الرئيسيةعريقبحث

جوليا دومنا


☰ جدول المحتويات


جوليا دومنا امرأة سُوريَّةٌ نَبيلَةٌ مِنَ الأسْرَةِ المَلَكِيَّة الحَاكِمَة لإميسا[1][2][3] وُلِدَتْ جُوليا دُومنا فِي مَدِينَة إمِيسا (حمص حديثا) عام 170م، اشتهرت أسرتها بخدمة إله حمص الاكابالاس - إله الشمس- كان ابوها باسيانس كبيرا للكهنة في معبد المدينة، تَرَعْرَت جوليا في إميسا وهنالك أخذت تعليمها وثقافتها الرفيعة واشتهرت بنبوءة تقول إنها ستكون ملكة بعد زواجها، وقد سمع هذه النبوءة قائد القوات الرومانية في ولاية سورية سبتيم سيفر وكانت زوجته الأولى قد ماتت فأسرع في طلب يد جوليا من أبيها عام 187م. أما سبتيم سيفر فهو من مواليد 146م في لبتيس (لبدة اليوم) وهي مستعمرة فينيقية قريبة من قرطاجة في ليبية من أب يدعى أغناس.[4] وكانت نشأته كما يصفه ويل ديورانت في أسرة فينيقية تتكلم بهذه اللغة، ودرس الآداب والفلسفة في أثينا واشتغل بالمحاماة في روما، وكان رغم لهجته السامية من أحسن الرومان تربية وأكثرهم علما في زمانه وكان مولعا بأن يجمع حوله الشعراء والفلاسفة، ولكنه لم يترك الفلسفة تعوقه عن الحروب ولم يدع الشعر يرقق من طباعه، وكان رجلا وسيم الطلعة، قوي البنية، بسيطا في ملبسه قادرا على مغالبة الصعاب، بارعا في الفنون العسكرية.[4] وابتسم الحظ للزوجين حينما انتقل سبتيم سيفر ليكون قائدا عاما  للقوات الرومانية في بانونيا.

جوليا دومنا
Julia domna.jpg

معلومات شخصية
الميلاد 170
حمص
الوفاة 217
أنطاكية
مكان الدفن قلعة سانت أنجلو 
مواطنة روما القديمة 
الزوج سيبتيموس سيفيروس 
أبناء كاراكلا،  وغيتا 
أخوة وأخوات
الحياة العملية
المهنة فيلسوفة 
يوليا دومنا

وقد أنجبت جوليا دومنا منه ولدين وهما كاراكالا (قرة الله) وجيتا اللذان شاركا أباهما الحكم كأباطرة إلا أن الغيرة بينهما جعلت كاراكالا يقدم على قتل أخيه بُعيد موت أبيه، وكان الابن المغدور في حضرة والدته التي حاولت الدفاع عنه فأخفقت، وقد تقطعت بعض أصابعها من سيوف الجند الذين أحضرهم كاراكالا لاغتيال أخيه. وكانت من نتيجة ذلك الكره الشعبي الذي انصب على كاراكالا الذي أطلق عليه لقب قاتل أخيه.

قُتل كاراكالا على يد جنوده في كاري بعد هزيمته لكراسس عام 217 واستولى مكرينس قائد الحرس البريتوري (الإمبراطوري) على السلطة ونفى جوليا دومنا إلى أنطاكية. إلا أنها لم تحتمل موت زوجها وابنيها وفقدانها مركزها والعودة إلى أحضان النسيان فتوقفت عن الطعام حتى ماتت في أنطاكية عام 217م. ودفنت إثر موتها في أنطاكية. وبعد وفاتها نقلت رفاتها إلى روما حيث دفنت إلى جوار كايوس ويوليوس قيصر. ومرة ثانية نقلت رفاتها من قبل أختها جوليا ميسا مع رفات جيتا إلى مدافن الأنطونيين.

النشأة

يرجح أنها ولدت في عام 166 م أو 170 م، في مدينة حمص وسط سوريا، لعائلة من الأسياد في المدينة من أصول عربية بحسب مصادر،[5][6][7][8][9] تتوارث كهنوت عبادة الآلهة أجبل (أيل الجبل) حيث كان والدها، يوليوس باسيان، الكاهن الأعظم لهذه العبادة في حمص وفي الإمبراطورية الرومانية.

