ريتشارد كانتيلون (Richard Cantillon)، (من 1680 إلى مايو 1734 ) هو خبيرٌ اقتصادي فرنسي من أصل أيرلندي مؤلفْ كتاب Essai sur la Nature du Commerce en Général الذي يتحدث عن طبيعةِ التجارةِ في العالمِ. وقد وصف ويليام ستانلي جيفونز هذا الكتاب بأنه "مهد الاقتصاد السياسي".[4] على الرغمِ من قلة المعلوماتِ المتوافرة عن حياةِ كانتيلون، إلا أنه مِنَ المعروفِ بأنهُ أصبحَ مصرفياً ناجحاً وتاجراً في سنٍ مبكرةٍ. ويعزى نجاحهُ إلى حدٍ كبير بمعارفه السياسيةِ والتجاريةِ مِنْ خلالِ نفوذ عائلتهِ ومِنْ خلال العملْ في وقتٍ مبكر، ولمعرفته ببعض الشخصيات المؤثرة مثل جيمس بريجس. خلال أواخر سنة 1710 وأوائل سنة 1720، عمِلَ كانتيلون في البورصةِ، وقامَ فيما بعد بالمساعدةِ على تمويللو جونز مالكِ شركة ميسيسيبي، الأمر الذي أكسبه ثروةً كبيرةً. ومع ذلكَ، فإن نجاحهُ أثار المدينينَ لهُ، فأقاموا عليه دعاوي قضائية مطالبين باسترداد أموالهم، واتهموه بتهمٍ جنائيةٍ، وحتى بمؤامراتِ قتلٍ، وقد استمرت تلك النزاعات القضائية مع مدينيه قائمة حتى وفاتهِ في عام 1734.
ريتشارد كانتيلون | |
---|---|
(بالفرنسية: Richard Cantillon) | |
صورة ريتشارد كانتيلون
| |
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1680م[1] مقاطعة كري |
الوفاة | 1734م[2] (عن عمر 54 سنة) لندن، بريطانيا العظمى |
مواطنة | جمهورية أيرلندا فرنسا |
الحياة العملية | |
الحقبة | عصر التنوير |
الإقليم | الفلسفة الغربية |
المدرسة/التقليد الفلسفي | فيزيوقراطية |
الاهتمامات الرئيسية | الاقتصاد السياسي |
أفكار مهمة | النظرية النقدية الاقتصاد المكانية نظرية النمو السكاني منهجية السبب والنتيجة |
المهنة | اقتصادي، وفيلسوف، وكاتب، ومصرفي |
اللغات | الإنجليزية[3] |
تأثر بـ | جين بوستن |
التوقيع | |
مقالةِ كانتيلون في الاقتصادِ المعنونة Essai هي الوحيدة من بين مؤلفاته التي ما تزال باقية. وقت كُتِبَت المقالة حوالي عام 1730 ووزعت على نطاقٍ واسعٍ على شكلِ مخطوطةَ، لكنها لم تنتشر حتى عام 1755. وتُرجِمت أعمالهُ إلى الإسبانيةِ مِنْ قبلِ غاسبار دي ميلكور جوفيانيس، على الأرجحِ في أواخر عام 1770م، واعتبرت أساس الاقتصاد السياسي. على الرغمِ مِنْ التأثير الكبير الذي أحدثته هذه المقالة على تنميةِ مدارس الفكر الفيزيوقراطي والكلاسيكي، فإنها نُسيت مع مرور الزمن حتى أُعيد اكتشافها على يد جيفونز في أواخرِ القرن التاسع عشرَ.[5] شكلت التجارب الشخصية لكانتيلون بوصفه مصرفيّ التأثير الأبرز على فكره الاقتصادي، كما لعبت الفقاعة الاقتصادية لمالكِ شركةَ المسيسبي جون لو دورًا كبيرًا في تكوين رأيه ومبادئه، كما أنه أنه أظهر تأثيراً كبيراً بالاقتصاديين الكبار السابقين، خاصةً ويليام بيتي.
تعتبر Essai أولَ مقالةٍ كاملةٍ عن الاقتصادِ، وقد ساهمت بدور كبير في تطوير هذا العلمِ. وهذه المساهمات تشمل: النظرية النقدية، وتطويره الاقتصاد المكاني، ونظرية النمو السكاني، ومفهومه لريادة الأعمال باعتبارهِ حامل خطر، ومنهجية السبب والنتيجة. كان لمقال Essai تأثير كبير على التطور المبكر للاقتصادِ السياسي، بما في ذلك تاثيرها على أعمال آدم سميث، وآن تورجوت، وجان باتيست ساي، وفريدريك باستيا، وفرانسوا كيناي.[6]
السيرة الذاتية
أن التفاصيل المتعلقة بحياة ريتشارد كانتيلون هي نادرة،[7] يعتقد أنه ولد في وقت ما خلال عقد 1680 في مقاطعة كري، أيرلندا.[1][6] كان ابن لمالك الأرض ريتشارد كانتيلون من بالي هايج.[8] في وقت ما في منتصف العقد الأول من القرن 18 انتقل كانتيلون إلى فرنسا، حيث نال الجنسية الفرنسية.[9] في سنة 1711، وجد كانتيلون نفسه موظف لدى مدير الرواتب البريطاني الجنرال جيمس برجيس، في إسبانيا، حيث نظم المدفوعات لأسرى الحرب البريطانين خلال حرب الخلافة الإسبانية.[10] بقي كانتيلون في إسبانيا حتى عام 1714، قام بإجراء عدد من الاتصالات التجارية والسياسية قبل أن يعود إلى باريس.[11] قام كانتيلون بعد ذلك بالتشارك في الصناعة المصرفية وبالعمل لدى ابن عمه، الذي كان في ذلك الوقت مراسل الفرع الباريسي لبنك الأسرة.[12] بعد ذلك بعامين، ويرجع الفضل في جزء كبير منه إلى الدعم المالي من قبل جيمس بريجس، اشترى كانتيلون من ابن عمه البنك وقام بامتلاكه.[13] نظرًا للارتباطات المالية والسياسية التي كانت كانتيلون قادرة على تحقيقها من خلال عائلته[14] ومن خلال جيمس بريجس، اثبت كانتيلون انه مصرفي ناجح إلى حد ما، وتخصص في نقل الأموال بين باريس ولندن.[15]
