاهرة. ص 326-327.
- العوضي، محمد سعد، 1998 حسن التهامي يفتح ملفاته. دار ديوان، القاهرة.
- Cooper 1982، صفحة 67
- Osman 2011، صفحة 44
- Shukrallah, Hani; Guindy, Hosny (4 November 2000). "Liberating Nasser's Legacy". الأهرام ويكلي. الأهرام. مؤرشف من الأصل في 15 أغسطس 201423 نوفمبر 2009.
- Podeh 2004، صفحة 61
- قناة الجزيرة، 2010. برنامج شاهد على العصر مع عبد الكريم النحلاوي - الحلقة السادسة. تاريخ الولوج 31 تموز 2014. نسخة محفوظة 19 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- Podeh 2004، صفحة 50
- Cooper 1982، صفحة 64
- أحمد عطية صالح، 1998. بأمر عبد الناصر. مؤسسة الأهرام للنشر والتوزيع. القاهرة. 144 ص.
- موسوعة الأهرام، 2012. لغز انتحار المشير عامر الرجل الثاني في عهد عبد الناصر.. هل يتم كشفه في زمن حكم الإخوان"؟ تاريخ الولوج 31 تموز 2014. نسخة محفوظة 1 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- Nisan, Mordechai (2002). Minorities in the Middle East. McFarland. صفحة 144. .
- Kete Asante, Molefi (2002). Culture and Customs of Egypt. Greenwood Publishing Group. . مؤرشف من في 16 ديسمبر 2019.
..under President Gamal Abdel Nasser there was little sympathy for the Copts.....
- Kete Asante, Molefi (2002). Culture and Customs of Egypt. Greenwood Publishing Group. . مؤرشف من في 16 ديسمبر 2019.
...The Copts have survived through horrendous harassment, discrimination, and persecution. They retained their religion and became engineers, lawyers, doctors, and teachers .....
- Podeh 2004، صفحات ix–x
- دويشا 2009، صفحة 151
- Podeh 2004، صفحة 47
- Abdel-Malek, Anouar (1964), "The Socialist Register", The Socialist Register, 1, صفحة 52, مؤرشف من الأصل في 8 فبراير 2019,26 نوفمبر 2009
- Asterjian 2007، صفحة 52
- Fetini, Alyssa (3 February 2009). "Muammar Gaddafi". تايم (مجلة). مؤرشف من الأصل في 26 أغسطس 201324 نوفمبر 2009.
- Rubin 2010، صفحة 41
- Kimmerling & Migdal 2003، صفحة 225
- دويشا 2009، صفحة 156
- Sullivan 1986، صفحة 84
- Sullivan 1986، صفحة 85
- أبو الريش 2004، صفحات 313–320
- أبو الريش 2004، صفحة 148
- Alexander 2005، صفحة 74
- Makdissi 2011، صفحة 217
- Bird 2010، صفحة 177
- Goldschmidt 2008، صفحة 167
- Alexander 2005، صفحة 97
- Bird 2010، صفحة 178
- Daigle 2012، صفحة 115
- أبو الريش 2004، صفحة 10
- "Gamal Abdel Nasser Writings". Bibliotheca Alexandrina. مؤرشف من الأصل في 10 أكتوبر 201724 يونيو 2013.
مراجع
- رياض الصيداوي، حوارات ناصرية، دار نقوش عربية، تونس، 1992.
- مصطفى بدر، جمال عبد الناصر بعيدا عن السياسة، مدبولي الصغير، 2001.
- رياض الصيداوي، معارك عبد الناصر، مركز الوطن العربي للأبحاث والنشر، بيروت، 2003.
- رواية مولانا " الفصل السادس " للكاتب محمد العون - الناشر دار الحضارة - القاهرة 2010.