حياتها الخاصة

يوليا دومنا مع زوجها وطفليها

تزوجت جوليا دومنا في العام 187 م من القائد سيبتيموس سيفيروس، قائد الفرقة (المعسكر) الرابعة في الجيش الروماني، المعسكرة في الولاية الرومانية السورية.

في الرابع من نيسان 188 م أنجبت جوليا دومنا ابنها الأول كاراكلا، في ليون حيث أقامت الأسرة لعمل سبتيموس سيفيروس كحاكم لإقليم (Lugdunensis). انتقلت الأسرة بعد ذلك إلى روما حيث ولد الابن الثاني گيتا في السابع من آذار 189 م. بين 191- 193 م انتقلت الأسرة إلى كارنوتوم (Carnuntum) في النمسا شرق فينا.

في 9 أبريل 193 م نادى الجنود سبتيموس سيفيروس ليكون القيصر، وفي التاسع من حزيران دخل روما، ونالت جوليا دومنا لقب المعظمة (Augusta).

القيصرة

رافقت جوليا دومنا زوجها في المعارك التي خاضها في الشرق من 195 م حتى 211 م وكانت منذ بدايات هذه الحروب قد نالت لقب الشرف أم المعسكر (mater castrorum)، وإن كان القائد بلاوتيان (Gaius Fulvius Plautianus) قد حاول الوقوف في وجهها ومنعها من تحقيق نفوذ كبير لها في الحكم، إلا أنها بعد موته (205 م) على يد كاراكلا استطاعت أن تمارس دورها كحاكمة إلى جانب زوجها، إلا أن السنتين اللاحقتين كانتا مشحونتين بالخلاف بين ولديها كاراكلا وگيتا، الذين توجب أن يحكما معاً وفق إرادة والديهما.

صراع الأخوة

بعد موت سيبتيموس سيفيروس في الرابع من شباط 211 م خلال معارك في بريطانيا، تولى الحكم -حسب رغبته- كاراكلا وگيتا معاً، وإن كانت لكاراكلا الكلمة الفصل كونه الأكبر سناً (البكر)، وبسب العداء المستحكم بينهما، اقتربت الأمور من الحرب الأهلية في الإمبراطورية الرومانية، حتى أن المؤرخ هيروديان كتب متنبأً بانشقاق في الإمبراطورية، بحيث يحكم گيتا الجزء الشرقي، لكنه يبدو أن يوليا دومنا كانت قد عارضت هذا الفعل، وحالت دون وقوعه، إلا أن كركلا قام في الحادي عشر من كانون الثاني 211 م بقتل أخيه غدرا بعد أن كان دعاه إلى لقاء مصالحة، وذلك في أحضان جوليا دومنا التي حاولت حمايته، مما أدى إلى إصابتها هي أيضاً، كما قتل الآلاف من اتباع أخيه، كما منع إقامة مأتم أو إظهار الحزن على گيتا، بما في ذلك يوليا دومنا نفسها، التي عانت كثيراً كأم ممنوعة من الحزن على ابنها.

القيصرة أم القيصر

تركت حادثة قتل گيتا جرحاً عميقاً في وجدان جوليا دومنا، كما عبر عن ذلك المؤرخ كاسيوس ديو (Lucius Claudius Cassius Dio Cocceianus)، ولم تعد علاقتها بكركلا كما كانت، ومع ذلك ظلت تعامل بفائق الاحترام، حتى أنها كانت المسؤولة عن شؤون الإمبرطورية الرومانية من الناحية الإدارية، حيث ركز كركلا جهوده في الحروب والمعارك.[10][11][12]

وقد تابعت جوليا دومنا اهتمامها بالآداب والفلسفة والفنون، من خلال عقد حلقات للأدباء والفلاسفة في قصرها، منهم الكاتب فلافيوس فيلوستراتوس (Flavius Philostratos) الذي ألف كتاب -بناء على طلب يوليا دومنا- عن حياة الفيلسوف الفيثاغوري أبولونيوس (Apollonius of Tyana) والذي أنهاه بعد مماتها.