في هذا الوقت، أصبح كانتيلون مشارك مع التجاري البريطاني جون لو من خلال شركة ميسيسيبي.[16] وبالاستناد إلى النظرية النقدية المقترحة من قبل ويليام بوتر في اطروحته المنشورة عام 1650 "مفتاح الثروة" (The Key of Wealth)،[17] افترض جون لو إن الارتفاع في عرض النقود سيؤدي إلى استخدام الاراضي وكذلك اليد العاملة غير المستغلتين، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية.[18] منحته الحكومة الفرنسية في عام 1716 الإذن لتأسيس البنك العام (Banque Générale) والاحتكار الفعلي على حق تطوير الاراضي الفرنسية في أمريكا الشمالية، سميت شركة ميسيسيبي. وفي المقابل، وعد لو الحكومة الفرنسية بتمويل ديونها بأسعار فائدة منخفضة.[19] بدأ لو فقاعة مضاربة مالية عن طريق بيع اسهم شركة ميسيسيبي، مستخدماً احتكار البنك العام الفعلي لمسألة الأوراق المصرفية لتمويل مستثمريه.[20]
جمع ريتشارد كانتيلون ثروة كبيرة من مضاربته في البورصة، وشراء أسهم شركة ميسيسيبي مبكراً وبيعها بأسعار متضخمة.[21] ان النجاح المالي الذي حققه كانتيلون والنفوذ المتزايد تسبب في حدوث مشاحنات في علاقته مع جون لو، وفي وقت ما بعد ذلك، هدد لو بسجن كانتيلون إذا لم يغادر الاخير فرنسا في غضون أربع وعشرين ساعة.[22] أجاب كانتيلون: "لن أذهب بعيدا، لكنني سأجعل نظامك ينجح".[22] ولتحقيق هذه الغاية، في عام 1718، شكل كل من جون لو، وكانتيون، والمضارب الثري جوزيف جاج شركة خاصة تركز على تمويل المزيد من المضاربة في عقارات أمريكا الشمالية.[23]
في عام 1719، غادر كانتيلون فرنسا إلى أمستردام، وعاد لفترة وجيزة في اوائل عام 1720. كان الإقراض في باريس يسدد الديون المستحقة له في لندن وأمستردام.[24] مع انهيار "فقاعة ميسيسيبي"، كان كانتيلون قادر على جمع الديون التي تحقق معدلات فائدة عالية.[25] وقد عان أغلب المدينين له من الضرر المالي في انهيار الفقاعة وألقي باللوم على كانتيلون-حتى وفاته، وتورط كانتيلون في الدعاوى القضائية التي رفعها عدد لا يحصى من المدينين له، مما أدى إلى عدد من المؤامرات القتل والاتهامات الجنائية.[26]
في 16 فبراير 1722، تزوج كانتيلون من ماري ماهوني، ابنة الكونت دانيال ماهوني، وهو تاجر ثري إيرلندي، قضى كثير من الفترة المتبقية من 1720م السفر في جميع أنحاء أوروبا مع زوجته.[27] كان لكانتيلون وماري طفلين، الودل توفي في سن مبكرة أما إبنته (هنريتا) فقد ذهبت للزواج من وليام هوارد إيرل في ستافورد في 1743.[28] على الرغم من أنه عاد بشكل متكرر إلى باريس بين 1729 و 1733، كانت إقامته دائمة في لندن.[29] في مايو 1734، تم حرق منزله في لندن، ويفترض عموما أن كانتيلون توفي في النار.[2] إلا إن أسباب الحريق غير واضحة، ولكن النظرية الأكثر قبولاً هو أن كانتيلون قُتل.[30] أن أحد كتاب سيرة الذاتية لكانتيلون، وأنطوني ميرفي، قدموا هذه النظرية البديلة وهي إنه تم تنظيم موت كانتيلون للهروب من مضايقات المدينين له، وسافر إلى سورينام وظهر تحت اسم "شيفالييه دي لوفيني".[31]
المساهمات في الاقتصاد
على الرغم من وجود دليل على ان ريتشارد كانتيلون قد كتب تشكيلة واسعة من المخطوطات، إلا إن فقط كتابه "مقال حول طبيعة التجارة بشكل عام" (Essai Sur La Nature Du Commerce En Général) (مختصر Essai) بقيت موجودة.[6][32] كُتبَت في عام 1730،[33] ونُشِرَت بالفرنسية عام 1755،[34] وتمت ترجمتها إلى الإنجليزية بواسطة عالم الاقتصاد والمؤرخ هنري هيجز عام 1932.[35] تشير الأدلة إلى ان "Essai" لها تأثير هائل على التطور المبكر للعلوم الاقتصادية. ومع ذلك، كانت أطروحة كانتيلون مهملة بشكل كبير خلال القرن التاسع عشر.[5] في أواخر القرن التاسع عشر تم "إعادة اكتشافها" بواسطة وليم ستانلي جيفونز، والذي إعتبرها "مهد الاقتصاد السياسي".[4] منذ ذلك الحين تلقت "Essai" أهتماماً متزايداً. كما إعتُبِرَت "Essai" أول أطروحة كاملة حول النظرية الاقتصادية،[36] واطلق على كانتيلون لقب (آب اقتصادات المشاريع) "father of enterprise economics".[6][37]
واحد من أعظم المؤثرين على كتابة كانتيلون هو خبير الاقتصاد الإنجليزي ويليام بيتي واطروحته المنشورة عام 1662 عن الضرائب (Treatise on Taxes).[39] على الرغم من ان بيتي قدم الكثير من الأسس لإطروحة كانتيلون "Essai"،[38] إلا إن أنتوني برور يعتبر ان تأثير بيتي على كانتيلون مبالغٌ فيه.[40] فضلاً عن بيتي، فمن المؤثرين الاخريين الذي من المحتمل تأثيرهم على كانتيلون يتضمنون كل من جون لوك،[41] وشيشرون، وتيتوس ليفيوس، وبلينيوس الأكبر، وبلينيوس الأصغر، وتشارلز دافينان، وإدموند هالي، وإسحاق نيوتن، وسيباستيان فوبان، وجان بوازارد.[42] من المرجع بشكل كبير إن انخراط كانتيلون في فقاعة مضاربة جون لو أثرت في رؤيته على العلاقة بين الزيادات في المعروض من النقود، والسعر، والإنتاج.[43]
علم المنهج
كُتبت اطروحة كانتيلون "Essai" بإستخدام منهجية سببية مميزة، فاصلة كانتيلون من أسلافه أصحاب المذهب التجاري.[6][44] يتخلل "Essai" كلمة "طبيعة" (natural) والتي في حالة اطروحة كانتيلون تهدف إلى الإيحاء بوجود علاقة السبب والنتيجة بين الإجراءات والظواهر الاقتصادية.[45] ينسب خبير الاقتصاد موراي روثبورد إلى كانتيلون بكونه واحد من اوائل واضعي النظريات الذي يعزل ظواهر الاقتصاد مع نماذج بسيطة، حيث يمكن تثبيت المتغيرات التي لا يمكن السيطرة عليها.[46] استخدم كانتيلون وبصورة متكرر مفهوم "مع بقاء العوامل الأخرى ثابتة" (eteris paribus) خلال "Essai" في محاولة لتحييد المتغيرات المستقلة.[47] علاوة على ذلك، يعود اليه الفضل في استخدام منهجية شبيهة بالفردانية المنهجية (methodological individualism) لكارل مينجر،[48] من خلال استنتاج الظواهر المعقدة من الملاحظات البسيطة.[49]
منهجية السبب والنتيجة تؤدي إلى نهج خالي نسبياً من القيم لعلم الاقتصاد، حيث كان كانتيلون غير مهتم باستحقاق أي اجراء أو ظاهرة اقتصادية معينة، مع التركيز بدلا من ذلك على تفسير العلاقات.[50] قاد هذا كانتيلون إلى فصل العلوم الاقتصادية من السياسة والمبادئ الاخلاقية بدرجة اعظم من كُتاب المذهب التجاري السابقيين.[46] وقد ادى هذا إلى خلافات في إذا ما يمكن اعتبار كانتيلون من اصحاب المذهب التجاري بجدارة أو واحداً من أوائل معادي المذهب التجاري،[51] بالنظر إلى ان كانتيلون كثيرا ما اشار إلى التلاعب الحكومي بالفائض التجاري والتراكم النقدي كمحفز اقتصادي ايجابي.[52] ويجادل آخرون بأنه في الحالات التي يُعتقد فيها أن كانتيلون يدعم سياسات معينة للمذهب التجاري، فقد قدم بالفعل تحليلاً أكثر حيادية عن طريق الإشارة بصراحة إلى القيود المحتملة لسياسات مذهب التجاريين.[53]
النظرية النقدية
نشأت الاختلافات بين التجاريين السابقيين وكانتيلون مبكراً في "Essai"، فيما يتعلق بإصول الثروة وتكوين الأسعار في السوق.[54] ميز كانتيلون بين الثروة والمال، معتبراً الثروة بحد ذاتها "لا شيء سوى الطعام، ووسائل الراحة، ومتع الحياة".[55] في حين إن كانتيلون أيد نظرية "جوهرية" للقيمة (intrinsic" theory of value")، استناداً إلى مدخلات الارض والعمل (تكلفة الإنتاج)،[56] إلا إنه قد تطرق إلى نظرية شخصية للقيمة (subjective theory of value).[57] يرى كانتيلون أن أسعار السوق لا تتحدد على الفور بقيمة جوهرية، ولكنها مستمدة من العرض والطلب.[58] واعتبر أن أسعار السوق تستمد من مقارنة العرض، كمية سلعة معينة في سوق معينة، إلى الطلب، وكمية الأموال التي يتم تبادلها.[59] وبسبب الاعتقاد السائد إن اسعار السوق تميل إلى القيمة الجوهرية للسلعة، قد يكون كانتيلون أيضاً أنشأ مبدأ توحيد الربح (the uniformity-of-profit principle)—قد تؤدي التغيرات في سعر السوق لسلعة إلى تغيرات في العرض، مما يعكس ارتفاعاً أو انخفاضاً في الأرباح.[60]
في "Essai"، قدم كانتيلون نسخة متقدمة عن نظرية جون لوك "النظرية الكمية في النقود" (Quantity theory of money). مركزاً على التضخم النسبي وسرعة تداول المال.[61] أشار كانتيلون إلى إن التضخم يحدث تدريجياً وإن العرض الجديد للمال لديه تأثير محلي على التضخم، ويُنشئ بشكل فعال مفهوم "المال غير المحايد" (non-neutral money).[62] علاوة على ذلك، فلقد أفترض كانتيلون إن المستلمين الأصليين للأموال الجديدة يتمتعون بمستويات معيشية أعلى على حساب المستلمين اللاحقين.[63] إن مفهوم التضخم النسبي، أو الارتفاع المتفاوت في الأسعار بين السلع المختلفة في الاقتصاد، يعرف الآن بإسم "تأثير كانتيلون" (Cantillon effect).[64] كانتيلون اعتبر أيضاً إن التغير في سرعة تداول المال (كمية التبادلات التي تمت خلال فترة زمنية محددة) ذو تأثير على الاسعار. على الرغم من إنه ليس بنفس بدرجة التغير في كمية المال.[65] في حين كان يعتقد ان عرض المال يقتصر على النقد فقط، إلا إنه أقر بإن الزيادة في بدائل المال—أو الأوراق المصرفية—من الممكن أن تؤثر على الأسعار بزيادة سرعة تداول النقد المودع على نحو فعال.[66] وبصرف النظر عن تمييز المال عن المال البديل، لقد ميز كانتيلون أيضاً بين الأوراق المصرفية المقدمة كإيصالات للودائع النقدية وبين الأوراق المصرفية المتداولة خارج كمية النقد— أو الوسائط الائتمانية (fiduciary media)—مشيراً إلى إن حجم الوسائط الائتمانية محدودة للغاية بثقة الناس في قابلية استردادها..[67] وقد أعتبر إن الوسائط الائتمانية اداة مفيدة لتخفيف الضغط النزولي الذي يقوم به اكتناز النقد على سرعة تداول المال.[68]
ومع تناوله لمعتقد التجاريين الذي يقول بإن التدخل النقدي من الممكن أن يسبب توازن تجاري ايجابي بشكل دائم، طوّر كانتيلون آلية تدفق النقد (specie-flow mechanism) التي تنبئ بنظريات التوازن النقدي الدولي في المستقبل.[69] حيث أشار إلى إنه في الدول التي تمتلك كمية مرتفعة من المال المتداول، ستزداد الاسعار فيها وبالتالي تصبح أقل قدرة على المنافسة فيما يتعلق بالبلدان التي يوجد فيها ندرة نسبية في المال.[70] وهكذا رأى كانتيلون أيضاً إن الزيادات في المعروض من المال، بغض النظر عن المصدر، يسبب زيادات في مستوى السعر وبالتالي يقلل من القدرة التنافسية لصناعة دولة معينة بما يتعلق بأمة ذات أسعار متدنية.[71] ومع ذلك، لم يعتقد كانتيلون ان الاسوق العالمية تميل نحو التوزان، وبدلاً من ذلك اقترح ان تقوم الحكومة باكتناز النقد لمنع ازدياد الاسعار وانخفاض القدرة التنافسية.[69] علاوة على ذلك، اقترح إنه يمكن المحافظة عل توازن تجاري ايجابي من خلال تقديم منتج أفضل والاحتفاظ بالقدرة التنافسية النوعية. ربما كان تفضيل كانتيلون نحو التوازن التجاري الإيجابي نابع من اعتقاد المذهب التجاري في كون التبادل (exchange) لعبة صفرية المجموع (zero-sum game) ، حيث يكسب طرف واحد على حساب الآخر.[72]
قدم كانتيلون أيضاً نظرية متقدمة نسبياً في الفائدة.[73] حيث إعتقد إن الفائدة تنبع من حاجة المقترضين إلى رأس المال ومن الخوف من خسارة المقرضين، مما يعني أن المقترضين يضطرون إلى تعويض المقرضين عن مخاطر احتمال إفلاس المدين.[74] بالمقابل، تدفع الفائدة من الارباح المكتسبة من عائد رأس المال المُستَثمر.[75] في حين كان يُعتقد سابقاً ان معدل الفائدة يتباين عكسياً مع كمية المال، فإن كانتيلون يفترض ان معدل الفائدة يتحدد من خلال العرض والطلب على سوق الأموال القابلة للإقراض[76]—وهي فكرة أو نظرة عادةً ما تنسب إلى الفيلسوف الإسكتلندي ديفيد هيوم. على هذا النحو، في حين أن الأموال التي يتم توفيرها تؤثر على معدل الفائدة، فإن الأموال الجديدة التي تستخدم بدلاً من ذلك للاستهلاك لا تفعل ذلك؛ لذا فإن نظرية كانتيلون للفائدة (Cantillon's theory of interest) مشابهة لنظرية تفضيل السيولة لجون ماينارد كينز (liquidity preference theory).[77]
مساهمات أخرى
تقليدياً يُنسب الفضل إلى جان بابتست ساي لصياغة كلمة والنهوض بمفهوم "رائد الاعمال" (entrepreneur)، لكن في الحقيقة كان كانتيلون أول من إستهل هذا المصطلح في "Essai".[6][78] قسم كانتيلون المجتمع إلى فئتين رئيسيتين هما أصحاب الاجور ذات الدخل الثابت واصحاب الاجور ذات الدخل غير الثابت.[79] رائدي الأعمل بالنسبة لكانتيلون هم أصحاب الاجور ذات الدخل غير الثابت الذين يدفعون تكاليف الإنتاج المعروفة ولكنهم يكسبون دخلاً متذبذباً،[80] بسبب طبيعة المضاربة المتمثلة بإشباع الطلب غير المعروف على منتجاتهم.[81] وفي الوقت الذي وفر فيه كانتيلون الاسس، لم يطور نظرية مخصصة عن الارتياب (theory of uncertainty) —لم تتم إعادة النظر في الموضوع حتى القرن العشرين من قبل لودفيج فون ميزس، وفرانك نايت، وجون مينارد كينز من بين أخرين.[82] علاوة على ذلك، وبعكس النظريات اللاحقة عن ريادة الأعمال والتي ترى رائد الأعمال كقوة مسببة لاضطراب السوق، كانتيلون توقع الاعتقاد بإن رائد الأعمال جلب التوزان إلى السوق من خلال التنبؤ بشكل صحيح بتفضيلات المستهلكين.[83] يتعامل الاقتصاد المكاني مع المسافة والمساحة، وكيف من الممكن أن تؤثر هذه على السوق من خلال تكاليف النقل والقيود الجغرافية. عادةً ما يُنسب تطوير الاقتصاد المكاني إلى عالم الاقتصاد الألماني يوهان هاينريش فون ثونن، غير إن كانتيلون تناول موضوع الاقتصاد المكاني قبله بقرن تقريباً.[84] دمج كانتيلون تطوراته في نظرية الاقتصاد المكاني (spatial economic theory) مع تحليله للاقتصاد الجزئي للسوق، واصفاً كيف من الممكن أن تؤثر تكاليف النقل على مواقع المصانع، والأسواق، المراكز السكانية—أي أن الأفراد يسعون إلى خفض تكاليف النقل.[85] استمدت الاستنتاجات حول الاقتصاد المكاني من ثلاث فرضيات؛ ستكون تكلفة المواد الخام ذات الجودة المتساوية أعلى دائما بالقرب من العاصمة، بسبب تكاليف النقل؛ تختلف تكاليف النقل حسب نوع النقل (على سبيل المثال، يعتبر النقل المائي أرخص من النقل البري)؛ والبضائع الأكبر حجماً التي يصعب نقلها ستكون أرخص دائماً بالقرب من منطقة إنتاجها.[86] حيث انه وعلى سبيل المثال، أعتقد كانتيلون إن الأسواق قد صممت لتخفيض تكاليف الوقت والنقل لكل من التجار والقرويين.[87] وبالمثل افترض كانتيلون ان مواقع المدن كانت نتيجة في جزء كبير من ثروة اصحاب العقارات الساكنين وقدرتهم على تحمل تكاليف النقل، ، إذ مال أصحاب العقارات الأكثر ثراء إلى العيش أبعد من ممتلكاتهم، لأنهم كانوا قادرين على تحمل تكاليف النقل.[88] في "Essai" استخدمت نظرية الاقتصاد المكاني لاستنتاج لماذا احتلت الأسواق المنطقة الجغرافية التي قامت بها ولماذا تختلف التكاليف عبر الاسواق المختلفة.[89]
بصرف النظر عن النظريات التي نشأت على ريادة الأعمال والاقتصاد المكاني، قدم كانتيلون أيضاً نظرية مخصصة عن النمو السكاني. وعلى عكس ويليام بيتي، الذي يعتقد أنه هنالك دائماً قدراً كبيراً من الأراضي غير المستغلة وفرصاً اقتصادية لدعم النمو الاقتصادي، فرض كانتيلون بأن عدد السكان ينمو فقط حيثما توجد فرص اقتصادية.[90] وعلى وجه التحديد ذكر كانتيلون ثلاث متغيرات محددة لحجم السكان: الموارد الطبيعية، والتكنلوجيا، والثقافة.[91] وبالتالي فان عدد السكان ينمو بقدر توافر المتغيرات الثلاثة المذكورة سابقاً.[92] علاوة على ذلك، فان نظرية السكان لكانتيلون كانت أكثر حداثة من نظرية مالثوس بمعنى ان كانتيلون أقر بفئة أوسع من العوامل التي تؤثر على النمو السكاني، بما في ذلك ميل النمو السكاني إلى الانخفاص نحو صفر كلما أصبح المجتمع أكثر صناعياً.[93]
تأثيره
في حين ان "Essai" لم تُنشر حتى عام 1755 كنتيجة للرقابة الشديدة في فرنسا، تم تداولها على نطاق واسع بشكل مخطوطة غير منشورة في الفترة بين اكمالها ونشرها.[94] لقد أثرت بشكل ملحوظ في العديد من رواد مدرسة الفكر الاقتصادي الكلاسيكي، بمن فيهم آن روبير جاك تيرجو وفيزيوقراطيين أخريين.[95] كان كانتيلون ذو تأثير كبير على الفيزيوقراطي فرنسوا كيناي، الذي ربما تعلم من عمل كانتيلون من خلال عالم الاقتصاد الفرنسي والفيزيوقراطي "فيكتور دي ريكيتي ، ماركيز ميرابو" (Victor de Riqueti, marquis de Mirabeau).[96] في حين إنه من الواضح إن "Essai" أثرت بفرانسوا كيناي، إلى درجة مثيرة للجدل. الا ان هنالك ادلة على ان كيناي لم يفهمها تماما، أو لم يكن على علم تام بنظريات كانتيلون.[97] تم توضيح العديد من المعتقدات الاقتصادية لكيناي سابقاً في "Essai"،[98] لكن كيناي رفض عدداً من فرضيات كانتيلون، بما فيها فرضية ندرة الاراضي (the scarcity of land theory) ونظرية السكان لكانتيلون (Cantillon's population theory).[99] وادرك كيناي أيضاً ان ندرة رأس المال وتراكم رأس المال شرط مسبق للاستثمار.[97] ومع ذلك، تم اعتبار كانتيلون "اب الفيزيوقراطية" من قبل عالم الاقتصاد ومؤرخ الفكر الاقتصادي هنري هيجز، بسبب تأثيره على كيناي.[100] ومن المحتمل أيضاً ان كانتيلون اثر على عالم الاقتصاد الإسكتلندي جيمس ستيورات، سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر.[101]
كانتيلون هو واحد من عدد قليل من الاقتصاديين استشهد بهم آدم سميث، الذي اقتبس بشكل مباشر من "نظرية مستوى الكفاف في الأجور".[6][102] ربما تأثرت أجزاء كبيرة من نظرية سميث الاقتصادية بشكل مباشر بكانتيلون. على الرغم من انه في العديد من النواحي تقدم آدم سميث بعيدا خارج نطاق كانتيلون.[103] جادل بعض المؤرخين الاقتصاديين لا سيما شومبيتر وروثبارد بأن آدم سميث لم يقدم سوى القليل من فكره.[6][104] على كل حال، من خلال تأثيره على آدم سميث وفيزيوقراطيين أخريين، كان من المحتمل إلى حد بعيد ان يكون كانتيلون عالم الاقتصاد قبل الكلاسيكي الذي ساهم أكثر في أفكار المدرسة الكلاسيكية.[105] من الامثلة على ذلك تأثير كانتيلون على جان بابتست ساي، وهو ملحوظ في المنهجية المستخدمة في اطروحة ساي حول الاقتصاد السياسي (Treatise on Political Economy).[6][106]
المراجع
- Brewer 1992, p. 2; Brewer notes two suggested dates of birth, but puts greater weight on the validity of Antoine Murphy's estimate, "Murphy thinks that Cantillon was probably born in the 1680s, at Ballyronan in County Kerry, Ireland; Walsh says that he was born in 1697 (which is hard to square with the fact that he was in a position of responsibility in 1711)". Spengler August 1954, p. 283; Spengler cites Hone and mentions the same uncertainty in Cantillon's date as birth, "He was born in Ireland, in March 1697, according to Hone, and some seven to seventeen years earlier according to others."
- http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb12396752f — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
- Jevons 1881, p. 342; writes Jevons, "Cantillon's essay is, more emphatically than any other single work, 'the cradle of political economy.'" Cantillon 2010, p. 15; Editors Mark Thornton and Chantal Saucier write, "The influence of Cantillon's manuscript was largely unknown and the book had fallen so far into neglect that William Stanley Jevons was said to have "rediscovered" it in the late 19th century."
- Cantillon 2010, p. 15
- Nevin, Seamus. "Richard Cantillon: The Father of Economics". History Ireland. JSTOR. 21 (2): 20–23. JSTOR 41827152.
- Spengler August 1954, p. 283; writes Spengler, "Much of the life of Richard Cantillon, author of the 'Essai', remains enveloped in mystery."
- Higgs 1891, p. 270; Higgs cites the so-called Burke's Heraldic Illustrations, 1845, plate 51.
- Brewer 1992, p. 2; Higgs 1891, pp. 271–272
- Brewer 1992, p. 2
- Finegold September 2010; "Paymaster General James Brydges was a very wealthy man with much influence, which allowed Cantillon to make political and business connections before again leaving for France in 1714."
- Brewer 1992, p. 4; Finegold September 2010; Rothbard 1995, p. 345
- Brewer 1992, p. 4; Finegold September 2010
- Rothbard 1995, p. 345; writes Rothbard, "Moreover, Richard's mother's uncle, Sir Daniel Arthur, was a prominent banker in London and Paris ..."
- Brewer 1992, pp. 4–5
- Rothbard 1995, pp. 345–46; Brewer 1992, p. 5
- Potter, William (1650). "The Key of Wealth". England: Johnson Reprint Corp. مؤرشف من الأصل في 04 أبريل 2016.
- Rothbard 1995, pp. 327–30; Finegold September 2010
- Brewer 1992, pp. 5–6; Finegold September 2010
- Brewer 1992, p. 6; Finegold September 2010; Rothbard 1995, pp. 329, 345–46
- Brewer 1992, p. 6; writes Brewer, "He was introduced to Law at an early stage ... Most important, he bought shares early and sold at a large profit, thinking that the scheme was unsound and was bound to fail." Brewer also notes that Cantillon was acting as John Law's personal banker, at the time.
- Higgs 1891, 276; Cantillon's reply is according to Higgs, who records Law as follows: "His great credit during the Regency aroused the jealousy of John Law, who held blunt language with him: 'I can send you to the Bastille to-night if you don't give me your word to quit the kingdom in four and twenty hours!
- Finegold September 2010; Rothbard 1995, p. 346
- Brewer 1992, p. 7; Brewer suggests that Cantillon stored his wealth in London to avoid high French taxes levied on those who had profited from the speculative bubble. Hyse 1971, p. 815; Hyse writes that profits were remitted both to London and Amsterdam, "The English records indicate that Cantillon remitted his speculative profits from Paris to Amsterdam and London."
- Rothbard 1995, p. 346; Rothbard notes that these high interest rates incorporated an inflation premium.
- Brewer 1992, pp. 7–8; Rothbard 1995, pp. 346–47
- Higgs 1891, pp. 282–283; Rothbard 1995, pp. 346–347
- Higgs 1871, pp. 282, 288
- Higgs 1891, p. 286; Spengler August 1954, p. 284
- Brewer 1992, p. 8
- Brewer 1992, p. 8; Brewer restates Murphy's argument, where Murphy cites the fact that the so-called Chevalier de Louvigny carried a large number of documents related to Cantillon.
- Brewer 1992, p. 9
- Cantillon 2010, p. 13; In the introduction to the معهد ميزس's 2010 edition of Essai, Mark Thornton and Chantal Saucier write, "Based on the book itself and other evidence, we are now reasonably confident that Cantillon completed the manuscript in 1730." Brewer, p. 9
- Spengler August 1954, p. 61; Essai was published roughly twenty-one years after Cantillon's death.
- Hone 1994, p. 96
- Jevons 1881, pp. 341–43; writes Jevons, "The Essai is far more than a mere essay or even collection of disconnected essays like those of Hume. It is a systematic and connected treatise, going over in a concise manner nearly the whole field of economics, with the exception of taxation." Rothbard 1995, p. 345; Cantillon 2010, p. 13; Brewer 1992, p. 11
- Cantillon 2010, p. 5
- Schumpeter 1954, p. 210; Schumpeter states, "What Petty failed to accomplish—but for what he had offered almost all the essential ideas—lies accomplished before us in Cantillon's Essai."
- Jevons 1881, p. 343; Like Cantillon, Petty proposed that the value of an object was the aggregate of the land and labor involved in its production.
- Brewer 1992, p. 15; Brewer states, "I shall argue that Cantillon took very little from Petty, and that he completely remade the little that he did take." Schumpeter 1954, p. 210; Schumpeter concedes, "True, it was not accomplished in the style of a pupil who at every step looks back over his shoulder for the master's guidance, but in the style of an intellectual peer who strides along confidently according to his own lights."
- Brewer 1992, p. 15
- Higgs 1892, p. 437
- Hyse 1971, p. 823
- Salerno 1985, p. 305
- Hayek 1991, pp. 259–60
- Rothbard 1995, p. 348
- Hayek 1991, pp. 260–61; Cantillon 2010, pp. 70–71; an example Cantillon's use of ceteris paribus can be found in chapter twelve, part one, of Essai, "The land belongs to the owners but would be useless to them if it were not cultivated. The more labor is expended on it, other things being equal, the more it produces ..."
- Finegold June 2010; Carl Menger is credited with providing the المدرسة النمساوية the methodological insight which would lead to Ludwig von Mises's development of علم الأفعال.
- Salerno 1985, p. 306
- Hayek 1991, p. 260
- Brewer 1988; Thornton December 2007; Thornton 2007
- Brewer 1988, p. 447
- Thornton 2007, p. 4; Mark Thornton writes, "When this handful of selected quotes is placed into the proper historical and textual context they can even take on the possibility of being arguments against mercantilism and for a more laissez faire economy."
- Finegold September 2010; writes Finegold, "Cantillon's insights on the source of economic wealth also set him apart from typical mercantilists before him."
- Cantillon 2010, p. 21; Editors Mark Thornton and Chantal Saucier provide an abstract, stating, "Cantillon defines wealth as the consumption goods produced by land and labor. This contrasted with the Mercantilists who thought money was wealth."
- Rothbard 1995, pp. 349–50; Cantillon 2010, pp. 53–56
- Rothbard 1995, pp. 349–50; Cantillon 2010, p. 55; writes Cantillon, "But it often happens that many things, which actually have a certain intrinsic value, are not sold in the market according to that value; that will depend on the desires and moods of men, and on their consumption."
- Hülsmann 2002, p. 696
- Cantillon 2010, p. 119; "The price of meat will be determined after some bargaining, and a pound of beef will be valued in silver [i.e., money] approximately the same as all beef offered for sale in the market [i.e., supply], is to all the silver brought there to buy beef [i.e., demand]."
- Cantillon 2010, p. 119; Finegold September 2010; Tarascio 1985, p. 252
- Cantillon 2010, p. 148; "Mr. Locke lays it does as a fundamental maxim that the quantity of goods in proportion to the quantity of money is a regulator of market prices. I have tried to elucidate his idea in the preceding chapters: he had clearly seen that the abundance of money makes everything more expensive, but he has not considered how this happens. The great difficulty of this question consists in knowing in what way and in what proportion the increase of money raises the prices of things."
- Rothbard 1995, p. 355
- Rothbard 1995, p. 356
- Cantillon 2010, p. 155; Bordo 1983, p. 242
- Cantillon 2010, pp. 147–48
- Bordo 1983, p. 237
- Spengler October 1954, pp. 414–15
- Cantillon 2010, pp. 227–30
- Rothbard 1995, p. 359
- Spengler October 1954, p. 418; Rothbard 1995, pp. 358–59
- Bordo 1983, p. 244
- Brewer 1992, pp. 117–18
- Hayek 1991, p. 265; Hayek notes that Cantillon's theory of interest was overlooked by Eugen von Böhm-Bawerk, who wrote Capital and Interest as a critique of existing theories of interest in order to set up the introduction of his own time-preference theory of interest. This is meant to illustrate the obscurity of Cantillon's Essai to the economics profession prior to its "rediscovery" by Jevons.
- Cantillon 2010, pp. 169–70
- Cantillon 2010, pp. 170–71
- Bordo 1983, p. 247; Brewer 1992, p. 91
- Bordo 1983, pp. 247–48, 253
- Brewer 1992, p. 51; Anthony Brewer, however, distinguishes between Say's and Cantillon's use of the term "entrepreneur", noting that while Cantillon saw the entrepreneur as a risk-taker, Say predominately considered the entrepreneur a "planner".
- Rothbard 1995, p. 351; Hülsmann 2002, p. 698. Hülsmann argues that Cantillon divided society into four classes: politicians, property owners, entrepreneurs, and wage-earners.
- Tarascio 1985, p. 251
- Cantillon 2010, p. 74; "They [entrepreneurs] pay a fixed price for them at the place where they are purchased, to resell wholesale or retail at an uncertain price ... These entrepreneurs never know how great the demand will be in their city ..."
- Tarascio 1985, pp. 251–52
- Rothbard 1995, p. 352
- Hébert 1981, p. 71
- Rothbard 1995, p. 354
- Hébert 1981, p. 72
- Cantillon 2010, pp. 31–32
- Cantillon 2010, pp. 35–36
- Hébert 1981, p. 75
- Brewer 1992, p. 36; Brewer notes that Cantillon's theory on population was nearly identical to that of توماس مالتوس, who presented his own theory decades after Cantillon's death.
- Tarascio 1985, pp. 249–50
- Rothbard 1995, p. 353
- Tarascio 1985, pp. 250–51
- Rothbard 1995, p. 360
- Rothbard 1995, pp. 360–61
- Schumpeter 1954, pp. 209–10; writes Schumpeter, "Cantillon's great work fared better both because of its well-rounded systematic or even didactic form and because it had the good fortune to gain, long before its actual publication, the enthusiastic approval and the effective support of two very influential men, Gournay and Mirabeau." Furthermore, Schumpeter establishes, "An analogy may be helpful: Cantillon was to Quesnay, and Petty was to Cantillon, what Ricardo was to Marx."
- Brewer 1992, p. 168; Brewer cites a conversation between Quesnay and Mirabeau, as chronicled by the latter.
- Brewer 1992, pp. 174–75
- Brewer 1992, pp. 159–75
- Higgs 1892, p. 454
- Brewer 1992, p. 175; Brewer cites Steuart's reference to a tract by Phillip Cantillon, which in turn was based largely on Essai, and the many similarities between Steuart's Inquiry into the Principles of Political Oeconomy and Cantillon's Essai.
- Smith 2009, p. 45; "Mr. Cantillon seems, upon this account, to suppose that the lowest species of common labourers must everywhere earn at least double their own maintenance, in order that, one with another, they may be enabled to bring up two children." Cantillon 2010, pp. 59–65; Marx 2007, p. 608, n. 1
- Brewer 1992, pp. 192–93
- Schumpeter 1954, p. 179; Schumpeter charged, "But no matter what he actually learned or failed to learn from predecessors, the fact is that the Wealth of Nations does not contain a single analytic idea, principle, or method that was entirely new in 1776."
- Hayek 1991, p. 246
- Salerno 1985, p. 312
ببليوغرافيا
- Bordo, Michael David (1983). "Some Aspects of the Monetary Economics of Richard Cantillon (الاشتراك مطلوب)". Journal of Monetary Economics. 12 (2): 235–258. doi:10.1016/0304-3932(83)90002-8.
- Brewer, Anthony (1988). "Cantillon and Mercantilism (الاشتراك مطلوب)". History of Political Economy. United States: Duke University Press. 20 (3): 447–460. doi:10.1215/00182702-20-3-447.
- Brewer, Anthony (1992). Richard Cantillon: Pioneer of Economic Theory. London, United Kingdom: Routledge. .
- Cantillon, Richard (2010) [1755]. An Essay on Economic Theory. Auburn, Alabama: Ludwig von Mises Institute. . مؤرشف من الأصل في 07 نوفمبر 2019.
- Finegold Catalán, Jonathan M. (4 June 2010). "A Primer on Austrian Economics". Mises Daily. مؤرشف من الأصل في 13 نوفمبر 201422 سبتمبر 2010.
- Finegold Catalán, Jonathan M. (16 September 2010). "Richard Cantillon: Founder of Political Economy". Mises Daily. مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 201422 سبتمبر 2010.
- Hayek, Friedrich A. (1991). The Trend in Economic Thinking. Indianapolis, Indiana: Liberty Fund. .
- Hébert, Robert F. (February 1981). "Richard Cantillon's Early Contributions to Spatial Economics". Economica. London, United Kingdom: Blackwell Publishing. 48 (189): 71–77. doi:10.2307/2552944. JSTOR 2552944. (الاشتراك مطلوب)
- Higgs, Henry (July 1892). "Cantillon's Place in Economics". The Quarterly Journal of Economics. United States: The MIT Press. 6 (4): 436–456. doi:10.2307/1882513. JSTOR 1882513. (الاشتراك مطلوب)
- Higgs, Henry (June 1891). "Richard Cantillon". The Economic Journal. United Kingdom: Blackwell Publishing. 1 (2): 262–291. doi:10.2307/2956249. JSTOR 2956249. (الاشتراك مطلوب)
- Hone, Joseph (April 1944). "Richard Cantillon, Economist: Biographical Note". The Economic Journal. United Kingdom: Blackwell Publishing. 54 (213): 96–100. doi:10.2307/2959833. JSTOR 2959833. (الاشتراك مطلوب)
- Hülsmann, Jörg Guido (2002). "More on Cantillon as a Proto-Austrian". Journal des Economistes et des Etudes Humaines. Paris, France: l'Institut Européen des Etudes Humaines. 11 (4): 693–703. doi:10.2202/1145-6396.1036. مؤرشف من الأصل في 12 يناير 201223 سبتمبر 2010.
- Hyse, Richard (December 1971). "Richard Cantillon, Financier to Amsterdam, July to November 1720". The Economic Journal. United Kingdom: Blackwell Publishing. 81 (324): 812–827. doi:10.2307/2230319. JSTOR 2230319. (الاشتراك مطلوب)
- Jevons, William Stanley (January 1881). "Richard Cantillon and the Nationality of Political Economy" ( كتاب إلكتروني PDF ). Contemporary Review. Oxford, United Kingdom: The Contemporary Review Company Limited: 333–360. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 04 مارس 2016.
- Marx, Karl (2007) [1867]. Capital: A Critique of Political Economy, Volume I—Part II. New York City: Harriman House Ltd. . مؤرشف من الأصل في 27 يناير 2020.
- Rothbard, Murray N. (1995). An Austrian Perspective on the History of Economic Thought, Volume I (Economic Thought Before Adam Smith) ( كتاب إلكتروني PDF ). Auburn, Alabama: Ludwig von Mises Institute. . مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 24 أغسطس 2014.
- Salerno, Joseph T. (Fall 1985). "The Influence of Cantillon's Essai on the Methodology of J. B. Say: A Comment on Liggit" ( كتاب إلكتروني PDF ). The Journal of Libertarian Studies. United States. 7 (2): 305–316. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 24 ديسمبر 201223 سبتمبر 2010.
- Schumpeter, Joseph A. (1981). History of Economic Analysis. Routledge. .
- Smith, Adam (2009). The Wealth of Nations. Petersfield, United Kingdom: Harriman House Ltd. .
- Spengler, Joseph J. (August 1954). "Richard Cantillon: First of the Moderns. I". The Journal of Political Economy. United States: The University of Chicago Press. 62 (4): 281–295. doi:10.1086/257535. JSTOR 1827232. (الاشتراك مطلوب)
- Spengler, Joseph J. (October 1954). "Richard Cantillon: First of the Moderns. II". The Journal of Political Economy. United States: The University of Chicago Press. 62 (5): 406–424. doi:10.1086/257574. JSTOR 1826522. (الاشتراك مطلوب)
- Tarascio, Vincent J. (Fall 1985). "Cantillon's Essai: A Current Perspective" ( كتاب إلكتروني PDF ). Journal of Libertarian Studies. United States. 29 (2): 249–257. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 11 سبتمبر 201323 سبتمبر 2010.
- Thornton, Mark (2007). "Cantillon the Anti-Mercantilist" ( كتاب إلكتروني PDF ). Working Paper. Auburn, Alabama: Ludwig von Mises Institute: 1–33. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 14 أكتوبر 201223 سبتمبر 2010.
- Thornton, Mark (December 2007). "Was Richard Cantillon a Mercantilist?". Journal of the History of Economic Thought. London, United Kingdom: Cambridge University Press. 29 (4): 417–435. doi:10.1080/10427710701666495. مؤرشف من الأصل في 20 أغسطس 201623 سبتمبر 2010. (الاشتراك مطلوب)