- ِعبد المالك, أنور (1968), Egypt: Military Society, نيويورك، الولايات المتحدة: Random House
- أبو الريش, سعيد (2004), Nasser, The Last Arab, نيويورك، الولايات المتحدة: St. Martin's Press
- Adi, Hakim; Sherwood, Marika (2003), Pan-African History: Political Figures from Africa and the Diaspora since 1787, مدينة نيويورك: Routledge,
- Alexander, Anne (2005), Nasser Life and Times (الطبعة illustrated), لندن: Haus Publishing,
- Akram-Lodhi, Haroon; Borras, Saturnino M.; Kay, Cristóbal (2007), Land, Poverty and Livelihoods in an Era of Globalization: Perspectives from Developing and Transition Countries, New York City: Routledge,
- Ansari, Hamied (1986), Egypt: The Stalled Society, Albany: State University of New York Press,
- Asterjian, Henry D. (2007), The Struggle for Kirkuk: The Rise of Hussein, Oil, and the Death of Tolerance in Iraq, Westport: Greenwood Publishing Group,
- Atiyeh, George Nicholas; Oweis, Ibrahim M. (1988), Arab Civilization: Challenges and Responses, مدينة نيويورك: State University of New York Press,
- Beinin, Joel (2005), The Dispersion of Egyptian Jewry: Culture, Politics, and the Formation of a Modern Diaspora, القاهرة: American University in Cairo Press,
- Bernard-Maugiron, Nathalie (2008), Judges and Political Reform in Egypt, القاهرة: American University in Cairo Press,
- Robin Leonard Bidwell, Robin (1998), Dictionary Of Modern Arab History, Abingdon: Routledge,
- Bird, Kai (2010), , مدينة نيويورك: Simon and Schuster,
- Botman, Selma (1988), The Rise of Egyptian Communism, 1939–1970, مدينة نيويورك: Syracuse University Press,
- Brightman, Carol (2004), , لندن: Verso Books,
- Brooks, Risa (2008), Shaping Strategy: The Civil-military Politics of Strategic Assessment, Princeton: Princeton University Press,
- Brown, Leon Carl (2000), Religion and State: The Muslim Approach to Politics, مدينة نيويورك: Columbia University Press,
- Brownlee, Jason (2007), Authoritarianism in an Age of Democratization, مدينة نيويورك: Cambridge University Press,
- Brynen, Yaacov; Korany, Bahgat; Noble, Paul (1995), Political Liberalization and Democratization in the Arab World, 1, Boulder: Lynne Rienner Publishers,
- Byman, Daniel; Waxman, Matthew (2002), The Dynamics of Coercion: American Foreign Policy and the Limits of Military Might, مدينة نيويورك: Cambridge University Press,
- Cook, Steven A. (2011), The Struggle for Egypt: From Nasser to Tahrir Square, نيويورك: Oxford University Press,
- Cooper, Mark N. (1982), The Transformation of Egypt, Hoboken: Taylor & Francis,
- Cubert, Harold M. (1997), The PFLP's Changing Role in the Middle East, لندن: Psychology Press,
- Daigle, Craig (2012), The Limits of Detente: The United States, the Soviet Union, and the Arab–Israeli Conflict, 1969–1973, New Haven: Yale University Press,
- Dann, Uriel (1989), King Hussein and the Challenge of Arab Radicalism, نيويورك: Oxford University Press,
- Darling, Linda T. (2013), A History of Social Justice and Political Power in the Middle East: The Circle of Justice From Mesopotamia to Globalization, نيويورك: Routledge,
- دويشا, عديد (2009), Arab Nationalism in the Twentieth Century: From Triumph to Despair, Princeton: Princeton University Press,
- Dekmejian, Richard Hrair (1971), Egypt Under Nasir: A Study in Political Dynamics, Albany: State University of New York Press,
- Dokos, Thanos P. (2007), Security Sector Transformation in Southeastern Europe and the Middle East, واشنطن: IOS Press,
- Farid, Abdel Magid (1996), Nasser: The Final Years, Reading: Garnet & Ithaca Press,
- Ginat, Rami (2010), Syria and the Doctrine of Arab Neutralism: From Independence to Dependence, Portland: Sussex Academic Press,
- Goldschmidt, Arthur (2008), , نيويورك: Infobase Publishing,
- Gordon, Joel (2000), "Nasser 56/Cairo 96: Reimaging Egypt's Lost Community", in Walter Armbrust (المحرر), Mass Mediations: New Approaches to Popular Culture in the Middle East and Beyond, Berkeley: University of California Press,
- Hamad, Mahmoud (2008), When the Gavel Speaks: Judicial Politics in Modern Egypt, ProQuest,
- Haydock, Nickolas; Risden, Edward L. (2009), Hollywood in the Holy Land: Essays on Film Depictions of the Crusades and Christian-Muslim Clashes, Jefferson: McFarland and Company,
- هيكل (1973), The Cairo Documents: The Inside Story of Nasser and His Relationship with World Leaders, Rebels, and Statesmen, مدينة نيويورك: Doubleday,
- Hourani, Albert (2002), A History of the Arab Peoples, كامبريدج: Harvard University Press,
- Hourani, Albert; Khoury, Phillip Shukry (2004), The Modern Middle East: A Reader, لندن: I.B. Tauris,
- James, Laura M. (2008), "When Did Nasser Expect War? The Suez Nationalization and its Aftermath in Egypt", in Simon C. Smith (المحرر), Reassessing Suez 1956: New Perspectives on the Crisis and Its Aftermath, Aldershot: Ashgate Publishing,
- Jankowski, James P. (2001), Nasser's Egypt, Arab Nationalism, and the United Arab Republic, Boulder: Lynne Rienner Publishers,
- Joesten, Joachim (1974), Nasser: The Rise to Power, لندن: Odhams Press, OCLC 317256563
- قنديل, حازم (2012), Soldiers, Spies and Statesmen: Egypt's Road to Revolt, Brooklyn: Verso Books,
- Kimmerling, Baruch; Migdal, Joel S. (2003), , Cambridge: Harvard University Press,
- Kyle, Keith (2001), "Britain's Slow March to Suez", in David Tal (المحرر), The 1956 War: Collusion and Rivalry in the Middle East, لندن: Psychology Press,
- Kyle, Keith (2011), Suez: Britain's End of Empire in the Middle East, لندن: I.B. Tauris,
- Litvin, Margaret (2011), Hamlet's Arab Journey: Shakespeare's Prince and Nasser's Ghost, Princeton: Princeton University Press,
- Makdissi, Usama (2011), , نيويورك: PublicAffairs,
- Mehrotra, Raja R. (1990), Nehru: Man Among Men, نيودلهي: Mittal Publications,
- Mutawi, Samir A. (18 July 2002), Jordan in the 1967 War, Cambridge University Press, , مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2017
- Nelson, Cynthia (2000), , Bielefeld: Transcript,
- Nutting, Anthony (1972), Nasser, مدينة نيويورك: E.P. Dutton,
- Osman, Tarek (2011), Egypt on the Brink: From Nasser to Mubarak, New Haven: Yale University Press,
- Parker, Richard Bordeaux (1996), The Six-Day War: A Retrospective, Gainesville: University Press of Florida,
- Peretz, Don (1994), The Middle East Today (الطبعة 6th), Santa Barbara: Greenwood Publishing Group,
- Podeh, Elie (1999), The Decline of Arab Unity: The Rise and Fall of the United Arabic Republic, Portland: Sussex Academic Press,
- Podeh, Elie (2004), Rethinking Nasserism: Revolution and Historical Memory in Modern Egypt, Gainesville: University Press of Florida,
- Pollack, Kenneth M. (2002), Arabs at War: Military Effectiveness, 1948–1991, Lincoln: University of Nebraska Press,
- Rasler, Karen; Thompson, William R.; Ganguly, Sumit (2013), How Rivalries End, Philadelphia: University of Pennsylvania Press,
- Reich, Bernard (1990), Political Leaders of the Contemporary Middle East and North Africa: A Biographical Dictionary, Santa Barbara: Greenwood Publishing Group,
- Reid, Donald Malcolm (1981), Lawyers and Politics in the Arab World: 1880–1960, Minneapolis: Bibliotheca Islamica, Inc.,
- Rogan, Eugene (2011), The Arabs: A History, نيويورك: Basic Books,
- Rubin, Barry (2010), Guide to Islamist Movements, Armonk: M.E. Sharpe,
- Seale, Patrick (1990), , Berkeley: University of California Press,
- Salam, Nawaf A. (2004), Options for Lebanon, Location: I.B. Tauris,
- Stephens, Robert Henry (1972), Nasser: A Political Biography, نيويورك: Simon and Schuster,
- Shemesh, Moshe; Troen, Selwyn Illan (1990), The Suez-Sinai Crisis: A Retrospective and Reappraisal, نيويورك: Psychology Press,
- Shlaim, Avi; Louis, William Roger (2012), The 1967 Arab-Israeli War: Origins and Consequences, Cambridge University Press, , مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 2017
- Stork, Joe (2001), "Egypt", in Joel Krieger (المحرر), The Oxford Companion to Politics of the World, نيويورك: Oxford University Press,
- Sullivan, Earl L. (1986), , Syracuse: Syracuse University Press,
- Talhami, Ghada Hashem (2007), Palestine in the Egyptian Press: From al-Ahram to al-Ahali, Lanham: Lexington Books,
- Tan, See Seng; Acharya, Amitav (2008), Bandung Revisited: The Legacy of the 1955 Asian-African Conference for International Order, Singapore: NUS Press,
- Yaqub, Salim (2004), Containing Arab Nationalism: The Eisenhower Doctrine and the Middle East, Chapel Hill: University of North Carolina Press,
- Vatikiotis, Panayiotis J. (1978), Nasser and His Generation, لندن: Croom Helm,
- Viorst, Milton (1987), Sands of Sorrow: Israel's Journey from Independence, لندن: I.B.Tauris,
- Weston, Mark (2008), Prophets and Princes: Saudi Arabia from Muhammad to the Present, نيويورك: John Wiley & Sons,
وصلات خارجية
- موقع الرئيس جمال عبد الناصر
- قراءة في كتاب (محمد نجيب: زعيم ثورة أم واجهة حركة؟) عن دور نجيب وعبد الناصر في ثورة يوليو
- عبد الناصر: "أشهد الله على تنفيذ مبادئه والجهاد في سبيلها"، شريط نادر يجمع نجيب وناصر والسادات على قبر حسن البنا، العربية نت، 4 ديسمبر 2008 م
- طارق البشري يكتب: محاولة لفهم الواقع والحاضر
المناصب السياسية | ||
---|---|---|
سبقه محمد نجيب |
رئيس جمهورية مصر العربية | تبعه زكريا محيي الدين |
المناصب السياسية | ||
سبقه زكريا محيي الدين |
رئيس جمهورية مصر العربية | تبعه محمد أنور السادات |