في العام 214 م كانت جوليا دومنا في سوريا مع ولدها كركلا الذي بدأ سلسة معاركه مع الفرس، وفي الثامن من نيسان عام 217 م وأثناء تواجده في الرها في شمال شرق سوريا قتله أحد الحراس بتحريض من القائد الروماني ماكرينوس (Macrinus) الذي أصبح قيصراً من بعده.

النهاية

بالرغم من حزنها الشديد الذي أضر بصحتها كثيراً، وعلى غير ما هو متوقع، فقد احتفظت جوليا دومنا بصلاحيات عديدة في زمن القيصر ماكرينوس، إلا أنها عندما أخذت بممارسة هذه الصلاحيات، تنبه ماكرينوس إلى إمكانية استعادتها لمجدها السابق في حكم الإمبراطورية، فأمرها بمغادرة أنطاكية، الأمر الذي يعني نهاية نفوذها، مما جعل صحتها تسوء وصولاً إلى موتها في العام 217 م. نُقل جثمانها إلى روما وعومل وفق تقاليد تأليه القياصرة.

سلالتها من أولادها لا تزال موجودة حتى يومنا هذا في مدينة حمص ويقال أن هذه السلالة تسمى آل(سفّور) نسبة إلى سبتيموس سيفيروس وتوجد وثائق مسجلة في كنيسة أم الزنار المشهورة تثبت نسبهم إلى هذه السلالة الإمبراطورية.

مقالات ذات صلة

نساء الحضارة الرومية

مراجع

  1. * Gagarin, Michael (2010). The Oxford Encyclopedia of Ancient Greece and Rome. Oxford University Press. صفحة 3.  . مؤرشف من الأصل في 26 ديسمبر 2019.
  2. Bowman, Alan; Garnsey, Peter; Cameron, Averil (September 8, 2005). The Cambridge Ancient History: Volume 12, The Crisis of Empire, AD 193-337. Cambridge University Press. صفحة 502.  . مؤرشف من الأصل في 26 مارس 2017.
  3. Ball, Warwick (June 10, 2016). Rome in the East: The Transformation of an Empire. Taylor & Francis. صفحة 769.  . مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 2017.
  4. جودفري (2017-01-01). أميرات سوريات حكمن روما. Al Manhal.  . مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2020. ص6
  5. Ancient Greece and Rome. صفحة 3.  . مؤرشف من الأصل في 26 ديسمبر 2019.
  6. Alan Bowman; Peter Garnsey; Averil Cameron (8 September 2005). The Cambridge Ancient History: Volume 12, The Crisis of Empire, AD 193-337. Cambridge University Press. صفحة 502.  . مؤرشف من الأصل في 26 مارس 2017.
  7. Warwick Ball (10 June 2016). Rome in the East: The Transformation of an Empire. Taylor & Francis. صفحة 769.  . مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 2017.
  8. Glen Warren Bowersock (1994). Roman Arabia. Harvard University Press. صفحة 128.  . مؤرشف من الأصل في 26 يناير 2020.
  9. Irfan Shahid, Rome and The Arabs: A Prolegomenon to the Study of Byzantium and the Arabs, Washington, 1984, Dumbarton Oaks Research Library, p. 167, (ردمك ); Glen Warren Bowersock, Roman Arabia, Cambridge, Harvard University Press, 1983, pp. 126128, (ردمك ) [1]. "with the last of his names, he clearly tried to forge a link with the ultimate Antonines, who were the Arab emperors from the family of Julia Domna"; مكسيم رودنسون, The Arabs, Chicago, University of Chicago Press, pp. 55, (ردمك ), [2], "The emperor Septimus Severus married an Arab from Emessa, Julia Domna, whose sons and great-nephews ruled Rome." نسخة محفوظة 30 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
  10. Bernario, H. W. (1958). "Julia Domna: Mater Senatus et Patriae". Phoenix. 12: 67–70.
  11. Birley, Arthur R. (1999). Septimius Severus: The African Emperor. New York: Routledge. صفحة 89-128.  .
  12. [3]. "with the last of his names, he clearly tried to forge a link with the ultimate Antonines, who were the Arab emperors from the family of Julia Domna"; مكسيم رودنسون, The Arabs, Chicago, University of Chicago Press, pp. 55, (ردمك ), [4], "The emperor Septimus Severus married an Arab from Emessa, Julia Domna, whose sons and great-nephews ruled Rome." نسخة محفوظة 30 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :